المرصاد نت - متابعات
بعد الإحباط الذي ولّدته مواقف وزير خارجيته «المعتدلة» لدى معسكر المقاطعة أعاد دونالد ترامب بثّ روح الحماسة في تحالف الرياض وأبو ظبي مشجعاً إياهما على المضي في «محاربة الإرهاب».
ومع استمرار التباين في موقف واشنطن من الأزمة، يتجه «الرباعي» نحو اتخاذ مزيد من الإجراءات بحق الدوحة
عزّزت التصريحات الصادرة في أعقاب اختتام وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون جولته الخليجية الأجواء التشاؤمية بشأن ما ستؤول إليه الأزمة بين السعودية والإمارات من جهة وقطر من جهة أخرى في الأيام المقبلة، في ظل تهديدات من قبل بعض عواصم المقاطعة ببدء إجراءات أشد قسوة ضد الدوحة. وفيما بدا من خلال كلام تيلرسون وبيان الخارجية الأميركية، أن لا تقدم حقيقياً على خط الوساطات الجارية لحلحلة الأزمة واصل مسؤولو قطبي الخلاف تبادل الاتهامات، وتصعيد الهجمات الإعلامية والسياسية.
وأُعلن مساء أمس عن محادثات هاتفية بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب والملك السعودي سلمان بن عبد العزيز بحث خلالها الطرفان «الجهود الدبلوماسية الأخيرة لحل الخلاف مع قطر وأكدا أهمية تحقيق تعهدات قمة الرياض» بحسب بيان صادر عن البيان الأبيض. ونقل البيان عن ترامب تشديده على «ضرورة قطع كل أنواع تمويل الإرهاب، وتكذيب عقائد المتطرفين»، في تصريحات فُهم منها إعطاء جرعة دعم إضافية لمعسكر دول المقاطعة، خلافاً لما كان وزير الخارجية قد أبداه من ميل إلى الجانب القطري.
وأدلى تيلرسون، بعد مغادرته الدوحة، بتصريحات مقتضبة لوكالة «بلومبيرغ» رأى فيها أن ثمة «تغيراً في درجة الاستعداد ولو لتقبل الحديث إلى بعضهم البعض، ولم تكن هذه هي الحال قبل مجيئي»، مستدركاً بأن «الاتفاق النهائي قد يستغرق التوصل إليه فترة زمنية لا بأس بها». واعتبر «(أننا) لو تمكنا من رؤية بعض النجاحات حول بعض الملفات المطروحة على الطاولة؛ كوننا باتت لدينا خريطة طريق للمضي قدماً، عندها آمل أن ذلك سيطلق مسار إعادة العلاقات وتطبيعها»، موضحاً أن بعض المطالب «من الممكن البدء بالتفاوض حولها سريعاً، في مقابل ملفات أخرى أعتقد أنها ستكون أكثر تعقيداً وصعوبة». وفي الاتجاه نفسه، أعربت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، هيذر نويرت، عن تطلع بلادها إلى إقناع دول الخليج بالتفاوض في ما بينها بشكل مباشر، واصفة ذلك بأنه «خطوة قادمة مهمة»، معترفة في الوقت نفسه، بأن «حل الأزمة قد يستغرق وقتاً طويلاً».
التفاؤل الأميركي بإمكانية جلوس طرفَي الأزمة إلى طاولة واحدة، بدّده وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي، أنور قرقاش، عندما أكد، في تغريدات على «تويتر»، «(أننا) متجهون إلى قطيعة ستطول»، مضيفاً «(أننا) بعيدون كل البعد عن الحل السياسي المرتبط بتغيير قطر لتوجهها، وفي ظل ذلك لن يتغير شيء، وعلينا البحث عن نسق مختلف من العلاقات». وقال إن «للدول الأربع المقاطعة كل الحق في حماية نفسها وإغلاق حدودها وحماية استقرارها، وإجراءاتها في هذا السياق مستمرة وستتعزز، حقها أن تعزل التآمر عنها»، متابعاً: «نحن أمام خيارات سيادية سيمارسها كل الأطراف حسب مصالحه الوطنية وثقته في من حوله وقراءته لجواره، ولعله الأصوب في ظل اختلاف النهج وانعدام الثقة». تهديدات كان قد لوّح بها أيضاً وزير الخارجية الإماراتي، عبدالله بن زايد آل نهيان، قائلاً: «إذا أرادت قطر الانضمام إلى الحلف الرباعي فأهلاً بها، أما إذا اختارت الجانب الآخر فسيُقال لها مع السلامة». الدوحة، من جانبها، حافظت على ثبات موقفها بعد زيارة تيلرسون، مع ضخ مكثف في إعلامها حول «موافقة دول الحصار على دراسة أفكار وزير الخارجية الأميركي». واتهم وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني «دول الحصار التي أطلقت على نفسها لقب الدول الراعية لمكافحة الإرهاب»، بأنها «تعطل جهود مكافحة الإرهاب التي تقوم بها» بلاده، من خلال إجراءاتها التصعيدية. وعقب مباحثات أجراها في أنقرة مع نظيره التركي مولود جاويش أوغلو، أشار إلى أنه «بالرغم من مرور 40 يوماً على الحصار، لم يتم إثبات تورط قطر بتمويل الإرهاب»، مضيفاً أنه «إذا كانت هناك مطالب لدى دول الحصار فليتم تقديمها وفق أسس سليمة»، مجدداً تشديد بلاده على ضرورة حل الأزمة «من خلال الجهود الدبلوماسية، ومن خلال الحوار البنّاء».
بدوره لفت جاويش أوغلو إلى أن «كل جهودنا تتركز على الوصول إلى حل يتماشى مع العلاقات الأخوية» مكرراً تأييد بلاده موقف قطر من مطالب دول المقاطعة، قائلاً: «إذا ارتكبت (الدوحة) أخطاء، فيجب تقديم أدلة». وجدد رفض بلاده «المطالب المتعلقة بالقاعدة العسكرية في قطر»، مؤكداً أن «العلاقة مع قطر، بالنسبة إلى تركيا، مهمة، ونعمل على تطوير هذه العلاقات». وذكر أن الرئيس رجب طيب أردوغان يعتزم السفر قريباً إلى الخليج في إطار جهوده لإنهاء الأزمة، موضحاً أن الزيارة ستشمل السعودية وقطر والكويت، التي تقوم بوساطة بين الجانبين.
المزيد في هذا القسم:
- جبري: الفوضى بديل الدولة في سورية أكد الأمين العام لحركة الأمة الشيخ عبد الناصر بعد زيارته السفيؤ السوري علي عبد الكريم علي أننا "مع الدولة في سورية لأن البديل عنها الفوضى ودويلات ودول للمجموعات...
- تجاذبات موسكو ـــ أنقرة مستمرة: النار تطاول النقاط التركية ! المرصاد نت - متابعات لم يكن ثاني أيام «الهدنة» المفترضة في «جيب إدلب» اعتيادياً إذ بدأ بمقاربتين متباينتين من عرّابيها. موسكو أعلنت فجراً عن تفاهم لتهدئة «شام...
- التحالف الدولي يقر: قتلنا 1300 مدني في سوريا والعراق بـ "الخطأ"! المرصاد نت - متابعات أقرّ التحالف الدولي بقيادة واشنطن بمقتل أكثر من 1300 مدني في سوريا والعراق عن طريق الخطأ في غارات نفّذها من عام 2014 وحتى العام الحالي. ...
- السعودية تنتصر بالامم المتحدة وتخسر باليمن وسوريا والعراق المرصاد نت - متابعات هددت عاصفة دبلوماسية هبت الاسبوع الماضي بقطع علاقات السعودية مع الامم المتحدة وكان الخطأ الكبير الذي ارتكبته المنظمة الدولية تجرؤها ع...
- الفصائل الفلسطينية: قرار عباس خطوة في الاتجاه الصحيح ! المرصاد نت - متابعات رمى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ورقة لطالما هدّد باستخدامها في وجه العدو الإسرائيلي. إذ أعلن أمس بعد اجتماع القيادة الفلسطينية في ر...
- تركيا... إرادة السلطان داوود اوغلو ايضاً رحل .. والرئيس بشارالأسد باق المرصاد نت - متابعات ودّع رئيس الوزراء التركي أحمد داوود أوغلو رئاسة حزب العدالة والتنمية الحاكم بتركيا بعد إعلانه تنحيه عن المنصب في وقت سابق من الشهر الج...
- الجيش العربي السوري يسيطر على مشرع الـ1070 غرب حلب المرصاد نت - متابعات سيطر الجيش العربي السوري وحلفاؤه اليوم الثلاثاء على مشروع الـ1070 شقة غربي مدينة حلب بعد معارك عنيفة مع المسلحين وبدأ الجيش ال...
- تحالف أمريكا ملطخ بدماء نحو 400 مدني في سوريا والعراق المرصاد نت - متابعات أقر التحالف الدولي بقيادة أمريكا بتسببه بمقتل نحو 400 مدني خلال الفترة 2014-2017 في سوريا والعراق. وبحسب ماذكره بيان القيادة الم...
- على خطا جدّه... بن سلمان يهدي ما لا يملك! المرصاد نت - متابعات لا نريد الدخول في حقّ ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في إهداء أموال الشعب السعودي إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فهي مسألة تخصّ...
- إدلب بين تطبيق الاتفاقيات والمراوغة بورقة الإرهابيين ! المرصاد نت - متابعات بعد تطهير معظم المحافظات السورية من دنس الجماعات الإرهابية بات على الحكومة السورية العمل على بسط سيادتها على كل الارض السورية اي العمل عل...