الحريري يقدم استقالته ..والرئيس عون يدرس خطاب الاستقالة!

 

المرصاد نت - متابعات

أعلن رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري اليوم الثلاثاء تقديم استقالته. وقال الحريري في بيان مقتضب اليوم الثلاثاء "أنا ذاهب إلى قصر بعبدا لتقديم استقالتي للرئيس ميشال عون". وأضاف Aon ALhrirai2019.10.29"ندائي إلى كل لبنان لحماية البلاد"، مؤكداً "واجبنا حماية الاقتصاد من الانهيار وحماية لبنان من الحريق". وتابع "كنا نسعى لحماية البلد من المخاطر ووصلت إلى طريق مسدود" موجهاً نداءً إلى كل اللبنانيين لحماية السلم الأهلي ومنع التدهور الاقتصادي. وأوضح "حاولت ايجاد مخرج والعمل بصوت الناس وحماية البلد واليوم وصلت إلى طريق مسدود وصار لازم نعمل صدمه".

وبعد وصوله إلى بيت الوسط قال "إن شاء الله نخرج من هذا المأزق ومرتاح أنني قدمت شيئاً للشعب اللبناني". وبعد زيارته لرئيس الجمهورية قالت مصادر قصر بعبدا إنه "يمكن التريث بإصدار بيان عن الرئاسة لقبول الاستقالة ولا نصّ يلزم بالبت بها في فترة زمنية محددة" في حين قال مصدر بالرئاسة إن "الرئيس اللبناني يدرس خطاب استقالة الحريري ولن يطلب من الحكومة تصريف الأعمال".

مصدر مطلع قال إن الرئيس اللبناني يدرس كتاب الاستقالة الذي قدّمه الحريري وسيعلن موقفه غداً في حين أفاد بأن الحريري غادر القصر الجمهوري ولم يدل بأي تصريح.

مصادر مقربة من الرئاسة اللبنانية قالت إن الحريري لم ينسق مع الرئيس عون بشأن استقالته على الاطلاق. وأضافت المصادر أن هناك مطالب تعجيزية يضعها الحريري للحكومة المقبلة ولكن المسار الدستوري سيكون هو الحكم.

رئيس مجلس النواب نبيه بري رأى من جهته أن ما يجري يتطلّب تهدئة فورية والحوار بين المكوّنات اللبنانية. وأضاف بري أن ما يحصل ليس موضوعاً طائفياً وهو غير مذهبي بالمطلق.

وزير الدفاع في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية الياس بو صعب رأى أن "عدم تنسيق استقالة الحريري يجعلها خطوة في المجهول" وعقب تقديم الحريري استقالته خرجت احتفالات في عدد من المناطق اللبنانية باستقالته و مناصرين لتيار المستقبل سينضمون إلى ساحة النور للمشاركة في التجمع.

وكان الحريري قد قدّم عند بداية الاحتجاجات ورقته الإصلاحية بعد اجتماع الحكومة اللبنانية مع انتهاء مهلة الـ72 ساعة التي حددتها الحكومة بغياب وزراء القوات اللبنانية والوزيرة فيوليت الصفدي. وأقرّت الحكومة قرّ موازنة عام 2020 "بعجز 0.6 دون أي ضرائب.

هذا وفضّت الاعتصامات في وسط بيروت اليوم بعد مواجهات على خلفية إقفال الطرقات فيما انتشر الجيش اللبناني وقوات مكافحة الشغب في ساحة الشهداء. وكان إشكال آخر قد وقع عند جسر الرينغ في العاصمة بين مواطنين كانوا يحاولون العبور ومعتصمين يقطعون الطريق عملت القوى الأمنية على تطويقه. وتشهد معظم المناطق اللبنانية موجة احتجاجات ضد فرض ضرائب جديدة واعتراضاً على سوء الأحوال المعيشية.

وفي 21 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري توجه الحريري إلى المتظاهرين بالقول "قراراتنا اليوم قد لا تحقق مطلبكم لكنها تحقق ما أطالب به منذ سنتين"، كما قال إنه "من واجب الدولة حمايتكم وحماية تعبيركم السلمي وأنتم البوصلة وتحرككم أدى إلى قراراتنا".

هذا وتعقيباً على استقالة الحريري تمنى النائب السابق ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط أن يسود جو الحوار والهدوء بين جميع الفرقاء. وقال جنبلاط "لا أعرف ما هي ظروف الحريري لكنني معه إذا قرر العودة لرئاسة الحكومة؟". وأضاف أن "إسقاط النظام لا يكون بهذه الطريقة، وإنما عبر قانون انتخابي عصري ولبنان دائرة واحدة"، مشدداً " لا نريد ادخال لبنان في صراع المحاور".

وفي حين قال "إن وصلنا إلى ما وصلنا إليه لعدم الاستماع إلينا، ولبنان كله يدفع الثمن"، إلا أنه أكد "أنا لست مع قطع الطرقات، و"في الوقت نفسه ضد الطريقة التي تمّ التعامل فيها مع المتظاهرين" بحسب جنبلاط.

النائب وليد جنبلاط قال أيضاً إن "كل لبنان سيدفع الثمن لذلك أدعو إلى التهدئة والتعقل لأن العنف لا يحل شيئاً" وإنه لا يمكن مواجهة المتظاهرين السلميين بهذه الطريقة وفي الوقت نفسه انا ضد قطع الطرق". جنبلاط قال إن "سلاح حزب الله هو موضوع آخر لا يعالج إلا بالحوار وعلى المدى الطويل".

أما رئيس حزب التوحيد العربي وئام وهاب فقال بدوره إن هناك قراراً أميركياً بإخراج الورقة المستورة إلى السطح وهي استقالة الحريري. وأضاف أنه عندما بدأت الحركة تخف في الشارع تمّ اللجوء أميركياً إلى ورقة استقالة الحريري. وتساءل وهاب، ماذا يعني تشكيل حكومة تكنوقراط ومن يسميها؟، معرباً عن اعتقاده "نحن دخلنا مرحلة الانهيار المالي في لبنان" وهاب رأى أن الهدف من ما يجري ليس محاربة الفساد وإجراء إصلاحات إنما استهداف سياسي.

رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع قال تعقيباً على الاستقالة "حسناً فعل الحريري بتقديم استقالته واستقالة الحكومة. وأضاف جعجع "المهم الآن هو تشكيل حكومة جديدة من اختصاصيين مشهود لهم بنظافة كف". أما رئيس جهاز الاعلام في حزب القوات اللبنانية شارل جبور فرأى أن خطوة استقالة الحريري طبيعية للانتقال إلى مرحلة جديدة. رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل اعتبر من جهته أن قرار الاستقالة قرار تاريخي في ظرف تاريخي وإرادة الشعب اللبناني هي التي انتصرت.

الحريري كان قد أعلن في بيان في 4 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017 استقالته من الحكومة من العاصمة السعودية الرياض بعد معلومات سادت عن احتجازه ودفعه إلى الاستقالة. وهاجم الحريري بعنف في كلمة له على قناة "العربية"إيران قائلاً إن "طهران خاسرة بتدخلاتها في شؤون الأمة العربية" مضيفاً أن "إيران تتجاوز على سلطة الدولة اللبنانية بمحاولة فرض الأمر الواقع".

وكان اللبنانيون والأوساط السياسية يترقّبون المقابلة المتلفزة للحريري من الرياض في حين حذّرت الرئاسة اللبنانية من الاعتماد على ما قد يصدر عن الحريري من مواقف خلال المقابلة نتيجة الظروف الغامضة والملتبسة التي يعيش فيها في السعودية. ثم غادر الحريري السعودية بعد تدخل باريس مع الرياض ليعود إلى لبنان ويتراجع عن استقالته في نفس الشهر الذي أعلنها فيه.

المزيد في هذا القسم:

المزيد من: الأخبار العربية والعالمية