حكم الإمارات في الجنوب... يتعزز

 المرصاد نت - متابعات

في تطور لافت عقد مجلس إدارة المصرف المركزي اليمني اجتماعاً في عدن أول من أمس وأصدر بياناً اتهم فيه خلية تابعة لـ«التحالف» بعرقلة إنزال الأوراق النقدية المطبوعة فيuae2017.8.14 الخارج، وهو اتهام مبطّن موجه إلى دولة الإمارات.


وأضاف البيان الصادر عن الاجتماع الذي ترأسه محافظ المصرف منصور صالح القعيطي أنه ناقش البند الذي يتعلق بجداول توريد الأوراق النقدية المطبوعة في الخارج لافتاً إلى الصعوبات البالغة التي تواجه ترتيبات النقل والتوريد بسبب عرقلة إنزال هذه الاوراق جواً في مطار عدن من قبل خلية تابعة لـ«التحالف»، وذلك لأسباب «مجهولة ودون مبرر أو تفسير واضح».
وتندرج خطوة «عرقلة إنزال الأوراق النقدية» للريال اليمني في عدن ضمن خطوات إماراتية سبقها خطوة السيطرة على مديرية عزان في محافظة شبوة شرقي اليمن منذ أسبوعين بغية وضع اليد على حقول الغاز والأنابيب الواصلة إلى «ميناء بلحاف» المخصص لتصدير النفط والغاز.

ولعلّ الجدير ذكره أنّ تلك السيطرة الميدانية أخذت طابعاً استعراضياً بعدما عقدت دولة الإمارات تسوية بواسطة داعية سلفي يدعى محمد باعوظة مع تنظيم «القاعدة في شبه الجزيرة العربية» انسحب على إثرها التنظيم من مديرية عزان (مقابل مبلغ من المال) لتحلّ مكانه القوات الإماراتية. وللإشارة فإنّ الطوافة التي ادّعت أبو ظبي أنها «سقطت بعطل فني» أول من أمس وقتل فيها أربعة ضباط من القوات الجوية كانت تقوم بمهمة تعزيز الأمن للشركات والحقول والأنابيب النفطية في عزان.
وتدّعي الإمارات أنها تسيطر على الجنوب اليمني بموجب مشاركتها في «تحالف العدوان » الذي بدأ عدوانه على اليمن بدعوة من هادي علماً أنه لم يعد خافياً على أحد أنّ أبو ظبي تخوض صراعاً عنيفاً مع «ماتسمي شرعية هادي» وأنّ هذا الصراع تحوّل إلى عداء مستحكم رغم محاولة الرئيس المستقيل التقرب مراراً وتكراراً من حكام الإمارات.
ووصل الأمر بالإماراتيين حدّ تعمّدهم توجيه الإهانات الشخصية إلى هادي، والعمل على إذلاله، من خلال توجيه الدعوة إليه لزيارة أبو ظبي ثم استقباله من قبل مدير الاستخبارات والتعامل معه بشكل غير لائق. وفي الميدان، يعمد الإماراتيون إلى تحجيم سلطات هادي والتضييق على كل من يمتّ إليه بصلة. وفي أكثر من مرة، حاول الأخير توسيط السلطات السعودية لدى الإماراتيين، لكنّه لم يجد آذاناً صاغية.
ويواجه الفريق الموالي للسعودية ومن بينهم هادي، إشكالية انصراف ولي العهد المعيّن حديثاً محمد بن سلمان، عن متابعة التفاصيل المحلية للشأن اليمني، في مقابل إعطائه أولوية لتمتين العلاقة مع سلطات أبو ظبي، خاصة بعدما اكتشف قوة النفوذ الإماراتي في المؤسسات الأميركية.
ضمن هذا المشهد، يحاول هادي استخدام آخر أوراقه وأهمها عبر تهديد المسؤولين السعوديين بأنه في صدد إعلان وقف ما يسمى «عاصفة الحزم»، وأنّ اليمن لم يعد بحاجة إلى التدخل العسكري لـ«التحالف». وفي مقابل ذلك، سيُعلن الشروع في إحياء المسار السياسي بين الفرقاء اليمنيين للتوصل إلى تسوية سياسية تنال الرضى المحلي.
المسؤولون السعوديون المشغولون في ترتيب البيت الداخلي للأسرة الحاكمة، والتمهيد لاعتلاء ابن سلمان العرش، إضافة إلى متابعتهم «الأزمة الخليجية»، أكثر الناس اطلاعاً على تفاصيل مشروع هادي ويُدركون جيداً هزالة شرعية هادي المستمدة بالأصل من الارتباطات السعودية إقليمياً ودولياً.
ويؤكد العارفون بخفايا علاقة الرياض بهادي أنّ الأخير «أُبلِغ، قولاً وممارسةً، بأنّ المسؤولين السعوديين ليسوا على استعداد للمجازفة بعلاقتهم مع شريكهم الرئيسي في التحالف، أي الإمارات، وعليه التعايش وفق مقتضيات علاقة الرياض ــ أبو ظبي».
في غضون ذلك يحاول هادي الدفاع عن آخر ما بقي له، عبر الإبقاء على مكتسباته والحفاظ على الموظفين المحسوبين عليه في جنوب اليمن حيث يتعرضون لضغوط إماراتية، خاصة أنّ أبو ظبي لم يرُقها التفرج على انطلاق «عجلة الإنماء» على يد محافظ عدن المعيّن منذ شهرين عبد العزيز المفلحي وتريد من هادي إقالته.
ملخص هذا المشهد يشير إلى أنّ دولة الإمارات لا تحترم التسوية التي رعتها «اللجنة الثلاثية» المكوّنة من مسؤولين سعوديين وإماراتيين وآخرين تابعين لهادي والتي قضت بتقاسم المهمات والملفات بين الأطراف المحلية المحسوبة على كل من الرياض وأبو ظبي. وكلما حققت امتيازاً، انطلقت إلى آخر، لتثبت أنها الحاكم الفعلي الوحيد في جنوب اليمن.

سقوط رابع طائرة إماراتية... وإصابة حفيد زايد آل نهيان

لا تزال الإمارات ثاني أكبر مشارك في تحالف العدوان على اليمن تتلقى خسارات عسكرية لا يُستهان بها قياساً إلى تاريخها العسكري المتواضع. فبعد الخسارة التاريخية التي تكبدتها في محافظة مأرب في أيلول 2015، سقطت رابع طائرة عسكرية تابعة لأبو ظبي في اليمن، مع مقتل أربعة جنود إماراتيين كانوا على متنها

للمرة الرابعة منذ بدء العدوان على اليمن سقطت طائرة إماراتية فوق الأراضي اليمنية ليل الجمعة الماضي وذلك باعتراف أبو ظبي التي أكدت مقتل أربعة من جنودها وإصابة حفيد مؤسس دولة الإمارات، زايد آل نهيان، زايد بن حمدان.

الإعلان الإماراتي الرسمي اكتفى بإرجاع سبب مقتل الجنود الأربعة إلى «تحطم الطائرة» التي كانوا على متنها، في وقت كشف فيه وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي، أنور قرقاش أمس إصابة «زايد بن حمدان آل نهيان في الحادثة»، متمنياً عبر موقع «تويتر» له ولرفيقيه «الشفاء العاجل»، ليتضح أن بن حمدان كان على متن المروحية الإماراتية التي سقطت في محافظة شبوة اليمنية.
وكانت القيادة العامة للقوات المسلحة الإماراتية قد أعلنت مقتل أربعة من جنودها «أثناء تأديتهم مهماتهم الاعتيادية»، مشيرة إلى أن القتلى هم: «النقيب أحمد خليفة البلوشي، الملازم أول طيار جاسم صالح الزعابي الوكيل محمد سعيد الحساني والوكيل سمير محمد مراد أبو بكر».
وفي حين لم تتضح بعد أسباب سقوط المروحية، قال بيان القيادة العامة إن الطائرة تعرّضت لـ«خلل فني أدى إلى هبوطها اضطرارياً وارتطامها بالأرض»، وذلك في منطقة العطير في وادي عمقين في مديرية الروضة في شبوة (جنوب اليمن)، بعد أيام على نشر قوات «النخبة الشبوانية»، التي تشرف عليها الإمارات، في عدد من مديريات المحافظة.
وبذلك يرتفع عدد الطائرات الإماراتية التي سقطت في اليمن إلى أربع، من أصل عشر مقاتلات حربية سقطت أو أُسقطت منذ بدء العدوان على اليمن قبل أكثر من عامين، منها ثلاث طائرات سعودية وطائرة واحدة لكل من الأردن والبحرين والمغرب.
وتأتي الحادثة بعد مقتل 12 عسكرياً سعودياً إثر تحطّم مروحية من طراز «بلاك هوك» خلال «تأدية مهماتها»، وفق بيان التحالف، في محافظة مأرب شرق اليمن في 18 نيسان الماضي. تجدر الإشارة إلى أن الإمارات هي ثانية أكبر دولة في تحالف العدوان، إذ تشارك أبو ظبي بـ 30 مقاتلة، فيما تشارك الرياض بـ 100 مقاتلة، كما سقط للإمارات في أيلول عام 2015، ضمن أكبر خسارة للتحالف في اليمن، 52 جندياً إماراتياً في هجوم صاروخي استهدفهم في محافظة مأرب.
وأيضاً في شبوة نقلت قناة «المسيرة» الموالية لحركة «أنصار الله» اليمنية عن مصدر عسكري أمس أن وحدة الهندسة التابعة للجيش اليمني و«اللجان الشعبية» «دمرت آلية عسكرية محملة بمرتزقة العدوان في طوال السادة في مديرية عسيلان». وكانت وحدات الجيش و«اللجان الشعبية» قد شنت مساء أول من أمس، هجوماً على مواقع تابعة لقوات العدوان في منطقة آل دبوة في المديرية حيث تكبّدت الأخيرة «خسائر جسيمة في الصفوف»، وفق «المسيرة».
وفي سياق عسكري آخر نظّمت قيادة المنطقة العسكرية الثانية التابعة لهادي صباح أمس عرضاً عسكرياً لوحدات جديدة ستلتحق بالخدمة في لواء الريان في مدينة المكلا. وألقى محافظ حضرموت فرج سالمين البحسني، كلمة أثناء العرض استعرض خلالها «مراحل تشكيل قوات النخبة الحضرمية»، التي تشرف الإمارات على تدريبها منذ أكثر من عام مؤكداً «دورها في تحرير مدن ساحل حضرموت من عناصر تنظيم القاعدة وبسط الأمن وترسيخ دعائم الدولة وتحقيق الأمن والأمان في ربوع المحافظة».
أما على المستوى السياسي فقد أعلنت خمسة أحزاب يمنية من العاصمة المصرية القاهرة، تشكيل ائتلاف سياسي جديد «لاستعادة الدور الفاعل للحياة السياسية اليمنية». وقال بيان صحافي صادر عن اللجنة التحضيرية للأحزاب الخمسة («الحزب الاشتراكي»، «التنظيم الناصري»، «حزب العدالة والبناء» «اتحاد القوى الشعبية» و«التجمع الوحدوي») إنها «انتهت من إنجاز الوثيقة السياسية للائتلاف الجديد» مضيفاً أن «الوثيقة تضمنت الأسس والمبادئ الرئيسية على قاعدة إنهاء الانقلاب الذي نفذته جماعة أنصار الله وحلفاؤهم من القوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح على حكومة الرئيس هادي ».
ومن اللافت أن الائتلاف الجديد لا يضم الحزبين اللذين يمتلكان قاعدة شعبية كبيرة وهما «المؤتمر الشعبي العام» بشقيه المؤيد لهادي أو الشق الآخر الذي يقوده الرئيس السابق علي عبدالله صالح بالإضافة إلى «حزب الإصلاح» اليمني التابع لتنظيم «الإخوان المسلمين».

لقمان عبدالله - الأخبار

المزيد في هذا القسم: