المرصاد نت - متابعات
انقضى اليوم الأول من اجتماعات جولة «أستانا» الحادية عشرة بعد مداولات عديدة ــــ منفصلة ــــ جمعت الوفود الحاضرة في العاصمة الكازاخية وباتت أحد تقاليد هذا المسار التفاوضي. وفود الدول الضامنة التقت بعضها البعض ووفد الأمم المتحدة فيما تقاسم الوفدان الحكومي والمعارض لقاء وفود البلدان الداعمة لكل منهما. هذه النقاشات التمهيدية هي فرصة لنقاش تطورات الملفات الساخنة والنشطة، فيما تحضر القضايا الدورية مثل ملف المعتقلين والمختطفين على طاولة لجان المتابعة المعنية بها.
اليوم ينصبّ اهتمام أقطاب «أستانا» على «اتفاق سوتشي» الخاص بمحيط إدلب وعلى تشكيل «اللجنة الدستورية». وبينما تظهر بوضوح فاعلية التنسيق الروسي والتركي في الحفاظ على سريان اتفاق التهدئة الذي يفترض أن يقود إلى إنشاء منطقة «منزوعة السلاح» لا يزال ملف «اللجنة الدستورية» عالقاً وفق المعلن حتى الآن وسط تطلع أممي إلى إيجاد مخرج ما قبل نهاية ولاية المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا في نهاية العام الجاري.
الوفود الحاضرة في فندق «ذا ريتز كارلتون» أمس التزمت الصمت الإعلامي بما في ذلك دي ميستورا الذي قد تكون مشاركته هذه، الأخيرة ضمن إطار «أستانا». وحده المبعوث الروسي ألكسندر لافرينتيف الذي التقى وفده فقط جميع الأطراف المنخرطة في الاجتماعات قال في حديث مقتضب إن المشاركين سيناقشون الوضع في إدلب وملف عودة اللاجئين كما مكافحة الإرهاب و«اللجنة الدستورية». ولفت إلى أن جميع الأطراف أكدت «التزامها غير المشروط» بالاتفاقات التي جرى التوصل إليها بين بلاده وتركيا حول إدلب مضيفاً أن «إنشاء المنطقة المنزوعة السلاح» هناك «يتطلب وقتاً إضافياً... والعمل ما زال مستمراً على ذلك».
ويفترض أن تعقد اليوم جلسة ختامية لهذه الجولة قد تتضمن بياناً مشتركاً من الدول الضامنة تليه تصريحات من رؤساء الوفود المشاركة. وستكشف هذه التصريحات احتمالات تحقيق اخترق في ملف «اللجنة الدستورية» وهو الهدف المركزي الذي يضعه المبعوث الأممي نصب عينيه الآن. ومع أخذ موقف دمشق الأخير في هذا الشأن بالاعتبار وهو الرافض تسمية تشكيلة الثلث الثالث عبر الأمم المتحدة تبرز جولة أستانا على اعتبارها «فرصة» أمام دي ميستورا والدول الضامنة للتفاهم على صيغة بديلة قد تنقذ هذا المسار. وكانت روسيا قد قادت خلال الشهرين الماضيين جهوداً شملت معظم العواصم المعنية بالملف السوري، ولم ترشح بعد معلومات عن نتائج هذه الجولة في ما يخص «اللجنة الدستورية».
وكان لافتاً بالتوازي مع اجتماع مجموعة العمل المعنية بملف المعتقلين والمختطفين في أستانا تكثيف الضغط الإعلامي من الجانب الأممي على الحكومة السورية إذ طالبت لجنة الأمم المتحدة للتحقيق بشأن سوريا في بيان بـ«إبلاغ أسر من اختفوا وهم قيد الاحتجاز بما حدث لأقاربهم وتقديم سجلات طبية بذلك» إلى جانب «الاعتراف بشأن كيفية وفاة الضحايا والكشف عن أماكن وجود رفاتهم... وإجراء تحقيق فوري وكامل وشفاف ومستقل في كل حالات الوفاة أثناء الاحتجاز».
واعتبرت أنه «لا يمكن إحراز تقدم باتجاه إقرار سلام دائم لإنهاء الحرب المستمرة منذ ما يقرب من ثمانية أعوام دون تحقيق العدالة». ونقلت وكالة «الأناضول» التركية عن مصادر في المعارضة أن الوفد الحاضر في أستانا برئاسة «رئيس الحكومة المؤقتة» السابق أحمد طعمة سيركّز بشكل خاص خلال اللقاء مع روسيا والأمم المتحدة على «عدم تشكّل المناخ المناسب من أجل عودة اللاجئين وإعادة إعمار البلاد وعلى مواصلة النظام لاعتقالاته».
وبالتوازي مع انعقاد المحادثات استمر التوتر على خطوط التماس في ريف حماة الشمالي ودارت اشتباكات بين الجيش العربي السوري والفصائل المسلحة في محيط قرية الجيسات شمال مدينة محردة. وأفادت «سانا» بأن الفصائل تعمل على تحصين خطوط الدفاع وحفر أنفاق في بلدة كفرزيتا ومورك رغم أنها ضمن حدود «المنطقة المنزوعة السلاح المفترضة».
البيان الختامي لأستانة يدعو تشكيلات المعارضة المسلحة للانفصال عن داعش والنصرة
ندد البيان الختامي المشترك للدول الضامنة لعملية أستانة روسيا وإيران وتركيا اليوم الخميس باستخدام الكيميائي في سوريا. وجاء في البيان أن الدول الضامنة عازمة على بذل جهود مشتركة لإطلاق اللجنة الدستورية السورية.
وإذ عبّرت الدول الضامنة عن رفضها محاولات تغيير الواقع على الأرض بحجة مكافحة الإرهاب دعت كل تشكيلات المعارضة المسلحة في سوريا للانفصال عن تنظيم داعش وجبهة النصرة.
مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري أكد أن كل قرارات مجلس الأمن وبيانات أستانة تشرعن للحكومة السورية وحلفائها الاستمرار بمكافحة الإرهاب واعتبر أن استخدام الكيماوي "مؤشر على قرار التصعيد من قبل رعاة المجموعات المسلحة في إدلب".
الجعفري رأى أنه إذا كان هناك إرادة دولية لمساعدة سوريا لتخطي محنتها فالشرط الأول انسحاب القوات الأجنبية غير الشرعية معتبراً أنه لايمكن للمسلحين استخدام السلاح الكيميائي في حلب لو لم يكن لديهم ضوء أخضر من الجهات الراعية لهم".
المندوب السوري أشار إلى أن الجانب التركي لم يحترم التزاماته بموجب اتفاق سوتشي. ولفت إلى أن هناك إرهابيون أجانب في إدلب السورية بحماية من تركيا.
الجعفري أكد أن هناك 30 قراراً عن مجلس الأمن تبدأ بتأكيد سيادة واستقلال ووحدة سوريا لكن هذا الكلام شعر بالنسبة للبعض.
المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سوريا ألكسندر لافرينتيف، قال إن موسكو تعتبر نتائج الاجتماع حول سوريا في أستانة "إيجابية".
وحول الثلث الثالث للجنة الدستورية أوضح لافرينتيف "نحن قريبون جداً من إنهاء العمل".
رئيس وفد المعارضة إلى أستانة أحمد طعمه رأى من جهته أن الجهود التي بذلت أمس واليوم حققت تحسناً بسيطاً يمكن التعويل عليه في الفترة المقبلة وقال طعمه "لم نصل إلى نتائج نهائية ويمكن إطلاق اللجنة الدستورية قريباً" وأكد "نحن مع العودة الطوعية لأي لاجئ سوري على أن يترافق هذا مع إنجاز في الحل السياسي".
الخارجية التركية قالت من جهتها إن مباحثات أستانة أكدت رفض الأجندات الانفصالية الرامية للنيل من وحدة وسيادة الأراضي السورية.
هذا وانطلقت أمس الأربعاء الجولة الحادية عشرة من محادثات الدول الضامنة حول سوريا والتي تشمل وقف إطلاق النار في إدلب، ولجنة صياغة الدستور، والإفراج عن المعتقلين.
كما أجرى خبراء من الدول الضامنة أمس أيضاً محادثات تقنية بمشاركة مراقبين من الأمم المتحدة والأردن في وقتٍ عقد فيه ممثلو الحكومة السورية والمسلحين لقاءات منفصلة مع وفود الدول الضامنة والمراقبين، فيما تنعقد اليوم الخميس الجلسة الرئيسية التي يجتمع فيها كافة الأطراف.
وكانت اللقاءات الثنائية التشاورية بين الوفود المشاركة في الجولة العاشرة من صيغة أستانة حول سوريا جرت في مدينة سوتشي الروسية في 30 تموز/ يوليو الماضي وبحثت أوضاع سوريا ومكافحة الإرهاب وتشكيل اللجنة الدستورية، بالإضافة إلى بحث أزمة النازحين ومناقشة الوضع في إدلب ومسألة السجناء والمحتجزين والمعتقلين.
المزيد في هذا القسم:
- منظمة حقوقية : الشرطة البريطانية تدرب ضباطاً سعوديين على تعذيب المعتقلين المرصاد نت - روسيا اليوم كشفت منظمة “ريبريف” الحقوقية اليوم الأربعاء أن الشرطة البريطانية تدرب ضباطا سعوديين على مهارات يمكن استخدامها في تعذي...
- إزدياد حالات الأنتحار بين العمال المهاجرين في البحرين المرصاد نت - متابعات أرتفع عدد حالات الانتحار في البحرين على مدى العقد الماضي لا سيما بين العمال المهاجرين ويمثل ازدياد حالات الانتحار دليلاً على الظروف السيئ...
- ترامب: إسرائيل كانت لتصبح في مأزق كبير لولا السعودية ! المرصاد نت - متابعات قال الرئيس الأميركيّ دونالد ترامب أنّ "إسرائيل كانت لتصبح في مأزق كبير لولا السعودية" وفي حديث له بمناسبة عيد الشكر شكّك ترامب في تق...
- بريطانيا : «العموم» يطيح خيار «بريكست» بلا اتفاق ! المرصاد نت - متابعات تخوض تيريزا ماي مناورة جديدة في شأن «بريكست» لا تُعرف عواقبها بعد. فبعد إطاحة البرلمان البريطاني خيار الخروج من الاتحاد في ال...
- فضائح.. حمد بن جاسم يكشف لائحة أسعار المنشقين السوريين المرصاد نت - متابعات كشف حمد بن جاسم رئيس الوزراء ووزير خارجية قطر السابق في مقابلة مع قناة «BBC» البريطانية أن بلاده قدمت الدعم للجماعات الارهابي...
- الجنوب السوري: معركة تحديد المصير يرسمها الجيش المرصاد نت - متابعات بعد الغوطة الشرقية أصبح لزاماً على الدولة السورية أن تتجه نحو الجنوب فلهذا ضرورة عسكرية وسياسية أهمّها مسألة إزالة الخطر كلياً عن العاصمة...
- وثيقة سرية سعودية : الصلح مع إسرائيل والغاء حق العودة وتدويل القدس المرصاد نت - متابعات قالت صحيفة «الاخبار» أنها حصلت من مصادر خاصة على وثيقة سرية صادرة عن وزارة الخارجية السعودية هي عبارة عن رسالة موجهة من...
- تل أبيب تدعو رسميا "بن سلمان" لزيارتها بعد مؤامرة ترامب المرصاد نت - متابعات بعد الكشف عن تطبيع غير مسبوق بين الرياض وتل أبيب كشفت جريدة "هآرتس" العبرية اليوم الأربعاء أن وزير الاستخبارات الإسرائيلي "يسرائيل كاتس" ...
- انقلاب متسارع بالموقف التركي في الملفين السوري والإقليمي بعد إغتيال السفير الروسي المرصاد نت - رآي اليوم انقلاب متسارع في الموقف التركي في الملف السوري والإقليمي بعد اغتيال السفير الروسي.. اقصاء العرب من لقاء موسكو الثلاثي نهاية مرحلة وب...
- ما هو ثمن الحماية الذي يطلبه ترامب من النظام السعودي؟ المرصاد نت - قاسم عز الدين يوضح الرئيس الاميركي بشكل متدرّج حجم المبالغ التي يطلبها من السعودية مقابل حمايتها وهو يقدّر ثمن الحماية بمليارات الدولارات. لكنه ف...