المرصاد نت - متابعات
قالت تركيا إنّ الاستفتاء في استقلال إقليم كردستان العراق "خطأ جسيم وهو غير قانوني وغير مقبول" ودعت أنقرة عقب اجتماع لمجلس الأمن القومي برئاسة الرئيس رجب طيب أردوغان رئيس الإقليم مسعود برزاني إلى إلغائه.
المجلس أكد من جهته أن أنقرة تحتفظ بحقوقها التي تنصّ عليها الاتفاقات الدولية في مواجهة الاستفتاء كما دعا المجلس إقليم كردستان العراق إلى العدول عن الاستفتاء المقرر إجراؤه الإثنين مؤكداً أن هذا الاستفتاء "غير قانوني وغير مقبول" و"يهدد مباشرة الأمن القومي التركي" وجاء في البيان الصادر عن المجلس "نحض حكومة الإقليم الكردي الواقع في شمال العراق على العدول عن هذا القرار طالما أن الوقت ما زال متاحاً لذلك".
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان طالب الثلاثاء أمام الأمم المتحدة "أكراد العراق بإلغاء الاستفتاء" محذراً من تداعيات قد تنجم عن المضي فيه وفي هذا الإطار بدأت القوات المسلحة التركية الإثنين مناورات عسكرية على الحدود العراقية بمشاركة مئة آلية بينها دبابات.
البرزاني يرمي كرة النار: نتفاوض بعد الاستفتاء
مستمرٌ رئيس إقليم كردستان مسعود البرزاني في «عناده» بوصف أنقرة. الزعيم الكردي مصرٌّ على الدخول في مواجهةٍ كي يحقّق «وعده» بإجراء الاستفتاء. التحذيرات المستمرة، من بغداد إلى موسكو فواشنطن مروراً بدول الجوار لم تجدِ نفعاً مع أربيل التي أكّدت أن أوان تأجيل الاستفتاء قد فات وأن «المفاوضات» بعد 25 أيلول بشروط تفرضها على بغداد
يبدو أن تمسّك رئيس إقليم كردستان مسعود البرزاني وتشبّثه بخطوة إجراء استفتاء الانفصال عن العراق في 25 أيلول الجاري دليلٌ على نية أربيل بالدخول في صدامٍ مع القوى العراقية المحلية إلى جانب خلق توترٍ إقليمي مع جيران العراق الرافضين لخطوة «غير محسوبة» النتائج.
وبالرغم من «التحذير الثلاثي» ضد «الإقليم» الصادر عن بغداد وأنقرة وطهران وتوعّد العواصم الثلاث في بيان مشترك بـ«إجراءاتٍ ضد الإقليم في حال مضيّه قدماً في تقرير مصيره» إلا أن الردّ الكردي جاء على لسان البرزاني مؤكّداً أن «الاستفتاء سيجرى في موعده رغم مطالبات عواصم مجاورة وأخرى إقليمية وعالمية بتأجيله» مشيراً إلى أن «وقت المطالبة بالتأجيل قد نفد». وأضاف «لنقُل بصوت واحد نعم للاستقلال» داعياً الأكراد إلى التوجه إلى صناديق الاقتراع بعد غدٍ الإثنين.
وأوضح البرزاني أن «حكومة الإقليم ذهبت إلى بغداد للحوار في موضوع إجراء الاستفتاء لكن بغداد لم تأخذ الأمر على محمل الجد» لافتاً إلى أن أربيل مستعدة للتفاوض مع بغداد بعد إجراء الاستفتاء في الملفات كافة باستثناء العودة إلى ملف «الخط الأخضر» في إشارة إلى «الخط» الذي يعدّ خط التماس بين مسلحي «البشمركة» والجيش العراقي في تسعينيات القرن الماضي.
البرزاني الذي سيزور بغداد في الأيام المقبلة على حدّ قوله ردّ على تحذيراتها بالقول «إذا كانت نيتكم فرض عقوبات فعليكم أن تفرضوها عليّ أنا وليس على شعب كردستان» رافعاً حدّة خطابه بوصف قواته «محطمة أسطورة داعش بأسلحة متواضعة ويمكنها أن تردع أيّ اعتداء على كردستان».
إمكان تدخّل بغداد عسكرياً لردع أربيل عن خطوتها يستبعده وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري متمسّكاً بأن «الحكومة ستبذل كل جهودها لأجل الوصول إلى حلٍّ يناسب جميع الأطراف وأيضاً لتجنّب حدوث الاستفتاء» في وقتٍ تواصل فيه بغداد تدعيم موقفها الرافض لخطوة أربيل.
وأبلغ وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف نظيره العراقي دعم بلاده لسيادة العراق وسلامة أراضيه في حين رأى وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أن «الاستفتاء سيكون له أثرٌ سلبي على العراق والمنطقة».
ورحّب رئيس الجمهورية العراقية فؤاد معصوم بإعلان «مجلس الأمن الدولي تجديد تمسّكه المستمر بسيادة العراق ووحدته وسلامة أراضيه» لافتاً إلى أن الحوار مستمر بين حكومتي بغداد وأربيل لمعالجة «القضايا الخلافية». وأثنى في بيانه على «أهمية الدعوة التي أطلقها مجلس الأمن بمواصلة الحوار بين العراقيين لحل أي مشكلة داخلية على أن يتم في إطار الدستور وعبر حلول توافقية يدعمها المجتمع الدولي وتصبّ في حماية مستديمة لمصالح كافة المكونات العراقية».
وفي سياقٍ متّصل التقى رئيس الوزراء حيدر العبادي بمعصوم وعرضا ملف الاستفتاء فيما أبدى العبادي «رفض بغداد لاستفتاء الإقليم لعدم دستوريته والحفاظ على العراق الموحد، واستمرار الحوار لحل الإشكالات العالقة ضمن سقف الدستور». وأضاف العبادي أن «العالم كله يقف معنا في وحدة العراق وسيادته وحربه ضد الإرهاب» مشيراً إلى أن «أيّ إجراء يتّخذ من طرف واحد مرفوض وأن باب الحوار مفتوح وفق الدستور والعراق الواحد».
بدوره قال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم إن «الاستفتاء هو مسألة تمس الأمن القومي التركي وأنقرة لن تقبل أبداً تغيير الوضع في العراق أو سوريا» مضيفاً أن «أي تحرّك سيؤدي إلى تغيير الوضع في سوريا والعراق هو نتيجة غير مقبولة لتركيا وسنفعل ما يلزم».
ويقابل هذا المشهد نيّة طهران «لملمة الشتات الكردي» إذ أكّدت مصادر عدّة أن قائد «فيلق القدس» في «الحرس الثوري الإيراني» الجنرال قاسم سليماني «وصل (أمس) إلى الإقليم في محاولة جديدة لإقناع القادة الأكراد بالتراجع عن خطوتهم». وسينتقل سليماني من السليمانية إلى أربيل «في زيارة تعتبر الأخيرة له قبل الاستفتاء إذ وعد في زيارته السابقة بأن تضغط إيران على القيادات العراقية في بغداد للاستجابة لمطالب الأكراد لحل خلافاتهم العالقة في ما يتعلّق بميزانية الإقليم ومشكلة رواتب البشمركة والمناطق المتنازع عليها».
إلى ذلك وصف زعيم «التيار الصدري» مقتدى الصدر انفصال «الإقليم» بـ«الانتحار» مطالباً الحكومة الاتحادية بـ«الحفاظ على وحدة العراق». وحذّر «الكيان الإسرائيلي من التدخل في الشأن العراقي» وذلك في رسالة وجهها إلى القادة الأكراد حذّرهم فيها أيضاً من «الفتنة» قائلاً: «على الحكومة العراقية اتخاذ التدابير اللازمة لإنهاء هذه المهزلة وإلا فإن الأمر سيؤول إلى ما لا يحمد عقباه ونحن هنا نشد على يدها بالحفاظ على وحدة العراق ونعلن استعدادنا للتعاون من أجل ذلك».
المزيد في هذا القسم:
- دول أوبك تتوصل إلى اتفاق تاريخي لتخفيض إنتاجها المرصاد نت - متابعات أعلنت الدول المصدرة للنفط مساء الأربعاء في الجزائر التوصل إلى اتفاق تاريخي ينص على تخفيض إنتاج النفط إلى مستوى يتراوح بين 32,5 و33 مليون ...
- الأردن: قاعدة "موك" في طريقها للخروج من الخدمة المرصاد نت - متابعات البوصلة السياسية في طريقها نحو التغيير في الأردن ولكن ببطء حيث يتزايد الحديث وسط غرف القرار المغلقة عن ضرورة تخفيف الحدة واللهجة بالاتجاه...
- صراع السلطة يتفجر مجدداً... حملة اعتقالات بالسعودية! المرصاد نت - متابعات أكدت مصادر في العاصمة السعودية الرياض أن قوات تابعه لولي العهد السعودي محمد بن سلمان قامت خلال اليومين الماضيين بحملة اعتقالات شملت أمراء...
- دولة اقليمية نسقت مع إسرائيل وحماس لإقامة 'دولة غزة' وإنهاءالقضية الفلسطينية المرصاد نت - وطن افاد مصدر مطلع ورفيع المستوى ان دولة إقليمية تملك النفوذ والمال كانت على اتصال وتنسيق مستمر مع دولة الإحتلال الإسرائيلي في الأشهر الساب...
- تطور خطير في مسار التطبيع بين النظام الإماراتي وكيان الاحتلال! المرصاد نت - متابعات تصاعدت وتيرة التطبيع الخليجي مع الاحتلال الإسرائيلي خلال الأعوام الأخيرة فيما عرفت العلاقات التطبيعية بين النظام الإماراتي وكيان الاحتلال...
- الاحتجاجات تخترق الحزب الحاكم: البشير خارج السباق الانتخابي؟ المرصاد نت - مي علي يدخل السودان عامه الأخير قبل إجراء انتخابات رئاسية مقرّرة في عام 2020 في ظلّ احتجاجات مستمرة تطالب بإسقاط نظام الرئيس عمر البشير ما يقلّل ...
- موجة غلاء في السعودية.. ماذا يحدث لدولة "الرفاه"؟ المرصاد نت - رآي اليوم القادمون من دول الخليج والمملكة السعودية بالذات الى العواصم الغربية طلبا للاسترخاء والراحة يجمعهم في احاديثهم قاسم مشترك رئيسي وهو الشك...
- زلزال ترامب: عالم متوجّس وصقور عائدون ! المرصاد نت - متابعات عندما تتفلتُ الصدمة من عقالها ستقود حتماً إلى الحالة التي تجلّت بها أمس في العالم من أصغر مذيعة أخبار على أصغر قناة محلية أميركية إلى حكو...
- مقتل75 تكفيرياً في صد هجوم بالفلوجة ومقتل مساعدي البغدادي بالانبار المرصاد نت - متابعات قتل 75 تكفيرياً اثر صد القوات العراقية المشتركة اليوم الثلاثاء هجوما لـ 'داعش' في منطقة النعيمية جنوب مدينة الفلوجة. وصرح قائد...
- صحيفة ألمانية تفضح صمت القادة العرب تجاه قرارات ترامب؟ المرصاد نت - متابعات قالت صحيفة "تسايت" الألمانية في تقرير لها: إن الزعماء العرب إلتزموا الصمت تجاه قرار ترامب بحظر دخول مهاجري 7 دول اسلامية خوفا من المس بمص...