المرصاد نت
من الانطباع الأول يبدو بن حبتور كما لو كان الأخ غير البيولوجي لـ”بن دغر” فكلاهما من ذلك النوع الذي يحتفظ في جيبه دائماً بتذكرةٍ من اتجاهين: ذهاب وإياب .. من صالح إلى هادي و من هادي إلى صالح و من صالح إلى هادي .. و هكذا.
مع ذلك و بالتأكيد يظل محسوباً لمن رفض العدوان السعودي موقفه مقابل من أيد العدوان و انخرط فيه و صار جزء منه فليسوا سواءً على كل حال.
أما بالنسبة لقرار تشكيل الحكومة من قبل المجلس السياسي الأعلى الممثل لتحالف أنصار الله و المؤتمر الشعبي فإن له جانبين:
الجانب الأول : هو أنه قرار يماثل في خطورته و من معظم النواحي، قرار هادي و حكومته بنقل البنك المركزي إلى عدن.
هل يستطيع هادي تحمل الكلفة المترتبة على قرار البنك؛ من توفير السيولة و إعادة إصلاح نظام الإيرادات، و دفع المرتبات، و الحفاظ على استقرار العملة .. الخ؟؟
من المشكوك فيه جدا أن يستطيع و هو الرئيس الأكثر عجزاً و فشلاً في تاريخ المعمورة و لذلك فإنه بقراره نقل البنك لم يقدم إلا خدمة لخصومه في صنعاء، إذ منحهم الحصانة المناسبة لتجنب اللوم الشعبي خصوصا داخل قطاعات الجمهور غير الموالي لهم؛ على عجز البنك و إفلاس الدولة.
و أنصار الله و المؤتمر لم يقصروا من جانبهم، فقد قابلوا معروف هادي بمعروف، و ردوا على التحية بأحسن منها، حين قرروا تشكيل حكومة و هو قرار سيعيدهم إلى واجهة المسؤولية عن الوضع الاقتصادي و الخدمي أمام المواطن، و بما قد يخفف لحدٍ ما عن هادي وحكومته مسؤوليتهم التي استتبعت قرار نقل البنك.
فهل بإمكان حكومة حبتور أن تكون، عند تشكّلها، في مستوى ما ستطلقه من آمال للناس..؟!
ما الذي ستستطيع تلافيه من الوضع المنهار و ما الذي ستستطيع على الأقل الحد منه في جوانب الانهيار..؟!
ما الذي ستضيفه إلى أداء المجلس السياسي، و قبله اللجنة الثورية، و القائمون بأعمال الوزارات و هي السلطات التي نجحت فيما هو مطلوب منها و هو فقط الحفاظ على الواقع القائم، و الإبقاء على الحد الأدنى من عمل المؤسسات مستمراً..؟!
لن يكون بإمكان الحكومة إضافة الكثير إلى هذه المهمة بالنظر إلى أن العامل الرئيس في المشكلة لايزال قائما: العدوان و الحصار.
أول مهمة ستواجه حكومة بن حبتور و نحن على أبواب نهاية العام هي إقرار و اعتماد الموازنة المالية للدولة للعام الجديد: ٢٠١٧.
من أين ستأتي بموازنة، و كيف..؟ و نحن لا نفط و لا غاز و لا عائدات جباية شحيحة و لا منح دولية و لا اعتراف دولي من الأساس..؟!
و مادام لا موازنة فلن يكون لدى الوزراء من اعمال غير تلك التي يؤديها الى الآن القائمون بالأعمال!
لذلك كله فإن تشكيل الحكومة من وجهة نظري، يصبح رسالة سياسية أكثر منها وظيفية و هذا هو الجانب الثاني من جانبٓي تقييم قرار التشكيل.
و في هذا الجانب فإن لأنصار الله و المؤتمر تقديراتهم فهم أدرى بما يخوضونه من معركة و ما يحتاجون إليه من رسائل في سبيلها.
و إجمالاً؛ فمادام الأفق مسدوداً أمام أية إمكانية للوصول إلى إيقاف الحرب، و إنجاز تسوية سياسية شاملة، بفعل تعنت السعودية و حلفائها، فإن تشكيل حكومة من قبل صنعاء، و التعامل مع المملكة و حلفائها من الأطراف اليمنية، كأن لا وجود لها، و لهم، هو أمر طبيعي جداً، و مطلوب جداً إذ لا يعقل أن يرفض طرف كل الحلول الممكنة، مراهناً على الحل العسكري، بينما يظل الطرف الآخر فقط في حال انتظار دائم لاقتراب الطرف الأول من الحل التسووي!.
خلاصة الرسالة من هذه الزاوية هي إذاً: استمروا في حربكم و أحلامكم بالانتصار وسنمضي بدورنا في فعل ما يتوجب علينا فعله.
وما تحنب إلا عريج.
المزيد في هذا القسم:
- عاجل .. لجميع الاطراف المعنية بأحداث عمران كان يجب نزع الفتيل في عمران منذ اشهر , وهو ما كتبت ناصحا به لفخامة الرئيس قبل اكثر من شهرين في مقال بعنوان " لفخامة الرئيس قبل الفوات في...
- القاعدة ليست خطرا عسكريا بل خطرا امنيا ! ليست مشكلتنا الاساسية مع القاعدة في انها تمتلك سلاحا (خفيفا او ثقيلا) حتى يمكن نزعه بالوساطة او بالحوار او حتى بالاستيلاء عليها كغنام حرب مشكلتنا الكبرى مع...
- نداء الــمهرة .. نداء الــوحدة والسيادة ! المرصاد نت ما يعتمل على مسرح محافظة المهرة يبعث في جانب من جوانبه على الزهو الوطني ذلك أنه برغم المؤامرة الكبيرة والتدخلات الخارجية ومحاولة تنفيذ مشاريع للاحت...
- من التصعيد الى ” الهاوية “ ! بقلم : حمزة القاضي المرصاد نت تصعيد العدوان ناتج عن هستيريا وتخبط يعيشها العدو السعودي بعد اعلان المجلس السياسي الاعلى لأنصار الله وحلفائهم والمؤتمر الشعبي العام وحلفائهم الذي أ...
- إلى صَعْدَة (2008)* يا ناهِدَ الرِّيحِ: لا تَنْهَدْ بغَيرِ هَوَىً من مُنْتَهَى اليمنِ الأدْنَى، إلى صعدَةْ عَرِّجْ على خاطِرِي، وَاحْمِلْهُ مُرْتَحِلاً حتى تُبَلِّغَها، من واج...
- نقاط التفتيش..وكلمة السر ! كتاب المرصاد : انا لا الوم العسكري نفسه الذي يخدم بلده وشعبه من اجل لقمة عيشه وعيش اولاده ومن يعولهم ويسهر ليل نهار في الجبال والهضبات والسهول والوديان لكي...
- رَبِحت تجارتُك ....أيها الشعب العظيم . بقلم : أحلام عبد الكافي المرصاد نت إنّه الشعب اليمني العظيم الذي سيدخل التاريخ من أوسع أبوابه ...بل ستملئ بطولاته كل صفحات و مدوّنات عمالقة العصور وعباقرة الأزمان وأبطال ا...
- يمانيون حول الإمام الحسين ( ع ) ! بقلم : أمة الملك الخاشب المرصاد نت من المعروف أن أي حادثة تحدث في التاريخ مهما كانت عظيمة يكون مفعولها كبير ومؤلم في وقت حدوثها وتتلاشى بالتدريج ويخف أثرها كلما مرت السنون ويحدث هذا ...
- سكاكينُ المانحينَ و هذيان القتلة ! المرصاد نت كتب: عبدالجبارالحاج 1- لا أبشع من سكاكين القتلة الملطخة بدم الأطفال المعجون على الانقاض وعلى طاولة المؤتمرين علينا إلا صفاقة أصحاب ال...
- من رباعية باب المندب الى قمة البحر الميت ينشاء حلف عسكري جدد ! بقلم : أ. محمد المقالح المرصاد نت السعودية والامارات والاردن تعمل حثيثا لجعل القمة العربية بالبحر الميت اساسا ومنطلقا لاعلان حلف اقليمي على راسه اسرائيل ويضم السعودية ومشيخاتها الخل...