المرصاد نت
بعد عام ونصف من العدوان تعلن الولايات المتحدة الأمريكية أنها سحبت أغلب مستشاريها العسكريين من السعودية وأبقت على أقل من 5 من أصل 45 مستشارا عسكريا
كانوا في خلية التخطيط المشترك لتنسيق الغارات على اليمن بما في ذلك إعادة تزويد الطائرات بالوقود في الجو وتبادل المعلومات بحسب ما ذكرت وزارة الحرب الأمريكية في بيانها.
وفيما توضع الكثير من علامات الاستفهام حول هذه الخطوة، فإن خيطها الأول يظهر من خلال تصريحات المتحدث باسم وزارة الحرب الأمريكية آدم ستامب عندما قال إن التعاون الذي تقدمه بلاده للسعودية ليس شيكا على بياض، وهذه الجملة تبدو ابتزازية على قاعدة ” كل شي بحسابه ” وهي القاعدة التي تحدث عنها المرشح الجمهوري للرئاسة الأمريكية دونالد ترامب عندما قال إن المال الخليجي مقابل الحماية ولن تقدم الخدمات بالمجان.
هذه الجزئية ليست كل الموضوع، بل تكاد تكون الهامش الذي يجنيه الأمريكان على طريق تنفيذ مشروعهم في اليمن والمنطقة، أما حديث البعض عن تخلي واشنطن عن السعودية فهذا لا يبدو دقيقا على الأقل في الفترة الراهنة، لأن أمامنا بعض المعطيات التي توصلنا إلى قناعة أن الأمريكي حريص على ضرب اليمن أكثر من حرص السعودية المبني في الأساس على دافع الحقد والانتقام:
أولا – ضرب اليمن وتدميره وتفتيته يمثل مصلحة أمريكية وهدفا استراتيجيا ضمن مخطط تقسيم المنطقة، خصوصا عندما يتحول هذا الهدف إلى تجارة رابحة تدرّ عشرات المليارات من الدولارات إلى الخزينة الأمريكية جراء صفقات السلاح وقيمة الخبراء والضوء الأخضر. ث
ثانيا – طالما أن العدوان على اليمن لا يضع الولايات المتحدة في مواجهة أي تداعيات مستقبلية وتخوض حربها بقوات سعودية وإماراتية وخليجية ومرتزقة من خليط غير متجانس، فإن من الغباء الاستغناء عن هذه الخدمات المجانية.
ثالثا – لا ننسى أن الأمريكان أعلنوا أن لهم تواجدا عسكريا مباشرا في الجنوب ويخططون لتوسيع هذا التواجد، وأنهم يشاركون بعمليات عسكرية بمزاعم محاربة القاعدة وأن البحر الأحمر وخليج عدن وباب المندب بات مليئا بالسفن والبوارج الحربية الأمريكية، ما يعني أن مطامعهم في إقامة قواعد عسكرية في سقطرى وباب المندب وغيرها هدف استراتيجي تخطط للوصول إليه من خلال العدوان أو بذريعة أخرى.
رابعا – لا ننسى أن العدوان على اليمن أُعلن من واشنطن وبالتنسيق المسبق الذي استمر لأشهر بين السعوديين والأمريكيين. خامسا – ما كشف عنه مؤخرا عضو الوفد الوطني حمزة الحوثي من تدخلات أمريكية مباشرة في مسار المفاوضات واستخدام السفير الأمريكي أسلوب العصا الغليظة إلى جانب نظيره البريطاني لإرغام الوفد الوطني على القبول بحلول استسلامية، تشرعن التواجد الأجنبي في البلاد.
خامسا – ترى أمريكا أن بروز دولة ذات سيادة واستقلال في اليمن يمثل تهديدا حقيقيا لهيمنتها ومطامعها الاستعمارية، وقد يتحول اليمن إلى نموذج عربي يحتذى به في حال تمكن من الانتصار على تحالف العدوان.
سادسا – إعلان وزارة الحرب الأمريكية مواصلة تقديم الدعم العسكري للسعودية في حربها على اليمن رغم تقليص عدد المستشارين. من خلال هذه المعطيات فإن أمريكا تنظر إلى استمرار العدوان كمصلحة حقيقية لها ولمشروعها، خصوصا وهي ترى أن العدوان يبقى الغطاء الأنسب لتثبيت وضعها العسكري في اليمن، وإعادة هيمنتها من جديد، وتحكمها في أهم ممرات التجارة العالمية في طريق السباق الدولي مع الصين وروسيا.
عندما يقول عسيري ناطق العدوان إن تقليص عدد المستشارين لن يؤثر على العلاقات العسكرية بين البلدين ولا على العمليات العسكرية في اليمن – وهذا يبدو واقعيا إلى حد ما – فإن الخطوة الأمريكية تبقى تكتيكية ولا علاقة لها بتغيير القناعات أو الأولويات، وفي أقل الحسابات تبقى الأنظار متجهة صوب الانتخابات الرئاسية الأمريكية والساكن الجديد للبيت الأبيض، وأيا كانت النتيجة فلا نعتقد أن ذلك سيغير من أولويات واشنطن تجاه اليمن الا أن يصنع الميدان متغيرات جديدة.
المزيد في هذا القسم:
- لماذا عادت أمريكا بمبادرة لإعادة المفاوضات اليمنية ! بقلم : جمال محمد الأشول المرصاد نت قبل حوالي شهرين وبقرار أمريكي واضح افشل المفاوضات اليمنية في الكويت الرامية لإيجاد حل سياسي في اليمن حل يكون من شأنه ايقاف العدوان كلياً...
- ترامب… والبقرة الحلوب ! بقلم : د. أحمد صالح النهمي المرصاد نت بعد أن فاز المرشح الجمهوري دونالد ترامب على منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون في السباق إلى الرئاسة الأمريكية خلافا لكل التوقعات واستطلاعات الرأي،...
- اصرار الانتصار للمذهب: علي عبد الملك الشيباني لماذا نحن المسلمون، نصر وندفع الاثمان الغالية من النفوس والاموال، وندمر المجتمعات والبنى التحتية بالحروب والاقتتال وما يترتب عليها من الفقروالجوع والفرقة والخصو...
- منطقتنا بين خطر الإرهاب وخطر ” مكافحة الإرهاب “ لا نستطيع مجاوزة ان الجماعات والعمليات الإرهابية التي تتواجد وتتم في غير مكان في العالم تمثل مدخلا واسعا لأعمال تتم في منطقتنا العربية والإسلامية بشكل كبير وج...
- من وراء استهداف الشرفاء والاحرار في هذا الوطن في ظل الاستهداف المتواصل للاحرار في هذا الوطن قامت عناصر استخباراتية امريكية باغتيال المواطن الحر والشريف الشهيد علي المحضار في عدن فجر يومنا هذا .. حيث زرعت ...
- احترم قرارك يا فخامة رئيس الجمهورية,, ليس في العنوان أي استفزاز أو قفز عن تعابير الواقع حين أصبح الطفل اليمني قبل الكبير لا يعطي لقرارات الرئيس هادي حيزاً من المصداقية المفترضة على حــدٍ نسبي معقول,...
- مُقدِمة لنظام عالمي شمولي جديد! المرصاد نت كتب : عبدالباسط الحبيشي لا شك اننا نعيش حالة مخاض لنظامٍ عالميٍ جديد، ولكن بما ان القاعدة تقول البعَرّه تدل على البعير، لذا فان هذ...
- اليمن 'والهدن' والإجرام الامريكي وآل سعود ! بقلم : د. بهيج سكاكيني المرصاد نت ستة محاولات سابقة فشلت لإجراء هدنة وتحقيق وقف لإطلاق النار والعدوان على اليمن السعيد الذي دمرت مقدراته وبناه التحتية والبشر والحجر دون توقف بواسطة ...
- السعودية والتعويضات والصراع من أجل الصراع حتى فناء الرعاع !بقلم : آزال الجاوي المرصاد نت بعد قرار الكونجرس الامريكي بشان السماح بالمطالبة بالتعويضات على احداث 11 سبتمبر من السعودية باعتبارها مسؤولة بطريقة غير مباشرة وبشكل مبهم في تلك ال...
- الوطن .. والبقرة .. والكاهن بقلم الكاتب جلال الجاك في قريش كان الكاهن يقول لعابدي الصنم : إن الصنم يطلب منكم بقرة حتى يلبي طلبكم !!! وطبعا الصنم لا يتكلم، ومن يريد البقرة ويستفيد منها هو الكاهن !! ولو قال الكا...