المرصاد نت - متابعات
مصير المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل السياسي بات مهدداً مع فشل مفاوضات تشكيل الائتلاف الحكومي بعد شهرين من الانتخابات العامة في ما وصفته «دير شبيغل» الأسبوعية الألمانية بـ«لحظة بريكست ألمانية» وضعت البلاد أمام احتمالات عدة منها إجراء انتخابات مبكرة
وصلت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إلى طريق مسدود في مفاوضات تشكيل ائتلاف حكومي ثلاثي دفعها أمس إلى إجراء مشاورات مع رئيس البلاد فرانك – فالتر شتاينماير لتفعيل إجراءات دستورية تخرج البلاد من أكبر أزمة سياسية تعيشها منذ سنوات وفيما كان خيارا الانتخابات المبكرة وتشكيل حكومة أقلية مطروحين أعلنت المستشارة أمس تفضيلها إجراء انتخابات جديدة على قيادة حكومة أقلية مضيفة أنها مستعدة للترشح مجدداً في حال إجراء انتخابات تشريعية مبكرة.
وعلى الرغم من رغبتها تجنّب ترأس حكومة أقلية إلا أن تنظيم انتخابات مبكرة ستضعف موقف ألمانيا وأوروبا أكثر بعد الفشل تاريخي في مفاوضات تشكيل الائتلاف. في الأثناء، تعهدت ميركل، مساء الأول من أمس، «بذل كل ما في وسعها من أجل قيادة البلاد جيداً خلال الأسابيع الصعبة المقبلة».
يأتي ذلك فيما رفض شتاينماير الذي يتمتع بحق إطلاق عملية حل مجلس النواب اللجوء إلى هذا الإجراء على الفور لأنه يريد أن يفسح المجال أمام ميركل لعرض كل الفرص من أجل تشكيل حكومة. وفي حال عدم التوصل إلى اتفاق من أجل تشكيل حكومة سيتعيّن على شتاينماير إطلاق عملية ستنتهي باقتراع مبكر لكن يمكن أن تستغرق أشهراً لعدم وجود إطار قانوني لتنظيم جدول زمني.
وفي كلمة متلفزة قال الرئيس الألماني إنه يتوقع «من كل الأحزاب أن تكون مستعدة للحوار لتسهيل تشكيل حكومة ضمن مهلة معقولة» وتابع قائلاً إن «سوء الفهم والقلق يسودان في بلادنا وأيضاً في الخارج خصوصاً في الدول الأوروبية المجاورة إذا لم تتحلّ القوى السياسية لدينا بالمسؤولية». وتوجّه بندائه ذاك إلى المحافظين والليبراليين والخضر وإلى «الحزب الاشتراكي الديموقراطي» الذي يرفض التحالف مع ميركل بعد هزيمته في انتخابات أيلول 2017.
من جهته كرر خصم ميركل زعيم الحزب «الاشتراكي الديموقراطي» مارتن شولتز أمس تأكيده عدم خشيته «خوض انتخابات جديدة».
على المستوى الشخصي بات مستقبل المستشارة السياسي غامضاً جداً خصوصاًَ أن انتخابات مبكرة قد تصعّب من إمكانية حصولها على الثقة من جديد. كل ذلك كان نتيجة ذهاب أصوات حزبها في انتخابات أيلول 2017 إلى اليمين المتطرف المتمثل بـ«حزب البديل لأجل ألمانيا»، بعدما واجه موقفها الوسطي وقرارها فتح الحدود أمام أكثر من مليون مهاجر في عام 2015، اعتراضات متزايدة في الداخل.
ورحب المسؤولان في حزب «البديل لأجل ألمانيا» أمس ألكسندر غولاند وأليس فيدل «بإجراء انتخابات جديدة محتملة» وتعرض زعيم الليبراليين كريستيان ليندنر الذي انسحب من المحادثات خلال الليل لاتهامات من بعض السياسيين والصحافيين بإفشال المفاوضات لغايات انتخابية.
ويعود الإخفاق في تشكيل حكومة إلى عدة نقاط خلاف أساسية بين الخضر والليبراليين والمحافظين أولها قضية استقبال المهاجرين التي تُعَدّ مسألة خلافية في ألمانيا منذ عام 2015 من جهته يريد «الاتحاد المسيحي الديموقراطي» حزب المستشارة وحليفه البافاري «الاتحاد المسيحي الاجتماعي» بالإضافة إلى الليبراليين اعتماد سياسة أكثر تقييداً لأعداد المهاجرين الذين يجب على البلاد استقبالهم (200 ألف مهاجر في العام في حدّ أقصى) في المقابل يرغب «الخضر» في تخفيف تلك القيود والقيام بعملية لمّ شمل كاملة العام المقبل لجميع المهاجرين.
من جهة ثانية تختلف الأحزاب الثلاثة على كيفية خفض البلاد لانبعاثات غاز ثاني أوكسيد الكربون ليصل إلى المستوى المتفق عليه دولياً. ويرى «الخضر» أن البلاد لا يمكن أن تفعل ذلك من دون إغلاق 20 مصنعاً للفحم الحجري هي الأقدم في ألمانيا. هذه الخطوة يراها «الاتحاد المسيحي الاجتماعي» و«الحزب الديموقراطي الحر» (ليبراليون) عبارة عن «انتحار صناعي» لألمانيا مثلما قال النائب في البرلمان الأوروبي عن الليبراليين ألكسندر لامبسودورف في وقت سابق.
خلاف آخر متعلّق ببعض المسائل العالقة في الاتحاد الأوروبي أولها بشأن طبيعية الرد الألماني على مقترحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حول إصلاح الاتحاد الأوروبي. وفيما يرفض الليبراليون الاقتراح المتعلق بإنشاء ميزانية خاصة لمنطقة اليورو وهو أمر يلقى تقبلاً لدى حزب ميركل يرى «الخضر» أنّ من الضروري عدم ردّ «اليد المفتوحة» للرئيس الفرنسي. وقال ماكرون أمس إن «التشنج ليس في مصلحتنا... أي يتعيّن علينا أن نتقدم» معرباً عن قلقه في وقت سابق إزاء الحائط المسدود في ألمانيا لكنه أعرب عن الأمل في أن تظل برلين شريكاً «قوياً ومستقراً» حتى يتمكن البلدان من «المضي قدماً معاً».
المزيد في هذا القسم:
- مقتل مسؤول "داعش" العسكري في دير الزور تحدثت معلومات عن إصابة مسؤول داعش العسكري في دير الزور. من جانبها لفتت مصادر "داعش" الى مقتل مسؤولها العسكري في "ولاية الخير" ومقتل عدد من مسلحي التنظيم خلال ا...
- استخبارات المقاومة أداء مُتطوّر وضربات مؤلِمة ! المرصاد نت - متابعات مثّلت عملية خانيونس الاستخبارية الإسرائيلية المُعقّدة انتصاراً لاستخبارات المقاومة الفلسطينية في قطاع غزَّة، مقابل فشل ذريع لشعبة الاستخب...
- الازمة السودانية في ظل التهديد بقطع الايادي و جز الرؤوس ! المرصاد نت - متابعات مع ارتفاع وتيرة التصعيد في السودان وتواصل لغة التهديدات المتبادلة وبعد ان توعد الرئيس السوداني عمر البشير في خطاب شديد اللهجة بقطع ...
- ألمانيا وبريطانيا وفرنسا تؤكد التزامها بالاتفاق النووي مع إيران! المرصاد نت - متابعات أكدت فرنسا وبريطانيا وألمانيا في بيان مشترك التزامها بالاتفاق النووي مع إيران، محذرة من مخاطر انهياره داعية لاستئناف الحوار بين كل الأطرا...
- أبرز التطورات الميدانية والعسكرية في المشهد السوري! المرصاد نت - متابعات أفادت مصادر مطلعه بتجدد القصف المدفعي للجيش العربي السوري على مواقع هيئة تحرير الشام في خلصة وخان طومان بريف حلب الجنوبي. وذلك بعد استشهاد...
- مسؤول أمريكي سابق يحذّر اوباما من سقوط النظام السعودي المرصاد نت - متابعات حذّر النائب السابق لرئيس وحدة الخليج في الاستخبارات الأميركية بروس ريدل الادارة الامريكية من امكانية سقوط النظام السعودي في اية لحظة. ...
- خلال مناظرة له مع تركي الفيصل.. اسرائيلي يعترف بلقاءات كثيرة غير رسمية مع السعودية ! المرصاد نت - متابعات اعترف جنرال اسرائيلي متقاعد الخميس بوجود لقاءت كثيرة غير رسمية بين السعودية و"اسرائيل" ضمن محاولات الوصول لمصالح مشتركة، معتبرا عدم وج...
- أبرز التطورات الميدانية والعسكرية في المشهد السوري! المرصاد نت - متابعات قالت وكالة الأنباء السورية "سانا" إن مجهولين هاجموا القاعدة الأميركية في حقل العمر النفطي بريف دير الزور الشرقي. وأضافت أن الهجوم جاء تزا...
- كوريا الشمالية تنفي "أكاذيب" واشنطن بخصوص الأسلحة الكيميائية المرصاد نت - متابعات نفت كوريا الشمالية اليوم الجمعة الادعاءات الأمريكية حول تعاونها مع سوريا بشأن الأسلحة الكيميائية مؤكدة أن واشنطن اختلقت هذه الأكاذيب للضغ...
- تونس : وقفة احتجاجية امام المسرح البلدي «التطبيع لن يمر» المرصاد نت - متابعات خرجت تظاهرة في تونس أمس رفضاً لقرار يوسف الشاهد توزير رونيه الطرابلسي المتّهم بعلاقات مع إسرائيل ما فتح باب الجدل حول ممارسات وأشكال التط...