المرصاد نت
سيكتب تاريخ 18/مارس /2015م في وطننا الحبيب اليمن السعيد كيوم اسود ملطخ بدماء شهيد الحرية والكرامة الصحفي القدير وصاحب القلم القوي الصادق عبدالكريم الخيواني التي اغتالته يد الغدر والخيانه في وسط العاصمة صنعاء .
ليس ذلك فقط لشخصية الاستاذ العزيز عبدالكريم الخيواني وان كان يستحق كل شيء ولكن ايضاً لكونه صحفي والاعتداء على الصحفي منكر كبير لانه يهدف الى تكميم الأفواه وتكسير الأقلام .
والذي ينبغي حماية الصحفيين والصحافة في وطني الحبيب اليمن السعيد من أي اعتداء اوانتهاك كون الصحفي هو لسان حال المجتمع والشعب وهو المترجم لمشاعر والام وافراح الجميع .
والذي يستوجب قطع يد كل من يكمم الأفواة ويخنق حرية الرأي والتعبير في وطني كي لايتعاظم الاحتقان وينفجر البركان .
نعم الصحافة في وطني تعاني من الخنق والتضييق والانتهاكات البشعة بكل انواعها واشكالها من الايذاء الجسدي والتهديد وصولاً الى التصفية والقتل بدم بارد كما حصل للصحفي العزيز الغالي عبدالكريم الخيواني .
وكانت اخر صورة له بعد وفاته وهو يبتسم لقاتله ابتسامة حب للجميع ابتسامة كبرياء وعزة وكرامة لن ننسى تلك الابتسامة انها بحق ابتسامة ألم ليس له ولكن لنا هو فاضت روحة لخالقها بطمأنينة المؤمن ولكن تلك الابتسامة مزقت ارواحنا لفقدان ذلك الحبيب.
ليلحق بكوكبة شهداء جمعة الكرامة الثلاثة والخمسين التي اغتالتهم يد الغدر والاستكبار يوم 18/مارس /2011م .
والذي اقترح ان يتم تحديد يوم الثامن من مارس من كل عام كيوم للشهيد تكريماً لشهداء وطننا الحبيب الذي انسكبت دماؤهم الزكية فوق تراب وطني الحبيب ليس لمصلحة شخصية بل من اجل عزة وكرامة وطني الحبيب.
يأتي تاريخ الثامن من مارس ليعمق من جراحات قلوبنا الدامية نتيجة شهداء جمعة الكرامة في عام 2011م .
وبمرور الذكرى الرابعة لجمعة الكرامة لم يكفينا تلك الذكرى المؤلمة فجائت الذكرى في عامنا هذا 2015م لتضع الملح على الجراح باستشهاد الاستاذ/ القدير /عبدالكريم الخيواني .
ولتعزز من المطالبات الوطنية لسحب صكوك الغفران والحصانه لكل مجرم.
جاء خبر استشهاد الاستاذ/ عبدالكريم الخيواني ليضع الجميع امام مسئولياتهم الوطنية لقطع الطريق امام مشروع الدم والانتقام واستبداله بطريق السلام والحب.
وقع خبر استشهاد الاستاذ/ عبدالكريم الخيواني كصاعقة كبيرة.
نعم صاعقة زلزلت كياني .
عبدالكريم الخيواني صحفي يطرح مايقتنع به بصراحة دون تكتيك ودون مصالح شخصية فقط قناعتة والوطن هي طريقه للتعبير.
الجميع الان يتسائل من الذي قتل ؟؟
من المستفيد؟؟
ومن المتضرر؟؟
وللإجابة على هذه الاسئلة أطرح ذلك في نقاط موجزة ومحدده كالتالي:
1- لنعرف من القاتل يجب اجراء تحقيق شفاف من اخر دقيقة في حياة عبدالكريم تصاعديا وحتى السنوات العشر الماضية يجب ان يتم تحديد ماهو اخر عمل له ماهي المشاكل والصراعات الاخيرة الذي تمت وكان طرفاً فيها .
في جميع القضايا الجنائية أول سؤال يتبادر الى تفكير المحقق في القضايا الجنائية هل يوجد خصوم للمجني عليه ؟ومن هم؟
ليتم تحديد دائرة التحقيق حول الخصوم فمن المنطق ان الخصم هو من يقتل خصمة لايقتل الصديق صديقة لايقتل المحب حبيبه.
وهنا القاتل ليس فقط المباشر للقتل ففي هذه القضايا ذات الاهداف السياسية يكون القاتل مستأجر مثل بندقية الكلاشينكوف لايمكن ان تقوم بندقية الكلاشينكوف بقتل أي شخص من يضع اصبعة على الزناد هو القاتل .
وهنا من وضع اصبعة على زناد البندقية التي قتلت عبدالكريم هي من دفعت فلوس وتكاليف العملية هو من اختار توقيت اطلاق الرصاص من وضع خطة الاغتيال وهو في الأخير المستفيد من تغييب عبدالكريم عن الساحة الوطنية ومن الحياة بشكل عام.
2- تاريخ الضحية:
تاريخ الضحية هام لتحديد القاتل وهنا عبدالكريم تاريخه شفاف مثل شفافية روحه الطاهرة ويعرف الجميع تاريخة .
فمازلت اتذكر عام 2004م حيث كنت ضمن فريق الدفاع عنه في قضايا الصحافة الذي رفعت ضده وضد صحيفة الشورى الذي كان يرأسها والذي سببت الى ايداعه الحبس واغلاق صحيفته.
بسبب مقالاته الناقدة والقوية ضد النظام السابق الذي لم يخجل ولم يتراجع عنها لانه كان يكتبها بقناعة تامة وصدق كبير لايقبل التلاعب والتكتيك.
ومازلت أتذكر عندما تم إيداع عبد الكريم السجن المركزي بسبب إحدى قضايا الرأي والتعبير وكانت هناك زيارة لأحد وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي وكان في رأس قائمة جدول اعماله مطالبة رئيس الجمهورية بإطلاق سراح عبد الكريم الخيواني فقام النظام ببذل الجهود الكبيرة لتأجيل جلسة النطق بالحكم في القضية لتستمر القضية منظورة أمام القضاء وبحجة استقلال القضاء يتم رفض طلب الإفراج عنه وهذا ما تم واستمر حبس عبدالكريم الخيواني سبعة أشهر.
وبعدها بفترة تم إصدار قرار عفو رئاسي عن عبدالكريم الخيواني في المدة المتبقية من الفترة المحكوم بها حيث كان محكوم علية بالسجن عام كامل وتم العفو عن خمسة أشهر منها بعد ان أمضى سبعة اشهر في السجن.
وعندما ذهبنا بأمر الإفراج عنه الى السجن المركزي ونحن يملأنا الفرح قابلنا عبدالكريم الخيواني وهو متجهم ورافض الافراج عنه بعفو لانه بريء وكان جنود حراسة السجن يسحبونه خارج السجن وهو يرفض ان يغادر بموجب عفو رئاسي لأنه بريء.
ليؤكد ذلك ان عبدالكريم ليس رجل مصلحة شخصية بل صاحب رسالة وطنية وبعيداً عن الميول السياسية للاستاذ/ عبدالكريم الخيواني الا ان الجميع مؤمن بانه كان صادق وشفاف لايعرف التكتيك واللعب بحبلين.
3- عبدالكريم الخيواني ابو وجهين:
نعم كان الاستاذ/ عبدالكريم الخيواني بوجهين :
الوجه الأول: كان لاصحاب السلطة وقيادات النظام ابتداءً من رئيس النظام الى اصغر مسئول كان وجه مكابر قوي عنييد صاحب صوت مرتفع يطرح ويتكلم بعناد الفارس الشجاع وقوة الرجل الحقيقي .
الوجه الثاني: للمواطنين والمثقفين كان وجه ضعيف جداً متواضع خفيف لطيف كأنك امام طفل صغير وحمل وديع يتكلم بصوت المحب للجميع بصوت الاحترام والتواضع حتى انني في اول لقاء معه في مقر صحيفة الشورى لم اتعرف علية بعد مرور ساعتين في المقيل وبعد سؤال احد الاصدقاء لاتفاجأ ان الشخص البسيط المتواضع االلطيف بجواري هو الاسطورة الكبيرة وجيفارا اليمن الذي يخشى صوته كبير النظام السابق لأقوم بالسلام عليه مره ثانية بقولي هل انت لاستاذ/ عبدالكريم الخيواني ليجيبني بصوت ضعيف صوت مازال يتردد في أذني حتى الان كسيمفونية رائعة انا المواطن عبدالكريم الخيواني أي خدمات .
كانت اجابته هي اكبر خدمة كبيرة ودرس رائع للجميع ان الثائر الحقيقي هو الانسان الضعيف مع الجميع قوي فقط في وجه الباطل والظلم.
رحمة الله تغشاك ياعبدالكريم لقد مزق خبر استشهادك قلوبنا الضعيفة لقد كسرت تفكيرنا .
ستكون ايامنا بعد استشهادك ايام سوداء في تاريخي الشخصي لانه الذي لن تشرق فيها شمسك ياعبدالكريم ستكون أيام مظلمه بارده ببرودة جثتك التي اخترقتها رصاصات الغدر والخيانه
عبدالكريم الخيواني الثائر ضد الظلم شارك في جميع الثورات ضد الظلم وكان صوته مرتفع ضد الظالم من كان ولوكان اقرب قريب له .
كان لايتكلم عن نفسة يتكلم عن الاخرين كان يشكوا مظالم الاخرين ولايشكو مظالمه الالقلبه .
كان يشعر بالام الجميع واحزانهم باستثناء الام وحزن شخص واحد اسمه عبدالكريم الخيواني .
لا أعرف كيف ستكون الحياه بدونك ياعبدالكريم .
هل ستكون هناك حياه ؟
لن تكون حياه لان قلبك ياعبدالكريم توقف ستتوقف الحياه ستكون ساعات وايام قاسية مظلمة انطفأت الشمعة المضيئة انكسر كشاف الضوء الذي كان يكسر ظلام الظلم الذي عرى الظالمين وكشفهم .
لا استطيع ان اتكلم لا استطيع ان اكتب لأني إنسان والإنسان لايستطيع الكتابة عن أحزانه اذا كانت بلا حدود .
فقدانك ياعبدالكريم هو فقدان لوطن مأمول وأصبح وطن مكلوم.
يكفينا تكتيك يكفينا تلاعب يجب ان يتم تعرية الطغاه ومحاسبتهم .
عبدالكريم انت ضحية افلات المجرمين من العقاب.
عبدالكريم انت ضحية مطالبتك بمحاسبة الطغاه.
عبدالكريم انت ضحية شعب ووطن ضعيف لم يتشرب بحرية وصدق روحك الطيبة.
قسماً لن تذهب دمائك سدى لأنك بريء لأنك فقط طالبت بتحقيق العدالة ستتحقق العدالة للجميع .
دمائك ستكتب حكم القصاص بالظالمين .
يكفينا تكتيك.
لو عرف القاتل من انت لو سمع صوتك لوسمع دقات قلبك الطيب لو شعر بعواطفك وروحك الطيبة ستسقط البندقية من يده سيتراجع سيوجه رصاصات البندقية نحو من قتلك .
وبالاطلاع على شخصية عبدالكريم يكفينا مطالعة قصيدته التي كتبها في السجن المركزي في صنعاء من وراء قضبان زنزانته، لوالدته في ذكرى وفاتها الخامسة بتاريخ 14/1/2005م:
مساء الحزن يا أمي .. مساء الله يا شطآن لا تبحر . مساءٌ كله ظلمات .. مساءُ القهر .. مساءُ السجن .. مساءُ الرمز والقائد .. مساءٌ كله قبرُ .. مساء الصبر يا أشجار .. تموت تموت ولا تكسر . ***
سلام الله يا أماه يغشاك .. وأشواقي .. وآهاتي وأناتي ..
بغير قلق رغم السجن والسجان ابنك حُر . لك الرحمة ..
أنا مازلت ذاك الطفل .. الذي قامر.. بكل براءة الأطفال كي يكبر . *** ( فضائي كله رعبٌ ) .. يزينة شفقٌ أحمر . ودربي ملؤه جمرٌ ..
وقلبي وحده أخضر . و ( نعشي ) صاغه الوالي .. وأرسله ليحملني .. يلاحقني .. ويغريني بدون ضجر . *** وأمضي داخلي قبري ..
أخبئهُ .. وأخفيه وأعرف أنني فيه . وذاك أمر .. وذاك حفر .
أخاف القبر أكرهه .. أريد الموت كالنيزك .. شظايا وزعت نفسها .. كالضوء إن أسفر . بروح ساخر وإباء .. يمضي ليل .. يأتي عيد . مسائي مثل أي مساء .. بدون سماء .. ولا بسمه .. ولا نسمه ..
ولا بشرى . ولا حتى العبير يمر .. ويبقى العمر . لروحك ..
أمان دائمه بالنور .. وحتى موعد اللقيا .. سأروي الطيف والخاطر .. حنيناً ما له آخر .
وفي الأخير:
نطالب بتحقيق العدالة التي كان يدعو اليها الشهيد عبدالكريم الخيواني ...
كتب: عبدالرحمن الزبيب
المزيد في هذا القسم:
- عامين من حكم سلمان.. إرهاب وديكتاتورية وقطع رؤوس ! بقلم: جمال حسن* المرصاد نت احتفل العالم برمته الغربي منه والشرقي، المسيحي والمسلم بذكرى رأس السنة الميلادية فيما نحن أبناء الحجاز حملنا معنا الوشاح الأسود حزناً وذرفنا الدموع...
- طلاسم اليمن المغشوش د. أحمد عبد اللاه من يظن أن اليمن بأحداثه وتعقيداته يشبه نظراءه في بلدان الشرق المنحوس فهو مجرد قارئ أخبار.. اليمن مثال يقارب بحاضره بعض خرافات انفلت...
- أمريكا وتدميرُ الشعوب .. مقاومةٌ في وجهِ الاحتلال ! بقلم : جمال الأشول المرصاد نت تحقيقاً للإرادة الصهيونيةِ غَزَت أمريكا “غرينادا ” وضَرَبَتْ (ليبيا) وألقت مئاتِ الأطنان من المتفجّرات والقنابلِ الذكية على ا...
- رسالة نصح لمحافظ عدن الجديد .. كتب: عبدالكريم السعدي عدن المحافظة المذبوحة بأسم الثورة تنتظر مصير قادم لا أحد يستطيع التكهن به وبمالاته بعد مخرجات ماسمي باتفاق الر...
- هل الشماليين سبب مشاكلنا ؟ بقلم : د. حسين اليافعي المرصاد نت في الجنوب عند حصول الاغتيالات ترتفع الاصوات وتقول الشماليين هم السبب واذا رأيت الفوضى والهمجيه قالوا بسبب الشماليين واذا رايت الفقر والجهل والمر...
- انتصرت غزة وهُزمت الدولة اللقيطة يخرجُ الكيان الصهيوني - وقد خسر الحرب في غزة - خسر اكثر حلفاءه التاريخيين - خسر ثلثي اقتصاده - خسر وحدته الداخلية - وخسر معادلة الردع العسكرية - خسر اثنان...
- ثمن الرهان على الأنذال ! المرصاد نت لا أدري كيف يمكن كتابة هذا أو التفكير فيه حتى دون إحباط شامل مهلك.. مسؤولين في الشرعية يعدون ويرتبون للجوء شخصي في دول الغرب هذا عوضاً عن كونه محب...
- من خلف قفصه الزجاجي عجز عن ترجمة أجندته إلى الواقع ! بقلم :عفاف محمد المرصاد نت نجد سيناريو بغداد اليوم يتكرر في الجنوب ..والأحداث تنبئ بنشوب حرب جنوبية جنوبية ...في فعاليات احياء الذكرى الثالثة لحرب ٩٤ في يوم الجمعة اوالتي انقس...
- السعودية لا تحارب بل ترتكب جرائم حرب ! بقلم : محمد عايش المرصاد نت هذا هو الحال طوال 16 شهرا من عدوانها، كل ما تفعله هو الانتقال من جريمة كبرى إلى جريمة أكبر.. فقط. آلاف اليمنيين المدنيين حصدتهم آلتها الهم...
- مرتزقة الجنوب وتجارة الرقيق !بقلم : يوسف فارع المرصاد نت اقرب مايمكن أن نشبه مرتزقة السعودية التي جندتهم للدفاع عنها في نجران وجيزان بالعبيد أو الرقيق ونطلق على عملية البيع والشراء التي حلت بهم ب"تجارة ال...