
كتب: عبدالباسط الحبيشي
ضد كل توقعات الإعلام الدولي والعالمي المُزور وفضائياته وضد كل توقعات المزايدين والمنافقين الإعلاميين والصحافيين العرب والأجانب، وضد كل الحكومات المرتهنة لقوى المافيا العالمية، وأيضاً ضد كل المغفلين الذين يسيرون في ركاب كل هذا الوهم الشيطاني دون وعي، تُظهر نتائج الإنتخابات حتى قبل نهايتها إنتصار الرئيس دونالد ترمب لفترة رئاسية ثانية رغم كل المماطلات ورغم كل التلاعب بالنتائج الانتخابية التي تحدث منذُ بداية فرز الإصوات وحتى هذه اللحظة.
إن فوز ترمب بهذه الإنتخابات لا تعني فقط بأنه سينتصر على منافسه من الحزب الآخر وضمان اربع سنوات أخرى للبقاء على رئاسة البيت الأبيض كما جرت العادة في كل الإنتخابات الأمريكية الماضية، بل أن هذا الفوز يعني الكثير ولأول مرة للشعب الأمريكي بشكل خاص وللعالم بشكل عام وذلك لعدة أسباب جوهرية أهمها أن الشعب الأمريكي يحاول أن يفرض نفسه على بقية كل القوى الأخرى بصرف النظر عن القضايا السياسية واهدافها الداخلية والخارجية .
ومايجدر له الإشارة هو ان سياسات الحزبين الرئيسيين الجمهوري والديمقراطي قد وصلت بإمتياز الى مفترق طُرق عندما فاز الرئيس ترمب في الإنتخابات الرئاسية السابقة على منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون بفضل الناخب الأمريكي وهذا ما أحدث إنقلاب غير مسبوق في الولايات المتحدة إزاء مختلف السياسيات الدولية لا سيما الإقتصادية منها وأصبح من الصعب أن يلتقيا مرة أخرى في عهد الرئيس ترمب وسياساته القادمة إن تمرإعلان فوزه واستمرت أمريكا على نهجه.
قبل ترمب كانت سياسات الحزبين في الماضي تتقارب وتتماهى مع بعضها في مختلف القضايا الداخلية والخارجية بفارق بسيط على المستوى الداخلي وعلى مسافة واحدة تقريباً على مستوى السياسات الخارجية بما كان يُشكل تناغم على أوتار مصالح القوى الكبرى في العالم بينما تغير كل ذلك بدخول الرئيس ترمب الى حلبة السياسية الأمريكية مما خلق بون شاسع بين ما كان قبل ترمب وما جاء بعده. ولذا احتدم الصراع داخل أمريكا بشكل لم تعهده الولايات المتحدة من قبل بين أنصار ترمب والقوى المضادة الأخرى التي سعت للإطاحة به خلال دورته الأولى ولكن باتت كل محاولاتهم بالفشل لذا تغيرت ديناميكية الإنتخابات الأمريكية هذه المرة من حيث إرتفاع حرارتها وعدد الناخبين بما لم يسبق له مثيل ما يصل الى درجة التحدي بين الشعب الأمريكي من جهة وبين ادوات القوى المتسلطة على الشعب الأمريكي من جهة أخرى بما تجاوز كل التكهنات واللغط والتزوير الإعلامي الضخم والتخويف والفزع الذي تم بثه جراء وباء كورونا المُفتعل والضغط الإقتصادي وتجفيف الموارد المالية بذريعة الوباء وإطلاق العصابات لنشر الفوضى في العديد من الولايات.
ومع ذلك تأتي نتائج هذه الإنتخابات مغايرة تماماً، حتى وإن كانت متقاربة، لكل المحاولات التي بُذلت لإعادة أمريكا الى المربع الأول التي كانت تُستغل فيه ابشع إستغلال للسيطرة عليها وعلى العالم على حدٍ سوا .. لذا فإن السؤال الذي يفرض نفسه الآن هل بالإمكان إعادة الولايات المتحدة الى القُمقم السابق الذي كانت فيه قبل مجيء ترمب الى البيت الأبيض؟. هذا ما ستجيب عليه الأحداث القادمة وما سيجيب عليه إعلان النتيجة النهائي الذي تأخر.
المزيد في هذا القسم:
- مفاجئات " انصار الله " حضرت يوم السبت الاول من يناير 2014 م المؤتمر الصحفي الذي نظمه قسم المجتمع المدني وحقوق الانسان التابع لانصار الله والذي تم فيه إعلان اصدار تقرير يرصد الخطاب الت...
- سلطة حاكمة أم عصابة متحكمة تبتز اليمنيين! ما فعله الرئيس المؤقت _ الذي صار رئيس أمر واقع بعد انتهاء مدة رئاسته الانتقالية في فبراير الفائت_ وشركاؤه في السلطة الانتقالية، هو النقيض تماما لما كان مطلوبا...
- صفعة القرن (3) والأخيرة! المرصاد نت صفعة القرن (3) والأخيرة كتب: أ.عبدالباسط الحبيشي أحاول ان لا اطيل قدر المستطاع لأن القصة طويلة وكثيرة التفاصيل بينما الأحداث تتسارع في الآونة الآ...
- اين اختفت انصار الشريعة اليمنية ! بقدر غرابة الخبر وصعوبة تصديق صدوره مباشرة من التنظيم الارهابي الشهير الا ان الاعلان عن تشكيل مسلح لتنظيم القاعدة في المناطق الوسطى يفضح اتفاقا سريا بين “انصا...
- اليمن بخير رغم الوجع ! بقلم : عبدالفتاح البنوس المرصاد نت عامان من العدوان والحصار عامان من الخراب والدمار عامان من الوجع والألم عامان من الأنين والشكوى عامان من الصبر والصمود عامان من المعاناة والحر...
- اقبضوا على كورونا وأحداً يا قطاع السبيل! المرصاد نت كتب: عبدالجبار الحاج اقبضوا على كورونا وأحداً يا قطاع السبيل .. واطلقوا سراح معتقلي كورونا ياتجار الجائحات ..ما يحدث ...
- هل تمهد السعودية لتعيين الفريق الاحمر رئيسا لليمن خلفا لهادي؟ وهل كانت مظاهرات السبعين ال... يعتقد الكثير من الخبراء في الشأن اليمني ان القرارات المفاجئة التي اتخذها الرئيس عبد ربه منصور هاديبتعيين الفريق ركن علي محسن الاحمر نائبا للرئيس، والسيد ا...
- معركتنا مع مملكة الشيطان .. هي امتداد معركتنا مع الشيطان نفسه ! بقلم : الشيخ عبدالناصر ال... المرصاد نت المعركة مع الشيطان معركة أزلية بدأت باعتراض إبليس وامتناعه من السجود لأبينا آدم عليه السلام والتسليم له كخليفة الله في أرضه .ومنذ ذلك اليوم والشيطا...
- متى كان ال سعود رجالا ليتطاولوا على رجال الرجال ؟ بقلم : عبدالملك العجري المرصاد نت لم يكن ال سعود في يوم من الايام رجالا ولم يتصرفوا في يوم من الايام كرجال نشأوا وترعرعوا وعاشوا ولا زالوا في كنف وصاية الامبراطورية البريطانية...
- وين جت العدالة ؟! المرصاد كتب: عبدالجبار الحاج هل الاخ الرئيس المشاط على علم بالمشكلة وبتفاصيلها ؟ هل لديه معلومات من مصادر المحايدة ام س...