المرصاد نت - متابعات
قبل ساعات من ذهاب الإيرانيين إلى صناديق الاقتراع في الانتخابات البرلمانية، لا يزال رفض السلطات طلبات ترشّح فضلاً عن أزمة «الإصلاحيّين» السياسية، يخيّمان على العملية الانتخابية. وفوق تراجع «الإصلاحيّين» اختار «المحافظون» الضامنون للفوز التوحّد أخيراً في قائمة رئيسة. كلّ ذلك قد ينعكس انخفاضاً متوقّعاً في نسب الاقتراع على رغم الدعوات الواسعة من المرشد علي خامنئي والرئيس حسن روحاني إلى المشاركة.
غداً تُفتح صناديق الاقتراع في إيران لانتخاب الدورة الـ 11 لـ«مجلس الشورى الإسلامي» (البرلمان) وسط مواجهة بين «المحافظين» المعارضين لحكومة الرئيس حسن روحاني، و«الإصلاحيين» المؤيدين لها بوصفهم القطبين الرئيسين للانتخابات وذلك لإشغال 290 مقعداً في البرلمان.
توحّد «المحافظين»
تيار «المحافظين» الذي عانى إلى ما قبل يومين من انشقاقات داخلية وظهرت منه قائمتان انتخابيتان على الأقلّ تَوصّل في النهاية إلى ائتلاف، ليخوض بذلك الانتخابات بقائمة موحّدة. القطبان الرئيسان لـ«المحافظين» وهما «مجلس تحالف قوى الثورة» المعروف بـ«الأصوليين المعتدلين» و«جبهة الصمود» القريبة من المرجع الديني محمد تقي مصباح يزدي والتي تعدّ «متطرّفة»، كانا قد أصدرا في الأيام الأولى من السباق وبسبب الخلافات الداخلية قائمتين منفصلتين. لكن أمس وقبل يومين فقط من موعد الانتخابات جرى الإعلان أن التيار سيخوض التنافس بقائمة موحّدة.
المرشح الرئيسي للتيار محمد باقر قاليباف أمين العاصمة طهران السابق والذي خاض الانتخابات الرئاسية عدة مرات لكنه أخفق في كلّ منها، يأمل هذه المرة تحقيق الفوز بالانتخابات التشريعية. وقاليباف المحافظ الذي يُعدّ معارضاً عنيداً لروحاني ومقرّباً من الحرس الثوري هو الأوفر حظاً لتسنّم رئاسة البرلمان في دورته المقبلة، خَلَفاً لعلي لاريجاني الذي لم يترشّح بعدما سجّل رقماً قياسياً في رئاسة البرلمان (12 سنة).
«الإصلاحيون»: تشرذم وانكفاء
بين «الإصلاحيين» برزت قائمتان أكثر من غيرهما من القوائم. وأعلن «المجلس الأعلى لوضع سياسات الإصلاحيين» أنه لن يخوض الانتخابات بقائمة موحّدة، لكنه يفسح المجال لدخول الأحزاب «الإصلاحية» التي بدأت فعالياتها الانتخابية بالفعل. وقد أصدر حزب «أنصار البناء» قائمة يتصدّرها مجيد أنصاري وبعنوان «أنصار هاشمي» (المقصود السياسي الراحل هاشمي رفسنجاني). كما أصدرت 8 أحزاب «إصلاحية» أخرى قوائم انتخابية بعض وجوهها مشتركة مع قائمة «أنصار البناء».
لكن هذه القائمة قوبلت بردة فعل من فئة من «الإصلاحيين» أعلنت عدم تقديم قائمة في الانتخابات. ولا تزال أوساط «إصلاحية» عديدة ممتعضة من أن «مجلس صيانة الدستور» رفض أهلية مرشحيها، وتقول إنه لا منافسة انتخابية في 150 دائرة على الأقلّ من أصل 208 دوائر مشتكية من أن مرشحي المحافظين سيفوزون بشكل محسوم.
تيار ثالث
إحدى القوائم الانتخابية الأخرى وهي «حملة البرلمان المنادي بالعدالة» ذات التوجّه الثالث والنظرة المعارضة لكلا التيارين تقدّمت للمنافسة منفصلة عن «الإصلاحيين» و«المحافظين». ويُعدّ محمد صادق شهبازي راد أحد نشطاء مكافحة الفساد، ومحمد حسين طريقت منفرد، وزير الصحة في حكومة محمود أحمدي نجاد، من الوجوه البارزة في هذه القائمة. وتعتبر طهران وحصّتها 30 مقعداً «ترمومتر» السباق الانتخابي؛ فالنواب الذين ينتخبون منها يتولّون دائماً إدارة البرلمان وتوجيهه فيما تدور المنافسة في المدن الصغيرة بشكل أكبر حول القضايا العرقية والمحلية. وتظهر القرائن أن تيار «المحافظين» هو صاحب الحظّ الأوفر لشغل أغلبية مقاعد البرلمان بينما لا يتوقّع «الإصلاحيون» وتيار روحاني (تيار الاعتدال الوسطي) أكثر من الوجود كأقلّيّة.
العين على الرئاسة
الاستياء من الأداء الاقتصادي لحكومة روحاني وأداء النواب الحاليين الذين هم مقرّبون من الحكومة وكذلك انحسار الاتفاق النووي، عوامل أسهمت في أن لا يحظى التيار الإصلاحي وذلك القريب من الحكومة بإقبال من لدن الجماهير. من جهة أخرى الرفض الواسع لأهلية المترشحين يمكن أن يشكّل وفق كثيرين أحد أسباب خفض نسبة المشاركة في الانتخابات والفوز السهل للمحافظين.
وإذ يبدأ البرلمان الجديد مهماته بعد نحو 3 أشهر تجرى بعد سنة من ذلك الانتخابات الرئاسية. يأمل المحافظون أن يمهّدوا من خلال الفوز بالانتخابات التشريعية والمزيد من الضغط على حكومة روحاني الطريق للفوز بالسباق الرئاسي المقبل. وبطبيعة الحال، فإن تشديد العقوبات، وتراجع إيرادات الحكومة، وبعض حالات الاستياء العام من الوضع الاقتصادي وأيضاً استمرار التصعيد مع الولايات المتحدة يؤدّي كلّه إلى أن لا يكون ثمّة طريق سهل أمام أيّ تيّار فائز بالانتخابات، سواء البرلمانيّة أو الرئاسيّة.
المزيد في هذا القسم:
- ما هي مراهنة واشنطن على المغامرة السعودية في شرقي الفرات؟ المرصاد نت - متابعات التفاهم الأميركي ــ الخليجي في الشمال السوري تجاوز الفرضيات بعد تعدد الزيارات لمسؤولين سعوديين وإماراتيين خلال عام. وما يرشح عن هذه الزيا...
- روسيا وأوكرانيا: بايدن يحذر من غزو روسي محتمل لأوكرانيا الشهر المقبل المرصاد-متابعات حذّر الرئيس الأمريكي جو بايدن من وجود "إمكانية واضحة" لأن تقوم روسيا بغزو أوكرانيا الشهر المقبل، بحسب بيان للبيت الأبيض. في هذه الأثنا...
- قطر تعد بمواصلة تسليح الارهابيين بسوريا حتى لو أنهى ترامب دعمهم المرصاد نت - رويترز أعلنت قطر انها ستواصل تسليح الارهابيين في سوريا حتى لو أنهى ترامب دعمهم لكن الدوحة اوضحت بانها لن تذهب "بمفردها" في ذلك بل لا بد من موافقة...
- 5 ألاف أوروبي انضموا إلى "داعش" منذ 2014 المرصاد نت - متابعات أعلن مكتب الشرطة الأوروبي "يوروبول" أن حوالي 5 آلاف أوروبي بينهم حوالي 800 مواطن من دول غرب البلقان قد انضموا إلى جماعة "داعش" الإرهابية ...
- البشير في دمشق.. أول زيارة لرئيس عربي منذ اندلاع الأزمة ! المرصاد نت - متابعات في زيارة هي الأولى من نوعها لرئيس عربي إلى سوريا منذ 8 سنوات وصل الرئيس السوداني عمر حسن البشير بعد ظهر اليوم الأحد إلى دمشق في زيارة عمل...
- مفتي عمان يهنئ الأمة الإسلامية بإعادة "آيا صوفيا" مسجدا! المرصاد نت - متابعات هنأ مفتي سلطنة عمان، الشيخ أحمد بن حمد الخليلي، الأحد، الأمة الإسلامية والشعب التركي ورئيسه رجب طيب أردوغان بقرار إعادة "آيا صوفيا" في...
- السعودية ممتعضة من فارق «الخوّة» الأميركية: فلتَدْفع قطر المرصاد نت - متابعات على الرغم من الاجتهاد الكبير الذي يُسجّل للدوحة في مجال السعي لكسب رضى إدارة دونالد ترامب إلا أن الرياض تبدو ممتعضة من فارق الفاتورة المط...
- إسرائيل ــ السعودية: تخادم أم خدمات أحادية الاتجاه؟ المرصاد نت - علي حيدر لا يحتاج المراقب إلى الكثير من المعلومات الخاصة كي يدرك بأن العلاقات بين النظام السعودي وكيان الاحتلال الإسرائيلي ستخرج إلى العلن في وقت ...
- الاحتلال يعتقل 9 فلسطينيين من الضفة بينهم زوجة اسير المرصاد نت - متابعات إعتقلت قوات الاحتلال الصهيوني فجر الأحد تسعة مواطنين فلسطينيين من الضفة الغربية من بينهم زوجة أسير بعد اقتحام منازلهم وتفتيشها وذكر تقرير...
- ليبيا : اشتباكات ليلية في طرابلس وحرب التصفيات مستمرة المرصاد نت - متابعات اندلعت اشتباكات في وسط طرابلس وشرقها مساء أمس أدت إلى حالة حشد عسكري وهدوء هش في العاصمة الليبية على رغم عدم استمرارها وقتاً طويلاً تشهد...