الحوثي في مولد النبي .. تجليات قائد شاب يزرع ألوان التفاؤل وسط حقول الألغام ليغير وجه العالم

 الأمهات كن في القاعة الكبرى المجاورة للأستاد الرياضي الكبير حيث احتشد الآباء مع الابناء أولادا و بنات لاحيا

1528072 220467268137224 142968764 n
 
 

ء مولد النبي المصطفى .. يبرز بين الصالة و الملعب طيف جيل يولد في ميلاد الرسول الأعظم الذي أخذ انصار الله على عاتقهم الانتصار لذكراه كل عام بمهرجانات احتفائية ضخمة تعيد للأرواح و النفوس ما فقدته من ألق و روحانية على مدى عشرات السنون .

 
كالعادة .. فعاليات الحوثيين لا ينقصها الدقة و التنظيم .. انهم في هذا المجال يعكسون جانبا مهما يترجم واقعهم كحركة منظمة جدا و نشطة و فاعلة و مؤثرة لأبعد مدى .. لا يمكن الا نادرا ان تحدث اخطاء فادحة في هكذا مناسبات تحتاج الى قدر كبير من الجاهزية و الخبرة و الامكانيات للتعامل مع تدفق طوفانات بشرية في ظل تحديات امنية و استهداف متواصل يتربص بكل صغيرة و كبيرة للإنقضاض على الحركة الحوثية الفتية من ابسط هفوة يمكن ان تمثل ثغرة الاختراق للخصم و هو ما يستحيل ان يسمح به رجال المسيرة القرآنية .

في العاصمة صنعاء .. انيطت مهام الاعداد و الاشراف الى دكتور عمليات القلب المفتوح خطيب جامع الحشحوش طه المتوكل مع ابوفضل صالح الصماد و في صعدة تولى المهمة ابو ادريس جنبا الى جنب مع محمد عبدالسلام .. طبعا هذا في الصورة المعلنة .. اما في الكواليس فكل منتسب الى انصار الله يعتبر مشرف رئيسي يضطلع بدور قيادي من موقعه سواء كان محسوبا كقائد معروف او كادر عادي .. الجميع هنا سواسية .. يعملون سويا كجنود مجهولين .. نذروا انفسهم لتغيير وجه الواقع المتضعضع من حيث يتواجدون بين صخور جبال القرى الريفية النائية او خرسانات و اسفلت المدن و عواصم المحافظات .. لذا لا غرابة إن اصبح النجاح المبهر و الحوثيون توأمان لا يفترقان .. من مشاف البندقية الى مداد القلم .. في تناغم مثير بين وقع الأنامل على كيبوردات الكمبيوتر و اﻷورج و إيقاع الأصابع على زناد الجرامل و ال
 
 
هاوان متى ما كان العزف هو المطلوب للرقص على سيمفونيات الحروب او السلام .. هؤلاء القوم يجيدون كل لغات العالم .. جاهزون للتجربة و الامتحان و الرهان و المواجهة .. بالرصاص و بالدم و باللسان و بالحمائم و أغصان الزيتون .

الشاب الثلاثيني عبدالملك الحوثي يثير حفيظة الكبار كلما أطل .. جيل البابوية الاول المسيطر على صناعة قرار الحكم في اليمن يخشونه و يتخوفون من تقدمه المتسارع بقوة حصان جامح يردم منافسيه خلفه وسط غبار الانجاز العابر للخيال .. من كان يتوقع ان يكتظ الملعب و القاعة .. الساحة و العاصمة .. الشاشة و الشوارع .. بأنصار السيد .. الحوثي و المسيرة .. صعدة و الصرخة .. لم يفعلها احدا من قبله .. لا الاصلاح او الاشتراكي او المؤتمر كأكبر الاحزاب جماهيرية في اليمن .. وحدهم انصار الله .. ابناء الثلاثة اعوام فقط .. من استطاعوا تغيير وجه البلاد و إحالة جمود التردي و الإحباط إلى حركة دؤوبة تبذر الآمال في صحراء الجدب القاحلة .. ليس ارتداء المدن اليمنية باللون الاخضر هذا المولد و حسب .. بل في تحريك الشارع على الدوام .. مظاهرات سلمية اسبوعيا و فعاليات تحت عناوين متنوعة كل شهر بشكل مستمر .. كم كان بديعا للغاية ان تكتسي العاصمة و محافظات الجمهورية بألوان الزهر و الشجر .. الزراعة و الثمار .. الطيبة و العفو .. الخضرة كرمزية بهجة تنم عن نفسيات خالية من العقد و الحقد .. سعيا الى وطن خال من الضغائن .. من الأحمر المقزز و الأسود الكئيب .. من ألوان السبهللة الصفراء .. بإتجاه الأبيض .. لون النور حينما يختلط بزرقة البحر و السماء ليرسم على الأرض لوحة تفاؤل غامرة بالحب الذي تجلى في صعدة و صنعاء يوم مولد الرسول العظيم .
 

 

المزيد في هذا القسم: