فوز الرئيس ترمب وسقوط النظام العالمي الجديد

المرصاد

 Abdulbaset Alhubaishi
 

كتب: عبدالباسط الحبيشي


لم يأتي توحد حكومات العالم وأقطابه وإعلامه ضد الرئيس الأمريكي دونالد ترمب ومحاولة إسقاطه خلال ولايته الرئاسية الأولى المشارفة على النهاية ومحاولة تشويه شخصيته وهزيمته في الانتخابات الرئيسية الحالية من فراغ.

يوجد ثمة نظام عالمي استبدادي إسترقاقي في حالة تشكل وقد مهدت وحشدت له القوى المهيمنة كل ما تستطيع من طاقة وقوة ومن رباط الخيل تُرهب به كل شعوب العالم وكل الأحرار وكل القوى المُحبة للسلام والأمن والرخاء والإستقرار لتدشينه خلال هذا العقد الثاني من القرن الواحد والعشرين. قامت هذه القوى بضرب الإقتصاد العالمي بذريعة وباء كرونا، قامت بتدمير بلدانٍ عديدة في وطننا العربي، اشعلت حروباً في أماكن متعددة من العالم، أضعفت العديد من الدول الأوروبية، نشرت الأوبئة بين شعوب العالم، هاجمت الإسلام بشراسة، غيّبت بقية الأديان عن اي مواجهة، كمّمَت كل الأفواه في العالم ليس فقط عن الكلام بل حتى كمّمت أنوفهم عن التنفس.

لكنها مع ذلك لم تتمكن بشكل كاف من تحييد الرئيس ترمب ومناصريه ناهيك عن إسقاطه على مدى أربعة اعوام من المواجهات الضارية ضده على كل المستويات السياسية والإعلامية والإقتصادية والصحية والقانونية والإدارية وغيرها لدرجة انه اينما يتوجه الإنسان لمتابعة اي حدث في العالم لا يجد امامه الا الأكاذيب التحريضية والإعلامية الموجهة بحِرَفية دقيقة وتحريفية بالغة ضد الرئيس ترمب في كل سياساته لدرجة اننا لم نجد في التاريخ ان يتحِد الإعلام العالمي بقضه وقضيضه خاصةً على مستوى كل الفضائيات العربية ضد رئيس أمريكي مُنتخب فضلاً عن الترويج بسقوطه في الإنتخابات الرئاسية الراهنة. هذا التوجه الإعلامي الشامل والموحد يدل دلالة قطعية على أن هذا الإعلام ماهو الا أداة مُرتهنة بأيادي القوى الشيطانية التي تسيطر الى مقاليده وتمتلك مفاتيحه. ولذا نرى الأعلاميين والصحافيين والكُتاب الموظفين يتقاضون أموال طائلة ليس مقابل أجر عملهم المهني البسيط الذي في الأصل لا يساوي قرشاً بل لأن هذه الأموال تُمنح لهم مقابل توظيف مهاراتهم المشبوهه الخالية من الضمائر الإنسانية لمصلحة أسيادهم من شُذاذ الآفاق الذين يقودون العالم إلى حتفه وحتفهم ويظنون بأنهم يجيدون صُنعاً من حيث لا يعلمون.

ثمة من يعتقد بأني منحاز للرئيس ترمب .. بيد أن الأمر ليس كذلك لاسيما وأني أعلم بأن ترمب ليس بالرئيس المثالي ولا سياساته ايضاً بالمثالية خاصةً نحو وطننا العربي والإسلامي لكنه في واقعهِ كرئيس لأقوى دولة في العالم وقد جاء من خارج الدوائر السياسية التقليدية المرتبطة بالمحافل الدولية المعروفة يقوم بالدفاع عن شعبه ووطنه بالقدر الذي يستطيع عكساً لإرادة وسياسيات عصابات المافيا واساطين الرأسمال العالمي، وعلاوة على ذلك فإن فوزه مُجدداً سيقدم للعالم فُسحة من الوقت ليستعيد أنفاسه وتوازنه لإنقاذ البشرية التي تسير نحو الهاوية دون وعي بينما في المقابل لو فاز الديمقراطيون لا سمح الله هذه المرّة فإنهم سيسوقون العالم الى جهنم ورداً وردا وهذا مع الأسف مالا يعرفه الكثير من الشعب الأمريكي بسبب تأثير الإعلام الطاغي المزّور وبسبب النُخب السياسية المتواطئة التي تُنَفذ حرفياً اهداف هذه العصابات. وللذين يتهمون مناصري ترمب بالشعبوية والديماغوجية اقول لهم .. وليكن، اذا كان هذا هو السبيل الوحيد لإنقاذ أمريكا والعالم فلماذا لا يكونوا شعوبيين وديماغوجيين من أجل إنقاذ بلدهم على ان يكونوا نخبويين مغفلين متواطئين تقودهم عصابات الرأسالمال التي بعد ان نهبت ثروات العالم تقوم بتفريخ نظام شمولي مستبد للسيطرة على كل ما تبقى منه.

ومع ذلك فإن المؤشرات على الأرض تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك خلافاً لما تروجه أكاذيب الإعلام المُزّور بأن إرادة الشعب الأمريكي، الواعي لما يُحاك، ستنتصر على قوى الشر وإعلامه المُزّيف وبذلك سيتم تعطيل المسيرة المشؤومة لركاب النظام العالمي المُستبد الجديد إلى أن تلتئم قوى الخير في العالم والقوى المحبة للسلام بإذن الله. {يريدون ليطفئوا نورَ اللهِ بأفواههم واللهُ متمُ نورهِ ولو كره الكافرون}

المزيد في هذا القسم: