المرصاد نت - متابعات
تعقَد اليوم في مدينة مكة المكرمة ثلاث قمم عربية وخليجية وإسلامية لبحث عدد من القضايا. وكان قد عقد أمس اجتماع لوزراء الخارجية تمهيداً لهذه القمم جدد خلاله وزير الخارجية السعودي ابراهيم العساف هجوم بلاده على إيران داعياً إلى رفض "تدخلها في شؤون دول أخرى في المنطقة. كما اعتبر أن الهجمات على منشآت النفط في الخليج يجب التصدي لها بكل قوة وحزم.
لماذا تنعقد ثلاث قمم عربية وإسلامية وخليجية دفعة واحدة في مكة المكرمة؟ وهل ستكون مختلفة عن كل القمم السابقة من حيث هزالة وانشائية نتائجها؟ ومن هو المستفيد الأكبر منها؟ ولماذا تغيب عنها فلسطين وقضيتها العادلة ولا تتصدى لـ”صفقة القرن” ومشروع قيام إسرائيل الكبرى؟
تشهد مدينة مكة المكرمة التي تزدحم هذه الأيام بمئات الآلاف من المعتمرين والزوار سواء من داخل المملكة او خارجها، ثلاث قمم عربية وإسلامية وخليجية دفعة واحدة والهدف الرئيسي المعلن هو مواجهة الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ورفض تدخلها في شؤون الدولة الأخرى.
لا نعتقد ان مواجهة ايران تحتاج الى ثلاث قمم وفي المدينة المقدسة، لان هذه المسألة خلافية ولا تحظى بأي اجماع، او حتى شبه اجماع إسلامي او عربي او حتى خليجي، ولذلك فإن معظم المشاركين فيها يشدون الرحال الى المدينة المقدسة مجاملة للدولة الداعية، لا اكثر ولا اقل، ويظهرون ما لا يبطنون من مواقف واراء.
التوتر الراهن المتصاعد في منطقة الخليج العربي يعود في الأساس الى رغبة الإدارة الامريكية الحالية في ممارسة كل الضغوط السياسية والاقتصادية والعسكرية الممكنة من اجل اجبار ايران للتخلي عن كل طموحاتها النووية ووقف تجاربها الصاروخية الباليستية للحفاظ على التفوق العسكري الإسرائيلي وإبقاء إسرائيل دولة نووية وحيدة ومتفوقة تهدد جميع جيرانها في منطقة الشرق الأوسط، وتكرس احتلالها للأراضي العربية ومقدساتها.
إدارة الرئيس ترامب التي باتت خاضعة بالكامل لسطوة النفوذ الإسرائيلي ومخططاته، تريد تغيير النظام في طهران، سواء دفعة واحدة من خلال هجوم عسكري، او على مراحل من خلال حصار اقتصادي خانق يؤدي الى ثورة شعبية داخلية تطيح به، ولا نعتقد ان هناك مصلحة إسلامية او عربية او خليجية، لتبني مثل هذه المخططات او المشاركة العملية فيها طالما ان المستفيد الأكبر منها هي دولة الاحتلال الإسرائيلي وطالما ان المتضرر الأكبر منها هي الدول العربية التي سيكون وشعوبها وقودا لاي حرب يمكن ان يشتعل اوارها.
لا نريد استباق الاحداث ونصدر احكاما مسبقة على هذه القمم الثلاث التي نرى انها غير ضرورية ولن تخرج من كونها مظاهرة دبلوماسية تنتهي بمجرد مغادرة المشاركين لمطار الملك عبد العزيز الدولي في مدينة جدة بينما ستبقى الأوضاع على حالها دون أي تغيير.
جميع القمم العربية والخليجية والإسلامية التي انعقدت في السنوات العشر الماضية، ان لم يكن اكثر، كانت هزيلة على مستوى الحضور، او على مستوى النتائج، او الاثنين معا، ولم تزد عن كونها حفل عشاء جماعي، وبعض الخطابات الانشائية المملة، وسط حضور معظمه يغط بالنوم، ولفترة زمنية لم تزد عن ساعات محدودة، ولا نعتقد ان قمم مكة الثلاث ستكون استثناء في ظل حالة الاستقطاب والانقسام التي تسود المنطقة العربية.
فكرة القمم العربية قامت أساسا من اجل فلسطين، او التحرير وحماية مقدساتها تحت الاحتلال من كل اعمال الحرق والتهويد، ولمواجهة الاغتصاب الإسرائيلي لها، ومن المفارقة ان فلسطين تغيب عن قمم مكة بشكل كامل، وتحتل المقاعد الخلفية فيها، ويحل محلها التطبيع مع دولة الاحتلال تحت مظلة أمريكية معززة بحاملات الطائرات والقاذفات والمدمرات البحرية، والحصارات التجويعية الظالمة ليس لإيران فقط، وانما لعدد من الشعوب العربية، وعلى رأسها الشعب الفلسطيني، الذي بات يواجه الجوع فعليا ولا يجد والملايين منهم تحت الاحتلال لقمة الخبز في هذا الشهر الفضيل وايامه العشر المباركة.
من المفارقة ان الدولة المطلوب من المشاركين التصدي لها في هذه القمم الثلاث، أي ايران، هي التي تتبنى القضية الفلسطينية، وتدعم الذين يتمسكون بخيار المقاومة، لنصرتها والتصدي للغطرسة الامريكية والصهيونية معا، وتزودهم بالصواريخ، وكل أسباب الصمود الرادعة والتصدي للعدوان المتكرر، وهذه هي قمة المأساة التي تلخص حالة الانهيار العربي في ابشع صوره واردأها.
نحن مع التضامن العربي، شريطة ان يكون على أرضية المواجهة للاحتلال الإسرائيلي، ودعم حركات المقاومة بأشكالها كافة، ولا نعتقد ان القمم الثلاث في مكة المكرمة تحقق هذه الشروط الوطنية الأساسية.
أي قمم عربية، او إسلامية، او خليجية لا تتصدى لمؤامرة تهويد القدس المحتلة، والمسجد الأقصى، ووقف الحروب في سورية واليمن وغزة وليبيا، وتنتصر للقضية العربية المركزية الأولى، وتعلن موقفا رافضا واضحا ومواجها لصفقة القرن، ومشروع إقامة إسرائيل الكبرى، ولا تحرّم التطبيع مع المحتل، لا تستحق اسمها، ولا حتى انعقادها في مكة المكرمة، اطهر بقاع الأرض، وأكثرها قدسية.
نقلاً عن رأي اليوم
المزيد في هذا القسم:
- أزمة السعودية تعد مؤشراً على تغيّر السياسة الخارجية الأميركية؟ المرصاد نت - متابعات رأى الباحثان الإسرائيليان إلداد شافيت وآري هايشتاين في مقالة مشتركة لهما في موقع "ذا ناشيونال انترست" أن رد الولايات المتحدة الضعيف على ا...
- الأردن: قاعدة "موك" في طريقها للخروج من الخدمة المرصاد نت - متابعات البوصلة السياسية في طريقها نحو التغيير في الأردن ولكن ببطء حيث يتزايد الحديث وسط غرف القرار المغلقة عن ضرورة تخفيف الحدة واللهجة بالاتجاه...
- الجيش يستعيد حقول نفط وقرى من "داعش" في ريفي الرقة ودير الزور المرصاد نت - متابعات سيطر الجيش العربي السوري السبت على سلسلة من آبار النفط في جنوب غرب محافظة الرقة كما تمكن الجيش من استعادة السيطرة على عدد من القرى في ريف...
- . عاااااجل* روسيا أمسكت الشيطان متلبس فهل يتحد العالم للقضاء عليه المرصاد-متابعات جلسه صاخبه بمجلس الأمن بناء بشأن تطوير اميركا لأسلحه بيولوجيه على حدودها داخل اوكرانيا: 1- تسليم المندوب الروسى وثائق وادله فى مضبطة الجلسه تؤك...
- «النووي» وأستحقاق الضغوط الأميركية: أوروبا عاجزة المرصاد نت - متابعات أعلنت وزارة الخزانة الأميركية فرض عقوبات جديدة ضد إيران. ومن المتوقع أن تتواصل إلى مستوى يُحكِم فيه الأميركيون حصاراً «فعّالاً&raqu...
- مواجهات في الأقصى.. وهدم منازل بالقدس هاجمت الشرطة الإسرائيلية المرابطين داخل ساحات المسجد الاقصى عقب استنفارهم لصد محاولات الجماعات المتطرفة لتدنيس المسجد صباح اليوم الأربعاء. وأفادت مصادر محلية ع...
- مصادر خليجية تؤكد حدوث انفجارات قوية في ميناء الفجيرة! المرصاد نت - الميادين أكدت مصادر خليجية أن انفجارات قوية هزّت ميناء الفجيرة الإماراتي فجر اليوم الأحد مشيرة إلى أنه لم تتضح طبيعة الانفجارات. ونقلت المصادر ن...
- الدعوة السعودية للقمم الطارئة .. أية أهداف وأية فرص؟ المرصاد نت - متابعات مع تبادل الرسائل الحامية بين واشنطن وطهران، وصمود هذه الأخيرة تحت وطأة التهديدات التي تبادلها رموز اليمين في الإدارة الأميركية مثل بولتون...
- مشاورات أطلسية تسبق ثلاثية سوتشي: بيدرسن يواصل مشاورات الدستورية المرصاد نت - متابعات قبل يوم على انطلاق قمة «ثلاثي أستانا الضامن» في سوتشي الروسية يجري وزراء دفاع «حلف شماليّ الأطلسي» مشاورات تغطّي ...
- يوم القدس العالمي مابين إرتهان الانظمة ويقظة الشعوب ! المرصاد نت - متابعات مابين أنظمة عملية تشبثت بعروشها وباعت الأوطان وخنقت الشعوب وأماتت الضمائر وأضاعت الهوية ودفنت القضية وبين شعوب يحاول عدوها اللدود القديم ...