إدمان العبودية/ كتب عبدالباسط الحبيشي

Bassetتعودنا لدرجة مخيفة على نظام الظلم والقهر والقمع والعبودية والطاغوت المُلهم والسيد القائد الفذ المُنّزل بأمر إلهي، فعندما تحررت سوريا بهذه الطريقة، وهي طريقة طبيعية جداً لو قرأنا تاريخها وتفاصيل أحداثها، شكل ذلك لدينا صدمة عصبية غير مفهومة وغير واضحة وغير معقوله وكأن عملية تحرير سوريا لا يمكن ان تحدث الا في الأساطير، بل انها تتنافى مع المنطق الذي تعودنا على فهمه بالعنف والقمع والبرمجة المحشوه في ادمغتنا التي كرست فينا حُب العبودية. ولذلك اصبحنا اليوم نشكك في قدراتنا على التحرر من ربق الظالمين والوكلاء والعملاء والخونة لأن نُخبُنا مع الوقت اصبحت مصابة بزمهرير إدمان العبودية وبالأمراض النفسية والإنفصام في الشخصية كما نرى في كتاباتها التي تنضح سُماً وتشاؤماً وبؤساً وانهزاماً وذُلاً واسترقاقاً لدرجة العدمية الأمر الذي اصبحت بحاجة إلى عرضها على مصحات نفسية عالمية للتشافي حتى نستعيد ثقتنا بأنفسنا ونتأكد أنه بمقدورنا ان نتحرر إن كان لدينا وعي كاف بمعنى الحرية.
عبدالباسط الحبيشي
الوعي في عالم يتغير

المزيد في هذا القسم: