المرصاد نت - متابعات
إرتفعت مؤخراً الأصوات المحذرة من التقسيم الذي قد يسلكه اليمن في القريب العاجل خصوصاً كلما تعقدت الحلول السياسية واستمرت الأطراف اليمنية بعيدة من طاولة الحوار
وقبولها بتقديم التنازلات حيث يظهر كل طرف في اليمن كما لو أنه يريد أن يقتطع له قطعة جغرافية من البلد من خلالها يحقق مكتسبات سياسية واقتصادية مع هذا الارتفاع المتزايد للمخاوف يرتفع صوت “الانفصال” معززاً بمواقف سياسية لقيادات سياسية ودبلوماسية، بعضها يعمل في صف هادي ويتولى مناصب قيادية مهمة، الأمر الذي تتكشف معه المواقف والتحركات بصورة صادمة ربما وباعثة على القلق.
الدعوة إلى الانفصال هي دعوة قديمة وربما يمر على بدايتها سنوات طويلة وتحديداً منذ قيام حرب صيف 94 الحرب التي بقيامها رأت مكونات وقيادات جنوبية أن الجنوب تحول إلى غنيمة حرب طالت كل شيء الاقتصاد والسياسة والثقافة والتاريخ والدولة والنظام والقانون. وعلى الرغم من تغير الظروف السياسية والعسكرية في اليمن ودخول البلاد في مراحل سياسية جديدة يفترض أن تتغير معها الرؤى والحسابات والدعوات إلا أن هذه الدعوة ظلت ما بين مرحلة وأخرى محل تطور حتى يومنا هذا. لن نذهب نحو استعراض مراحل هذا التطور تاريخياً، لكننا نركز على بعض المواقف التي طرأت وتطرأ على هذا الطريق الذي تبدو أطرافه كثيرة ومتشابكة بما في ذلك المواقف التي تحدث هنا أو هناك.
كثيرة هي التحليلات والقراءات السياسية التي تتحدث عن ورقة الانفصال وكذلك المواقف من هذا الملف والمثير للدهشة ربما هي تلك المواقف التي تصدر من قبل أطراف وقيادات تعمل مع هادي في صف الشرعية، والتي يفترض أن تكون مواقفها مؤيدة لمواقف هذا الرئيس والطرف الذي يعمل معه، والذي يطرح فكرة دولة اتحادية مكونة من ستة أقاليم.
آخر هذه المواقف السياسية كانت تلك التي ظهرت من واشنطن وتمثلت بظهور الثنائي أحمد بن مبارك سفير هادي في واشنطن وخالد اليماني سفيره في الأمم المتحدة، في احتفالية لمجموعة من أبناء الجنوب في إحدى الولايات الأمريكية، وتحت مظلة العلم الجنوبي.
ظهور خلق جدلاً واسعاً وكبيراً في الأوساط السياسية والدبلوماسية وقال عنه مراقبون إنه لا يمكن اعتباره استمراراً روتينياً بليداً للسجال السياسي المعهود ففيه برزت بوضوح عناصر المشهد، من دون غطاء باعتبار أن ما جرى فعلاً لم يكن في إحدى قرى الضالع أو ردفان أو دثينة وإنما في الولايات المتحدة الأمريكية، وبالتالي فإن ما قام به الثنائي هو محاكاة لما يحدث في عدن من خطوات وترتيبات انفصالية تمهد لقيام دولة “الجنوب العربي” طبقاً لأولئك المراقبين الذين تساءلوا عما إذا كان الجنوب قد حسم أمره.
الجدل الواسع الذي أثاره سفير هادي في واشنطن، أحمد عوض بن مبارك ذكر الكثير من اليمنيين بالظهور المفاجئ والكبير للرجل في فترة الحوار الوطني حيث برز بن مبارك في أهم دوائر صناعة القرار السياسي في الدولة وتم تعيينه الأمين العام للحوار الوطني الشامل ولأن بن مبارك لم يكن معروفاً مسبقاً في المسرح السياسي اليمني ولم يكن ينتمي إلى حزب وليس له نشاط سياسي سابق ذهب الكثير من السياسيين إلى التساؤل عن هذا الشخص ومن جاء به؟ وكيف؟
ظل ابن مبارك مستمراً في نشاطه وظل ملازماً ومرافقاً هادي في كل تحركاته وفي كل الفعاليات السياسية ومن ثم جرى تعيينه مديراً لمكتب الهادي ومن ثم كان يحضّر لأن يكون رئيساً لحكومة الوفاق الوطنية كبديل لمحمد سالم باسندوة إلا أن معارضة المكونات السياسية عطلت ذلك.
مصادر سياسية قريبة من دوائر صناعة القرار كشفت عن أن هناك شخصيات سياسية في اليمن ظهرت إلى السطح وشدت انتباه الكثيرين ولكن بعض هذه الشخصيات التي كانت تقترب من هادي اتضح أنها “تشتغل مخابرات لبعض دول في المنطقة والعالم” (على حد زعم المصادر)، وهذه الشخصيات “طبقاً لمعلومات دقيقة” ظلت مؤثرة على هادي وتأثيرها كان سلباً وليس إيجاباً، وأحمد عوض بن مبارك “أحد هؤلاء”.
وفي حين قالت المصادر إن الرجل “غريب وغامض” ودخل في المشهد السياسي “بطريقة غامضة” أكدت المصادر أنه “تم الدفع به من قبل الأمريكان” وأن معظم “التشوه” الذي حصل في المشهد السياسي اليمني “كان بسببه” حيث كان يرسم ويهندس سياسة هادي “بما يتماشى مع سياسية الأمريكان” وبعد أن بدأ دوره ينكشف في الداخل اليمني طلب الرجل أن يكون سفيراً في أمريكا حتى يستكمل الدور ودائماً وفق المصارد نفسها “وبالفعل الآن يقود عملاً مخابراتياً من واشنطن ضد اليمن والظهور الفاضح له قبل يومين في فعالية يرتفع فيها علم التشطير دليل واضح على اللعبة التي وجد لأجلها”، تعقب المصادر.
قيادي وناشط سياسي آخر وهو من ضمن أعضاء مؤتمر الحوار الوطني كشف عن أنه خلال فترة مؤتمر الحوار الوطني عرض عليه بن مبارك وعن طريق شخصية مقربة منه وضمن دائرته في تلك الفترة أن يكون “مخبراً لأمريكا” وجرت المحاولات عليه ولكنه رفض ذلك وقال لهم بالحرف “أجوع يوم وأشبع يوم ولا أدخل هذا المجال” وطبعاً يبقى كل ما تقدم نقلاً عن المصادر السياسية الرفيعة وهو ما لا يستطيع “العربي” تبنيه مطلقاً لعدم وجود أدلة دامغة.
من يحرك ورقة الانفصال في عدن محلياً وإقليمياً؟
سياسيون أيضاً يتساءلون إذا ما سلمنا بأن كل ما جرى ويجري في اليمن منذ 19 شهراً هو بسبب الخروج على سلطة شرعية بموجب الدستور والقوانين المحلية والدولية كيف يمكن فهم رعاية صاحب هذه الشرعية لفعالية في عدن تندد باليمن الموحد وترفع الأعلام الانفصالية وتدوس الدستور والعلم الوطني بأقدام المشاركين فيها؟ والمستغرب لدى هؤلاء أن كل هذا جرى تحت سمع وبصر هادي ورئيس وزرائه اللذين كان حضورهما يمثل مباركة صارخة لتلك الفعالية التي تنقلب على كل الثوابت الوطنية.
وعلى النهج ذاته وبعد يوم واحد من تلك التظاهرة التي جرت في عدن للمطالبة “بالاستقلال ” بمباركة هادي ورئيس حكومته ظهر محافظ عدن خلال حفل تكريم أوائل طلاب جامعة عدن صباح اليوم الذي تلا يوم الاحتفالية والمعين بقرارهادي وخلال كلمته أمام الطلاب يهزأ من الذين كانوا يرفعون علم الجمهورية اليمنية من قيادة الجامعة خلال هذا الحفل ولم يكتف بذلك بل قام برفع علم دولة الجنوب (السابقة) والاعلان أمام طلاب الجامعة بأن استقلال الجنوب أصبح واقعاً. تصرفات محافظ محافظة عدن عيدروس الزبيدي المعين بقرار جمهوري من هادي لم تتوقف عند إلزام كل مؤسسات الدولة في المحافظة برفع علم الجنوب فحسب بل سبقتها ممارسات عنصرية تمثلت بترحيل أبناء المحافظات الشمالية من محافظة يفترض أنها جزء لا يتجزأ من وطنهم.
لكن السؤال الأهم والذي يقفز لذهن أي متابع للأزمة الحالية في البلاد سواء كان مؤيداً أو رافضاً لدعاوى فك الارتباط هو هل ينجح قادة الحراك في تحقيق غايتهم التي يعولون على مكاسب من خلالها؟ وما هي تلك المكتسبات؟ ومدى التأييد الدولي لها؟ ومن الدول التي تقف إقليمياً وراء الأمر ومدى استفادتها؟ ودور الشعب الجنوبي في مرحلة ما بعد فك الارتباط في حال حدوثه؟
يجيب بعض المتابعين أنه “لا بد أن يدرك الجميع أن المجتمع اليمني على الرغم من بساطته فهو معقد بشكل كبير أيضاً وذو خصوصية كبيرة ما يجعل التنظير أمراً سهلاً لكن الواقع غير ذلك، خصوصاً أن عملية فك الارتباط بين الجانبين قائمة حالياً بالفعل بعد العدوان السعودي ودخول قوات الاحتلال الاماراتي السعودي عدن وأصبحت هناك مناطق واسعة تدار من قِبل قوى الحراك الجنوبي اليمني" الغزاة المعتدين هم الحاكم الفعلي لعدن" لكن في المقابل هذا الحراك لا يزال كياناً غير متماسك ومستقطب إقليمياً ويعاني من تعدد المشاريع والخلافات التاريخية بين قياداته”.
على الأرض وطبقاً لمحللين هناك تجمعات يومية ومطالبات منذ مليونية 14 أكتوبر 2014 احتفالاً باستقلال الجنوب عن الاحتلال البريطاني تدعم فكرة الانفصال واستعادة دولة الجنوب وعاصمتها عدن لكن دولياً لا يرى المحللون إمكانية توافر دعم إقليمي سوى الموقف الإماراتي إلا في إطار دعم الفيدرالية كمخرج مؤقت للأزمة، وليس تكريساً لدعاوى الانفصال. لكن في المعلومات فإن مستجدات دولية طرأت على هذا الصعيد أبرزها تنظيم الاتحاد الأوروبي مؤتمراً ضخماً في العاصمة اللبنانية بيروت استقطب طيفاً واسعاً من الجنوبيين والوجوه السياسية الممثلة لمختلف التيارات بهدف استمزاج رأيها للحل. وقد أحيط المؤتمر بشكل مريب بتعتيم إعلامي أصر عليه المنظمون.
معاذ منصر - العربي
المزيد في هذا القسم:
- العدوان السعودي الأمريكي يمنع دخول سفن الإمدادات الضرورية إلى اليمن المرصاد نت - متابعات أكد تقرير سري أن العدوان السعودي الأمريكي يمنع دخول إمدادات ضرورية المساعدات الإنسانية إلى اليمن. وبحسب وكالة رويترز فقد بينت “س...
- إجتماع رباعي لتحالف العدوان والكويت تمهل الأطراف 15 يوماً لأنهاء المفاوضات المرصاد نت - بندر الهتار عقد اليوم الأربعاء اجتماع رباعي في العاصمة البريطانية لندن ضم وزراء خارجية أمريكا وبريطانيا والسعودية والامارات للحديث حول التطورات ف...
- مصدر :مواجهات مسلحة بين نقطة يسلح ومليشيات مسلحة تتبع الاصلاح لانقاذ لجنة وساطة ضوران. قال مصدر أمني في نقطة نقيل يسلح ان ميليشيات مسلحة تتبع "الاصلاح" اقدمت على اللحاق بلجنة الوساطة القبلية التي سعت الى ايقاف المواجهات المسلحة بين انصار ا...
- إشتباكات عنيفة في شبوة للسيطرة على آبار النفط بالمحافظة ! المرصاد نت - متابعات اندلعت اشتباكات عنيفة اليوم الخميس بين قوات هادي الموالية للسعودية ومليشيات الإمارات بشبوة على خلفية صراع السعودية والإمارات للسيطرة على ...
- الحجاج يستعدون للوقوف بعرفات يستعد الحجاج اليمنيون وضيوف الرحمن للوقوف بجبل عرفات غدا الجمعة بعد قضائهم يوم التروية في منى ضمن مناسك فريضة الحج. وقال وزير الاوقاف والإرشاد رئيس بعثة الحج ا...
- موقع أمريكي: أسلحة أمريكية استخدمت بجرائم حرب في اليمن المرصاد نت - موقع ديفينس ون الأمريكي فيما قامت الولايات المتحدة بتقييد البعض من مبيعات الأسلحة إلى السعودية قدمت بعض جماعات حقوق الإنسان أدلة دامغة تشير إلى وا...
- إشتباكات بقاعدة العند والعثور على 11 جثة مقطوعة الرؤوس بعدن المرصاد نت - متابعات اندلعت مساء يوم الثلاثاء اشتباكات بين مجندين وقوة امنية تتولى حراسة وزير الدفاع الجنوبي السابق هيثم قاسم طاهر بقاعدة العند العسكرية وق...
- اليونسكو: مدن عربية قديمة في خطر من بينها صنعاء القديمة وشبام وزبيد المرصاد نت - متابعات أعلنت منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونسكو) لائحة بـ55 موقعاً من التراث العالمي “يتخوف الخبراء من أن تودي بها الحرو...
- الرئيس إبراهيم الحمدي .. وعهد المغتربين والتنمية المشرق! المرصاد نت - متابعات منذ الطفولة كنا نسمع الآباء يتحدثون عن مشروع الطريق الرئيسي الرابط بين محافظة ريمة ومحافظة ذمار والحديدة وبقية المحافظات هو من عهد الرئيس...
- مجلس الأمن يطوي صفحة القرار 2216: وصول الفريق الأممي إلى الحديدة ! المرصاد نت - متابعات وصل اليوم السبت 22 ديسمبر/كانون أول 2018 إلى مطار عدن الدولي الميجور جنرال باتريك كامارت رئيس لجنة التنسيق و المراقبة الأممية وغادر كامار...