تصادم المؤتمر والانصار....حقيقة مؤجلة أم رهان خاسر !

المرصاد نت

لاشك ان التجربة المريرة التي مررنا بها علمتنا جميعا_ إلا من أبى _ ان التعاطي مع الواقع والحقائق بعقلانية وبتحييد للعاطفة وحده كفيلا في تمكيننا من قراءة الاحداث قراءة yem sanaa2017.7.10صحيحة ووحده كفيلا في إيجاد مخارج لهذه الازمة التي انزلقنا فيها جميعا !
وبغض النظر عن عواطفنا وميولنا الشخصي نحو مكونات الازمة الحالية فإن ذلك لن يقدم ولن يؤخر في رسم خارطة الحقيقة في شيئ !
غادر صالح المشهد كرئيس بعد ثورة أطاحت بنظامه ثورة لم تستطع ان تصل إلى نهاية الطريق لانها غيرت جلدها في منتصفه ثم....عاد صالح مرة أخرى لكنه هذه المرة عاد متحالفا مع احد اهم مكونات الساحة الثورية التي خرجت عليه الانصار وحين جاءت عاصفة الحزم لم تدرك ساعتها السعودية ان حربا كهذه ستضعها في ورطة لن تستطيع الخروج منها بسهولة مطلقا والمحصلة عامان ونيف من حرب مسعورة ضروس دمرت كل شيئ في البلد الافقر في المنطقة ثم لم تحقق هدفها الرئيسي المزعوم منها وهو القضاء على الانقلاب بل رمت البلاد كلها في وهدة سحيقة من العنصرية والمناطقية والطائفية واصبح تشطير اليمن كابوسا يرهق السعوديين اكثر من غيرهم على الاقل في الوقت الحالي !! فمن غير المعقول ان تتدخل السعودية عسكريا في اليمن بهدف ارجاع الشرعية والحفاظ على مشروع اليمن الاتحادي ثم تخرج من هذه الحرب بتمزيق اليمن الى دولتين مع بقاء انقلاب دولة الشطر الشمالي كما هو متاخما لحدودها ومقلق لها وصناعة انقلاب آخر في الشطر الجنوبي !!! فاي هزيمة نكراء واي جريمة بشعة يمكن ان يسجلها التاريخ للسعودية بعد ذلك !!

تترك السعودية مهمة الجنوب للامارات والقلق يساورها بين الفينة والاخرى على مايحصل هناك بينما تطمئنها الامارات بين اللحطة والاخرى ان الامور كلها تحت السيطرة ومايحدث فقط مجرد تنفيس للكبت والاحتقان اللذان يملآن الشارع الجنوبي ليس إلا ،

السعودية صارت في سباق محموم مع الزمن لان الوقت طال حقا ولم تنجز شيئا وقد تيقنت تماما ان الحرب القادمة لن تصنع اكثر مماصنعته الحرب الماضية لذلك قد ترى السعودية بالفعل ان تمد يدها لنجل صالح العميد احمد علي كي يصبح آخر ورقة يمكن ان ينقذ مايمكن إنقاذه ويفتح طريق خروج للسعودية من هذا المستنقع بماء وجهها ومع تطمين الامارات لها من ان احمد هو بالفعل الورقة الرابحة في هذه المرحلة تزداد السعودية تمسكا بها قدر الامكان بعد فشل كل اوراقها الاخرى!!

بالنسبة لنا نحن الغالبية من هذا الشعب بعد كل ماحصل لا اظن ان ثمة سببا وجيها يمنعنا من القبول بذلك على الاقل كمرحلة انتقالية تضع حدا لحرب اكلتنا حد مشاشة العظم لكن ماذا حققت السعودية في معركتها ضد حركة انصار الله بعد كل هذه المعركة والحرب الضروس !! تلك الحركة التي تراها السعودية على الدوام مخلبا للقط الايراني في فنائها الخلفي ! ومالذي يمكن ان يجعل السعودية تطمئن في قدرة الرجل على تقليص قوة الانصار عسكريا وشعبيا في أسوأ الاحوال !
و يبقى دائما ان مشكلة السعودية الاساسية منذ بدء الحرب هي عدم دقة المعلومات التي تصل اليها لاسباب عديدة لايمكن فردها هنا تلك المعلومات التي جعلت من اكتساح صنعاء امرا حتميا خلال شهرين فقط من بدء المعركة ثم هاهي ذي ذُكَاء لاتخطؤها العين !! فهل حقا يمكن القول ان مجرد انسحاب صالح من تحالفه مع الانصار فور وصول نجله للسلطة سيجعل من الانصار قوة ورقية في مهب الريح ام ان الامر لم يعد كذلك مطلقا وان الانصار اصبحوا قوة ضاربة لايمكن الالتفاف حولها مطلقا !

التصادم بين الحليفين السابقين ضد عدوانها المؤتمر عبر احمد علي والانصار لعبة خطرة مقلقة نخشى ان تسعها إليها السعودية كآخر ورقة لديها هذه المرة مجبرة لا بطلة طبعا !! لكن الحقيقة المطمئنة نوعا ما ان صالح حتما يدرك أكثر من السعودية الحقائق على الارض وحجم الانصار الحقيقي كثرة ام نقصان وعلى ضوء ذلك سيتصرف ولن يدع ولده وحيدا يخوض معتركا هو الاخطر في تاريخ اليمن الحديث !

كتب : د .وهاج المقطري.

المزيد في هذا القسم:

  • مجرمون وبعد ! بقلم : توفيق عيضه المرصاد نت الأمم المتحدة سمعتها خصوصآ في اليمن أصبحت في الحضيض وفقد الناس الثقه في كل المنظمات الدولية حتى التخصصيه منها بسبب خضوع الجهاز السياسي للأمم المتحد... كتبــوا
  • تأكيد المؤكد ! بقلم : علي القاسمي المرصاد نت كلما طال امد الحرب والعدوان كلما زاد الشعب اليمني وعياً وتماسكاً وقوة، في الوقت الذي يزداد العدوان ومرتزقته سقوطاً وانحطاطاً وحقارة وتجلّى ذلك بوضو... كتبــوا