تولي المناصب العليا وحتى المتوسطة أو ما يصح أن يطلق عليه منصب وليس وظيفة عادية أمر يخضع لشروط ذاتية وأخرى موضوعية .. إذا كانت الشروط الذاتية مفقودة مهما تعالت الشروط الموضوعية لن ينجح المسؤول في الاستمرار في عمله حتى لو كان مدعوماً من السماء وليس من رئيس الجمهورية ..
ما دعاني لطرق هذا الموضوع هو الإشكالية المعيارية التي ظن بعضهم أن اتفاق السلم والشراكة الوطنية سيحلها ، فزادت تعقيداً بسبب النظرة القاصرة للأمور ، وتشعب العقدة اليمنية وتغوّل الفساد ، وضياع الشرعية التي يعتقد بعض البائسين أنه سيجلبها من الخارج فيما يعتقد آخرون أن السلاح والقوة مصدرها فيما يزعم رهط آخر بأنها تأتي بالسياسة وهو من أفشل كل العملية السياسية وأغلق جلّ مداخلها ومخارجها ...
من هنا ، لا غرابة أن تستباح المؤسسات الحكومية أو لنقل أن تكون مشاعاً للأقوى .. ألم تكن هي كذلك من قبل ؟!.
على أن الجديد في الأمر هو أن الأقوى اليوم أكثر نزاهة من أقوياء الأمس ، وأن الحلقة الأضعف هي القرار الجمهوري ..!
لا يسعدنا هذا الأمر لأنه يعبر عن فشل القيادة وانهيار ما تبقى من (الحكم) على اعتبار أن (الدولة) المدنية المنشودة لا تزال غاية بعيدة المنال وفق المعطى الراهن .. ولكنه أمر يستوجب التذكير بأن تعيين أشخاص أقل من مناصبهم ودون مستواها ذاتياً وحتى موضوعياً وشراء الوظائف والمناصب العليا بما في ذلك منصب الوزير ووكيل الوزارة والتعاطي بصورة ارتجالية في اختيار القيادات على اختلاف مستوياتها هو من يؤسس لانهيار المؤسسة الرسمية برمتها ورقة بعد أخرى ومحافظة تلو ثانية ومؤسسة إعلامية بعد رفيقتها ... وهكذا دواليك ..
و من قام بالاختيار الخطأ عليه أن يتحمل المسؤولية ويستدرك خطأه بالتصحيح وإن لم يفعل ذلك فإن الأقوى سيأتي من الريف ليعلم ابن المدينة كيف يكون شفافاً ونزيهاً ، ويلقن القرار الجمهوري درساً لا ينسى ، وستبقى آثاره غائرة إلى وقت طويل ..
لا يسعدنا ذلك بالطبع ،، وللحيلولة دون تكاثره وتناميه وتوسع ميدانه حتى لا يصل إلى (أبعد نقطة) على القيادة أن تسحب البساط وتقيل الفاسدين وتراجع قرارات التعيين التي اعتمدت المعايير الخاطئة وبسرعة قبل فوات الأوان .. وأن لا تبقى الأبواب مشرعة لاتفاق سياسي يخلف اتفاق السلم والشراكة الوطنية ويقوم على أساس متغيرات جديدة قد تكون أكبر وأخطر من متغيرات 21 سبتمبر 2014م .
كما أن على القيادة أن تدرك بأن ملفات الفساد متوفرة بكثرة ، وباتت أشبه بملازم تباع في الأسواق وبأسعار شعبية ، وأن اللجان التي طبعت ملازم الشهيد حسين الحوثي ، وتداولتها والسماء تمطرهم صواريخ وقنابل ومدافع ونيران من كل حدب وصوب خلال ست حروب عبثية ظالمة مستعدة لطبع ملازم الفساد بسهولة ويسر وقد دخلت صنعاء ومعظم المحافظات اليمنية بعد أن انتصر الدم على السيف ، ولا عزاء للنائمين والمتخاذلين وأصحاب المصالح الضيقة .
لكـــزة ...
جريمة قتل طالبات المدارس برداع بتلك الطريقة الإرهابية مؤشر خطير ينم عن إصرار القوى المتهالكة على محاكاة التجربة في سورية والعراق بدعم خارجي مكشوف لا يزال بعضهم يسميه "(مبادرة) خليجية" فيما لم يعد لهذه (المبارزة) الهالكة من مكان سوى ديباجة القرار الجمهوري ! .
المزيد في هذا القسم:
- الرجل الانقلابي في زمن الوصاية المعولمة ! بقلم : عبدالملك العجري المرصاد نت عندما يقول السيد عبدالملك الحوثي لا للزمن السعودي ولا للزمن الامريكي وعندما تقول ثورة 21 سبتمبر لا لتوصيات صندوق النقدي والبنك الدوليين للإصلاح الا...
- مملكة الإفلاس الرجولي تشتري قتلى يمنيين ! بقلم : عادل عبدالاله العصار المرصاد نت من تقوم السعودية بتجنيدهم من ابناء الجنوب لا يدركون أنهم يبيعون أنفسهم لدولة لا تمتلك ذرة من أخلاق وأن نظام آل سعود وتحت شعار الدفاع عن جيزان ون...
- ما وراء مسرحية هايلي ! بقلم : أمة الملك الخاشب المرصاد نت فرح الكثير بماعرضته مندوبة الأمم المتحدة في واشنطن عن ما أسمته الصاروخ اليمني الإيراني الذي وصل للرياض ولست هنا بصدد تحليل نوعية الصاروخ الذي يدرك ...
- ملاحظتان طائرتان (في عربة قطار توقف بضعة دقائق) (١) ليس المرء بحاجة لشهادة محو أمية ليكتشف لوحده ان الفساد يتضاعف في الدول الفاسدة بعد أن تتأقلم. يصير هناك مستويات عدة للفساد: فساد إقليمي وفساد وطني... تصي...
- الدوافع الحقيقية للعدوان الأمريكي على سوريا ! بقلم : أحمد يحيى الديلمي المرصاد نت تساؤلات عدّة تطرح نفسها بعد الضربة الأمريكية الاخيرة على سوريا ولعل النقطة الأهم تتعلّق بالمستفيد الأبرز من هذه الضربة وهل أن الضربة الأمريكية انته...
- اليمن 'والهدن' والإجرام الامريكي وآل سعود ! بقلم : د. بهيج سكاكيني المرصاد نت ستة محاولات سابقة فشلت لإجراء هدنة وتحقيق وقف لإطلاق النار والعدوان على اليمن السعيد الذي دمرت مقدراته وبناه التحتية والبشر والحجر دون توقف بواسطة ...
- إقصاؤهم الحميد قوّض اسطورة "الإجماع الوطني" .. من يمزق اليمن لا يملك الحق في "نزع" سلاح ال... اكتشف الرئيس المؤقت والحكومة والأحزاب والإعلام الحكومي أن انتشار الأسلحة المتوسطة والثقيلة خطر على "مخرجات الحوار الوطني"! ماذا لو لم تكن لدى السلطة مخ...
- تقسيم اليمن الى عدة دويلات اولوية امريكية ثابته ! بقلم : محمد فايع المرصاد نت تقسيم اليمن الى ستة أقاليم أي ست دويلات أوست امارات متصارعة بحيث تكون خاضعة للسياسية الامريكية ومحكومة بقواعدها العسكرية ... تماما على غرار دول ...
- فهلوة أغرب توليفة وبلاطجة أخر زمن ..! بقلم : طارق سلام المرصاد نت في أخر تقليعة لوفد الرياض لإفشال حوار الكويت أولاد العاصفة المنكوبة يمارسون فهلوة غريبة وبلطجة عجيبة هي من سمات أخر الزمان التي لا تخطر على بال أ...
- جاستا ليس صفقة اليمامة يا جُبير ! بقلم: الشيخ عبدالمنان السنبلي المرصاد نت قبل عدة أسابيع هدّد عادل الجبير من أن حكومته ستسحب كل الأرصدة و الودئع السعودية في أمريكا إذا ما تم إقرار قانون (جاستا) !ليرينا معالي الوزير اليوم ...