الى الوفد الوطني أما ان تقودوا اليمن كله أو تخسروه كله ! بقلم : محمد المقالح

المرصاد نت

الوفد الوطني يعلن النفير العام للقبائل وابناء الشعب من اجل التعاطي الايجابي مع خارطة الطريق التي قدمها الممثل الدولي السعودي الى الوفد الوطني في صنعاء الاسبوع الماضي !.

هذا ما يمكن الخروج به بعد بيان الوفد الوطني الذي لا يمكن ان يفهم من كل مضمونه سوى الترحيب والموافقة عل خارطة طريق للحل الشامل قدمها ولد الشيخ لفريقي انصار الله والمؤتمر الشعبي في الاسبوع الماضي بعد ان رفض مقابلة مجلس الطرفين السياسي باعتباره هيئة انقلابية لا يمكن التعامل معها !
ففي بيان تفصيلي صدر اليوم عن الوفد المشترك للمفاوضات تضمن قراءة سريعة لخارطة (ولد الشيخ - كيري ) سجل فيه الوفد عددا من الملاحظات والافكار ليس من بينها اي موقف او شرط يطرحه الجانب اليمني سوى الترحيب الصريح بالخارطة وان تكون هي -وليس اي شيء اخر "ارضية للنقاش"- وهو ما سيتم بعد استقبال ولد الشيخ الاسبوع القادم في صنعاء حسب ما وعد هو وتضمن ذلك بيان الوفد نفسه .

واذا كان من حقنا ان نقرأ البيان سريعا مثلما قرأ الوفد خارطة الحل الشامل التي يطلق عليها البعض بخارطة الحل الاممي للمشكلة اليمنية فان اول واهم وربما كل ما يمكن ملاحظته في بيان الوفد الوطني - حسب تسميته لنفسه - هو حرصه الشديد جدا بان ما جاء في هذا البيان من ملاظات وافكار هي مجرد ملاحظات وافكار لا اقل ولا اكثر يمكن مناقشتها ورفضها او قبولها من قبل الطرف الاخر اثناء المفاوضات لا قبلها ولا شرطا لها بما في ذلك خروج قوات الاحتلال من الاراضي والمياه اليمنية وعدم شمول الترتيبات الامنية المقترحة الوضع في تلك المدن والمحافظات التي بايدي المرتزقة واقتصارها فقط على تلك التي بيد الجيش واللجان واهمها صنعاء والحديدة وتعز وبقية البنود تظل جميعا في نظر البان قضايا مطروحة للنقاش وقابلة للتفاوض مع الطرف الاخر وهي ذات السياسة التي انتهجها الوفد الوطني طوال فترة المفاوضات وحتى اللحظة .
في هذا السياق فان شرط رفع الحصار وايقاف العدوان فضلا عن ايقاف التامر على البنك وغيرها من القضايا التي كان الوفد الوطني يطرحها كشرط لاجراء اي هدنة او تفاوض اصبحت هي الاخرى في البيان الاخير جزء من المفاوضات وقابلة للنقاش لا شرطا للمفاوضات او التهديئات والتفاهات والنقاشات .او هكذا يفهم من البيان
وبمعنى اخرى فان المفاوضات المشار اليها في بيان اليوم ستبدأ قبل وقف الحظر الجوي و الحصار والعدوان وقبل صرف المرتبات وقبل وقبل وقبل وان كان البعض يقول بان خارطة ولد الشيخ السعودية نفسها هي في الحقيقة غير قابلة للنقاش فضلا عن ان تكون "ارضية للنقاش" فاما ان تقبلها الاطراف كما هي او ترفضها وهو ما عمله هادي بالرفض وتحذلق عليه وفد صنعاء بالقبول للخريطة امام ولد الشيخ والتغطيه على ثغرات الخارطة المهولة بالملاحظات وبهدف الاستهلاك المحلي ليس الا .
لاحظوا انه ووفقا لمبدأ عتيق في المفاوضات امتاز به كبير المفاوضين "محمد عبد السلام " منذ جنيف وما قبل جنيف والمتمثل " بقبول كل ما يطرحه او يفرضه عليك الخصم
ولهذا السبب وعلى خلفية هذا الطريقة في التفاوض زاد الوفد الوطني حبتين في قبول ما لا يقبل اصلا بما في ذلك بند خطير ورد في خارطة ولد الشيخ ينص على انسحاب الجيش اليمني من الاراضي اليمنية - لا حظ اليمنية مش السعودية- الى مسافة ٣٠ كم داخل العمق اليمني حتى هذا لم يرفض سريعا وقطيعيا في بيان الوفد الوطني بل قبل على طاولة النقاش مثله مثل غيره من البنود الخطيرة الاخرى مع استدراكه بملاحظة عابرة مضمونها ان خارطة الامم المتحدة لم تطالب من "الطرف الاخر !" حتى السعودية لم تسم في هذا البيان وفي هذا البند تحديدا بوضوح بل اطلق عليها "الطرف الاخر" وتمنى ان تطالب هي الاخرى بانسحابات مماثلة من جانيها وهذا هو كل ما سجله الوفد اي لفت نظر ولد الشيخ الى تحسين البند بجعل الانسحابات متبادلة وليس فقط من طرف واحد هو الطرف اليمني
وفي هذا السياق وبخصوص بند انسحاب الجيش اليمني من حدود بلاده مسافة 30كم نسال الوفد الوطني سوال بسيط :ألم تدركوا يا وفد وطني ان مجرد طلب العدو او الصديق من جيش اليمن الانسحاب من ذرة تراب يمنية واحدة وبهدف حماية حدود دولة اجنبية هو بحد ذاته خيانة عظمى ويقلب دور ومسؤلية الجيش الى النقيض تماما اي حماية حدود دولة اجنبيه بدلا من حماية حدود الدولة التي انشاء الجيش من اجل حمايتها وهذه تظل خيانة بغض النظر عن قيام العدو باجراءات مقابلة ام لا لان ذلك يمس بابسط معاني السيادة اللهم الا اذا كان البعض ينظر الى السيادة بعتبارها حدود الجماعة لا حدود الدولة
.
والخلاصة فقد اعتنق المفاوض اليمني مبدأ عتيق في المفاوضات الدولية امتاز به كبير المفاوضين اليمنيين الاخ محمد عبد السلام ومضمون هذه الطريقة او العقيدة في التفاوض تقول " اقبل بكل ما يطرحه عليك الخصم على الطاولة دون رد او شرط" ثم حاول تحسينه او تعديله او حتى تغيير بعض بنوده اثناء المفاوضات لا قبلها وهو مبدا مفيد في بعض الاحيان ولكن لدى الدول الكبيرة والتي لها امكانات اقتصادية وبنيوية قادرة على الصمود لسنوات امام الضغوط والعقوبات التي قد تفرضها عليها دول اكبرى كما حدث مع ايران في الملف النووي مع امريكا ودول(5 +1) ولكن هذا غير مفيد بل خطير بالنسبة للوضع في اليمن وقد اسهمت هذه الطريقة ليس فقط في تطويل فترة العدوان وتكليف اليمن جهدا ووقتا فوق طاقتها وهي البلد المحاصر والفقير وبلا موارد ولا امكانيات وحسب بل واسهم في اغراء العدو بامكانية الضغط عليك لقبول ما يمكن وما لا يمكن!
وهذا ما حدث بالضبط حين قبلنا ان نترك مواطن قوتنا في الميدان وفرض شروطنا من خلال التضحيات والصمود والبطولات الاسطورية بالذهاب ال مناطق ضعفنا والقبول بكل ما لم يستطيع العدو تحقيقه بالحرب والمجازر والحصار وحين عجز عسكريا جاء ليفرض تحقيق اهدافه كلها بنصها وروحها ولكن عبر المفاوضات لا الحرب وحدث ان قبلنا بهذا المنطق المبادرة الخليجية ومخرجات الاقلمة والقرار 2216 كمرجيعات وحيدة لاي حل اي قبول العودة الى الهيمنة السعودية والارتهان في قرارنا من ناحية وتقسيم بلادنا عبر الاقلمة والفدرلة والجيوش المتعددة والمناطق المحمية خلافا لكل ما قدم شعبنا في سبيله التضحيات الجسيمة واجترح في سبيله البطولات الاسطورية ليتبين في نهاية الامر اننا دخلنا الحرب دفاعا عن سيادتنا واستقلالنا ووحدتنا ورفض الهيمنة علينا واذا بنا وبعد عام وسبعة اشهر وبعد كل هذا الدمار والقتل المهول نقبل المبادرة الخليجية والاقلمة والتشطير والتطييف ووالمحاصصة على الدولة والجغرافيا وكل ما ثرنا ضده نقبل به وفقا لهذه المرجعيات وتحت عنوان " اقبل ثم فاوض " او نفذ ثم ناقش !
اليوم يدعو السيد عبد الملك شعبه للنفير العام والناس يحتشدون في الجبهات للرد على مواصلة العدوان والثار لدماء الشهداء والجرحى الذين سقطوا في كل مجازر السعودية وفي مجزرة القاعة الكبرى ثم مجزرة السجن بزبيد فضلا عن مجازر الصلو وصعدة وصرواح وغيرها وقبلها وقبلها عشرات بل مئات المجازر
تصور انه وفي هذه اللحظة بالذات وبينما الناس في هذه الحالة من الاحتشاد والتحفز والنفير العام ياتي البيان الوطني ليعلن قبوله التفاوض على ما قدمه ولد الشيخ من افكار عرفت بخارطة الطريق الاممية وقبل ان تبرد دماء الضحايا وقبل ان يوقف الحصار والعدوان وقبل ان يستلم الناس المرتبات وخلال واثناء ما تحرض السعودية فيه علينا فماذا سيحصل في وعي الناس وفي مشاعرهم من اضطراب وتشوش وارتباك
وهل من حقهم ان يسالوا لماذا نذهب الى القتال ونحن ومهما قدمنا من دماء واشلاء فانها لا تستهدف تحرير اليمن ولا استقلاله ولا الحفاظ على وحدته بل الحفاظ على مخططات الاعداء في التقسيم والتشطير والاقلمة والارتهان وهذا ما يقوله واقع المعارك من ناحية وخارطة الطريق من ناحية اخرى !

يا قوم العدو يحرض علينا ككفار نستهدف هدم الكعبة المشرفة وهو ما يعني انه يعمل على تصعيد عدوانه لا تهدئته خلافا لما يقوله المثبطون والجواسيس ليل نهار ومنذ اليوم الاول للعدوان حتى اوصلونا الى هذا الحالة التي نحن فيها منتظرين رضاء العدو عنا وقبوله بوقف قتلنا وذبحنا عبر التنازلات والمناشدات وهي اوهام لا منطق لها وتجربة عام وثمانية اشهر من العدون تقول خلاف ما تدعونه ايها المتحاصصون والمفاوضون على الوطن -وحين تعتقدون - وهما-انكم ستحصلون على جزء منه او بعضه فيما الحقيقة ان من يبايع بالوطن من اجل جزء منه لن يحصل على ذرة منه ابدا

انفروا للحرب تاتي اليكم المفاوضات وليس العكس واكسروا العدو يتوقف عدوانه وتيقنوا ان المراهنة على تفضله او رضاه والمحافظة على هيبته وماء وجهه او حتى المراهنة على تعبه كلها وهم في وهم .
وان المراهنة على المحاصصة مع الخونة في الدولة والجغرافيا خيانة بقدر ما هي كارثة عليكم وعلينا وعلى الوطن ولكنها كارثة عليكم اولا واولا وعاشرا وان من يعمل للوصول الى هذا الهدف اما جاسوس استلم ثمن دوره ولا يهمه مصيركم بعد ذلك او غبي حد التخلف العقلي وهذا احتمال ضعيف بل معدوم.

*تغريدة
----
* كم مر من الوقت منذو فاجعة القاعة الكبرى حتى مجزرة زبيد ؟
لا تجيبوا على السوال ولا على دعوة النفير العام فقط اسالوا عن قواعد الاشتباك التي سبق وان اعلنها محمد عبد السلام نفسه "النفس بالنفس والجروح قصاص" !