وفد الرياض ينقلب على مشاورات السويد سعيا لإفشالها !

المرصاد نت - متابعات

تستمر مشاورات الاطراف اليمنية في السويد والتي بدأت الخميس برعاية الأمم المتحدة حيث يتركز البحث على قضايا الأسرى والاقتصاد ومطار صنعاء وميناء الحديدة وسط تعنت يبديه وفد هاديGriffiths2018.12.9flith لجهة التنصل والتهرب من الالتزامات فيما أتهم رئيس الوفد الوطني محمد عبد السلام وفد الرياض بالمماطلة في قضية تبادل الأسرى وتحالف العدوان بالسعى لإفشال مشاورات السويد.

وتتواصل المشاورات برعاية الأمم المتحدة سعيا لايجاد حل سياسي يوقف العدوان السعودي المتواصل على اليمن منذ أكثر من ثلاث سنوات ونصف السنة والذي تسبب بكارثة إنسانية واقتصادية كبرى فضلا عن انتشار المجاعة والأمراض والاوبئة التي تهدد حياة ملايين اليمنيين.

المشاورات التي تستضيفها مدينة ريمبو تجري بشكل غير مباشر بين الأطراف اليمنية بواسطة غريفيت تناقش ملفات متعددة ابرزها الحل السياسي للازمة ووقف تصعيد العدوان على محافظة الحديدة وايجاد حلول للازمة الاقتصادية في إطار توحيد البنك المركزي وصرف الرواتب.

المشاورات التي انطلقت يوم الخميس الماضي وتستمر أسبوعاً وأجهت خلال الأيام الماضية عدداً من العقبات والتحديات التي تهدد مسارها حيث أصر وفد حكومة هادي المدعوم من تحالف النظام السعودي على حرف مسار المشاورات والذهاب الى تجزئة الحلول والتركيز على مواضيع جانبية ورفضه مناقشة أي اطار للحل السياسي في اليمن بينما يصر وفد الحكومة اليمنية الوطنية على حل شامل للأزمة.

المبعوث الدولي غريفيث اعرب من جانبه عن أمله باعطاء فرصة لتحقيق تقدم في المشاورات السياسية اليمنية الجارية فى السويد مشيرا إلى أن الوفدين يناقشان تفاصيل مقاييس بناء الثقة داعيا الطرفين الى احترام التزاماتهما بموجب القانون الانسانى الدولي.

وفي خطوة لإفشال المشاورات في يومها الرابع غادر وفد الرياض في مشاورات السويد اليوم الأحد الجلسة الخاصة بلجنة الأسرى والمفقودين بحضور فريق اللجنة الدولية للصليب الأحمر وفريق المبعوث الأممي مارثن غريفيث دون إبداء الأسباب بعد تلقيه اتصالاً هاتفياً.

وقال ممثل اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى في مشاورات السويد عبدالقادر المرتضى "كنا جاهزين اليوم لتبادل الكشوفات حسب الوقت المحدد والمتفق عليه إلا أن وفد الرياض طلب التأجيل إلى يوم غد مشيراً إلى أن اتفاق تبادل الأسرى محدد بآلية تنفيذية مزمنة."

ومنذ بداية التفاوض والنقاش حول الأسرى ووفد حكومة هادي يرفض كل الحلول المقدمة لإنهاء هذا الملف الإنساني الأمر الذي يؤكد عدم اكتراثها بأسراها وقدم الوفد الوطني مراراً وتكراراً خلال مفاوضات جنيف والكويت مبادرات تقضي بالإفراج المتبادل لكافة الأسرى من الجانبين إلا أن حكومة هادي كانت تكتفي بالمطالبة بإطلاق سراح أربعة أسرى فقط؛ (ناصر منصور هادي شقيق الفار هادي وفيصل رجب ومحمود الصبيحي والقيادي الإصلاحي محمد قحطان) ضاربين بمشاعر أهالي المئات من أسراهم عرض الحائط.

وفي الوقت الذي استمر الاهمال والاستهتار طويلا من جانب مسؤولي حكومة هادي تجاه الأسرى التابعين لهم كانت القوى الوطنية اليمنية أشد حرصاً وأكثر اهتماماً على إطلاق سراح جميع الأسرى بمن فيهم أسرى أعداءهم الذين لم تكترث لهم قياداتهم ولم تهتم بشأنهم.

وظل الوفد الوطني متمسكاً بمبادرة إطلاق جميع الأسرى من الجانبين دون عنصرية أو انتقاء أسماء معينة حتى تم التوقيع على "الكل مقابل الكل" ليحققوا بذلك انتصاراً للجميع؛ لأسرى الجيش واللجان من جهة وأسرى مرتزقة العدوان المنسيين من جهة أخرى.

وكدليل على حسن النية ذكرت مصادر ان الجانب اليمني سهل اتصال بعض الاسرى السعوديين باهاليهم. بعد ان طلبت السعودية خلال المشاورات التأكد من ان هولاء الاسرى لازالوا على قيد الحياة.

وفي سياق متصل قال رئيس الوفد الوطني محمد عبد السلام ان وفد الرياض ليس جاهزاً لحد الان بشأن تبادل الأسرى معرباً عن استعداد الجيش واللجان الشعبية للإفراج عن كافة الأسرى والمعتقلين في عملية تبادل شاملة وأكد وجود تدخل أميركي سعودي إماراتي في المشاورات معتبرا ان مجازر العدوان في ظل مشاورات السويد تثبت ان العدوان غير جدي بالوصول الى حل، وهي محاولة لنسف المشاورات وجهود الأمم المتحدة وبين أن مطار عدن لا يخضع لسلطات ما تسمى الشرعية مؤكداً ان إغلاق مطار صنعاء يعد جريمة حرب غير مبررة.

كما أعرب عن أمله في التوصل إلى حلول مرضية رغم التحديات والمعوقات التي يقوم بها الطرف الآخر وقال.. إن هناك موقفا دولياً أكثر جدية من خلال إصرار المجتمع الدولي على ايجاد حلول جذرية للازمة اليمنية وفي بدايتها الأزمة الإنسانية مؤكدا أن ايديهم ممدودة للسلام وشدد أيضا على أن أى حل سياسى للازمة يجب أن يبدأ بوضع اطار لفترة انتقالية مع اطار زمنى دقيق على أن تشمل الفترة الانتقالية كل الأحزاب السياسية فى البلاد معتبرا ان وقف العدوان السعودى سيكون الشرط الأول للحل السياسي.

وكان الوفد الوطني قدم في وقت سابق مبادرة بإيقاف القتال في كامل جبهات تعز إلا أن وفد الرياض رفض المبادرة. كما اشترط وفد الرياض لفتح مطار صنعاء أن تخضع رحلاته للتفتيش في مطاري عدن وسيئون فيما اكد الوفد الوطني ان مطار سيئون غير مؤهل للرحلات الدولية ومطار عدن غير آمن وكلاهما يخضعان لهيمنة الاحتلال وبحسب الوفد الوطني ان وفد الرياض لا يمتلك القرار ولا يؤتمن في نقل ما جرى للسعوديين والإماراتيين وهذه مشكلة ومعيقة للتقدم في المشاورات.

المشاورات تزامنت بتصعيد غير مسبوق من قبل تحالف العدوان السعودي ومرتزقته في عدد من الجبهات وخاصة في محافظة الحديدة غرب البلاد حيث شن الطيران عشرات الغارات بالتزامن مع قصف مدفعي وصاروخي كثيف وزحوفات وتعزيزات للمرتزقة ما يوءكد عدم جدية تحالف العدوان فى تحقيق السلام وانجاح جهود الامم المتحدة الرامية لايقاف هذا العدوان وانجاح المشاورات.

وباعتقاد المراقبين ان الطرف الخاسر في هذه المشاورات هي دول العدوان فهي لم تجد ما يعوض خسارتها الا بالدفع بمرتزقتها للتصعيد في جبهة نهم للضغط على الوفد الوطني علهم يحصلون من وراء ذلك على مكسب سياسي يعوضون من خلاله انتكاساتهم العسكرية المتكررة في كل الجبهات وتحديدا جبهة الساحل الغربي وكذلك لتعويض انتكاساتهم السياسية والتي اصبحت محط سخرية الرأي العام العالمي.

ويرى المحللون ان سفر الوفد المفاوض الى السويد لا يعني وقف العدوان ورفع الحصار وخروج المحتل الإماراتي والسعودي والأمريكي والصهيوني من الأراضي اليمنية وفتح المطارات ومحاكمة مجرمي الحرب على اليمن من قيادات السعودية والإمارات وتحالفهما في المحاكم الدولية وتعافي الوضع الصحي والإنساني في اليمن وعودة 3مليون يمني نازح الى مناطقهم وتحرير الاسرى والمعتقلين بل الحقيقة هي ان أميريكا مازالت شهيتها مفتوحة وجائعة للبترودولار السعودي.

اليمنيون يأملون بان تنهي جولة المحادثات الحالية العدوان السعودي المستمر منذ اذار عام 2015 والذي مزق بلادهم ودمر بناه التحتية وقتل وشرد عشرات الاف المدنيين والا تكون هذه الجولة على شاكلة المحادثات التي جرت في الكويت عام 2016 واستمرت لاكثر من ثلاثة أشهر دون ان تحقق اي نتائج عملية تضع حدا لمعاناتهم الانسانية والاقتصادية.

في غضون ذلك تزداد الأوضاع الداخلية في اليمن سوءا حيث حذرت في هذا الصدد منظمة الامم المتحدة للاغذية والزراعة /فاو/ وبرنامج الأغذية العالمي ومنظمة اليونيسيف ومنظمات أخرى تابعة للامم المتحدة في تقرير مشترك أمس من أن يطال انعدام الأمن الغذائي نحو 20 مليون شخص في اليمن مشيرة الى أن الحرب المستمرة في هذا البلد هي "السبب الرئيسي" لذلك مؤكدة ايضا ان هناك 9ر15 مليون يمنى يعانون من الجوع حاليا داعية إلى توسيع اطار المساعدات الإنسانية بشكل عاجل لانقاذ ملايين المدنيين.

المنظمات الغربية تجد في مآسي اليمن أرضية مناسبة للترويج لمشاريعها التي تدر عليها ذهباً وفضة وأنه يجب علي اليمنيين ان ينتبهوا لمؤامرتهم هذه التي تستند على تخدير الشعب بأكذوبة قديمة مفادها (المفاوضات لايقاف الحرب).

المزيد في هذا القسم: