الإمارات ومطامع التمدد في الساحل الغربي لليمن

المرصاد نت - متابعات

عادت من جديد الآلة الإعلامية لقوى العدوان على اليمن للحديث عن محافظة الحديدة وعن ما تقول أنه تقدم في منطقة التحيتا التي تبعد عن مدينة الحديدة أكثر من خمسين كيلومترا.Uae yemen2018.7.9

الحديث عن التحيتا بعد أن كانوا يتحدثون عن إسقاط المدينة ومطارها في ليلة وضحاها يعد أنتكاسة إعلامية وعسكرية للإمارات والسعودية التي كانت تهلل لإسقاط المدينة. الإمارات التي كانت قد أعلنت وقف العمليات في الحديدة رغم تكذيب القوى الوطنية لها أصبحت في مأزق لذلك تحاول أن تصنع أي انتصار لها من خلال مهاجمة القرى والمناطق الواقعة شمال الشريط الساحلي ومعركة التحيتا يبدو إنها في هذا الاطار. الجيش واللجان الشعبية أكدوا خلال الأيام القليلة الماضية نفي أكاذيب وسائل الإعلام السعودية والإماراتية وقالوا إنها كبدت العدوان خسائر فادحة في العدة والعتاد خلال اليومين الماضيين في منطقة التحيتا نافية أي تقدم حقيقي للمرتزقة والغزاة في هذه المنطقة.

المتابع لمعركة الساحل في أطار المطامع الإماراتية في اليمن يدرك جيداً ان المنطقة هذه وخاصةً مدينة الحديدة سوف تشهد معركة كبرى قد تكون هي الفاصلة في أطار العدوان على اليمن الذي دخل عامه الرابع. حيث تسعى الإمارات لتعزيز وجودها وحشد طاقتها في هذه المنطقة وبدات تعد العدة منذ أكثر من عامين غير أن الطرف المقابل المتمثل في الجيش اليمني واللجان الشعبية ورغم إمكانياته البسيطة هو الأخر يعرف ظروف المرحلة لذلك حشد هو الأخر طاقته ورجاله متطلعا الى الحاق هزيمة نكراء بالإمارات في الساحل الغربي.

إستيلاء الإمارات على بعض الجزر والسواحل اليمنية في خليج عدن خلال العامين الماضيين فتح شهية الإمارات على مايبدو للتمدد في سواحل البحر الاحمر وإلتهام ما تبقى من سواحل وجزر يمنية وعلى رأسها مدينة وميناء الحديدة غير أن الهجمة الأولى على المدينة أنكسرت وتراجعت المعارك في محيط مدينة الحديدة لكنها ظلت مشتعلة في منطقة التحيتا والمناطق المجاورة على بعد 50 الى 60 كيلومترا من الميناء.

الإمارات التي ظهرت في الأيام الأخيرة كالقائد الفعلي والأول والآمر الناهي للعمليات العسكرية والسياسية في اليمن بعد تراجع الظهور السعودي والتصريحات السعودية المتمثلة في تصريحات وزير خارجيتها عادل الجبير والذي حل مكانه أنور قرقاش وزير الشؤون الخارجية للإمارات ذهبت بعيداً في تصريحاتها وتهديدها بل أن العديد من المراقبون يقولون انها لا ترغب في ايجاد حلول سياسية لتسوية الأزمة اليمنية رغم رفعها شعارات إنسانية في الأمم المتحدة حيثSae Red2018.7.9 قال مقربون من المبعوث الأممي مارتين غريفيث ان أبوظبي رفضت المقترحات الأممية حول عودة المفاوضات اليمنية - اليمنية وإيقاف العدوان خاصة المقترحات التي قدمها غريفيث حول موضوع إدارة وأشراف الأمم المتحدة على ميناء الحديدة. فبعد التفاؤل الذي أعلنه غريفيث الاسبوع الماضي ظهرت أصوات إماراتية ترفض مبادرته وخطته للسلام كما صرح مسوولون في حكومة هادي برفضهم للخطة.

السيد عبدالملك الحوثي قائد الثورة الشبابية أكد ايضا خلال تصريحات له فشل المفاوضات بشان الحديدة وقال ان الجانب الإماراتي الذي يسعى الى السيطرة على منافذ اليمن البحرية وجزره رفض المبادرة الأممية وتنصل عنها في اشارة الى موت المفاوضات وأستعداد القوى اليمنية للتصعيد الإماراتي في الساحل.

السيد عبد الملك الحوثي خلال تصريحاته دعا من أسماهم أبطال وشرفاء اليمن إلى الاستمرار في التحشيد وتعزيز ودعم الجيش واللجان الشعبية في الساحل الغربي مشيدا في الوقت نفسه بالدور المتميز للقبائل في التنكيل بالقوات الغازية. وقال السيد إنه مهما أختلق العدو من الأكاذيب لتبرير غزوه للساحل الغربي فهي ادعاءات فارغة وأن الغزاة باتوا مفضوحين هم ومن خلفهم من الأمريكان والصهاينة لفظيع جرائمهم بمدن تهامة مضيفا أن معركة الساحل ستكون أصعب وأقسى على القوات الغازية ومرتزقتهم وتوعد الحوثي النظام الاماراتي بمعركة كبرى في الحديدة.

ولفت إلى أن فشل الغزاة المعتدين الذين توهموا أن بإمكانهم حسم هذه المعركة بين ليلة وضحاها وإحكام السيطرة بكل بساطة على مناطق الساحل أمر تجلى بوضوح منذ بداية المعركة وفيما أشار إلى أن القوات المهاجمة أستغرقت في المعركة من جهة باب المندب إلى الخوخة 32 شهراً أكد أن المعركة بعد ذلك هي أصعب عليهم بكثير وأقسى من كل ما قد مضى واليوم أصبحوا في ورطة رهيبة ومستنقع كبير يتكبدون فيه الخسائـر المستمرة والميدان ملائم جدّاً لضربهم والتنكيل بهم وأستنزافهم وإلحاق الخسائـر الهائلة بهم.

وعلى كل حال فان الإمارات ومن بعدها السعودية لن تجدا الطريق سهلا في الساحل الغربي ثم ان الدولتين تواجهان ازمات متعددة في المناطق التي تسيطر عليها. فالمقاومة الشعبية اليوم في اليمن لم تعد تواجه الإمارات في الساحل الغربي والحديدة بل انتقلت الى المربعات التي تسيطر عليها في الجنوب وأرتفعت أصوات التذمر الشعبي في العديد من المناطق فبعد الاحتجاجات التي رفعت ضد الإمارات بجزيرة سقطرى قبل أشهر وطردها بشكل مذل من الجزيرة رغم إحتلالها من قبل الرياض فان أبو ظبي أيضا تواجه اليوم أحتجاجات شديدة في محافظة المهرة جنوب شرق اليمن حيث يواصل أبناء المحافظة الذين كانوا بعيدين كل البعد عن الحرب والصراع أعتصامهم وإحتجاجاتهم للمطالبة بخروج القوات السعودية والإماراتية التي تحتل المحافظة منذ أكثر من عام ويطالب المحتجون الذين ينفذون اعتصاما مفتوحا منذ أيام باخراج القوات الغازية والحفاظ على السيادة الوطنية وتسليم منفذي شحن وصرفيت وميناء نشطون ومطار الغيضة الدولي الذي تسيطر عليه القوات السعودية والإماراتية إلى قوات الأمن المحلية.

وعبر المعتصمون عن رفضهم السماح لأي قوات غير رسمية بالقيام بالمهام الأمنية بالمحافظة بشكل عام والمنافذ الحدودية بشكل خاص مضيفين ان التواجد الإماراتي والسعودي انعكس سلبا حتى على وضعهم الاقتصادي وادى الى تعطيل جميع الموانئ والمعابر الحدودية مع سلطنة عمان.

وفي عدن أيضا بلغت الأحتجاجات الشعبية والتذمر مستوى كبيرا جدا بين الأهالي حيث بات يشعر أغلب العدنيين بعبث الامارات وعدم قدرتها على اعطاهم اي شيء من الوعود التي اطلقتها ابان احتلال المدينة قبل ثلاثة اعوام تقريبا. وترزح المدينة في وضع انساني صعب وتعطيل شبة كامل للخدمات الاساسية والخدمية ما أدى الى ظهور العديد من الشعارات والتحركات المطالبة باخراج المحتلين من عدن والجنوب. وفي ظل هذه الظروف عادت من جديد الحرب الباردة بين سلطة هادي والإمارات الى الواجهة بعد مصالحة سعودية قبل شهرين قضت باعادة هادي الى عدن مقابل تجريده من اي سلطة عسكرية ونقل قواته الى مدينة المخا في تعز.

كتب : د . عبدالرحمن راجح

المزيد في هذا القسم: