اغتيالات مستمرة في عدن والمناطق التي يسيطر عليها تحالف العدوان

المرصاد نت - متابعات

في الوقت الذي تشهد فيه محافظة عدن والمحافظات الجنوبية القابعة تحت الاحتلال الإماراتي السعودي إنفلات أمنى غير مسبوق وأنتشار الجرائم المروعة بحق المواطنين والتي قلما يشاهدها ويسمعها Aden yem2018.10.27المواطنين لايكاد يمر يوم في المحافظات الواقعة تحت سيطرة تحالف العدوان السعودي والإماراتي إلا وتشهد عمليات إغتيالات وحوادث أمنية .

وخلال أقل من يومين اغتال مسلحون رجُلي دينٍ في محافظة عدن حيث بات رجال الدين في مرمى هذه الاغتيالات متأثرة بالصراع القائم بين أتباع تحالف العدوان السعودي ومحاولة أحداث فتنة بين المكونات السياسية والدينية هناك  ..

واكد علي الكردي رئيس منتدى ابناء عدن أنه من يقف وراء الاغتيالات في عدن هي الإمارات فمنذ دخولها عدن و أنسحاب الجيش واللجان الشعبية منها بدات بقتل السلفيين بكافة طوائفهم كما قتلت الإصلاحيين وأئئمة المساجد ومدراء المدارس وتقتل كل من يقوم بتعليم الفضيلة .

ومنذ سيطرة تحالف العدوان السعودي والاماراتي على محافظات جنوب اليمن انتشرت الجماعات المسلحة التابعة "للقاعدة وداعش" وباتت تسيطر على مناطق واسعة وتتخذ منها مسرحاً مفتوحاً لتتفيذ جرائم الاغتيالات والتفجيرات بشكل يومي..

وفي وقت سابق كشفت صحيفة "الواشنطن بوست" الأمريكية أن  النظام السعودي والإماراتي بالرغم من تحالفهما في الحرب على اليمن فإن لديهما أجندات مختلفة من وراء الدخول في تلك الحرب.

وفي التقرير اتهمت الصحيفة الإمريكية الإمارات والمليشيات المدعومة من قِبلها بالوقوف وراء عمليات اغتيال أئمة المساجد في عدن خاصة أولئك الذين ينادون بالوحدة اليمنية ويرفضون دعوات الانفصال التي تدعمها الإمارات. وتابعت الصحيفة: إن عمليات القتل ما زالت لغزاً؛ فعلى الرغم من التكهنات التي تنتشر هنا وهناك فإن أي جماعة لم تعلن مسؤوليتها عن تلك الاغتيالات ولم يتم اعتقال أي من الجناة حتى الآن”.

ومنذ أكتوبر الماضي زادت وتيرة عمليات القتل التي تستهدف رجال الدين حيث تشير الإحصائيات إلى مقتل أكثر من 25 رجل دين من بينهم اثنان في الشهر الماضي حيث تعرض جميعهم لهجمات بإطلاق نار على سياراتهم أو بالقرب من مساجدهم؛ الأمر الذي دفع العشرات من رجال الدين إلى الفرار من عدن وبعض المناطق القريبة منها.

وتتابع الصحيفة وصفها مدينة عدن قائلة: إن هذه المدينة التي لا تخضع لسيطرة صنعاء تعيش حالة من الفوضى حيث تسعى حكومة الرياض إلى السيطرة على الأوضاع فيها في حين يَحكم الشارعَ مسلحون متنافسون وفي وقت كانت تعيش فيه عدن فراغ القيادة. ولفتت الصحيفة إلى أنه كان لرجال الدين مهمة تصدُّر المشهد باعتبارهم قادة مجتمع بارزين وهو ما جعل منهم أهدافاً للعديد من الجماعات المسلحة.

وبحسب "الواشنطن بوست" فإن عمليات القتل التي تستهدف رجال الدين في عدن مرتبطة بالصراع على السلطة بين حلفاء الولايات المتحدة هناك، السعودية والإمارات، فعلى الرغم من أن البلدين دخلا غمار الحرب على اليمن ضمن تحالف واحد بذريعة إعادة هادي للحكم فإن لكليهما رؤى مختلفة لمستقبل اليمن.

العديد ممن تم اغتيالهم من رجال الدين ينتمون إلى حزب الإصلاح الإسلامي السياسي المعروف والذي ينظر إليه السعوديون على أنه حليف حيوي لإعادة بناء اليمن في حين يعتبر الإماراتيون أعضاء حزب الإصلاح خطرين متطرفين مرتبطين بجماعة الإخوان المسلمين.

بعضُ من تمت تصفيتهم من رجال الدين كانوا يدعون إلى ضرورة بقاء اليمن موحَّداً في حين أن المجموعات المسلحة التابعة للإمارات تفضل فصل الجنوب اليمني عن الشمال.

وقال بيتر ساليسبري وهو محلل في مجموعة الأزمات الدولية ومختص بالشؤون اليمنية: إن هذه الحملة مدروسة بعناية فالأشخاص المستهدَفون هم خارج التيار الرئيسي في الجنوب وهذا التيار مؤيد لانفصال جنوبي اليمن الخاضع في أغلبه لسيطرة قوي التحالف وحكومة هادي. وأوضح أن هذا التيار يحكمه خليط من المليشيات المؤيدة للانفصال وهي مليشيات مدعومة من الإمارات في حين هناك وجود لقوات حكومية غالباً ما يتم اتهامها من قِبل الانفصاليين بأنها فاسدة وأن حزب الإصلاح يؤثر على قرارات هادي ويسيطر على حكومته.

ونقلت الواشنطن بوست عن مسؤول أمريكي قوله إن بعض عناصر المجلس الانتقالي الجنوبي من المحتمل أن تكون وراء مقتل رجال الدين. وقال المسؤول الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته؛ للتحدث بِحرية: الإصلاح يواجه بالفعل ضغوطاً شديدة في عدن وأماكن أخرى سواء من الناحية السياسية أو الأمنية.

وفي عدن – تقول الصحيفة - كان للاغتيالات أثر مروع على المساجد فلقد أُغلق بعضها في حين توقف رجال دين عن إمامة صلاة الفجر؛ خشية عمليات التصفية الجسدية في حين اضطر آخرون إلى الاستعانة بالحراس الشخصيين ففي مسجد هائل سعيد لا يوجد إمام للمسجد، لقد فرَّ علي أحمد محفوظ الخطيب من عدن في وقت سابق من هذا العام بعد اغتيال اثنين من رجال الدين في المساجد القريبة.

كما اكتشف أنه كان اسمه على قائمة الأهداف المنشورة على وسائل التواصل الاجتماعي كما قال في مقابلة هاتفية من موقع لا يريد الكشف عنه. وذكر الخطيب للصحيفة: لم تفعل قوات الأمن والسلطات المسؤولة عن التحقيقات أي شيء لحماية رجال الدين أو التحقيق مع من يقفون وراء عمليات القتل هذه”.

وبيَّن أنه يعرف ما لا يقل عن 20 من رجال الدين الذين فروا من عدن مشيراً إلى أن تقارير وسائل الإعلام المحلية تشير إلى أن الرقم يصل إلى 120 رجل دين. لكن الخطيب رفض إلقاء اللوم على الجاني وقال: ما دامت الحرب مستمرة فمن الطبيعي أن تستمر هذه الأعمال. وتختم الصحيفة تقريرها بالقول إن كل إمام مسجد في عدن ينادي بالوحدة والتمسك بالوحدة سيكون هدفاً لعمليات الاغتيال والتصفية.

وكانت تقارير صحفية قد كشفت عن أستعانة الإمارات التي تسيطر على عدن بمرتزقة دوليين للقيام بإغتيال شخصيات يمنية تقاطعت أفكارهم مع الإماراتيين لاسيما مع أرتفاع حدة الأصوات المناهضة لتواجدها في عدن ..

الي ذلك استحدثت قوات الحزام الأمني الموالية للإمارات نقاط تفتيش في المنطقة المحيطة بمطار عدن الدولي صباح اليوم السبت 27 أكتوبر/تشرين أول 2018.

و قالت مصادر محلية ان قوات الحزام الأمني انتشرت في محيط المطار الواقع بمديرية خور مكسر بشكل مفاجئ واستحدثت نقاط تفتيش.

و أكدت المصادر أن الجنود القائمين على النقاط المستحدثة يدققون من عمليات التفتيش و يطلبون من بعض الأشخاص بطائق اثبات الهوية فيما يتم انزال ركاب بعض السيارات و تفتيشها بشكل دقيق.

و لم يتضح بعد أسباب انتشار القوة الأمنية الموالية للإمارات في محيط المطار واجراءات التفتيش الدقيق.

المزيد في هذا القسم: