المرصاد نت
آل سعود يدشنون بيع الجزيرة العربية وعلاقة الدور الحوثي
كتب: أ . عبدالباسط الحبيشي*
طرحت السعودية يوم الأحد الماضي شركة أرامكو للبيع في سوق البورصة المحلية ولم تحدد النسبة المطروحة للبيع بينما ذكرت وكالة رويترز بأن النسبة المطروحة هي من ١-٢٪ من أسهم الشركة الفعلية، بقيمة تتراوح من ٢٠ الى ٤٠ مليار دولار من القيمة الإجمالية التي تبلغ ترليون دولار ونصف الترليون.
طبعاً هذا ما هو مُعلن، وهذه النسبة المطروحة لسوق البورصة نسبة متواضعة جداً نسبة لقيمتها الإجمالية بأعتبارها تصبح بهذه القيمة الإجمالية أكبر شركات العالم كونها تفوق شركة آبل وشركة سوفت وير الأميركيتين، لكن النسبة البسيطة المطروحة لسوق البورصة وضعت على إستحياء وقيل انها نسبة مبدئية، وتم حصرها، وفقاً للإعلان الرسمي، بالسوق المحلية، وهذا بالتأكيد كذب وللإستهلاك الداخلي فقط لأن السوق المحلية التي يمكن ان تشكل أرضية لسوق البورصة لم تعد موجودة اصلاً منذُ ان تم ضربها تماماً بسلخ معظم اصحاب الرأسمال المحليين ونهبهم بالقوة.
الحقيقة التي ينبغي ان يعرفها الجميع هي انه بتدشين بيع آرامكو، بات كل شيء معروض للبيع وليس فقط بضعة أسهم من شركة آرامكو للسوق المحلية، وباتت كل الخطوات التي اتخذها بن سلمان منذُ عدوانه على اليمن وحتى اللحظة واضحة لمن يريد ان يفهم. ويتلخص في ان البيع الحقيقي للجزيرة العربية كاملة بما في ذلك الإستحواذ بالنصب على جزيرتي تيران وصنافير قد تم احتكاره لصالح الرأسمال الصهيوني حصرياً.
دعوني اشرح ذلك وارجوا التركيز : الهدف من بيع أرامكو هو تدويل ثروات الجزيرة العربية للقوى الرأسمالية الأجنبية ولكن بالأخص وبالضرورة للقوى الرأسمالية الصهيونية بما في ذلك الأرض كل الأرض وفقاً للدور السعودي المُناط به منذ صناعته في المنطقة الذي حان تنفيذه الآن. وهذا المشروع الإستيطاني التجاري الإقتصادي الجديد يعتبر البداية في تنفيذ رؤية الدُب بن سلمان ٢٠/٣٠ وهي في الواقع رؤية نشأت في إسرائيل اصلاً وتم الإعلان عنها في عام ٢.١٠ ومن ثم تعميمها على كثير من الدول العربية منها السعودية والإمارات ومصر والجزائر وتبنتها الأمم المتحدة في عام ٢.١٥ سُمِّيَت بخطة التنمية المستدامة تحت ستار الأمن والسلام وحقوق الإنسان.
لماذا البيع للقوى الصهيونية بالذات؟ لأن الأرضية قد تم إعدادها إستراتيجياً لهذا الغرض. الرأسمال المحلي لن يُقدم على الشراء بعد ان تم هتك عرضه في فندق الرتز كارلتون، ولا حتى الرأسمال الأجنبي المحايد لأن نظام الحكم السعودي لا يقوم على قواعد الرأسمال الحُر ولا يمتلك المقومات لذلك من أنظمة وقوانين وغيرها في الوقت الحاضر على الأقل او على المدى المنظور القريب لأن النظام قادر حتى الآن بجرة قلم ان يصادر أموال الجميع. هذا بالمفهوم الإقتصادي العام. بينما بالمفهوم الصهيوني الخاص المتعاقد عليه إستراتيجياً فإن كل الأحداث الحاصلة في المنطقة هي عبارة عن تهيئة لإحتكار الأرض والثروات للقوى المتسلطة بعينها.
إذاً لم يكن عبثاً مصادرة الكثير من أموال شخصيات رأسمالية سعودية وحجزهم في فندق رتز كارلتون لأن الهدف من ذلك كان الوصول الى هذه النقطة بعد إرهاب الرأسمال المحلي من شراء أسهم أرامكو الآن او القيام بأي عمل إستثماري آخر في المنطقة لأن مواصفات الشاري قد تم تحديده مُسبقاً وهو الرأسمال الصهيوني او المتصهين فقط وحتى إشعارٍ آخر.
وهنا يأتي الدور الحوثي الصهيوني منذ بداية العدوان على اليمن ومثال ذلك ان ضربة أرامكو الأخيرة التي ادّعى الحوثي القيام بها قبل طرح الأسهم للبيع بفترة وجيزة كان الهدف منها هو تحقيق عدة أمور لصالح العدو منها بيع الأسهم باقل الأسعار الممكنة لأن المستفيد جهة واحدة معروفة بعينها لها علاقة بالضربة وتفاصيلها، وسنتناول ذلك في المقال التالي الذي سيوضح الخدعة الكبرى في هذه القضية والتي يشترك فيها الحوثيون بكل سذاجة وعمالة ورُخص، والهدف الآخر هو هروب ما تبقى من الرأسمال الوطني الى الخارج وترك الساحة الإستثمارية خالية للعدو الخارجي يستنزفها بالطريقة التي يريد.
*المنسق العام لحركة خلاص اليمنية
المزيد في هذا القسم:
- رسالة عاجلة عن الجرعة القاتلة لانصارالله لايختلف اثنان ان انصارالله ( الحوثين ) اصبحوا قوة لايستهان بها وان تلك القوة لم تنشاء لان طرف سياسي اراد لها ذلك بل لانهم خاضوا معارك شرسة قدموا فيها الغالي وال...
- خطاب السيد عبدالملك ... بين الاسس الجامعة و مد اليد كتاب - المرصاد في بداية الخطاب رسم السيد مفهوم حركة انصار لمكونات الدين واهمية الاسلام كدين جامع غير مفرق ووسيلة تعبديه طاهره تقود الى حياة...
- العمليات العسكرية المتنامية لمراكز القيادة والسيطرة التكفيرية في اليمن مع العمليات التي اصبحت تمثل تلك الخطورة على مستقبل البلد وحاضرة والمتمثل فيها تنظيم ما يسمى (القاعدة)، في الآونة الاخيرة ضد قيادات الجيش وأركانة ومجندية ،و...
- الوجه الاخر للعدوان ! بقلم : حميد دلهام المرصاد نت ما من شك ان العدوان يبلغ الآن ذروته وأن الطغمة الحاقدة الحاكمة في الرياض, قد فقدت اعصابها بعد الضربة الصاروخية الموجعة فراحت تتصرف كالثور الهائج ال...
- متعهدي كلفوت يتحدون مجلس الأمن الدولي يبدو ان مجلس الأمن الدولي قد وقع في تباين عجيب وغريب إزاء الوضع المرتبك والمعقد في اليمن بما يتناقض مع المعطى السياسي الشامل في التوجه الجديد لمنطقة الجزيرة ا...
- ولى زمن الحروب العالمية ! بقلم : أ . عبدالباسط الحبيشي المرصاد نت توقفت كافة الحروب العسكرية في أوروبا وأمريكا ودوّل آسيا المتحضرة منذ الحرب العالمية الثانية لدرجة انه لم تقم الحرب حتى بين أمريكا والإتحاد السوفيتي...
- أمراء النفط .. والربيع العربي.. فاقد الشيء .. يعطيه.! بقلم : د. صادق القاضي المرصاد نت في ذروة تغني “الجزيرة” بـ” ثورة الياسمين” “2011م” في تونس كتب الشاعر القطري “محمد الذيب” “قصي...
- إنفلات امني وانتهاك للسيادة الوطنية والضحايا يمنيين!! مازالت اياد الاثم والعمالة والإجرام مستمرة في قتل الابرياء وازهاق أرواح اليمنيين ، العسكريين منهم والمدنيين ، العلماء منهم والنواب والاكاديميين ، الثوار منهم وا...
- غارات صنعاء وافتعال الأزمات ! بقلم : فاتن الفقيه المرصاد نت ما إن بدأت الغارات على العاصمة صنعاء حتى عادت الشائعات والأراجيف بانعدام المشتقات النفطية.. هذا الأسلوب القذر ليس جديداً …لا زلت أتذكر قبل عا...
- قراطيس ! المرصاد نت لقد ذهب عُمر البشير فعلاً بعد ان ذهب عبدالعزيز بوتفليقه، وكما ذهب حسني مبارك وغيره في السابق بينما الأنظمة ماتزال راسخة ولم تتغير بعد، كما لم تتغير...