المرصاد نت - رآي اليوم
اعتاد حزب الله أن يوجه الاتهام مباشرة الى "اسرائيل" عند كل عملية اغتيال لأحد قادته وكوادره
لم ينتظر الحزب اية تحقيقات بعد اغتيال القائد عماد مغنية في دمشق 2008 ووجه الاتهام إلى "إسرائيل" التي لم تعلن مسؤوليتها رسميا حتى اليوم، وهذا ما حدث بعد اغتيال سمير القنطار حيث توضحت كافة ملابسات الاستهداف بعد ساعات من العملية.
أما اغتيال القائد في حزب الله الجمعة مصطفى بدر الدين فقد كانت عملية اختلف فيها ما كان سائدا لم يوجه الحزب الاتهام المباشر إلى "إسرائيل" وانتظر ملمحا إلى أعداء آخرين قد يكونوا أبعد من فصائل مسلحة في سوريا تقاتل الحزب إلى من يقف خلفها في الإقليم. آلافت فعلا أن "إسرائيل" لم تقم بأي أعمال احترازية على الحدود الشمالية كما تفعل عادة، "إسرائيل" كانت واثقه على ما يبدو من أن الحزب لن يخطأ غريمه هذه المرة، وقد تكون الاستخبارات الإسرائيلية لديها علم مسبق بعملية الاغتيال ومن سوف يقوم بها.
جاء بيان حزب الله صباح يوم السبت ليقول أن عملية التصفية لقائده مصطفى بدر الدين نتيجة قصف مدفعي للفصائل التكفيرية المتواجدة في المنطقة. هذا الإعلان يدفعنا إلى طرح مجموعة من التساؤلات استنادا إلى معطيات نعرفها عن الميدان السوري وتحديدا عن تلك المنطقة المستهدفة في محيط مطار دمشق جنوب العاصمة.
أول تلك التساؤلات تكمن في جغرافية المنطقة حيث تتمركز أقرب تلك الفصائل في الغوطة الشرقية وتواجدها بعيد نسبيا عن محيط المطار ولا يمكن لمدفعية هذه الجماعات أن تصل إلى المطار ولو كانت فعلا تصل لما توقف القصف على المطار ومحيطه ساعة واحدة ،خاصة أن تلك الجماعات تعرف أن المطار يستقبل طائرات إيرانية وغيرها تنقل مسلحين وعتاد ومساعدات إغاثية وفيه مراكز عسكرية مهمة للحزب وإيران والجيش السوري، عملية تأمين هذه المنطقة من حرم المطار إلى محيط مقام السيدة زينب (عليها السلام) القريب منه كانت ضمن سلم الأوليات لجيش السوري والحزب منذ العام 2003 ولم تشهد تلك المنطقة أي قصف منذ ذلك التاريخ باستثناء عمليتين انتحاريين في محيط مقام السيدة زينب (عليها السلام) قبل شهور كمان أن تلك المنطقة تستعد حسب وزراة المصالحة السورية إلى لعودة سكان المناطق المحيطة والقريبة من المطار ( الذيابية والحسينية وصولا لحجيرة الملاصقة لمنطقة السيدة زينب) وبناء على ذلك كيف استطاع قصف مدفعي لمرة واحدة فقط أن يصيب مركز قيادة حزب الله ويصفي القائد بدر الدين. كما أن أيا من المجموعات الفصائل لم يعلن عن هذا القصف وهي أي تلك الجماعات تفاخر به وتعمل بتبنيه فكيف إذا كان قد أسفر عن استشهاد قيادي بهذا الحجم. وتأكيدا لذلك أصدر المرصد السوري لحقوق الإنسان بيانا أعلن فيه أن لا صحة لاستهداف فصائل المعارضة القائد العسكري لحزب الله مصطفى بدر الدين قرب مطار دمشق.
حالة الفصائل في الغوطة الشرقية حاليا مزرية للغاية فهي منشغلة باقتتالها الداخلي بين جيش الإسلام وفيلق الرحمن وجيش الفسطاط وبينهم معارك طاحنة بعد فشل كل الوساطات، كما أن جهدهم العسكري وآلياتهم منهمكة بصد تقدم الجيش السوري من الجهة الشمالية الشرقية حيث يحرز الجيش السوري تقدما هناك، وليس لديهم الوقت والقدرة والإمكانية لتوجيهالقصف إلى اتجاه آخر لا يأتي منه خطر أو تشن منه هجمات.
لكن التساؤل الأهم لماذا تبنى الحزب هذه الرواية، هناك عدة احتمالات للإجابة عن هذا التساؤل:
أولا: أن تحقيقات الحزب لم تصل إلا لهذا الاستنتاج ولم تتوفر لديه أي معطيات أخرى.
ثانيا: إخفاء الحزب للأسباب الحقيقية لاستهداف القائد بدر الدين وهذا ربما يعود إلى طبيعة وأسلوب الرد الذي سوف ينفذه الحزب فإذا صحت نظرية أن جهازا استخباريا عربيا أو إقليميا قد نفذ العملية فإن الحزب بتكتمه هذا يكون قد فتح باب الحرب السرية وهذا يعني أن الرد قد يكون خارج الحدود أو داخلها ولكن في إطار العمليات السرية التي لا يعلن الحزب مسؤوليته عنها .
ثالثا: أن الحزب يعلم أن "إسرائيل" وراء الاغتيال لكنه لا يريد أن يصعد الموقف العسكري لأنه في هذه الحال سوف يكون ملزما بالرد حسب الالتزام القطعي الذي أطلقه الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله، وهذا الاحتمال مستبعد لأن الحزب لم يفعل ذلك في كل تاريخيه ولأن إسرائيل أو وسائل إعلامها قد تسرب المسؤولية الإسرائيلية، وعندها سيكون الحزب في موقف حرج.
رابعا: أن يكون القائد بدر الدين قد استهدف في مكان آخر غير المعلن عنه في محيط المطار لا يريد الحزب كشف المكان.
هذه مجرد تكهنات لكن ربما نصل إلى إجابات قطعية مع إطلالة السيد حسن نصر الله يوم الجمعة المقبلة بذكرى تأبين القائد بدر الدين فالرجل لم ينطق في كل تاريخيه إلا بالحقيقة .
* كمال خلف
المزيد في هذا القسم:
- الخارجية الروسية: آفاق الاعتراف بحكومة طالبان موجودة المرصاد-متابعات أكد زامير كابولوف ممثل الرئيس الروسي في أفغانستان أن احتمالات الاعتراف بحكومة طالبان من قبل روسيا موجودة، وهذا يعتمد في المقام الأول على ظهور س...
- الخارجية الايرانية: الدبلوماسي المخطوف في اليمن حي وقريباً سيحرر. متابعات أعلن مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والافريقية حسين أميرعبداللهيان أن الملحق الإداري للسفارة الإيرانية في صنعاء المختطف في سلامة كاملة، ...
- مشروع "الناتو العربي" لا يردع الأعداء ولا يُغري الأصدقاء المرصاد نت - متابعات في السياسة كما في الدراما يرتسم مشهد فاصل يمكن للمرء من خلاله أن يضع حداً لما كان ولما سيكون. ويتّسع المشهد ويضمر بقدر اتّساع وضمور اللاع...
- تظاهرات مطلبيّة بنكهة سياسيّة: الكاظمي هدفاً للضغوط! المرصاد - نور أيوب طوال الأعوام الماضية، ثَبت أن أشهر الحرّ ترسم مصير «حاكم بغداد»: نوري المالكي عام 2014، حيدر العبادي عام 2018، عادل عبد المهدي عام 2019، وا...
- روسيا : عقوبات أميركية جديدة وموسكو تدرس «بدائل» الدولار المرصاد نت - متابعات لوّحت الولايات المتحدة الأميركية بفرض حزمة جديدة من العقوبات بعدما انتهت مهلة التسعين يوماً التي أعطتها لموسكو كي تثبت أنها لن تستخدم أسل...
- المغاربة يعتبرون السعودية "عنوان الخيانة" لتصويتها ضد أحتضانهم كأس العالم المرصاد نت - متابعات "السعودية عنوان الخيانة" هكذا عنونت جريدة "اليوم 24" اليوم مقالا للتعليق على موقف السعودية في تصويتها ضد ترشح المغرب لاحتضان كأس العالم و...
- غارة إسرائيلية تستهدف مركز بحوث علمي بضواحي دمشق المرصاد نت - متابعات شن طيران العدو الاسرائيلي ليل الأثنين غارة صاروخية على منطقة جمرايا بريف دمشق وتصدت الدفاعات الجوية السورية لصاروخين اطلقتهما طائرات العد...
- اردوغان يحكم قبضته على الاستخبارات ورئاسة الاركان المرصاد نت - متابعات أعلن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان السبت، انه يريد وضع وكالة الاستخبارات ورئاسة اركان الجيش تحت سلطته المباشرة وذلك بعد اسبوعين من مسرحية...
- الأحزاب في لبنان .. نشأتها وتوجّهاتها المرصاد نت - متابعات لبنان بلد صغير بمساحته، كبير بتنوّع أطيافه وأحزابه وتياراته ولا يصدّق أحد أن الـ10452 كم التي تشكل مساحته تحوي هذا الكم الهائل من التعدّد...
- 29 قتيلا وعشرات الجرحي بالاعتداء المزدوج في اسطنبول المرصاد نت - متابعات ارتفع عدد المصابين جراء التفجير المزدوج في إسطنبول إلى 70 شخصا حسبما أفادت قناة "إن تي في" التلفزيونية التركية اليوم الأحد. وسبق لوزير...