المرصاد نت
أصبح الكثير من الوسط السياسي والإعلامي يتناول تحليل زيارة كيري للسعودية وضجة الكنفرنس الأمريكي علي الرياض بشكل سطحي ويوضحون بأن الغربيات بدأت تصفي حساباتها مع أبرز حلفائها الخليجين ممثلة بالسعودية ووسيلتا لرفع درجة الابتزاز وان هناك تحول في السياسة الغربية تجاه الحليفات النفطية بالخليج وهذا يتطابق مع ماتسوقه المطابخ الغربية بينما الواقع عكس ذلك ..
اتفق مع الكثير ممن قالوا بأن المواقف الغربية الاخيرة هدفها ابتزاز للسعودية لكن ليس هذا هو تحليل شامل للعبة كيري وزياراته لجده ولقائه مع نظيره الروسي بجنيف. وضجة الكنفرنس تجاه هذه الجارة الحمقاء . ولو ربطنا كلام ووعود أوباما للسعودية وما صرح به كيري بالموت الصحفي بجدة بحضور وزير خارجية واشنطن وبعض وزراء خارجيا الخليج . وأشرنا للشتام المتبادلة بين المرشحين المتنافسين بأمريكا سنجد هناك تناقض كبير في الأقوال والأفعال الغربية. .
كل هذا جاء متزامنا مع إقتراب موسم الإنتخابات الأمريكية والذي ينظر إليها قطبي المعادلة الانتخابية بأن هناك نقاط تستدعي تسويقها الرأى العام الدولي وأمام جمهور الناخبين بأمريكا . بما فيه الكذب الممنهج الذي يندرج ضمنه الوعود الوهمية واللعب بالعصى السحرية الغربيات وبالذات امريكا ..
لو نظرنا لما طرحه كيري بشأن اليمن وسوريا وما تطرق إليه أوباما تجاه السعودية. هو نقيض موقف الكونغرس وتقرير لندن بشأن الانتهاكات التي ارتكبتها السعودية باليمن ..
لهذا تدرك واشنطن بأن مساندتها المبطنة والمعلنة لدول التحالف بقيادة السعودية في العدوان علي اليمن ترتب عليها إنعكاسات سلبية علي السياسة الأمريكية داخليا ودوليا وفي المنطقة العربية تحديدا وإطالت أمد الحرب علي اليمن زاد من تفاقم الفضائح الأمريكية وورطتها بالجرائم التي ترتكب بحق اليمن ..
يلمس أوباما الانعكاسات وتأثيرها علي حزبه خصوصا مع إقتراب الانتخابات. الأمر الذي يجعل الديمقراطين يضعون خطط لتجاوز تلك العقبات بما يكفل كسب المعركة الانتخابية .
علي إعتبار أن حزب اوباما لديهم قاعدة بيانات بحجم الأصوات الأمريكان الذي هم من أصول عربية وإسلامية .ومن الدول المضادة للسياسة الأمريكية .ويحاول من خلال ضجة الكونغرس مغازلة هذه الأصوات المتذمرة من مساندة امريكا بالعدوان علي اليمن وتحاول واشنطن تخدير هذه الاصوات من خلال وعود وتخديرات موضعية بما يكفل حصد لصالح حزبه. فضلا علي بث التطمينات في الوسط الأمريكي المتذمر من سياسة أوباما وحزبه التورط بمساندة السعودية بإرتكاب جرائم حرب ضد اليمن ودعم الإرهاب بحكم أن الأسلحة المحرمة هي صناعة أمريكية .وطالما قدمت اسلحة للرياض خلافا للقانون الدولي ستبقى عرضة للمسائلة الدولية .ولهذا تحاول الهروب من هذه المسألة وتخشى واشنطن إستغلالها من قبل موسكو وبكين خصوصا بهذه المرحلة ..
.شعرت واشنطن بأن مساندتها للتحالف المعتدي علي اليمن أثر علي سمعتها دوليا واهتزت الثقة لدي بعض من كانوا بصفها بالشرق الأوسط وبقية الساحة الدولية .وأصبح هذا الموقف له إنعكاسات سلبية علي السياسية الأمريكية حاضرا ومستقبلا والذي بإعتقادي خدم ويخدم سمعة وموقف الروس والصين لدي المساحة الأعظم من دول الشرق الأوسط. الأمر الذي جعل الأمريكان يصنعون ربما مسرحية الكونغرس كرسائل تطمين لدول الشرق الأوسط من جهة وللوسط الأمريكي من جهة أخرى . بما يمكنهم من خوض الإنتخابات وتجاوز المعوقات ويجمل الوجه القبيح لواشنطن امامو الرأي العام الدولي.
.تدرك واشنطن بأن مساندتها لدول التحالف في العدوان علي اليمن والاستمرار بالمساندة وتشجيعها علي الحسم العسكري أثبت الواقع بانه لم يعد مجديا بل ترتب ويترتب عليه أضرار علي شركات أمريكية من العيار الثقيل ممن تعمل بالخليج وتشارك بلوبياتها الاستثمارية المتوحشة بصنع القرار الغربي وايضا الخليجي ولها طموحات مستقبلية في المنطقة العربية ومنها شركة ارامكوا الصهيونية .
والتي اصبحت تنال نصيبها من ضربات الجيش اليمني واللجان الشعبية كما حدث لهذه الشركة بمنطقة ظهران الجنوب فكأن مزعجا لأمريكا ولهذه الشركات الصهيونية . حيث بدأت مخاوف النظام الامريكي من الاستمرار في توقف نشاطها وماقد يترتب عليه من إسقاط الجانب الاحتكاري وماتخشاه من افساح المجال لشركات صينية وروسية. كبديل عنها مع أن خبراء الاقتصاد الأميركي ينظرون لذلك بأنه استهداف هذه الشركات يوثر علي الاقتصاد الأمريكي في حال نتج عن ذلك توقف تام لنشاط مثل هذه الشركات بالمنطقة. .حيث أصبح الديمقراطين يدركون تأثير وردود الفعل من الشركة تجاههم. وليس أمامهم غير محاولة إرضائها من خلال الظغط علي السعودية وإبتزاز ها لصالح أرامكو وأحداث ضجيج إعلامي ووهمي بأن السعودية قامت بشراء أقساط من أرامكو والذي أعتبرها فقط تسريبات إعلامية لأهداف أخرى بل هي رشاوى يقدمها سلمان ونجله لأرواح ليضمن موقفها مستندا لها بحكم تأثيرها علي القرار الأمريكي ولهذا جزء من أهداف كيري إستجابة لطلب الشركة وليس كما يسوق الإعلام الغربي والخليجي وفقا لطلب عبدربه منصور هادي . ..
لذا عندما أسمع كلام عن ارامكوا سرعان مايدور بخاطري بعض حلقات التاريخ الذي دونتها احاديث الشهيد العظيم ناصر السعيد الذي بدأ مرحلته الاولي من النضال من داخل شركة والذي يعتبر اول من فضح سياسة هذه الشركة وفضح بني سعود ودفع حياته مقابل مواقفه السياسية وكانت النهاية إختطافه من بيروت والرمي به من الطائرة في الرياض عام 80م .وفي الوقت الراهن نظرا لفضح ارامكوا والنظام السعودي .
وراهنا حين يلمس الأمريكان تباطؤ وملامح يهمس بها بني سعود بالتلميح في التراجع عن الحرب ضد اليمن سرعان مايقوم الامريكان بفتح ملفات توثر علي سعود كما حدث بفتح ملف 11 سبتمبر. وأخيرا ضجيج الكنفرنس. وتصبح السعودية هي من تدفع الفاتورة والغرب وشركاته الصهيونية هي المستفيدة من دول الخليج بكل المراحل ..
المزيد في هذا القسم:
- النظام السعودي ومأزقه في اليمن ! بقلم : مروان حليصي المرصاد نت يلهث النظام السعودي وهو يعيش حالة من الجنون المستعصي لا يقل حالاً عن جنون البقر أو أشد يلهث وبكل قوة بحثاً عن أوراق بيده تحققها مجاميع المرتزقة ...
- عندما يصبح الجلاد ضحية ! بقلم : حميد دلهام المرصاد نت رسالة احتجاج اراد المعتدي من خلالها اظهار نفسه في صورة المعتدي عليه الذي يتعرض لأبشع انواع الظلم والاعتداء، والاستهداف المباشر من قبل ما أسماه مليش...
- الحرب النفسية قد تؤثر علينا دون أن نشعر ! بقلم : أمة الملك الخاشب المرصاد نت عندما تتابع نشرات الأخبار وتشاهد تلك المشاهد لتخرج الدفعات القتالية لأبطال المقاتلين اليمنيين فعليك أن تقف للتأمل ولتفكر مليا وتشعر بالفخر وا...
- بعد الذي صار (1) قبل نهاية الاتفاق الهدنة يعتقد الكثيرون ان الاحداث تسارعت في الاونة الاخيرة رغم ان واقع الحال يقول غير ذلك فاحداث صنعاء اليوم كان يفترض ان تكون في عام 2011 م مع ثورة الشباب وثورة الشباب...
- الساسة العرب حين يوارون سوءاتهم بايران ! بقلم : عبدالملك العجري المرصاد نت هل على إيران أن تتخلى عن إرادة النهضة لان الدماغ العربي يتحسس من الفعل “نهض” بكل اشتقاقاته؟هل علي أن العن إيران لان العرب فاشلون؟وهل...
- جنوب اليمن :مابين صناعة الغباء وصناعة القناعة بالإكراه ! المرصاد قال اينشتاين ذات يوم: هناك شيئان لا حدود لهما.. الكون وغباء الإنسان...الجنوب اليمني محتل من قبل دول تحالف العدوان والاحتلال السعودي الامار...
- هل ستدفع السعودية ثمن فشل مشروع اوباما ؟ بقلم : طالب الحسني المرصاد نت السعودية راهنت على وصول هيلاري لاكمال مشروع اوباما فجاء ترامب ليحدث التحول الكبير . ليس من قبيل الرهان على التحول الامريكي بعد وصول الرئيس الاكثر ا...
- إدمان العبودية/ كتب عبدالباسط الحبيشي تعودنا لدرجة مخيفة على نظام الظلم والقهر والقمع والعبودية والطاغوت المُلهم والسيد القائد الفذ المُنّزل بأمر إلهي، فعندما تحررت سوريا بهذه الطريقة، وهي طريقة طبي...
- الرئيس السابق عبده ربه منصور هادي أثبتت القوى التقليدية في اليمن أنها ليست ضليعة في السياسة وكل ما كانت تمارسه طيلة عقودها الماضية كان ضروباً من التجريبات غير الموجهة...
- كفى ضجيجاً ! بقلم : علي الصنعاني المرصاد نت لماذا كل هذا الضجيج حول رحيل بثينة؟لماذا تفتعلون مشاكل وازمات من امور هامشية "!قضية بثينة ليست في شخصها وانما فيما يصنع التحالف وقد وصلت الرسالة لل...