المرصاد نت
قوى العدوان لا تريد حلاً بقدر ما تدفع باليمن نحو مزيد التأزيم والصراع اللامتناهي
ويعزز ذلك التحرك العسكري الأمريكي الإماراتي السعودي الخطير في حضرموت، خطر كان متوقعاً منذ اليوم الأول للتدخل الإماراتي السعودي المدعوم أمريكياً في الجنوب.
حقيقة الأطماع الخارجية في اليمن غير خافية على أحد فأمريكيا تطمع منذ زمن بعيد في السيطرة على عدن وجزيرة سقطرى باعتبار موقعها الاستراتيجي سواء من ناحية الجغرافيا السياسية أو من ناحية الجغرافيا الاقتصادية كونهما مشرفتين على طرق الملاحة الدولية، أما الإمارات فهي تسعى جاهدة لتعطيل الدور الحيوي المفترض لميناء عدن حتى لا يضرب ميناء دبي ،فيما السعودية بنزعتها التوسعية تطمع في السيطرة على حضرموت لمد أنبوب نفطي الى بحر العرب يقيها شر المرور بصادراتها النفطية من مضيق هرمز.
من أجل ذلك فقد عمد ثلاثي الشر، إلى دعم القاعدة وداعش ومنذ الوهلة الأولى بالمال والسلاح بلا حدود وعمل على توحيد جبهتهم مع بعض المغرر بهم من أبناء الجنوب لمواجهة الجيش واللجان الشعبية وبعد أن انسحب الجيش واللجان الشعبية من الجنوب، عمدت السعودية والإمارات وبإيعاز وإشراف امريكي إلى تمكين القاعدة وداعش من السيطرة على مناطق واسعة في الجنوب وإنشاء امبراطوريات مالية ضخمة والسطو على المؤسسات الحكومية، وممارسة جرائم بحق اخوتنا في الجنوب، تمهيداً لمبررات تخدم المصالح الاستراتيجية لهذا الثلاثي الخطير.
اليوم ونحن أمام هجمة مفاجئة أمريكية إماراتية سعودية على الجنوب ابتداء من المكلاء، ندرك تماماً أن هذه الخطوة ليست وليدة لحظتها بل كانت نتاج تخطيط استراتيجي سابق.
صحيح أن هذه الخطوة الخطرة تزامنت مع مفاوضات الكويت وهذا شيء خطير أيضاً، كونهم يستغلون لحظة انشغال اليمنيين بالمفاوضات العقيمة من أجل الانقضاض على الجنوب.
ما حصل مؤخراً في حضرموت يعتبره مراقبون “صفقة” بين أطراف غير معلومة وبثمن غير محسوب بعد تولى علي محسن الأحمر – ولو في فنادق الرياض – منصب ” نائب هادي” (وهو معروف بعلاقته المتينة مع الجماعات التكفيرية منذ تسعينيات القرن الماضي ، وهو من مكن ” الأفغان العرب” من الانخراط في المؤسسات الرسمية بعد عودتهم من أفغانستان).
في حين يرى آخرون أيضاً أن ما حصل في المكلا يشبه إلى حد كبير ما حصل في زنجبار أبين في 2011- 2012 من انسحاب القاعدة بكامل أسلحتها وعدتها وعتادها من زنجبار إلى مكان آخر وبما يتلاءم مع مصالح الجهات المحركة لهم.
لكن البعض الآخر يرى أن ما يجري في الجنوب بالتزامن مع مفاوضات الكويت خطوة استباقية لها علاقة مباشرة بإحدى نقاط المفاوضات وهي “الانسحاب من المدن وتسليم السلاح ” فيريد أطراف الصفقة أن يقولوا بأن القاعدة وداعش لم يعد لها وجود في المدن، وبالتالي يجب ان تنسحب الجهة الفلانية من المدن.
مع هذا يجب ان يتساءل الجميع، لماذا لا تترك مهمة محاربة القاعدة وداعش لأبناء اليمن ؟؟ ما هو ثمن التدخل الأمريكي الإماراتي السعودي “لمواجهة القاعدة” وهل ستنجح مخططاتهم ؟؟ وهل يفكرون في نقل أدواتهم الاستخباراتية ( القاعدة وداعش) إلى الشمال لمواجهة خصومهم؟؟! ما هي المهمة المنوطة بالقاعدة ؟؟ ، وهل تخطط قوى الشر للاعتماد على القاعدة وداعش في حال انحسرالعدوان؟ أم أن العدوان والفوضى مستمران لتبقي اليمن في حالة غليان مستمر وفوضى لا متناهية ؟.
في حال نجح مخططهم في الجنوب فلن يسلم الشمال، وستصبح اليمن على فوهة بركان وسيستمر نزيف الدم ، خصوصاً في ظل صراع لا افق له، وانسداد في الأفق السياسي، وتعطيل مقصود للعملية السياسية وتحديات اقتصادية واجتماعية ، بالإضافة الى التركة الكبيرة التي تركها الحرب كلها تحديات ستعقد الوضع أكثر وستتحمل سلطة الأمر الواقع المزيد من الأعباء التي لن تمكنها من مواجهة الخطر القادم من البوابة الجنوبية لليمن، ونحن هنا لا ندعوا للذهاب إلى الجنوب مجدداً ولا نؤمن بمقولة ” يستاهلوا من قالهم يقاتلونا” لا بل نأمل أن يكون هناك تواصل بين شرفاء الوطن من الشمال والجنوب لمواجهة القاعدة وداعش والاحتلال الجديد.
أما الأطراف السياسية فيجب عليها ان تسارع للاتفاق على تشكيل وعاء سياسي يتمثل في حكومة وحدة وطنية، يجري بعدها تحديد موعد لانتخابات نيابية ورئاسية لإخراج البلد من حالة الفراغ السياسي، والاتجاه نحو المشاركة الفاعلة في البناء ومواجهة الاخطار التي تتهدد الجميع، والعمل على تحالف استراتيجي مصيري نابع من شعور وطني عميق بضرورة الحفاظ على المصالح العليا للبلاد بدلاً من التحالفات المرحلية التي يمكن ان تنهار في أي لحظة بسبب النظرة الضيقة والمصالح الحزبية والفئوية.
حقيقة المعطيات مخيفة وتنذر بمستقبل أكثر تأزيماً من ذي قبل لكنا على يقين بأن المكونات السياسية الوطنية الفاعلة إذا بذلت ما عليها في هذه المرحلة العصيبة فإنها ستتجاوز كل هذه التحديات، ونحن على يقين بأن الله غالب على أمرة وبيده عواقب الأمور، ونسأل الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده فسيصبح أعداء اليمن على ما أسروا نادمين.
المزيد في هذا القسم:
- الارهاب تحدّ يواجه الجميع ما حصل اليوم من هجوم ارهابي استهدف مطار سيئون بمحافظة حضرموت وما صاحبه من هجوم على مصنع التمور وارتكاب مذبحة بشعه بحق عماله هي اعمال تضع الجميع بلا ...
- الإخوان والغباء الصلب نبيل الصوفي.. إعلامي دافع عن "الإصلاح" بيديه وقدميه، ولم نعثر له على كذبة كذبها للدفاع عن الإصلاح. ثم انتقل ودافع، ويدافع حتى الآن، عن "صالح" وخياراته السياس...
- التــشــريــع للصـوملة كتبوا للمرصاد :ان فكرة الأقاليم التي جرى تسويقها في حوار صنعاء هي مؤامرة لطمس الهوية الجنوبية وهي لذلك تشريع للصوملة .فقد تم حشر قضية الجنوب في شكل الدولة وهذ...
- اتفاق بعد اختلاف واختلاف بعد اتفاق عندما توقّع المكونات اليمنية على اتفاق سياسي لا يعني بالضرورة أنه أمر إيجابي لأن الاتفاق في اليمن يعقبه اختلاف ليس لشي ولا لغاية ب...
- عقم سياسي .. لاعقم شعبي! المرصاد نت حين نرى الشارع العربي بجماهيرة العريضة تسبق القادة السياسيين في النزول الى الشارع وفي قيادة الأحداث الثورية بدون رؤيه سياسية وبرنامج للتغيير علينا ...
- علماء الاسلام يكسرون قرن الشيطان ! بقلم : عبدالجبار سعد المرصاد نت لم تقم أيّ من دول الإسلام وسلطناته وممالكه وامبراطوريّاته بدء من الخلافة الراشدة مرورا بالأمويّين والعباسيّين والعثمانيّين وحتّى المماليك وباقي الس...
- بناء يمن جديد ! بقلم : أ . عبدالباسط الحبيشي المرصاد نت عندما أتابع الأخبار العربية عن اليمن لا سيما التي تأتي او تسيطر عليها الوسائل الإعلامية السعودية من تصريحات وتلميحات وكمية الزيف والكذب التي تغلفها ...
- هذا ما سيحدث في اليمن إن لم يصمد الحوثيون! المرصاد نت دعونا نضع الثوابت قبل المتغيرات والاحتمالات بأن حركة الحوثيين مدعومة فنياً ومالياً من إيران لكن المقاتل على الارض مصنع ومطور السلاح والمخطط والمهاج...
- الاطراف المعنية بالحراك بالجنوبي الاهداء : الى أمل الجنوب وصمام امان حراكه التحرري قياداتنا العسكرية الرائعة و الشجاعة اللواء محمود الصبيحي واللواء فيصل رجب واللواء محمد عبدالله شمباء .. الخ...
- الحل السياسي بين الهوس السعودي والمأساة الإنسانية المروعة في اليمن! المرصاد نت - متابعات المقاربة الجديدة للحل السياسي الشامل للأزمة اليمنية التي يعمل المبعوث الاممي السيد مارتن جريفث على إرسائها والتي تقوم على جمع طرفي الازمة...