المرصاد نت - متابعات
يصلُ الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إلى روسيا غداً في زيارة «طارئة» استوجبتها التطورات الأخيرة في الشأن السوري عامة وفي إدلب وريف حماة الشمالي بشكل خاص. لم ينتظر أردوغان إلى حين انعقاد القمة الثلاثية التي يفترض أن تجمعه بنظيريه الروسي فلاديمير بوتين والإيراني حسن روحاني ضمن صيغة «أستانا» (11 أيلول المقبل)، فحجز موعداً «قريباً» في «الكرملين»، يأمل من خلاله تكريس تفاهمات بين بلاده وروسيا حول «خفض التصعيد» في إدلب ومحيطها، بما يشمل «مخرجاً» ينهي حصار نقطة المراقبة التركية في ريف حماة الشمالي، ويحيّد احتمال حصار نقاط أخرى مستقبلاً.
موقف أنقرة من التطورات الميدانية الأخيرة، ومن خَلفه سلوك الفصائل المسلّحة التي لا تخرج عن طاعتها، يُرجِّح أن يكون سقفُ ما يمكن أردوغان تحصيله من «قمة موسكو» مهلةً زمنية جديدة (محدودة) لتنفيذ بنود «اتفاق سوتشي» ولا سيما تفكيك «هيئة تحرير الشام» وفتح الطريقين الدوليين (حماة - حلب، اللاذقية - حلب). وكان يُرجّح أن يترك حسم هذه النقاط إلى قمة ضامني «أستانا» الثلاثية، وخصوصاً الجدول الزمني اللازم لتطبيقها وفق ما أوضحت مصادر ديبلوماسية (غير سورية) مواكبة لكواليس «أستانا» . غير أن وقائع الميدان عجّلت فتح هذا النقاش ووضعت أنقرة أمام خيارات صعبة، خاصة مع استمرار الجيش السوري في حشد قواته في محيط خان شيخون، مع خريطة أهداف مرحلية تمتد على طول الطريق الدولي حماة - حلب. وتُضاف تعقيدات ملف إدلب إلى خطط التعاون الأميركي - التركي في شرقي الفرات، لتزيد صعوبة المحادثات الروسية - التركية المرتقبة إذ لا تريد أنقرة (ولا تستطيع حالياً) خسارة التوازنات التي أرستها تفاهمات «أستانا» لحساب الخطط المشتركة مع الأميركيين في شرقي الفرات ولا سيما أن انهيار «اتفاق أستانا/ سوتشي» في إدلب، بشكل كامل، ستكون له تبعاته السلبية على مصالح أنقرة ونفوذها في الشمال السوري.
بالتوازي تجهد واشنطن في تقديم «عرض مقنع» لأنقرة كمرحلة أولى من اتفاق «المنطقة الآمنة» وفق الوصف التركي أو «الآلية الأمنية» بلغة البيانات الأميركية الرسمية. فمع إعلان «قوات سوريا الديموقراطية» استعدادها للعمل «من أجل نجاح الجهود المبذولة لتحقيق التفاهم أو التوافق مع الدولة التركية» ضمن الخطط المنسّقة مع الجانب الأميركي كان أول من أمس موعداً لـ«الحلقة الأولى» من مسلسل «الآلية الأمنية» إذ حلّقت طائرات مروحية تقلّ ضباطاً أميركيين وأتراكاً فوق المناطق الحدودية التي يفترض أن تغطيها «المرحلة الأولى» من التفاهمات، لرصد عمليات ردم الأنفاق وإزالة السواتر الترابية والتحصينات العسكرية، في موازاة مواكبة الدوريات الأميركية البرية لانسحاب مقاتلين يرفعون أعلام «وحدات حماية الشعب» الكردية من محيط بلدة رأس العين، بعد تسليم نقاطهم لآخرين يتبعون «مجلس رأس العين العسكري»، وذلك على رغم أن العناصر من الطرفين كانوا يعملون تحت قيادة «قسد».
وبحسب ما نقلت شبكة «بلومبيرغ» عن مسؤولين أتراك فإن الاتفاق بين أنقرة وواشنطن ينص على تنفيذ «دوريات مشتركة» في المناطق الممتدة بين رأس العين وتل أبيض وبعمق يصل إلى حدود 15 كيلومتراً. كما يتضمن إنشاء 4 نقاط تركية بعد انسحاب «الوحدات» الكردية ومصادرة الأسلحة الثقيلة على أن تقوم طائرات مسيّرة تركية بعمليات الاستطلاع فوق المنطقة. وعلى حدّ قول المسؤولين للشبكة فإن الاتفاق يجب أن يسمح للجيش التركي بدخول شمال شرق سوريا من «دون إطلاق رصاصة» . وفي المقابل، نقلت أوساط إعلامية مقرّبة من «قسد» تصريحات منسوبة إلى المتحدث باسمها مصطفى بالي قال فيها إن نقاط المراقبة التركية المفترضة ستكون خارج الأراضي السورية لا داخلها، وإن الدوريات التركية لن تكون «بشكل دائم ودوري».
وتشير المعلومات المتوافرة إلى أن ترتيبات الاتفاق الأميركي ـــ التركي من الجانب السوري ستتضمن تقسيم المنطقة بين رأس العين وتل أبيض إلى 6 قطاعات (3 تتبع كل منها) على أن تتم إدارتها من قبل المجالس العسكرية المحلية . وكان الجانب الأميركي قد اجتمع مع قيادة تلك المجالس قبل أيام لتنسيق العملية وسط تأكيدات من قِبَله بأن «الآلية الأمنية» ستمنع «أي هجوم غير منسّق».
استقالة جنرالين تركيين مكلفين إدارة العمليات في إدلب
تناقل عدد من الصحافيين الأتراك المتابعين لدور بلادهم في الملف السوري أمس تقارير أولية تفيد بأن خمسة من الجنرالات الأتراك، بينهم اثنان تم تكليفهما هذا الشهر بالإشراف على عمليات الجيش التركي في إدلب قد طلبوا إقالتهم من الخدمة. واعتبرت أوساط إعلامية أن هذا الطلب ولاسيما من الجنرالين المكلّفين بعمليات إدلب قد يكون تعبيراً عن «رفض أو عدم قناعة» بالمهام التي كلّفوا بها في هذا الشأن أو يدلّ على «استنكار لآلية تعامل القيادة التركية مع النكسات الأخيرة في إدلب». وحتى مساء أمس لم يخرج أي تعليق رسمي تركي في هذا الشأن.
المزيد في هذا القسم:
- لبنان: غموضٌ في التحالفات وتراجعٌ لعدد المرشحين للانتخابات البرلمانية المرصاد نت - متابعات أنتهت منتصف ليل الأربعاء مهلة العودة عن الترشيح للانتخابات النيابية اللبنانية المقررة في السادس من أيار/ مايو المقبل وبلغ عدد المنسحبين ال...
- مصادر فلسطينية: عباس لن يبادر فورا نحو مجلس الأمن أشارت مصادر فلسطينية مطلعة الى أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس لن يبادر فوراً إلى تفعيل خطته بالتوجه إلى مجلس الأمن لطلب إقامة الدولة الفلسطينية أو بالتوجه...
- الجيش السوري يستعيد كتيبة الدبابات في مورك لفت مصادر الى أن "الجيش السوري إستعاد السيطرة على كتيبة الدبابات في مدينة مورك بريف حماه الشمالي، وذلك بعد اشتباكات عنيفة مع المسلحين". وفي وقت سابق تقدمت وحدا...
- قمة الأطلسي: ترامب يستفرد بألمانيا والأوروبيون يتفرّقون المرصاد نت - متابعات مرة أخرى لا تضيّع أوروبا فرصة اجتماع زعماء حلف شمال الأطلسي لتبيّن أنّها نادٍ اقتصادي لا قوام سياسياً له. ولكن «الفجيعة» الأو...
- الرئيس مادورو يحذّر من تصعيد عسكري مع كولومبيا بعد الاتهامات الأخيرة! المرصاد نت - متابعات حذّر الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو من تصعيد عسكري محتمل مع كولومبيا بعد اتهامات وجهتها بوغوتا لكراكاس "بإيواء مسلحين يساريين على أراضيه...
- الطبيب الأردني "أبو فرسخ": أوميكرون لقاح رباني مجاني للعالم المرصاد-متابعات قال استشاري تشخيص الأمراض النسيجية والسريرية، الدكتور حسام أبو فرسخ، إن أعراض المتحور الجديد من فيروس كورونا المستجد (أوميكرون) ق...
- تصفية احد قادة "انصار بيت المقدس" في سيناء اعلن الجيش المصري الجمعة انه قتل قياديا بارزا في تنظيم "انصار بيت المقدس" الاسلامي المتطرف وقال انه متورط في الهجمات التي نفذها التنظيم ضد قوات الامن في شمال شب...
- فلسطين : المقاومة تتأهّب... و«حماس» و«الجهاد» إلى القاهرة المرصاد نت - هاني إبراهيم أبقت المقاومة الفلسطينية على جاهزيتها تحسّباً لأي عملية عسكرية إسرائيلية غادرة خصوصاً مع تلميح بنيامين نتنياهو إلى مرحلة ثانية من ال...
- تأثير الأنظمة الفاسِدة على الأوضاع الإقتصادية ! المرصاد نت - متابعات إن الثورات في دول الربيع العربي أثبتت للعالم كله بشاعة وتعاسة الأنظمة السابقة التي في مُجملها تأسّست على الدكتاتورية وامتصاص حقوق الإنسان...
- واشنطن تنفّذ تهديداتها وتفرض عقوبات على مسؤولين أتراك المرصاد نت - متابعات فرضت واشنطن اليوم عقوباتٍ على وزيرين تركيين على خلفية قضية القس المحتجز وذلك بعد أيام عدة من التهديد والتوتر الدبلوماسي المتبادل دخل فيها...