السيد حسن نصرالله يثير حرباً نفسية في فلسطين المحتلة

المرصاد نت - متابعات

هي "حرب نفسية" يستمر الأمين العام لحزب الله بقيادتها من خلال إطلالاته مثيراً جملاً من ردود الفعل والقلق في الأوساط الإسرائيلية بعضها يعكس ذعراً على غير صعيد. هذه الحرب Nasrallah2018.8.28النفسية تجسدت أخيراً في خطاب السيد نصر الله بمناسبة الذكرى الأولى للتحرير الثاني، تحرير الجرود اللبنانية من إمارة جبهة النصرة فتوالت التصريحات من قبل المحللين السياسيين الإسرائيليين.
مراقبون إسرائيليون قالوا إنّ السيد نصر الله أجاد في خطابه تشخيص المشكلة التي يعاني منها الجيش الإسرائيلي والتي يعد حلها أساسياً في أي مواجهة مقبلة مع حزب الله.
مراسل الشؤون العسكرية في قناة "كان" الإسرائيلية روعي شارون أشار إلى أنّ "نصر الله يلخص تقرير ضابط الشكاوى وكذلك تقرير القوة البشرية لدى الجيش الاسرائيلي حيث يشير إلى أن الكثير من الجنود يعانون من مشاكل نفسية وهو في ذلك يرتكز إلى ما نشر في وسائل إعلام إسرائيلية".
صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية سارعت إثر خطاب السيد نصر الله إلى التركيز على ما قاله الأخير حيال الصعوبة التي تواجهها إسرائيل في تجنيد الإسرائيليين في الوحدات القتالية. أما القناة 12 الإسرائيلية فتطرقت إلى أنّ "إسرائيل غارقة في عقلية الهزيمة".
من جملة الأمور التي استدعت ردوداً إسرائيلية خائفة على المستويات السياسية والعسكرية والإعلامية ما قال السيد نصر الله عن أنّ المقاومة اليوم باتت أقوى من الجيش الإسرائيلي. هذه المستويات لها باع طويل مع مواقف الأمين العام لحزب الله لا سيما في حرب تموز 2006 وتدرك أن المقصود من السيد نصرالله شد عصب بيئته المقاومة من جهة وإدارة حرب نفسية ضد "إسرائيل" أثبتت نجاعتها في أكثر من مواجهة، بعد أن ثبت فيها أنه لا يديرها من فراغ.
الباحث اللبناني في الشؤون السياسية والعسكرية سمير الحسن رأى أنّ "أهمية الحرب النفسية عند حزب الله هي أنها مسنودة الى نجاحات عسكرية بمعنى أنها ليست موضوع بالمعنى التنظيري. هناك نجاحات حقيقية والإسرائيلي يدرك ذلك تماما. حزب الله يعتمد أسلوب الحرب النفسية ودائماً يعتمد الغموض عن أسلحته وترسانته".
وأوضح الحسن أنه عندما يقول السيد نصر الله بأن حزب الله أقوى من الجيش الإسرائيلي، فإنّ ذلك يعني بأن لدى حزب الله دفاع جوي وهذا وقعه على الإسرائيليين كبير.
بدوره قال الخبير الفلسطيني في الشؤون السياسية أليف صباغ إنّ "إسرائيل لم تعرف أي قائد عربي وصل إلى مستوى معرفة العدو كما وصل إليه نصر الله".
وتابع أنّ السيد نصرالله "عرف نقاط الضعف الإسرائيلية من أفواه وأبحاث إسرائيلية من داخل المجتمع هناك ومن داخل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية.. هو يستخدم المؤسسة العسكرية الإسرائيلية للكشف عن نقاط ضعف المجتمع الإسرائيلي".
كان يكفي للأمين العام لحزب الله أن يقول في خطابه أخيراً إنّ "المقاومة أقوى من الجيش الإسرائيلي" ليستنفر إعلام العدو الإسرائيلي والقادة العسكريين هناك. لا شك بأنه نجح منذ حرب تموز/ يوليو 2006 في فرض معادلة الحرب النفسية مع "إسرائيل" والاعتماد على الشق النفسي لدى الحزب لم يقتصر على الكلام إنما اقترن بالوقائع. في حرب تموز فرض نصر الله معادلة "ما بعد بعد حيفا". كذلك الأمر أتقن استخدام الإعلام ليمارس الرعب في نفوس كيان الاحتلال في إشارة إلى العرض المباشر لقصف البارجة الإسرائيلية.

المزيد في هذا القسم:

المزيد من: الأخبار العربية والعالمية