القاعدة ليست خطرا عسكريا بل خطرا امنيا !

m.almaqalehليست مشكلتنا الاساسية مع القاعدة في انها تمتلك سلاحا (خفيفا او ثقيلا) حتى يمكن نزعه بالوساطة او بالحوار او حتى بالاستيلاء عليها كغنام حرب 
مشكلتنا الكبرى مع القاعدة انها تمتلك كاتمات صوت تركية للاغتيال والقتل البارد وقنابل بشرية (يمنية وسعودية وصومالية) محشوة بالسي4 وجاهزة للانتحار في اي وقت ولنحر اكبر عدد ممكن من الناس الابرياء 
.......... القاعدة ليست خطرا عسكريا بل خطرا امنيا وعلى ذلك فان الحرب الحقيقية ينبغي ان تضطلع بها اجهزة الامن والاستخبارات وليس القوات المسلحة 
واللجان الشعبية وان كان ذلك ضروريا في الحالات الاستثنائية كما يبدو الامر الان .

ومع اهمية الحرب العسكرية الدائرة الان في محافظتي شبوه وابين خصوصا بعد ان اوجدت القاعدة لنفسها مواقع عسكرية علنية لتدريب وتجهيز القتلة والمجرمين في هاتين المحافظتين وفي غيرها من المحافظات ليس بسبب قوة القاعدة العسكرية بل بسبب الفراغات التي تركتها الدولة في تلك المناطق لاسباب وعوامل كثيرة ليس الان محل الحديث عنها .
........... على ان السؤال الاهم هنا هو لماذا لا تترافق الحرب العسكرية ضد عناصر القاعدة في ابين وشبوة مع عمل امني حقيقي في صنعاء وعدن ورداع وغيرها من المدن التي تنشط عناصر القاعدة فيها بجرائم القتل والاغتيال والتفجير اليومي 
وبدلا من ان نكتفي بسماع اخبار مقتل ابو مسلم الشيشاني وابو جدتي الاذربيجاني نسمع ايضا عن القاء القبض على ابو عبد الله الصنعاني وابو حنبصة الابي وابو الهول الفرعوني فضلا عن سماعنا اخبار اجهزة الامن وهي تمنع جرائم وتفجيرات وعمليات اغتيال كان يخطط لها ونسمعها وهي تكشف اوكار الجهاديين ومخازنهم ورعاتهم ومموليهم وحماتهم في المدن الرئيسية وفي مقدمتها صنعاء العاصمة !
الحرب ضد الارهاب يجب ان تكون ضمن استراتيجية وطنية شاملة تبدأ بالمناهج ووسائل التوعية والتثقيف المنبري والمدرسي ورفض ثقافة التطرف والتكفير والقتل المجاني مرورا بمعالجة الفقر والبطالة والاعلاء من شان الحياة والقيم الانسانية وانتهاء بالعمل العسكري والاهم العمل الامني وهذا مالم يتوفر حتى الان ولا اجد له اي مؤشر في الافق رغم الدعم الشعبي الهائل للدولة في حربها المستحقة على الارهاب والجريمة المنظمة وجرائم القتل البارد والمتوحش .

*ملاحظة 
القاعدة ايضا تمتلك عقيدة تكفيرية تستسهل القتل وخطباء يفتون ويحمون ويبررون وراس مال يمول ودول شقيقة وصديقة تتامر ومراكز نفوذ تغطي وتستفيد من الجريمة وهي عوامل واسباب اساسية لنمو وتغول الارهاب في بلادنا اليمن وهي نفسها العوامل والاسباب التي تستدعي بالضرورة ما نتحدث عنه بالاستراتيجية الوطنية لمحاربة الارهاب .

المزيد في هذا القسم:

  • طبيعة المتلازمتان الانسانيتان في المشهد السياسي اليمني المعاصر موقفان بارزان شكلا منعطفا تاريخيا بمسار الحركة الوطنية ، الاول يتمثل بظاهرة شخصيه دولة رئيس وزراء المبادرة السعودية المدعو / مح... كتبــوا
  • اليمن.. نُخب هذا الزمان! المرصاد نت مهما كانت المبررات التي تتخذها بعض النخب بشأن ما يحدث على أرض الواقع اليوم من انحطاط سياسي وإنساني تطور إلى انحطاط أخلاقي وممارسات مشينة مثل نكران ... كتبــوا
  • تعز: «مكانني ظمآن»..؟! ينعقد اليوم المؤتمر الدولي للمياه في مدينة تعز.. الحديث عن المياه في مدينة تعز مثير وذو شجون، لكننا لا نريد من المؤتمر تكرار إعلان «تعز مدينة منكوبة» دون تقدي... كتبــوا