المرصاد نت - متابعات
التصريح الذي أدلى به قبل أيام المتحدث باسم تحالف العدوان العميد تركي المالكي بأن معركة الحُديدة هي مجرد «وسيلة ضغط على سلطة صنعاء لحملها على قبول الحل السلمي» يحمل مضمون ذات التصريحات التي دأب على إطلاقها كبار المسؤولين بحكومة هادي.
وعلى الرغم من أن هذه التصريحات التي تأتي بعد كل جولة تعثُّر عسكري في معارك الساحل الغربي وعلى وقع صخب الضغوطات الدولية لوقف الحرب قد لا تكون صادقة بمجملها إلا أنها لا تخلو من الوضوح والصراحة ولا من حقيقة أن الحرب بكثير من الجبهات وبالذات في الحدود السعودية الجنوبية مع اليمن «الجوف وشمال صعدة» وفي الساحل الغربي «الحديدة» يشكّل فيها العنصر الجنوبي الجزء الأعظم من المقاتلين.
المقاتلون المنضوون تحت مظلة قوي تحالف العدوان ما هم إلا وقود حرب تدور هناك للمصلحة السعودية الإماراتية حيث يُستخدمون كذخيرة في بطن بندقية خليجية بصفتهم سوطاً بوجه صنعاء لتحقيق مكاسب عسكرية وسياسية بل واقتصادية أيضاً؛ يأتي هذا من دون أي نزيف يطال جنود السعودية والإمارات وبأقل الخسائر الممكنة.
الخسائر هنا لا تنحصر بتلك البشرية أو المالية فقط خاصة وأن الرياض وأبوظبي وجدتا أن الكُلفة المالية للمقاتل الجنوبي هي الأقل قياساً بما يتطلبه غيره من الجنود والمقاتلين الشماليين، وبالذات الموالين لحزبَيّ «الإصلاح» و«المؤتمر الشعبي العام» إذ لا يتعدى الراتب الشهري للجندي الجنوبي في الجبهات الــ 1000 ريال سعودي تقريباً. والحديث يدور عن المقاتل العادي الذي لا يمتلك غير بندقيته وفقره المدقع الذي وضعه عنوة على فوهة مدفع الموت ولا نتحدث عن القيادات التي أثرت من تجارتها المزدهرة بجوع شباب الجنوب وأوجاعهم الى محارق الهلاك ومقابر الارتزاق.
الخسائر التي نتحدث عنها هي تلك السياسية إذ نرى أن السعودية والامارات تخرجان أيضاً بأقل كُلفة سياسية تجاه الجنوب ومن دون أية التزامات سياسية منهما في المستقبل.
تأتي هذه الوقائع في ظل تهيّب وصمت جنوبي حيال التحالف السعودي وتغييب القضية الجنوبية في الخطاب الجنوبي التحريري في الأجندة الخليجية وبالذات خطاب القوى الجنوبية والتي من المفترض أنها تتبنى مشروع استعادة الدولة الجنوبية - ولا نقصد هنا القيادات والعناصر الجنوبية التي تقاتل بجنوبيتها لمصلحة حكومة معين عبدالملك، تحت هدف سياسي اسمه «إسقاط الإنقلابيين وإعادة ماتسمي بالشرعية الى صنعاء» كما أننا لا نقصد العناصر الجنوبية السلفية التي تقاتل لحسابات دينية محضة تحت قناعة مبدأ «طاعة ولي الأمر» وحرب «الروافض» وهي حسابات وقناعات لا تتبنى من قريب ولا من بعيد أية دعوة سياسية أو حتى عسكرية لنُصرة القضية الوطنية الجنوبية.
ونرى كثير من القيادات الجنوبية المفترض أنها تنتصر لمشروع الاستقلال الجنوبي متشددة بالاستمرار في تلك المعارك وتتبنى لذلك خطاباً مخادعاً ومتملقاً الى أبعد الحدود. وفي الوقت الذي تتحدث فيه بالجنوب عن ثنائية: «احتلال وتحرير» نراها تتحدث أيضاً عن ثنائية: «انقلابيين وشرعيين» في حالة تناقض صارخ بالمواقف.
هذه القيادات الجنوبية تتحدث عن محاربتها للقوى اليمنية بالجنوب بصفتها قوات احتلال في نفس الوقت الذي تتحدث فيه عن قتالها ضد «انقلابيين» كأنها كانت ذات يوم تتربع على كرسي سلطة حُكم في صنعاء سلبه الحوثيون من يدها؛ بل وتذهب هذه القيادات بخطابها المضطرب بعيداً في التطرف والنزق، حين تردد ذات المفردات السياسية والطائفية التي يرددها غيرها، بقولها إنها حاربت وتحارب الوجود الإيراني والفكر الفارسي المجوسي في الجنوب.
المفردات تلك هي ذاتها التي يرددها غلاة الفكر المتطرف بالمنطقة العربية وهي التي لا تمت بصلةٍ للقضية الجنوبية الوطنية البعيدة كل البعد عن دائرة الطائفية والمذهبية بل أن الجنوب هو ضحية فكر التكفير والتطرف منذ عام 1994م وحتى اليوم.
ويبلغ نفاق الخطاب الجنوبي مبلغه حين نرى أصواتاً جنوبية ترفض وبكل بلاهة الدعوات الدولية لوقف الحرب في اليمن أكثر مما ترفضه الفئة الطفيلية اليمنية التي تستفيد من استمرار هذه الحرب؛ وقد تضخمت أرصدتها من تجارة السلاح والوقود والمضاربة بالعملات وغلاء الأسعار وغير ذلك وهي التي من المفترض أن تكون أكثر الجهات هلعاً من الدعوات الدولية المُنادية بوقف الحرب وليست تلك الأصوات الجنوبية الأراجوزية التائهة!
كتب : صلاح السقلدي
المزيد في هذا القسم:
- «تغريبة» عمّال اليمن: بنو سعود لا يحفظون أيّ «جميل»! المرصاد نت - فايز الأشول يتهدد الترحيل القسري مئات الآلاف من المغتربين اليمنيين في أعقاب حزمة القرارات الأخيرة التي اتخذتها السلطات السعودية ضد الوافدين والتي...
- شاهد بالصورة : ” قيادة قوات نجران ” تحترق .. و صواريخ الجيش اليمني تصل عُمق الأراضي السعود... صواريخ يريفان 2أفادت مصادر عسكرية ميدانية أن قوات الجيش مسنودة باللجان الشعبية تواصل قصفها ودكها للمواقع العسكرية السعودية في العمق السعودي . وحسب مصادر محلية ...
- تفاصيل القصف الصاروخي لمخيمات النازحين بمأرب المرصاد-متابعات كشف مسئولون حكوميون معنيون بالنازحين بمأرب (وسط اليمن) تفاصيل جديدة للقصف الحوثي بصواريخ ”الكاتيوشا” على مخيمات النزوح، مساء أمس الخميس. وتزام...
- مارتن غريفيث.. متفائل بما يسمع.. متشائم بما يرى المرصاد نت - نجيب شجاع الدين يلف الكثير من الغموض خطوات الوسيط الاممي مارتن غريفيث الذي يستعد لطرح أولى افاداته عن الوضع في اليمن ونتائج مباحثاته مع اللاعبين ا...
- موقع أمريكي يقضي على أحاجيج العدوان ويكشف أن السعودية تسرق 65% من نفط اليمن المرصاد نت - أحمد عبدالرحمن نشر موقع “هيرالد أميركان تريبيون” الأمريكي تقريراً في غاية الأهمية تحت عنوان (السعودية تسرق 65% من نفط اليمن بالتعاون ...
- إدارة ترامب لا تستعجل إنهاء الحرب .. بيع ذخائر دقيقة ب7مليار لدول العدوان المرصاد نت - متابعات أعلنت إدارة دونالد ترامب أمس عزمها تنفيذ صفقات كانت أقرّتها لبيع نظامي السعودية والإمارات ذخائر دقيقة التوجيه. يأتي ذلك في وقت يقترب موعد...
- العفو الدولية تدين جرائم العدوان وتدعو لوضع السعودية تحت الرقابة الدولية المرصاد نت - متابعات أدانت منظمة العفو الدولية جريمة طيران العدوان بحق المدنيين في حي عطان بالعاصمة صنعاء فجر أمس الجمعة والتي راح ضحيتها 38 شهيدا وجريحا جلهم...
- عمران: انفجار الوضع مجدداً والقشيبي يواصل قصف قرى المواطنين,, وحميد الاحمر يحشد من صنعاء ا... تجدد القصف الذي يقوم به اللواء المتمرد على القوات المسلحة حميد القشيبي مساء اليوم على قرى ومنازل المواطنين في منطقة عمد ,, بعد مرور أكثر من عشرة ايام من توقيع...
- قوى العدوان تواصل خروقاتها لاتفاق التهدئة في الحديدة! المرصاد نت - متابعات واصلت قوى الغزو والمرتزقة خروقاتها لاتفاق التهدئة في الحديدة حيث أفاد مصدر محلي أن قوى الغزو والمرتزقة كثفت من قصفها المدفعي على منازل ال...
- عدن تضيق ذرعاً بانتهاكات «المدعومين إماراتياً»: الشارع هو الحل؟ المرصاد نت - متابعات لم تمر واقعة قتل الشاهد الرئيسي في قضصة اغتصاب «طفل المعلا» الشاب رأفت دنبع مرور الكرام في الجنوب عامة وعدن على وجه التحديد.ا...