واشنطن وطهران .. لعبة وقت على وقع انقسامات أميركية حادة!

المرصاد نت - متابعات

قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إنه "لن تكون هناك حرب في المنطقة لأن الإيرانيين لا يريدون الحرب ولا أحد يتوهم أنه قادر على مواجهة إيران". ظريف قال في ختام زيارته Trumb2019.5.28للصين إن "الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعلن أنه لا يريد الحرب لكن هناك أشخاصاً محيطين به يدفعون باتجاه الحرب بذريعة أنهمْ يريدون أميركا قوية مقابل إيران".

واستبعد وزير الخارجية الإيرانيّ محمد جواد ظريف أمس الجمعة إمكانية إجراء أيّ حوار مع الولايات المتحدة. وقال ظريف في حديث له من الصين إن بلاده "لا تسعى إلى الحرب، لكنها تدافع عن مصالحها بقوّة" مؤكداً أنّ "تطبيع العلاقات الاقتصادية مع إيران هو السبيل الوحيد للحفاظ على الاتفاق النووي". واعتبر أن الحفاظ على الاتفاق النووي يتم عن طريق الإجراءات العملية وليس عن طريق إعلانات الدعم فقط لهذا الاتفاق.

وفي السياق أكد المتحدث باسم المجلس الاعلى للأمن القومي الإيراني أن ما نقل عن أحد النواب عن ضرورة خفض التوتر في المنطقة هو رأي شخصي لا يعبّر عن الموقف الرسمي،مشيراً إلى أن المؤسسة الوحيدة التي تملك الصلاحية لإبداء وجهة نظر في المسائل الاستراتيجية هي المجلس الأعلى للأمن القومي.

ويأتي هذا التصريح عقب تغريدة على موقع تويتر لرئيس لجنة الامن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الايراني حشمت الله فلاحت بيشه قال فيها إنه يجب على إيران والولايات المتحدة الجلوس إلى طاولة طوارئ في العراق أو قطر لإدارة التوتر.

من جهته أكد قائد حرس الثورة اللواء حسين سلامي خلال كلمة له في احد مقرات الحرس الثوري "نحن نخوض حرباً أمنية حقيقية مع أميركا وأعداء الثورة الاسلامية والنظام الايراني، وقادرون على الحاق إلهزيمة بالعدو في هذه الحرب الأمنية".

وكان مسؤول كبير في إدارة الرئيس الأميركي قال إن دونالد ترامب ينتظر اتصالاً هاتفياً من إيران، لكنه لفت إلى أن بلاده لم تتلق أي رد إيراني بشأن إجراء مفاوضات مباشرة. واعتبر المسؤول الأميركي أنه "يتعيّن على طهران التخلص من التصعيد والذهاب إلى المفاوضات مع الولايات المتحدة".

ظريف قال إن سياسة أميركا أولا تحولتْ الى سياسة إسرائيل أولا أو سياسة الحكام الرجعيين في المنطقة أولا

بدورها نقلت مجلة "تايم" الأميركية عن مسؤولين عسكريين أميركيين في البنتاغون أنه لا خطة لمواجهة إيران. المجلة أكدت على لسان مصادرها أنه لم يجر اتصال مع السعودية وقطر والكويت بشأن استضافة مئة وعشرين ألف جندي أميركي إضافي أو طائرات أو بشأن المساعدة في تحمل التكاليف المترتبة. وأكد دبلوماسيان للمجلة أنه لم تبذل جهود لتشكيل تحالف عسكري شارحين أنه ليس واضحاً على الإطلاق من الذي قد يكون مستعداً للانضمام إلى مثل هذا التحالف بحسب المجلة المذكورة.

وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن ما وصفه بـ "الإعلام المزيف ينشر معلومات خاطئة بشأن التعامل مع إيران"، نافياً الأنباء عن وجود خلافات داخل إدارته. مواقف ترامب هذه جاءت في وقت يطالب فيه قادة الكونغرس بتفاصيل مقنعة حول المعلومات الاستخبارية التي استندت إليها الإدارة في التصعيد العسكري مع إيران.

وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" ذكرت أنّ الرئيس الأميركيّ دونالد ترامب أبلغ وزير الدفاع بالوكالة باتريك شانهان أنه "لا يريد الحرب مع إيران". جاء ذلك قُبيل لقاء ترامب الرئيس السويسريّ أولي ماورر في البيت الأبيض في زيارة لم تكن مقرّرة على جدول أعمال الرئيسين، حيث بحثا التطورات في المنطقة وفنزويلا.

وكانت شبكة ‏"سي ان ان" الأميركية قالت إن ترامب سيبحث مع نظيره السويسريّ "فتح قناة اتصال يمكنُه من خلالها التحدث مع الإيرانيين".

في المقابل شدد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية عباس موسوي على أن رسالة الشعب الإيراني هي "ألا استسلام أمام الضغوط الأميركية غير المشروعة وغير القانونية". وأضاف في تغريدة على تويتر أن إيران "ليست الساحة المناسبة لكي يجرب المستبدون سياساتهم القائمة على التهديد"، داعياً واشنطن إلى الالتزام بتعهداتها في الاتفاق النووي وقرارات مجلس الأمن عوضاً عن التهديد

وفي التداعيات أنهت أسعار النفط العالمية أسبوع التداولات على مكاسب كبيرة مدعومة من تهديد متزايد للشحنات الواردة من منطقة الخليج بسبب التوترات السياسية بين واشنطن وطهران وطغى تصاعد التوتر على عوامل وتطورات كان من شأنها أن تدفع أسعار النفط إلى الهبوط هذا الأسبوع مثل زيادة مفاجئة في مخزونات الخام الأميركية. وحذرّت واشنطن شركات الطيران المدني من مخاطر التحليق فوق منطقة الخليج مع استمرار تصاعد التوتر بين واشنطن وطهران.

إدارة الطيران الأميركية وفي بيانها قالت إن التحذير يأتي وسط تزايد التوترات في المنطقة، مشيرة الى أن ذلك قد يشكل خطراً على الرحلات الجوية الأميركية "إما لعدم تمييز هوية الطائرة أو لإساءة التقدير".

ميدانياً وبحسب ما نقلت صحيفة "الشرق الأوسط" السعودية عن مصادر مطلعة وافقت السعودية وعددٌ من دول مجلس التعاون الخليجي على طلب الولايات المتحدة لإعادة انتشار قواتها العسكرية في مياه الخليج وعلى أراضي دولٍ خليجيةٍ. وكانت العاصمة البحرينية قد شهدت أمس (الجمعة) اجتماعاً عسكريا أميركياً خليجياً لمناقشة أمن الملاحة البحرية والتدفق الحر للتجارة في المنطقة وفق ما ذكرت وسائل إعلام خليجية.

واشنطن وطهران.. لعبة وقت على وقع انقسامات أميركية حادة

بعد موجة أميركية عالية من التهويل ضدّ إيران بدأت تتكشف معطيات جديدة تشير إلى انقسامات جدّية داخل إدارة الرئيس دونالد ترامب حيال التعامل مع المسألة الإيرانية. وتتمحور هذه المعطيات حول نهجين مختلفين، أولهما نهج ترامب نفسه الخائف من الحرب خصوصاً لناحية تداعياته على مستقبله السياسي. بينما ثانيهما نهج جون بولتون وفريقه الراغب بحربٍ "عقائدية" مع طهران لها أصولها في المعتقدات المتطرفة التي يعتنقها والقريبة جداً من الموقف الإسرائيلي ضد إيران. وبين هذا وذاك يقف مايك بومبيو وزير الخارجية في موقف ثالث، باحثاً عن فرصة مؤاتية لخلافة ترامب في الرئاسة.

وتوحي تفاعلات الأحداث الأخيرة التي شهدتها هذه الأزمة بوجود فروقات جوهرية داخل الإدارة حيث تشير معظم القراءات التحليلية إلى أن ترامب يريد الضغط على إيران اقتصادياً ومحاصرتها في محيطها الحيوي جيوسياسياً ومحاصرة حلفائها في اليمن والعراق وسوريا ولبنان وتجنب المواجهة المباشرة معها في الوقت نفسه.

وتستند هذه التحليلات إلى وعود ترامب بالانسحاب من الحروب الخارجية وتخفيف أعباء واشنطن من الأزمات المنفجرة جول العالم واستخدام الحلفاء بدلاً من التدخل المباشر فضلاً عن أن قرار الحرب يحتاج إلى موافقة مستبعدة من الكونغرس في الظروف الحالية مع عدم إسقاط خيار الحرب من يده في حال تعرضت القوات الأميركية المنتشرة في محيط إيران لهجوم مباشر أو في حال تعرضت المصالح الأميركية في المنطقة لتهديد مباشر وحقيقي، حيث يمكن للرئيس في هذه الحالة اتخاذ قرار الرد مباشرةً من دون الحاجة إلى موافقة الكونغرس. إلى جانب حساباتها الانتخابية التي يزيد قرب الانتخابات الرئاسية في 2020 من حساسيتها.

وفي هذا السياق كشفت صحيفة "واشنطن بوست" الخميس عن أن ترامب منزعج مما وصفها بـ"خطط حربية" يرسمها صقور الإدارة (بومبيو وبولتون) لجر أميركا إلى حربٍ تناقض وعوده الانسحابية من الحروب وقالت الصحيفة إن اجتماعاً عقده ترامب حول إيران صباح الأربعاء سلط الضوء على "تكاليف الحرب مع إيران".

معلومات أخرى في السياق نفسه أشارت إلى تحذيرٍ وجهه الديبلوماسي الأميركي دايفيد ساترفيلد إلى القادة اللبنانيين من أي ردة فعل يمكن أن تقوم بها المقاومة في لبنان في سياق التوتر الذي تشهده المنطقة، ودعوته لهم للالتزام بسياسة النأي بالنفس عن قضايا المنطقة.Eibrahimai2019.5.18

بينما في الوقت نفسه، رُصدت إشارات في الصحافة التركية تشير إلى مخاوف تركية من أن تكون الخطوات الأميركية لحصار إيران تستبطن حصاراً لتركيا ومصالحها في المنطقة، وصولاً إلى التحضير لمحاولة انقلاب عبر أكرم إمام أوغلو وفتح الله غولن. وهي مخاوف تستند إلى بدء رصد عبور أموال سعودية وإماراتية إلى تركيا، ما يعتبر بداية تحضير الأرضية لتحركات مناهضة لحكم أردوغان.

وفي مواجهة خيار ترامب، يتولى كلٌ من وزير الخارجية مايك بومبيو ومستشار الأمن القومي جون بولتون شؤون التهديد بالحرب وجر الأساطيل وتحفيز الحلفاء، والتهويل على القادة الإيرانية لدفعهم مرغمين إلى التفاوض على اتفاق نوويٍ مغاير لمضمون الاتفاق الذي وقعه معهم الرئيس السابق باراك أوباما والدول الخمس. وبين هذا وذاك، لا تبدو المسألة أنها مجرد عملية توزيع أدوار متقنة تدار من قبل واشنطن حيال المسألة الإيرانية، بل إن الخلافات المتّسعة بين المواقف داخل الإدارة نفسها تنعكس في التطورات اليومية وفي تصريحات المسؤولين.

ووفق هذا المنطق فإن الهدف المركزي لهذه الأدوار المتمايزة هو حصار إيران وخنقها اقتصادياً لتحقيق إحدى نقطتين: إجبار إيران على التفاوض، وتالياً تجميد برنامجها النووي وتغيير سلوكها الداعم لحركات المقاومة في المنطقة، وهو خيار ترامب الذي يعمل من اجله. بينما النقطة الثانية وهي إسقاط النظام في إيران من خلال خنقه اقتصادياً وترويع الإيرانيين لإضعاف إيمانهم بمشروع بلادهم الوطني الثوري أو من خلال عمل عسكري مباشر، وهو خيار بولتون ويميل إليه بومبيو.

وحول هذه النقطة الأخيرة، فإن انزعاج ترامب من تصريحات مسؤولي إدارته حول النية بإسقاط النظام الإيراني يأتي من باب محاولة الحؤول دون تحشيد الإيرانيين خلف قيادتهم فيما لو أعلن الهدف العلني وهو استهداف بلادهم بصورةٍ مباشرة. ومن جهة أخرى منع إيران من استخدام أوراقها القوية في اتجاهين. الاتجاه الأول، تعطيل أوراق القوة الذاتية من ترسانة تسليح طورتها طهران على مدى سنوات من الاعتماد على الذات، بسبب الحصار المتواصل الذي منعها من الاستفادة من التعاون مع دول العالم المنتجة للتقنية بصورةٍ طبيعية. بينما يتضمن الاتجاه الثاني النفوذ الإيراني في المنطقة والذي يشمل مجموعة من الحلفاء في محور المقاومة، الذين بدورهم يمتلكون أظافر حادة قادرة على إصابة المصالح الأميركية إلى حدٍ موجع، في اليمن والعراق وسوريا ولبنان وغيرها.

أما إيران فمن خلال رصد تصريحات كبار مسؤوليها تبدو حذرة في ردها، وهي تتصرف على أساس أخذ كل الاحتمالات بجدّية. يصرح قائدها الأعلى السيد علي خامنئي بأن الحرب لن تحدث. وفي الوقت نفسه يقول قائد الحرث الثوري العميد حسين سلامي إن بلاده "على شفا مواجهة شاملة مع العدو" وان المرحلة "مصيرية". كل هذا يشير إلى أن اللعبة في أولها. أوراق القوة كثيرة وموزعة اللاعبين وهي متنوعة إلى ردجة لا يمكن توقع نتيجة أكيدة لها. لكن الوقت قد يكون العامل الأكثر تأثيراً لانتصار أحد الطرفين. ترامب يراهن عليه لرؤية انهيارات مفاجئة في طهران، بينما يراهن الإيرانيون عليه لرؤية لزيادة الشرخ في الإدارة الاميركية قبيل الانتخابات. فيما يزداد توتر بولتون وفريقه الذي يخسر وقتاً ثميناً من دون أن يتمكن من إشعال الحرب.

مسؤولون عسكريون أميركيون: لا خطة فعلية لمواجهة إيران

قالت مجلة "تايم" الأميركية في تحقيق لها إن إدارة ترامب تقوم بإثارة ضجة حول إيران وتعلن عن خطة جديدة لإرسال ما يصل إلى 120 ألف جندي أميركي إلى الشرق الأوسط لمواجهة "تهديدات جدية محددة" مزعومة من إيران. وأوضحت المجلة أن "في عالم البنتاغون هناك خطط تقدم للسياسيين، ثم هناك خطط حقيقية. وتنقل المجلة عن ثلاثة مسؤولين عسكريين أميركيين يشاركون في التخطيط للقوات العسكرية والإشراف عليها في المنطقة قولهم إنه لا توجد خطة فعلية قابلة للتنفيذ، أو أي شيء من هذا القبيل، لنشر قوات على نطاق واسع في الخليج.

يقول أحد الضباط: "يتطلب ذلك معرفة ما هي الحالات الطارئة التي تتصدى لها. هل الهدف هو قوات إيران الخاصة أم أنها ميليشيا؟ هل العدو موجود في العراق أم سوريا أم في مكان آخر؟ هل هو هجوم سيارة مفخخة أم بالصواريخ أم هجوم الكتروني؟ هل هناك أدلة موثوقة تربط أي هجوم بالحكومة الإيرانية بحيث تكون ضرب أهداف داخل إيران شرعية؟".

وقالت "تايم" إن المصادر الثلاثة الذين تحدثوا بشرط عدم الكشف عن هويتهم لأنهم لم يُصرّح لهم بمناقشة الأمر علنًا، أخبروا المجلة تايم أنهم لم يروا أي مثل هذه البيانات التفصيلية.

ونقلت المجلة عن المسؤولين الثلاثة قولهم إن مستشار الأمن القومي جون بولتون قد طلب مؤخراً خطة لإرسال عدد كبير من القوات البرية والجوية الأميركية الإضافية إلى الخليج الفارسي. ففي 9 أيار – مايو الجاري، قدم وزير الدفاع بالوكالة، باتريك شاناهان، وغيره من كبار مسؤولي الأمن القومي، مخططاً أولياً لخطط نشر ما يصل إلى 120 ألف أميركي إضافي في المنطقة، وفقًا للمسؤولين الذين تم إطلاعهم على الاجتماع الذي كانت صحيفة نيويورك تايمز أول من كشف عنه.

لكن عمليات النشر حتى لقوات محدودة للتعامل مع تهديدات ذات مصداقية تتطلب ما يسمى بقائمة الانتشار وقائمة الانتشار على مراحل. وتفصّل تلك القائمة تفاصيل الوحدات الموجودة، وما الوحدات الإضافية التي سيتم نشرها أو الاحتفاظ بها كاحتياطي، وما هي المعدات واللوازم التي ستكون ضرورية، وأين ستنطلق القوات وأين ستهبط، وكيف ستتحرك، وفي أي تسلسل.

قد تستغرق البيانات التي تكوّن قائمة الانتشار لعملية نشر رئيسية شهوراً للتنقيح، وستكون التفاصيل الأصغر مهمة. عندما كانت الولايات المتحدة تستعد لغزو العراق في عام 2003، على سبيل المثال، قام وزير الدفاع آنذاك دونالد رامسفيلد بتغيير البيانات مما جعل أجهزة الكمبيوتر تحتاج إلى تتبع وصول الأسلحة والإمدادات التي هبطت بعد المعدات التي كان من المفترض تتبعها.

بمجرد تنقيح البيانات، يمكن أن يستغرق إنشاء وقائمة الانتشار أياماً عدة. ثم يتم استخدام القائمة لتنسيق قدرات النقل الجوي والبحري اللازمة لنشر أعداد كبيرة من القوات والمواد اللازمة لدعمهم. يقول الجنرال المتقاعد إريك شينيسكي، الذي كان رئيس أركان الجيش الأميركي أثناء غزو العراق عام 2003: "يحدد النقل البحري المتوفر الكمية التي يمكن نشرها في رحلة واحدة، مما يؤثر على سرعة النشر". يقول شينسكي إن كل رحلة تستغرق من 22 إلى 23 يوماً من الولايات المتحدة إلى الخليج (الفارسي) والوقت نفسه من الزمن للعودة، مما يتطلب شهوراً محتملة لبناء قوة كبيرة في المنطقة، بمجرد وضع خطة.

يقول أحد المسؤولين العسكريين للمجلة إن البنتاغون يحافظ على الخطط العامة لنشر القوات في أي مكان في جميع أنحاء العالم، ويقوم بتحديثها، "ربما بما في ذلك كندا". وقال المسؤولون العسكريون الثلاثة، الذين تم إحاطتهم جميعاً بالتطورات، إن الخطط الحالية التي تم إعدادها لمواجهة محتملة مع إيران من قبل القيادة المركزية الأميركية، التي تدير مهاماً قتالية في المنطقة، لا تدعو إلى استخدام قوة برية رئيسية لغزو البلاد. وقالوا، بدلاً من ذلك، إن أي هجوم على إيران قد ينطوي على مزيج من الضربات الجوية باستخدام ذخائر موجهة بدقة وهجمات إلكترونية لشل شبكة الكهرباء وخطوط أنابيب النفط والاتصالات والنظام المالي في البلاد.

وقال أحد المسؤولين الثلاثة إن من المحتمل أن يكون المستجيب الأول ليس الجيش أو القوات البحرية أو سلاح الجو أو مشاة البحرية، ولكن القيادة السيبرانية الأميركية، التي تجري عمليات هجومية باستخدام أدوات مثل فيروس "دودة ستكسنت" الذي هاجم منشآت تخصيب اليورانيوم الإيرانية في عام 2010.

مؤشر آخر على مدى بعد الولايات المتحدة الأميركية عن انتشار فعلي للقوات هو كم هو قليل العمل الذي تم القيام به لمعرفة أين سيكون الجنود الأميركيون والبحارة والطيارون ومشاة البحرية.

وقال دبلوماسيان أميركيان للمجلة، طلبا عدم الكشف عن هويتيهما لتجنب غضب البيت الأبيض، إنه لم يكن هناك اتصال كبير بدول مثل المملكة العربية السعودية وقطر والكويت بشأن استضافة 120.000 من القوات الأميركية الإضافية، ومئات الطائرات الأخرى، وربما مئات الأطنان من المعدات، أو حول المساعدة في تحمل التكاليف المترتبة.

وقال الدبلوماسيان إنه لم يكن هناك أي جهد لحشد تحالف عسكري جديد على غرار التحالف الذي حشدته الولايات المتحدة لإخراج القوات العراقية من الكويت في عام 1991. وليس واضحًا على الإطلاق من الذي قد يكون على استعداد للانضمام إلى مثل هذا التحالف. وقال أحد الدبلوماسيين: "السعوديون والإمارات العربية المتحدة ربما يتم زجهم في التحالف، لكن يمكنك أن تنسى الأوروبيين هذه المرة".

وأضافت المجلة أن جزءاً من السبب في ذلك هو قلة الأدلة المتعلقة بالتهديد المزعوم نفسه. ونقلت "تايم" عن أربعة من مسؤولي الاستخبارات الأميركية والحليفة قولهم إنهم لم يروا زيادة كبيرة في التهديد الذي تشكّله إيران أو حلفاؤها أو أي شيء يشير إلى أن "الجمهورية الإسلامية" تستعد لاستئناف سعيها للحصول على أسلحة نووية.

تشير التقارير في الأيام الأخيرة إلى أن إيران قد حملت صواريخ على قوارب في الخليج. ومع ذلك، يقول محللو الاستخبارات إن مثل هذه التحركات قد اتخذت من دون بذل الجهود لإخفائها عن المراقبة الفضائية وغيرها، مما يشير إلى عدم بذل إيران جهداً لشن هجوم مفاجئ.

وأضافت "تايم" أن المعلومات المتاحة تشير إلى أن الحكومة الإيرانية تريد تجنب إثارة أي هجوم أميركي أو فرض عقوبات دولية إضافية على صادراتها النفطية، نقلاً عن أحد مسؤولي الاستخبارات الأميركية، الذين طلبوا مثل الآخرين عدم الكشف عن هوياتهم لمناقشة هذه المسائل لأنه غير مسموح لهم التحدث علناً.

وقالت "تايم" إن بعض الحلفاء الأميركيين يجدون الدليل على التهديد الإيراني ضعيفاً. فقد سحبت إسبانيا هذا الأسبوع فرقاطة كانت ضمن قوة الضربة التي تقودها الولايات المتحدة في الخليج، ودعت فيديريكا موغيريني، مسؤولة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، إلى "أقصى درجات ضبط النفس" بعد اجتماعها في بروكسل الاثنين الماضي مع وزير الخارجية مايك بومبيو، الذي لم ينجح في الفوز بدعم حملة "الضغط الأقصى" للإدارة الأميركية ضد إيران.

صرح مسؤول عسكري بريطاني كبير للصحافيين في البنتاغون يوم الثلاثاء بأنه لم يرَ أي زيادة في الخطر من إيران أو الميليشيات الشيعية في العراق أو سوريا. وقال الميجر جنرال كريس غيكا، نائب قائد التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة الذي يحارب فلول "داعش": "إننا ندرك وجودهم بوضوح ونراقبهم إلى جانب مجموعة كاملة من الآخرين بسبب البيئة التي نعيش فيها".

وبعد ساعات قليلة، ردت القيادة المركزية الأميركية قائلة إن تعليقات غيكا "تتعارض مع التهديدات الموثوقة التي تم تحديدها والمتاحة للاستخبارات من الولايات المتحدة وحلفائها فيما يتعلق بالقوات المدعومة من إيران في المنطقة".

وقالت "تايم" إن بعض حلفاء أميركا وأعضاء من الحزبين في الكونغرس يشعرون بالقلق من أن بعض مسؤولي الإدارة يريدون الصراع بغض النظر عما إذا كانت هناك خطة لنشر قوات أم لا.

وقال المسؤولون العسكريون الأميركيون الثلاثة إنهم شعروا بالغموض من الرقم 120 ألف الذي ظهر في العديد من الأخبار. وقال أحدهم: "هذا غير منطقي. إنه جزء ضئيل مما هو مطلوب لغزو إيران وأكثر بكثير مما هو مطلوب لسحق ميليشيا غبية بما فيه الكفاية لشن هجوم كبير يمكن تتبعه".

فقد غزت الولايات المتحدة العراق، الذي يعادل ربع مساحة إيران ولديه نصف عدد سكانها، في عام 2003 ب 145000 جندي. كانت تلك القوة صغيرة جداً لتأمين البلاد بعد حل جيشها وقوات الشرطة. في ذلك الوقت، قدر شينسكي أنه ستكون هناك حاجة لمئات الآلاف من القوات للاستيلاء على العراق، وهي توصية تجاهلتها إدارة الرئيس جورج بوش.

عن قصد أو من دون قصد، أضاف الرئيس ترامب حالة عدم اليقين يوم الثلاثاء، قائلاً عن تقارير التخطيط العسكري الجديد: "أعتقد أنها أخبار مزيفة. حسناً؟ هل سأفعل ذلك الآن؟ إطلاقاً. لكننا لم نخطط لذلك. آمل ألا نحتاج إلى التخطيط لذلك، وإذا فعلنا ذلك، فسنرسل جحيماً يحتوي على قوات أكثر بكثير من ذلك".

ورأت "تايم" أن هذا التصريح المتناقض ذاتياً يبدو أنه قد أثار آمالاً في حدوث انقسام بين الرئيس ترامب ومستشار الأمن القومي الصقر جون بولتون. ففي سلسلة من التغريدات يوم الأربعاء، نفى ترامب وجود أي صراع حول سياسة الشرق الأوسط في إدارته.

وقالت المجلة "إن السياسة تفضل الحمائم، وفي حين أن دعم إيران للميليشيات والجماعات الإرهابية في لبنان وسوريا والعراق واليمن وقطاع غزة وأماكن أخرى معروف جيداً، فمن المحتمل أن تواجه إدارة ترامب وقتاً عصيباً في حشد الدعم الشعبي والسياسي للقيام بعمل عسكري جديد في الشرق الأوسط من دون تقديم أدلة ملموسة ومقنعة على وجود تهديد إيراني جديد كبير".

وقال النائب الأميركي سيث مولتون، وهو ديمقراطي من ولاية ماساتشوستس خدم في العراق، في بيان الأسبوع الماضي: "لقد فعل بولتون الشيء نفسه مع الرئيس جورج بوش والعراق. كشخص أُرسل أربع مرات إلى تلك الحرب المضللة، رأيت تكاليف السياسة الخارجية الكارثية لبولتون بطريقة لن يراها أبداً بشكل مباشر، وفقدان الآلاف من الأرواح الأميركية".

لكن حتى لو لم تكن أي من الدولتين تريد الحرب، فهناك خطر حدوث سوء تقدير، كما يقول شينسكي. يضيف: "يمكن أن ترتفع درجة حرارة الأشياء بسرعة، حتى لو كان المقصود منها مجرد الإشارة وليس تهديداً مباشراً، وما أن يتم تجاوز هذه العتبة، لن يكون هناك عودة إلى الوراء".

المزيد في هذا القسم:

المزيد من: الأخبار العربية والعالمية