المرصاد-متابعات
بعد أن كان وسيلة للتخلص من الأعداء لم يعد تسميم الخصوم أسلوبا مرغوبا فيه في العصر الحديث، لكنه لا يزال تهديدا قائما في روسيا، خاصة بالنسبة لمنتقدي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين البارزين.
صحيفة واشنطن بوست (Washington Post) الأميركية نشرت تقريرا بعنوان "لماذا يعد السم السلاح المفضل في روسيا بوتين؟" للمراسلين الصحفيين ميريام برغر وآدم تايلور تناول قضية التسميم المحتمل للمعارض الروسي البارز ألكسي نافالني هذا الأسبوع، وقدم أمثلة عديدة من الاغتيالات عن طريق التسميم تعرضت لها شخصيات من أبرز معارضي نظام بوتين وخصومه.
ووفقا للتقرير، فإن الاشتباه في تعرض نافالني للتسمم يتماشى مع نمط راسخ من تسميم معارضي بوتين السياسيين، فقد مرض المعارض البارز ذو الـ44 عاما فجأة يوم الخميس بعد أن استقل طائرة في مطار سيبيريا، ودخل في غيبوبة لم يخرج منها حتى الآن.
وقد صرح موظفوه بأنه جرى تسميمه، لكن المسؤولين الروس نفوا ذلك ومنعوا نقله إلى الخارج لتلقي العلاج.
من المسؤول؟
وأشار التقرير إلى أن منتقدي الحكومة الروسية يحمّلون الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المسؤولية الكاملة عن قتل خصومه، وعلى الرغم من شح الأدلة التي تحيل إلى مسؤوليته المباشرة عن حالات القتل بالسم فإن عديدين يجادلون بأنه يشجع على خلق جو يسود فيه الخروج عن القانون بحيث يشعر حلفاؤه أن مثل هذه الممارسات سيتم التغاضي عنها على أقل تقدير.
ونقل التقرير عن رئيس وحدة الاستخبارات المركزية الأميركية "سي آي إيه" (CIA) جون سيفر السابق في موسكو القول إنه "سواء أمر بوتين شخصيا بعمليات الاغتيال عن طريق التسميم أم لا فهو يقف وراء كل الجهود الرامية للحفاظ على السيطرة من خلال الترهيب والقتل".
ووفقا للتقرير، فإنه على الرغم من كثرة أعداء نافالني فإن الاغتيال باستخدام التسميم يتطلب معرفة متخصصة وتخطيطا معقدا.
وقد علقت الباحثة مركز كارنيغي في موسكو تاتيانا ستانوفايا على ما جرى للمعارض نافالني بالقول إنه "بغض النظر عما إذا كان ما جرى محاولة قتل أو مجرد محاولة للتخويف فإن حالات التسمم ترتبط دائما بطريقة ما بالأجهزة الأمنية".
واستعرض التقرير أمثلة عديدة لمعارضين روس تمت تصفيتهم باستخدام السم، وآخرين نجوا من محاولة اغتيال بنفس الوسيلة، من بينهم الصحفية الاستقصائية آنا بوليتكوفسكايا التي تعرضت لمحاولة قتل بالسم عام 2004 دس لها في كأس من الشاي عندما كانت مسافرة على متن رحلة داخلية، ورغم نجاتها من السم فإنها لم تنج من الاغتيال رميا بالرصاص بعد ذلك بعامين.
كما تعرض معارضون عديدون لمحاولة الاغتيال بالسم، من ضمنهم الناشط السياسي بيوتر فيرزيلوف الذي نقل إلى برلين لتلقي العلاج بعد تدهور صحته بشدة في عام 2018، وحمّل السلطات الروسية المسؤولية عن مرضه، لكن الحكومة الروسية نفت تورطها في ما حل به، وقد اشتبه الأطباء الألمان في أنه قد تعرض للتسمم، لكنهم لم يعثروا على آثار السم الذي قد يكون أصيب به.
وكتب فيرزيلوف في حسابه بتويتر يوم الخميس أن الأعراض التي عانى منها في الساعات الأولى لتعرضه للتسمم "شبيهة للغاية بما يحدث لنافالني الآن".
مظاهرة لمنظمة "مراسلون بلا حدود" تنديدا باغتيال الصحفية الروسية آنا بوليتكوفسكايا (الجزيرة)
لماذا السم؟
ووفقا للصحيفة، فإن استخدام السم للتخلص من الأعداء قد يبدو طريقة قديمة للقتل، خاصة عندما تتم تصفية منتقدين آخرين للكرملين رميا بالرصاص، لكن الارتباك والإثارة اللذان يكتنفان هذه الطريقة في تصفية الخصوم قد يكونان السبب في استمرار استخدامها.
ويرى الصحفي الروسي أندريه سولداتوف -الذي شارك في تأليف كتاب عن المنفيين الروس- أن موسكو وحلفاءها استخدموا السم لاستهداف المعارضين في الخارج خلال الحرب الباردة.
وأرجع سولداتوف استخدام الروس هذه الطريقة لتصفية الخصوم إلى كون "السم وسيلة قتل فريدة من نوعها لأن ضحاياه لا يعانون وحدهم، بل يشاركهم أقرباؤهم وأصدقاؤهم التجربة المروعة"، كما يشاركهم الجمهور أيضا إذا تابع القصة في وسائل الإعلام.
من المسؤول؟
وأشار التقرير إلى أن منتقدي الحكومة الروسية يحمّلون الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المسؤولية الكاملة عن قتل خصومه، وعلى الرغم من شح الأدلة التي تحيل إلى مسؤوليته المباشرة عن حالات القتل بالسم فإن عديدين يجادلون بأنه يشجع على خلق جو يسود فيه الخروج عن القانون بحيث يشعر حلفاؤه أن مثل هذه الممارسات سيتم التغاضي عنها على أقل تقدير.
ونقل التقرير عن رئيس وحدة الاستخبارات المركزية الأميركية "سي آي إيه" (CIA) جون سيفر السابق في موسكو القول إنه "سواء أمر بوتين شخصيا بعمليات الاغتيال عن طريق التسميم أم لا فهو يقف وراء كل الجهود الرامية للحفاظ على السيطرة من خلال الترهيب والقتل".
ووفقا للتقرير، فإنه على الرغم من كثرة أعداء نافالني فإن الاغتيال باستخدام التسميم يتطلب معرفة متخصصة وتخطيطا معقدا.
وقد علقت الباحثة مركز كارنيغي في موسكو تاتيانا ستانوفايا على ما جرى للمعارض نافالني بالقول إنه "بغض النظر عما إذا كان ما جرى محاولة قتل أو مجرد محاولة للتخويف فإن حالات التسمم ترتبط دائما بطريقة ما بالأجهزة الأمنية".
واستعرض التقرير أمثلة عديدة لمعارضين روس تمت تصفيتهم باستخدام السم، وآخرين نجوا من محاولة اغتيال بنفس الوسيلة، من بينهم الصحفية الاستقصائية آنا بوليتكوفسكايا التي تعرضت لمحاولة قتل بالسم عام 2004 دس لها في كأس من الشاي عندما كانت مسافرة على متن رحلة داخلية، ورغم نجاتها من السم فإنها لم تنج من الاغتيال رميا بالرصاص بعد ذلك بعامين.
كما تعرض معارضون عديدون لمحاولة الاغتيال بالسم، من ضمنهم الناشط السياسي بيوتر فيرزيلوف الذي نقل إلى برلين لتلقي العلاج بعد تدهور صحته بشدة في عام 2018، وحمّل السلطات الروسية المسؤولية عن مرضه، لكن الحكومة الروسية نفت تورطها في ما حل به، وقد اشتبه الأطباء الألمان في أنه قد تعرض للتسمم، لكنهم لم يعثروا على آثار السم الذي قد يكون أصيب به.
وكتب فيرزيلوف في حسابه بتويتر يوم الخميس أن الأعراض التي عانى منها في الساعات الأولى لتعرضه للتسمم "شبيهة للغاية بما يحدث لنافالني الآن".
مظاهرة لمنظمة "مراسلون بلا حدود" تنديدا باغتيال الصحفية الروسية آنا بوليتكوفسكايا (الجزيرة)
لماذا السم؟
ووفقا للصحيفة، فإن استخدام السم للتخلص من الأعداء قد يبدو طريقة قديمة للقتل، خاصة عندما تتم تصفية منتقدين آخرين للكرملين رميا بالرصاص، لكن الارتباك والإثارة اللذان يكتنفان هذه الطريقة في تصفية الخصوم قد يكونان السبب في استمرار استخدامها.
ويرى الصحفي الروسي أندريه سولداتوف -الذي شارك في تأليف كتاب عن المنفيين الروس- أن موسكو وحلفاءها استخدموا السم لاستهداف المعارضين في الخارج خلال الحرب الباردة.
وأرجع سولداتوف استخدام الروس هذه الطريقة لتصفية الخصوم إلى كون "السم وسيلة قتل فريدة من نوعها لأن ضحاياه لا يعانون وحدهم، بل يشاركهم أقرباؤهم وأصدقاؤهم التجربة المروعة"، كما يشاركهم الجمهور أيضا إذا تابع القصة في وسائل الإعلام.
المزيد في هذا القسم:
- وزير الخارجية ألماني ماس من طهران: لا يمكن لأوروبا صنع معجزات ! المرصاد نت - متابعات أنهى وزير الخارجية الألماني هايكو ماس جولته الإقليمية بزيارة لطهران أمس حيث التقى كلاً من الرئيس حسن روحاني ووزير الخارجية محمد جواد ظريف...
- السيد نصر الله: العدوان يقاتل حتى الأعراس والبسمة في اليمن المرصاد نت - متابعات أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله اليوم الاثنين أن العدوان السعودي الأمريكي يقاتل حتى الأعراس والأفراح والبسمة في اليمن. ج...
- الخارجية الكازاخستانية .. تأجيل اجتماع أستانا إلى ظهر الخميس المرصاد نت - متابعات أعلنت وزارة الخارجية الكازاخستانية اليوم الأربعاء تأجيل موعد انطلاق الجولة الثانية من اجتماع أستانا بشأن تسوية الأزمة في سوريا إلى يوم غد...
- التطرف ضد المسلمين... اضطهاد المضطهدين المرصاد نت - متابعات يواجه المسلمون اليوم في العالم وخاصة في أوروبا وأمريكا مخاطر كثيرة ومشتركة تأتي تحت شعار "الإسلاموفوبيا" أو العداء والكره للمسلمين إلا أن...
- على خطى الانتفاضة الأولى ... يوم غضب فلسطيني المرصاد نت - متابعات في مثل هذا اليوم منذ ثلاثين عاماً خرج الفلسطينيون في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس المحتلتين في تظاهرات ضد العدو الإسرائيلي في ما عُرف ل...
- الأحتلال الاسرائيلي يمنع رفع الأذان في القدس المحتلة وسط صمت عربي مخزي المرصاد نت - متابعات توالت الإدانات الفلسطينية لقرار الاحتلال الإسرائيلي منع الآذان في مدينة القدس المحتلة ووصفت فصائل المقاومة القرار بالجريمة ضد المدينة الم...
- من المستفيد من تفجيرات السعودية وهل سيتم إطاحة بن نايف من منصبه ؟ المرصاد نت - متابعات عقب زيارة محمد بن سلمان للولايات المتحدة ولقائه بأوباما والشركات التجارية الحاكمة نشرت كبريات الصحف الغربية أن بن سلمان اقنع الادارة الام...
- معهد واشنطن : هل ثمة ثورة مرتقبة في السعودية ؟ المرصاد نت - متابعات في أعقاب ثورة 25 يناير 2011 التي أطاحت بالرئيس المصري محمد حسني مبارك والتي جاءت بعد أسابيع من “ثورة الياسمين” في تونس تمل...
- الفايننشال تايمز: السيسي بدأ يواجه غضبا متزايدا واحتجاجا على حكمه المرصاد نت - صحف قالت صحيفة “الفايننشال تايمز” البريطانية إن بيع جزيرتي تيران وصنافير إلى السعودية أثار موجة غضب في الوسط السياسي المصري، إذ خر...
- أوروبّا لن تساعد لبنان بلا موافقة أميركيّة ! المرصاد نت - متابعات تزداد حدّة الحصار السياسي والاقتصادي على الدولة اللبنانيّة التي وجدت نفسها بعد الانهيار النقدي في قبضة الإدارة الأميركية. هو الوقت المناس...