المرصاد نت - متابعات
شرع الرئيس التونسي، قيس سعيد في إجراء مشاورات بخصوص اختيار الشخصية الأقدر من أجل تكليفها بتكوين الحكومة. ووجه رئيس الدولة مساء أمس الخميس رسائل إلى رؤساء الأحزاب والائتلافات والكتل النيابية لمده بمقترحاتهم بخصوص ترشيح أسماء مرشحين لرئاسة الحكومة وذلك طبقا لما ينص عليه الفصل 89 من الدستور وتم تحديد أجل أقصاه يوم الخميس 23 جويلية 2020 لقبول المقترحات.
وأعلنت رئاسة الحكومة التونسية، مساء أول أمس الأربعاء، استقالة إلياس الفخفاخ من منصبه، «اعتباراً للمصلحة الوطنية، ولتجنيب البلاد مزيداً من الصعوبات، واحتراماً للعهود والأمانات، وتكريساً لضرورة أخلقة الحياة السياسية». وجاءت الاستقالة بطلب من رئيس الجمهورية، قيس سعيّد، عقب لقاء عقده صباح الاربعاء مع الفخفاخ، وذلك لسحب البساط من تحت حركة «النهضة» الإسلامية وحليفَيها، حزب «قلب تونس» و»ائتلاف الكرامة». وأودعت الأحزاب الثلاثة، صباح الأربعاء، البرلمان، لائحة لوم في حق الحكومة، كانت ستناقَش في الأيام المقبلة، وستؤدي إلى إسقاط الفخفاخ في حال النجاح في جمع 109 أصوات (من بين إجمالي 217 صوتاً)، ومن ثمّ اقتراح رئيس حكومة جديد.
عَبْر الاستقالة/ الإقالة، يمكن لسعيّد الإمساك بخيوط تأليف الحكومة الجديدة مرّة أخرى، علماً بأنه كان هو مَن اقترح الفخفاخ عقب فشل مرشّح «النهضة» لرئاسة الحكومة في الحصول على ثقة الأغلبية في البرلمان. وينصّ الدستور على أن رئيس الجمهورية هو مَن يقترح مرشحاً جديداً عند استقالة رئيس الحكومة، في حين تقترح الأغلبية البرلمانية مرشحاً عند سحب الثقة من الحكومة تحت قبّة المجلس.
وتأتي الاستقالة في ظلّ صعوبات اقتصادية، فاقمتها الأزمة الصحية التي عَطّلت جزءاً مهماً من النشاط الاقتصادي، وأَضرّت بقطاع السياحة الحيوي الذي كان يُتوقع أن تبلغ مساهمته نحو 14 في المئة من الناتج الداخلي الخام هذا العام. نتيجة ذلك، يُتوقع أن يبلغ عجز الموازنة نسبة قياسية، مع ارتفاع الدين العام إلى أكثر من 80 في المئة، وازدياد نسبة التضخّم. وتواجه تونس، في هذه الأيام، موجة احتجاجات تفوق حدّتها ما شهدته الأعوام السابقة، ترتبط أساساً بمطالب حول التشغيل والتنمية، أبرزها في ولاية تطاوين جنوب البلاد، حيث تستمرّ التظاهرات منذ أسابيع، وسط تصاعد مطالب النقابات برفع معاشات موظفي القطاع العام.
وسيجري رئيس الجمهورية، في الأيام المقبلة، مشاورات مع الأحزاب لاختيار مرشّح جديد لرئاسة الحكومة، وسيكون أمام تحدّي إرضاء أكبر عدد من الأحزاب في البرلمان المشتّت بين عدد كبير من الكتل. ويُتوقع أن يقترح سعيّد شخصاً شبيهاً بالفخفاخ، لنواحي تجرّده من الانتماء الحزبي، وامتلاكه في الوقت نفسه خبرة في العمل الحكومي، وقدرته على العمل مع وزراء من خلفيات متنوعة، مع التزامه بمبادئ الثورة.
وسعت «النهضة»، طوال الشهرين الأخيرين، إلى إدخال حزب «قلب تونس» في الائتلاف الحاكم الذي تشارك فيه، لكنها قوبلت برفض الفخفاخ وبقية أحزاب التحالف (أبرزها حزب التيار الديموقراطي من يسار الوسط، وحركة الشعب القومية العربية). والجدير ذكره، هنا، أن «النهضة» و»قلب تونس» خاضا الانتخابات التشريعية على أرضية العداء المتبادل، وقد تعهّد كلاهما باستبعاد الطرف المقابل في حال حصوله على أغلبية في البرلمان.
وارتكزت «النهضة»، في لائحة اللوم، على شبهة تضارب مصالح تخصّ الفخفاخ. وتحدّثت تقارير إعلامية، أخيراً، عن هذه القضية التي تدور حول شركة يملك رئيس الحكومة المستقيل أسهماً فيها، وكانت وَقّعت عقوداً مع الدولة أثناء توليه المنصب، من دون أن يُعلم الهيئات الرقابية بذلك. ووعد الفخفاخ، سابقاً، بأن يستقيل في حال ثبوت تدخله لتوفير عقود للشركة. وكان يفترض أن تنشر لجنة تحقيق برلمانية ولجان رقابة حكومية تقاريرها حول المسألة في الأسابيع المقبلة.
بالتوازي مع ذلك، يعمل تحالف واسع من الكتل البرلمانية، بعضها يتبع أحزاباً شاركت في حكومة الفخفاخ، على إزاحة زعيم «النهضة»، راشد الغنوشي، من رئاسة البرلمان. وترى هذه الأحزاب أن الغنوشي يحاول السيطرة على مجريات عمل المؤسسة التشريعية، ويستغلّ منصبه للترويج لمواقف خلافية باسم البرلمان، خاصة في ما يتعلّق بالأزمة في ليبيا والعلاقة مع المحور التركي - القطري.
وكانت حركة النهضة الإسلامية الفائزة بالانتخابات في 2019، تقدمت بمعية أحزاب أخرى من المعارضة أول أمس الأربعاء، بلائحة لوم ضد حكومة الفخفاخ تمهيدا لسحب الثقة منها في البرلمان، بدعوى وجود شبهة “تضارب مصالح” ضد الفخفاخ لامتلاكه أسهم في شركات متعاملة مع الدولة. وبحسب الفصل 89 من الدستور يقوم الرئيس في أجل 10 أيام بمشاورات سياسية لاختيار مرشحه وتكليفه بتشكيل حكومة في مدة أقصاها شهر ويتعين على الحكومة الجديدة الحصول على الأغلبية المطلقة في البرلمان (109 أصوات) لنيل الثقة.
المزيد في هذا القسم:
- “دير شبيغل”: تركيا شكلت ممراً مهماً لعبور الإرهابيين إلى سورية والعراق! المرصاد نت - متابعات أكدت مجلة دير شبيغل الألمانية أمس الخميس أن تركيا شكلت “البلد المثالي” لعبور عشرات آلاف الإرهابيين من نحو مئة دولة للانضمام إ...
- الآلاف يتحدّون حظر الشرطة ويتظاهرون في هونغ كونغ! المرصاد نت - متابعات في تحد لحظر الشرطة ردد آلاف المتظاهرين شعارات وانطلقوا في مسيرة بمنطقة التسوق وسط مدينة "هونغ كونغ" اليوم الأحد بينما أغلقت المتاجر أبواب...
- "نيويورك تايمز": السعودية قد تنفد من الأصدقاء والمال والوقت! المرصاد نت - متابعات كتب الباحث البريطاني ديفيد ويرينغ مقالة في صحيفة نيويورك تايمز الأميركية انتقد فيها الدعم البريطاني والأميركي المستمر لحكم آل سعود برغم ج...
- كيف فجرت الحرب السورية أزمةً كلاميةً بين موسكو وواشنطن؟ المرصاد نت - متابعات في ظل تصاعد الخلاف الروسي الأمريكي حول الأزمة السورية خرج الى العلن حربٌ إعلامية غذَّتها براغماتية واشنطن وتخبطها في التعاطي مع الملفات. ...
- الأمم المتحدة ترفض طلبا سعوديا برفع الغطاء عن مصادرها في اليمن المرصاد نت - متابعات رفضت الأمم المتحدة أي حديث حول رفع الغطاء عن مصادرها بشأن المعلومات الواردة في تقريرها الأخير والشهير حول منتهكي حقوق الأطفال في اليمن...
- بارزاني يدعو ألمانيا إلى تسليحه ضد "داعش" طلب رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني في حديث مع صحيفة بيلد الشعبية الألمانية اليوم الاحد من حلفائه و"من المانيا أيضاً"، "أسلحة قوية" لمقاتليه. وأضاف: "نو...
- أميركا : قتلى بإطلاق نار داخل مقر صحيفة بأنابوليس المرصاد نت - متابعات شهدت ولاية ميريلاند الأميركية عملية إطلاق نار داخل مقر صحيفة "كابيتال غازيت" في أنابوليس (عاصمة الولاية) أسفرت عن مقتل عدد من الأشخاص وإص...
- ما هي مراهنة واشنطن على المغامرة السعودية في شرقي الفرات؟ المرصاد نت - متابعات التفاهم الأميركي ــ الخليجي في الشمال السوري تجاوز الفرضيات بعد تعدد الزيارات لمسؤولين سعوديين وإماراتيين خلال عام. وما يرشح عن هذه الزيا...
- ترامب يرفع منسوب التوتّر مع إيران... وابتزاز الخليج ! المرصاد نت - متابعات ادت واشنطن وأكدت إرسال تعزيزات جديدة إلى المنطقة بينها 1500 جندي بعد ساعات من استبعاد دونالد ترامب مطلب البنتاغون. يأتي ذلك في وقت تتكثّف...
- الأنظمة الخليجية تتبادل الدعاوى أمام «العدل الدولية» المرصاد نت - متابعات بدأت محكمة العدل الدولية أمس الأربعاء النظر في الخلاف بين قطر وجاراتها الخليجية بعد تلقي شكوى من قطر فيما تعتزم الدول الخليجية المقاطعة ل...