المرصاد نت
صحيح ان الجريمة الكبيرة والبشعة والتي ظلت تمارس على مدى شهور بحق اهالي قرية الصراري والقرى المجاورة لها جريمة تطهير عرقي وليست عملا جديدا ولا غريبا على العدوان ومرتزقته
الا انها في الواقع اعطتنا صورة واضحة وجلية لما يمكن ان يحصل في غيرها اذا تهاونا و تخاذلنا وتواكلنا وتراخينا في مواجهة العدوان ومرتزقته وتوقفنا عن الحشد و التعبئة باستمرار و بوتيرة متصاعدة .
***
ما حدث في قرى الصراري سبق وحدث في مشرعة وحدنان وفي بير باشا وفي اكثر من منطقة بمجرد ان يدخل الدواعش الى منطقة اهلها لايؤيدونهم يرتكبون بحقهم ابشع انواع التنكيل من السحل وحرق المنازل وتفجيرها و هدم الاضرحة والمساجد و اعتقال الرجال واهانة النساء وقتل الاطفال والشيوخ ، وان كانت قرى الصراري تختلف كثيرا عن غيرها كونها واجهت حصارا استمر لما يقارب العام و قصف مستمر وقتل بالهوية وقاومت بابنائها وبامكاناتهم الشخصية حتى اقتحموها امس وفعلوا ما فعلوا من جرائم اقل ما توصف بانها جرائم تطهير عرقي .
***
المشاهد والصور والفيديوهات التي نشرها اعلام الدواعش وناشطوا المرتزقة وهم يحتفلون على اوجاع اهالي الصراري ، شاهد قوي ودامغ على ان الدوافع عرقية وطائفية ووحشية وانهم لم يقتحموا القرى لأغراض عسكرية كما كانوا يدعون وانما اقتحموها بحسب ما يقولونه في الفيديوهات فقط لانهم بحسب وصفهم ” شيعة – روافض – مجوس – حوثة … الخ ” وحين احرقوا المساجد احرقوها لانها كما يسمونها ” حسينيات ” وحين قتلوا واعتقلوا فقط لانهم بحسب وصفهم يستحقون الموت كونهم شيعة وحوثة وفجروا المنازل فقط لانها منازل شيعة وروافض .
***
بهذا المنطق فقط تحركوا وليتهم تحركوا على منطقة عسكرية كانوا سيواجهون ما يواجهه امثالهم في جبهات القتال في تعز او في مارب والجوف او في شبوة اوفي لحج ، لكنهم اقتحموا بعد ان ترددوا واختبروا قوة وضعف اهالي الصراري وبعدما تيقنوا انهم عزل الا من سلاحهم الشخصي الذي يتوفر عند البعض ولا يتوفر عند البعض الاخر ، اقتحموها وهم يعلمون انهم مقبلون على مجتمع مدني يعيش في ارضه ومساكنه التي يمتلكها والتصق بها تاريخيا ولم يأت من مكان اخر ليبسط عليها ، مع ان كونهم يمنيين كاف ليعيشوا اينما يشاءون ويمارسون حرياتهم ومعتقداتهم بالشكل الذي يشاءون.
***
قرى محاصرة من جميع الجهات من الطبيعي ان تكون صيدا سهلا للدواعش الذي يحملون بداخلهم احمالا هائلة من الحقد على البشرية وليس فقط على طائفة بعينها ، اقتحموها واحتفلوا و كبروا وهللوا كأنما فتحوا القدس وهزموا اسرائيل ، كانت الصورة تسخر منهم والجبال الشامخة تلعنهم و الحشرات والانعام التي تملأ تلك المروج الخضراء التي عاشت مع اهالي الصراري لقرون طويلة تقف مستغربة من فعلهم : اي بشر هؤلاء ؟!
***
لم يكن ذنب ال الجنيد وال السروري والرميمة الا انهم يحملون ثقافتهم الخاصة وينتمون لسلالة معينة ، ويؤيدون توجها بعينه ويحملون بداخلهم فوق ذلك كله مشروع وطن وعقيدة رفض للاحتلال والعدوان ويؤيدون التحرر والاستقلال والكرامة والانعتقال من وصاية الخارج التي انهكت البلاد لعقود وجاءت اليوم لتقضي على ماتبقى فيه من مظاهر حياة .
***
لا نعول على غضب او حتى مواقف او ادانات من تلك الشخصيات التي كانت ترتدي وجوها كثيرة وترفع شعارات الحداثة والتقدمية والثقافة والانسانية والمدنية والتعايش ، فقد اثبتت الايام انها كانت فقط تبيع وتشتري في تلك الشعارات ، لكننا في مثل هذا المقام نعريهم امام انفسهم – فقد تعروا امام الشعب – لعلهم يفهمون انهم قد تعروا ، ونقول لهم انظروا الفرق .
***
أيها المتواطئون مع المجرمين والمناصرون للعدوان ، انظروا الطرف الذي شغلتمونا بضرورة التسليم له والاستسلام له كيف ينكل بمن يعارضونه في المناطق التي يسطر عليها ويرتكب بحقهم جرائم بشعة ترقى الى جرائم تطهير عرقي ويمارس الاستبداد بحجج قبيحة مثل منع الاختلاط وغيرها ، بينما انتم تؤيدونهم وتعلنون عداءكم لنا و تتهموننا باطلا بما هو فيهم ومع ذلك تعيشون بيننا وتنعمون بكل ما ينعم به غيركم من امن وسكينة وحرية وتمارسون طقوسكم وتعبرون عن اراءكم وتوجهاتكم بكل اريحية حتى ولو كانت تلك الطقوس هي الصاق تلك الجرائم وتلك الصفات التي يحملها من يطالبوننا علنا بان نستسلم لهم ونسلم رقابنا لهم ليفعلوا بنا مثلما يفعلون باهالي الصراري ومشرعة وحدنان وغيرها .
***
عموما الذي يجري في البلد يوميا و الجرائم التي يرتكبها العدوان ومرتزقته ودواعشه بحق وطننا وشعبنا يوميا في المناطق المحتلة ، يكشف مدى تواطؤ الامم المتحدة ومنظمات حقوق الانسان وطراطير الحقوق والحريات والحداثة والتقدمية وزيف شعاراتهم، ويؤكد لنا صحة ما كنا نعتقده بانهم مجرد موظفين يحركهم العدوان ومن ورائه امريكا ، ويذكرنا كيف ان المبعوث الدولي ولد الشيخ استنفر واحتج على لواء العمالقة وتناسى وتجاهل الجرائم التي ترتكب بحق قرية الصراري .
المزيد في هذا القسم:
- رسالة الى رئيس حزب المؤتمر (علي عبدالله عفاش) المرصاد نت أن تتحول وحزبك الى معارضة وتسخر اموال الشعب اليمني التي نهبتها طيلة 33 عام وتتحول الى معول هدم وخنجر يطعن وينهش في ظهر هذا الشعب وفي هذه المرحلة با...
- كهنة معبد آل سعود ! بقلم : بغداد الرميمة المرصاد نت ما يتغنى به ملوك دولة آل سعود والذين يصرخون به في كل جلسةٍ للتفاوض مع أنصار الله قائلين مرددين في بلاط الجامعة العربية: “أن ما يحلم به الش...
- لماذا تقوم السعودية بدعم الريال اليمني ? المرصاد نت يتعرض اليمن منذُ فترة طويلة جداً لإنتهاكات متعددة في كل جوانب الحياة الإنسانية وفي كل المجالات المختلفة لضرب كافة البُنى التحتية والوسطية والفوقية ...
- خارج نطاق التغطية! المرصاد نت رغم ما يعانيه الوطن من ويلات وأزمات وظروف صعبة وأوضاع معقدة جراء العدوان الغاشم والحصار الجائر إلا أنه لا يزال هنالك بعض الوزراء والمسؤولين مدنيين ...
- تحولات المشهد السياسي اليمني ! بقلم : إبراهيم محمد الهمداني المرصاد نت 2- الاتفاق السياسي والمجلس السياسي الأعلى... نحو الشراكة الإيجابية ودولة المؤسسات حاول تحالف العدوان استثمار المفاوضات في المماطلة والإيهام بالبحث...
- المقاطعة الكلامية مابين ايدلوجية داعش وبرنامج الفوضى الخلاقة المرصاد نت لاشك أن ثقافة المقاطعة الكلامية أثناء النقاشات أو الحوارات والتفاوضات تعد ظاهرة غير حضارية بل يترتب عليها تعطيل فهم وترجمة أي قضية يدور الحوار أو ا...
- لستم بحاجة للحوثي وعفاش لتبرروا انحطاطكم ! بقلم : محمد عايش المرصاد نت لستم بحاجة للحوثي وعفاش لتبرروا انحطاطكم .. أنتم منحطون من بيوتكم وبالولادة.. في تاريخ الأمم كلها لايعمل مع الغزاة من أبناء البلد إلا أراذل...
- الحوار البيزنطي يلد فأراً ! بقلم :يوسف الفيشي ابومالك المرصاد نتوأخيراً حوار البيضة والدجاجة وصل إلى النتيجة التي توقعناها قبل ثلاثة أشهر في موضوع سابق ونحن الآن على مسافة أيام من فشل الحوار البيزنطي الذي تمخض ف...
- تصريحات كيري وجرائم العدوان ! بقلم : زيد البعوه المرصاد نت بعد كل تصريح لوزير خارجية العدو الأمريكي يقدم العدوان على ارتكاب مجازر بحق اليمنيين فتأتي الجرائم لتشهد على نوايا العدوان وتثبت مدى كذبه وزيف ادعاء...
- الحكاية كلها هكذا: تمت الموافقة كليا على معظم مطالب "الحوثيين"..وما يحدث الآن، وهو ما فركش المفاوضات حتى اللحظة، هو أن الطرف الآخر بيحاول يكسب شي على هامش المكسب الحوثي، والحوثيين...