من افرازات خطاب السيد عبدالملك الحوثي انه دمج في خطابه قيمة الاخلاق في الادبيات السياسية المعاصرة وهو احترام كرامة الحياة الانسانية وصعودها الي اعلي هرم القاموس السياسي وارتباطها بمفاهيم الحرية والعدالة والاعتراف والاحترام للشخصية الانسانية خاصة وان هوية الانسان لاتتحقق الافي اطار الوجود مع الاخر ولايتم اثباتها الا ضمن شبكة من الاعتراف المتبادل زد علي ذلك ينبغي ان يتوجه المجتمع باسره نحو الديمقراطية الاندماجية والا سقط في الاستبداد والتميز والفئوية والتعالي وان غياب التكامل بين افراده يؤذن بانخرام التوازن ويؤذن بعودة العنف وتغذية الحاجة الي الدكتاتور باعتباره الطرف الذي يعمل علي فض النزاعات دون ان يحاسب واحتكار القوة وان قيام النظام الديمقراطي بعدالته الانتقالية يساعد الشعب للقضاء علي اسباب الفتن ويكفل للافراد التمتع بحقوق المواطنة والمشاركة الفعلية في الشان العام وتمكينة حكم نفسه بنفسه وان افضل دولة هي تلك التي يقضي فيها الناس حياتهم في وئام وتبقي فيها القوانين محفوظة من كل تجاوز فلاشك ان الفتن والحروب والاستهانة بالقوانين او خرقها انما هي امور تعزي الي النظام السياسي الفاسد لا الى لؤم الرعية
ان خطاب السيد قاموس سياسي وتفكير فلسفي اعتمده في جملة من المعايير والمبادي التوجيهية التي يمكن التعويل عليها في المستقبل من اجل الخروج من حالة الانتظار والتوجس الي مرحلة البناء والتعمير القاموس السياسي بمفرداته مثل دولة القانون والحقوق والديمقراطية والمساواة والمواطنة والحرية والتعددية والسيادة والعدالة وبالتالي ان الجديد والذي حدث هو اعطاء هذه المفردات معان ودلالات مبتكرة والقذف بها في حقول ودوائر وقع اكتشافها للتو من خلال الثورة وربطها بمفردات كانت في الماضي بعيدة عنها مثل العزة والكرامة والاعتراف والاحترام والاخلاق والدين المدني والهوية والاندماج وبالتالي حدد الخطر الاكبر الذي يهدد الثورة هو اعادة انتاج الانظمة التسلطية في الداخل والاستنجاد بالقوي الاستعمارية المتربصة بثروات الامة في الخارج وان الحل الشافي هو الاستقلالية الذاتية للاشخاص من الاستبداد والاستقلالية الموضوعية للاوطان من الاستعمار وتجسيد ذلك في مفهومي المواطنة والسيادة.
المزيد في هذا القسم:
- ضربة «أرامكو» وتبعاتها الإقليمية والدولية! المرصاد نت التطورات المتسارعة في الملف اليمني منذ قرابة خمس سنوات والتي أدت إلى مفاجآت كبيرة غيّرت قواعد اللعبة على المستويات المحلية والإقليمية والدولية، خصو...
- نزغ التكفير عند ( الإصلاح ) الرئيس هادي حتى اللحظة استطاع الامساك بحكمة بملفات الازمة اليمنية الشائكة , استمرارها دون حل جذري لاشكالياتها المتعددة يجعلها عرضه للخروج عن السيطرة في اية لحظة...
- سقوط محور المقاومة "المشروع الإيراني" كتب عبدالباسط الحبيشي وصلت خمسة واربعون عاماً من تصدير الثورة وزعزعة الإستقرار في الوطن العربي التي دشنها آية اللهالخميني حاملاً معه الملف الصهيوني من فرنسا إلى إيران وصلت إلى نهايته...
- علمنة ودعشنة الدين الحنيف ! بقلم : زيد البعوه المرصاد نت العلمانية تعني اصطلاحاً فصل الدين والمعتقدات الدينية عن السياسة، وقد تعني عدم قيام الحكومة أو الدولة بإجبار أي أحد على اعتناق وتبني معتقد أو دين أو...
- إصطفاف أو إلتفاف بكل تأكيد برز انزعاج وتخبط حكومة الوفاق من جراء المسيرات التصعيدية الأخيرة الرافضة للجرعة مما جعلها تستخدم العديد من الوسائل المضادة لتلك المسيرات التي تصرخ لا ...
- إشكالية السياسي والمُثقف .. ( محاولة للفهم ) المرصاد كتب: د. ياسين الشيبانيالسياسي ، أو من يعمل في مجال السياسية ، محكوم بالتوجيهات او التعليمات او الأوامر التي تصدر له وعليه تنفيذها .ذلك أن السياسي – دائ...
- هكذا تآمروا على اليمن ! بقلم : أ.عبدالباسط الحبيشي المرصاد نت ما فتئتُ أنشر عن تفاصيل مؤامرة الحرب على اليمن منذُ عامٍ ونيف بعد ان تم معرفة كل أركانها لا سيما بعد الإعلان الرسمي لتحالف الحوثيين مع المخلوع صالح...
- إنفلات امني وانتهاك للسيادة الوطنية والضحايا يمنيين!! مازالت اياد الاثم والعمالة والإجرام مستمرة في قتل الابرياء وازهاق أرواح اليمنيين ، العسكريين منهم والمدنيين ، العلماء منهم والنواب والاكاديميين ، الثوار منهم وا...
- مبدأ الإخوان ! بقلم : صالح مقبل فارع المرصاد نت الإخوان المسلمين لا مبدأ لهم ولا ثوابت ولا دين.. بالأمس كانوا مع قطر واليوم ضدها.. بالأمس كانوا ضد السعودية واليوم معها.. واليوم هم مع السعودية وغد...
- الجذور التاريخية للصراع اليمني – السعودي "1" المرصاد نت جذر المشكلة وأسباب الصراع التاريخي وحروب آل سعود ضد اليمن ليس وليد اللحظة التي ظهر فيها أنصار الله كقوة سياسية وعسكرية كما يزعم البعض فهذا القول مرد...