ابو مالك الفيشي .. قصيدة من أول الفخر

ابو مالك الفيشيمنذ شهقة ولادته الأولى في قرية ريفية مختبئة خلف جبال خولان بن عامر بمحافظة صعدة ..حتى صرخته الأخيرة في وجه أمريكا و اسرائيل وسط العاصمة صنعاء حيث اصبح اسما يتصدر واجهة صناع اللحظة التاريخية الفارقة .. يكون يوسف الفيشي قد بلغ ذروة التوهج و الألق .. قادما من معترك حياة حافل بالمخاضات العسيرة .. علما و أدب .. سياسة و حرب .. ذلك الطفل الصغير الذي عاش يتيما بعد رحيل والده و هو مازال رضيعا و ليس له من الدنيا غير وصية أباه لأحد علماء ضحيان الأجلاء برعاية أطفاله من بعده فكان حسن اختيار ذلك العالم الجليل بوابة التوفيق لشاب صار اليوم يشار له بالبنان و سيكون له غدا شأن كبير في صناعة حاضر و مستقبل اليمن من حيث ساقت الاقدار رجالا مغمورين لانقاذ البلاد كإمتداد أسطوري لمتغيرات المرحلة الراهنة و ارتباط تفاصيل التحولات اليمنية بالقادمين من شفق ليالي القدر و هدايا الحظوظ قرينة السماوات العلا .. انتصارا إلهيا لمظلومية المستضعفين المجهولين .. الغلابى و المسحوقين .. المظلومين و الفقراء البسطاء .. تحقيقا لوعد الله و إحقاقا لفتية صدقوه ما عاهدوه عليه .. لتضحيات من بذلوا دماؤهم و ارواحهم رخيصة من أجل الحق و الحرية و العدل و الوطن.. نصرة للدين ثوار ضد الظلم و الغطرسة و قوى الباطل و الإجرام بحق الإنسانية .

قبل عشر سنوات سمعت اسم ابومالك لأول مرة .. و بعد الحرب الرابعة صافحته على عجل عجل بالقرب من مجز حيث كان الخراب و الدمار و رائحة البارود يسيطر على المدينة التي خلفنا .. لأشاهده عقب الحرب الخامسة يظهر في دوحة قطر .. يقف مع الاستاذ صالح هبرة امام الارياني و علي محسن و القيسي و يوقعان كممثلان لجماعة الحوثي حينها على اتفاقية إيقاف حرب صعدة بالوساطة القطرية ليصبح اسمه في الفترة تلك متداولا على اعلى المستويات اعلاميا و سياسيا .. قبل ان يغيب كالعادة عن أضواء الساحة منشغلا بأعماله و المهام الموكلة إليه في الإشراف على الانشطة الثقافية و الثقافية و السياسية و المحلية بالتناوب مع زملائه من قيادات حركة انصارالله .. الذين حين نكتب قصصهم بلغة الثناء و الإشادة فليس في الأمر مبالغة و شطط .. اذ لا يجد الكاتب غير المحاسن و الجوانب الإيجابية في تصرفاتهم و ممارساتهم حد استحالة الوقوف على نقاط سلبية ذات عيوب كتلك الموجودة لدى قادة الحركات و الأحزاب الأخرى بما يجعلني اتحدى من يأتي بأي خطأ مخل اقترفه يوسف الفيشي و ان لم يكن مسئول دولة او صاحب منصب حكومي او حتى كشخصية قيادية في المجتمع محسوب على كيان بحجم الأنصار .

كنت في صعدة حينما كانت محاصرة من كل الجهات قبل عامين تقريبا و الحرب تشتعل في دماج و كتاف و حاشد و حرض و ارحب و الجوف .. يومها كتبت تحليلا صحفيا عن تداعيات الاحداث الجارية خلصت فيه بالمعطيات و الوقائع الى حتمية انتصار انصار الله خلافا لقراءات تجمع الى نهايتهم الحتمية هذه المرة .. ليأتي ابومالك في الثاني باحثا عني للنقاش حول ما كتبت و هو يقول بأن أغلب تتحقق على الأرض مستذكرا ما كنت قد نسيت اني كتبته بخصوص حروب صعدة و مآلاتها .. في ذلك اللقاء الاول تعززت معرفتي بالرجل الذي أهداني شيئا من أغلى و أعز ما يحتفظ به أعدته اليه مكتفيا بالاعتزاز بشخص مثله .. و ما هي الا شهور قليلة حتى لقيته بالصدفة يصرخ و يهلل و يكبر بجواري في تشييع الشهيد عبدالكريم جدبان بمنطقة المقاش لم يكن الظرف مواتيا للنقاش في غير مناقب و مآثر الشهيد الكبير .. لنلتقي قبل عام في منزله المتواضع نتحدث عن الجديد و القادم و ما سيكون .. الى ان التقينا قبل اسبوع فقط و قد اصبح عضوا في اللجنة الثورية العليا و الانظار تتركز عليه .. لكن الحديث أخذنا من الصراع السياسي الراهن الى ذكريات الماضي القريب و قصص الحروب الست و تفاصيلها المليئة بالشخوص العظام و الاحداث الجسام .

يفرض يوسف الفيشي حضوره الطاغي حيثما يكون .. الآن انيطت به مسئوليات بالغة الحساسية لارتباطها المباشر بتسيير شئون دولة و تولي مهام حكومية من خارج الاطار الرسمي لاجهزة و مؤسسات السلطة و منظومة الحكم .. يفهم ابو مالك ما يترتب عليه من واجبات و يعرف ان ثقة ابوجبريل به و رهانه عليه يضعه امام امتحان عسير الصعوبة لكنه يعلم كما نحن نعلم ان التعويل على فرسان المهام الصعبة لا تخيب معها الآمال بوجود رجال يقف ابو مالك معهم في قيادة المرحلة لن يخيبوا أبدا .. فما بالك و رصيد الرجل من النجاح و الانجاز في ملفات التفاوض و ادارة الازمات مرصع بشهادات التفوق و النصر .. مقاتلا في جبهات المعركة و محاورا على طاولات السياسة و السلم .. غير ان هدوء و رزانة و وقار و نبل أخلاق يوسف الفيشي تمنحه رصيدا اضافيا من مزايا الشاب القائد الكفؤ و الجدير بالركون اليه و المراهنة عليه .. لدرجة تجعل الخصوم من الاطراف الأخرى يطمئنون تلقائيا بوجود ابومالك داخل الساحة قريبا منهم و موقفا يجسده بكلمته و اسمه في الواجهة المتصدرة لافرازات العملية الانتقالية المتواصلة التقدم على مسارات متوازية ميدانيا و وراء كواليس المؤامرات و التربص .. شعبيا و نخبويا .. محليا و دوليا .. تحديات و كمائن يقابلها بدائل و معالجات و ثبات لا يهتز او يترنح .

يشهد اصدقاء ابومالك الكثر من غير انصار الله بالنبل الكامن طيات روحه .. يشهدون بأخلاقه الرفيعة و رجاحة عقله و إلمامه بالثقافة و الفكر و الأدب .. ليس لكونه شاعر يهوى القصيدة و لا لأنه قاريء نهم للكتب المتعارضة مع ايدلوجيته .. بل ربما لسمة خفية متعلقة بالتركيبة الفسيولوجية لانسان يحمل من النقاء الفطري و العفوية و السوية الشيئ الكثير .. ما يجعلني أجيب على تساؤلاتي الصامتة عن تفرد يوسف الفيشي بتلك الهالة المؤثرة .. بالاجابة على سؤال الذات بأن من تربى على أيدي العلماء و تتلمذ على يد مؤسس المسيرة القرآنية و تشرب فكره و تأثر بقائد انصار الله و رافقه زمالة و صداقة و مصير .. لا غرابة إن كان المذكور اعلاه في العنوان .. صاحب الصورة المرفقة .
نقطة من أول سطور الفكرة .. 
أجمل قافية في بيوت القصيدة ..
أعذب لحن في مقام الأنشودة الثائرة .

المزيد في هذا القسم:

  • سوبر جرعة!! السلام عليكم  ـ وعليكم السلامـ أيش عامل ؟ـ فارغ ـ وأنت ؟ـ فارغ ـ كم في جيبك ؟ـ ولافلس ـ وأنت ؟ـ بجيبي عشرة ريال احترت ما دريت ايش أسوي في... كتبــوا
  • يواصلون قتلنا بقلقهم ! المرصاد نت تلك هي منظمة الأمم المتحدة .. منظمة القلق العالمية التي لم تستطع أن تحمي الأطفال والنساء وتوقف العدوان السعودي الأمريكي على اليمن فنحن نقتل وهم يقلق... كتبــوا