المرصاد نت - لقمان عبدالله
على رغم الجدل الدائر حول اتفاقات السويد يبدو واضحاً أن صنعاء تسعى إلى تطبيق تلك الاتفاقات بكامل نصوصها ومندرجاتها بغضّ النظر عن قبول الطرف الآخر بها. وإذا كان من الطبيعي جداً أن تقرأ الحركة النصوص الملتبسة والغامضة في التفاهمات بما ينسجم مع فهمها لهذه النصوص إلا أنها لا تجد حرجاً في التراجع خطوة إذا ما تراجع خصومها خطوة مقابلة. بمعنى أوضح تمتلك صنعاء مجالاً للمناورة فيما الطرف الآخر حشر نفسه في زاوية تقلّصت لديه فيها إمكانية القدرة على المناورة. لكن في الوقت نفسه ليست صنعاء بقدر سعيها إلى الحفاظ على الاتفاقات في وارد التراجع عن مكتسبات تُعَدّ مبدئية بالنسبة إليها.
من الطبيعي كذلك أن تعمل كل من السعودية والإمارات على عرقلة التفاهمات بعدما اضطرتا إلى قبولها بالإكراه جراء الأداء العسكري الفاشل في اليمن وكذلك الأداء السياسي السيئ في كثير من القضايا اللذين أوصلا الدولتين إلى تشوّه سمعتهما على المستوى الدولي وانفضاح صورتهما الحقيقية في الشهور الأخيرة الأمر الذي دفعهما مرغمتين إلى سلوك مسار التسوية في السويد وكذلك التعامل مع المرحلة التي أعقبته.
والأكيد أيضاً أن تفاهمات استوكهولم أُلزمت السعودية والإمارات بقبولها بالفرض إذ لم يكن في وسعهما التعامل مع دعوات وقف الحرب باللامبالاة والتجاهل. ومنذ اليوم الأول لانعقاد مشاورات السويد وقبلها كان معلوماً أن الرياض وأبو ظبي مضطرتان للانحناء أمام عاصفة الاعتراض على الحرب التي اجتاحت الرأي العام العالمي وباتت مادة للصراع الداخلي الأميركي وعبئاً على إدارة دونالد ترامب جراء بشاعة الأزمة الإنسانية التي صنّفتها الأمم المتحدة بأنها الأسوأ في العصر الحديث.
لكن دول تحالف العدوان وخصوصاً الإمارات تعاملت مع الاتفاقات منذ اللحظة الأولى لإعلانها بالتشكيك في إمكانية تطبيقها وتحميل صنعاء مسبقاً مسؤولية فشلها. والمتابع لوسائل الإعلام الإماراتية والمحلية التي تدور في فلكها يتكوّن لديه انطباع بأن وصول الاتفاقات إلى الحائط المسدود مسألة وقت لن يطول. الميزة الوحيدة في التفاهمات والتي حافظ عليها الطرفان، أنها وضعت حدّاً للعمليات العسكرية الكبيرة ولكنها لم تنجح في معالجة الخروقات اليومية وإن كانت الأخيرة لا تزال في معظمها تحت السيطرة.
السؤال المطروح اليوم: هل الخيار العسكري لا يزال قائماً بعد الإخفاق في تطبيق اتفاقات السويد؟ ثمة مؤشرات يُعتدّ بها إلى نية الإمارات والقوى المحلية الموالية لها القيام بإجراءات في إطار تفعيل العمليات العسكرية الكبيرة فضلاً عن أن الحشود العسكرية لم تتوقف حول الحديدة كذلك إن المستوى السياسي الإماراتي يلوّح دائماً بالعودة إلى تفعيل الهجمات على المدينة ومينائها.
لكن هذه التهديدات لم تصل بعد إلى مرحلة التنفيذ والخروج العلني عن الاتفاق، ولا سيما أن طرف صنعاء يحاذر الوقوع في الفخاخ السياسية والإجرائية التي تُنصَب له. كذلك إن الأمر النهائي بتجدّد الهجمات العسكرية منوط بالولايات المتحدة الأميركية تحديداً، ولو كان بيد السعودية والإمارات لواصلتا الهجمات على الحديدة حتى مع الفشل ولما ذهبتا إلى السويد من الأساس.
المرحلة المقبلة مرهونة بالقرار الأميركي والتراخي المقصود من قِبَل الولايات المتحدة من المنطقي أن يستغله «التحالف» للتلويح بتفعيل الخيار العسكري مع الإشارة إلى أن تراخي واشنطن ينبئ بلا جديتها في إنهاء الحرب علماً أن التكتيك الأميركي قائم من الأساس على تقليص العمليات العسكرية أو ما سماه وزير خارجية الولايات المتحدة مايك بومبيو في تصريحاته من الرياض، «خفض التصعيد»، لا إنهاء الحرب.
بناءً على ذلك تراوح الخيارات ما بين تصعيد محدود مع الحفاظ على الهدوء أو استئناف العدوان. لكن القدر المتيقن إلى الآن أن تفاهمات استوكهولم جرى التوصل إليها ــــ بشكل رئيسي ـــ من أجل خفض التصعيد، بحيث لا تشكل العمليات العسكرية إحراجاً للدول الغربية الداعمة للعدوان وتحمّلها تبعات المأساة الإنسانية الناجمة عنه. لا يبدو في الوقت الراهن، أن اتفاقات السويد ستوصل إلى إنهاء الحرب المفروضة على اليمن إلا أنها في الوقت نفسه تُعدّ خرقاً مهماً للأفق المسدود شرّع الباب أمام العمل السياسي للمرة الأولى منذ اندلاع العدوان فيما أبقى جهود السلام على مفترق الطرق.
المزيد في هذا القسم:
- هل يتحقق السلام باليمن في ظل مشاورات ستوكهولم؟ ولماذا ؟ المرصاد نت - متابعات الحديث عن أقتراب ساعة تحقق السلام باليمن أو ان أمريكا راغبة في أنهاء الحرب العدوانية التدميرية التي يقودها وكلاءها السعودية والإمارات في ...
- عمران: انفجار الوضع مجدداً والقشيبي يواصل قصف قرى المواطنين,, وحميد الاحمر يحشد من صنعاء ا... تجدد القصف الذي يقوم به اللواء المتمرد على القوات المسلحة حميد القشيبي مساء اليوم على قرى ومنازل المواطنين في منطقة عمد ,, بعد مرور أكثر من عشرة ايام من توقيع...
- أطفال صعدة .. معاناة يفاقمها أستمرار العدوان والحصار المرصاد نت - متابعات لم يكن أطفال محافظة صعدة منذ عقود من الزمن يعيشون وضعاً مستقراً نستطيع أن نقول فيه أنهم كانوا في أمن وأمان فالمستشفيات كانت تعج بالمئات م...
- حديث الصحف الإسرائيلية عن الحوثي “الموضوع أكبر من مجرد تحذير” المرصاد نت - المساء برس أعادت حركة الكيان الصهيوني الأخيرة بشأن اليمن والمتمثلة بنشر أخبار زعيم حركة أنصار الله عبدالملك الحوثي في صحفها الرئيسية متحدثة عن خط...
- سقوط طائرة عسكرية في ظروف غامضة بمحافظة شبوة متابعات : سقطت طائرة عسكرية اليوم في ظروف غامضة بالقرب من احدى الشركات النفطية بمحافظة جنوب شرق اليمن. وبحسب مصادر عسكرية فان الطائرة كانت تنقل مرتبات...
- الحراك الجنوبي يدعو للتصعيد ضد الوجود الإماراتي في حضرموت! المرصاد نت - متابعات دعا الحراك الجنوبي ، التيار المدعوم من السعودية، الخميس، انصاره للمشاركة في تظاهرة مرتقبة ضد الوجود الإماراتي في حضرموت - شرقي اليمن. وح...
- هل تنسف سيول الأمطار نظرية الـ 10 ألف سنة لاستيعاب سد مأرب المائي؟ المرصاد-متابعات قالت مصادر محلية بمحافظة مأرب أن سد المدينة فاض لأول مرة منذ تأسيسه 1986م، ووصلت مياهه إلى مديرية الوادي جنوب شرق مدينة مأرب. وأوضحت ا...
- ديلي إكسبريس: إصابة جنود بريطانيين بمهمة سرية في اليمن المرصاد نت - متابعات كشفت صحيفة "ديلي إكسبرس" البريطانية عن إصابه جنديين بريطانيين ينتميان إلى كتائب SAS وهي التي تصنف ضمن القوات الخاصة الأخطر في العالم تم ن...
- مأساة اليمن الإنسانية.. مخاوف أممية من توقف المساعدات الإغاثية! المرصاد نت - متابعات لم يعد هناك صوتٌ في الفترة الأخيرة يعلو صوت العراقيل التي تستهدف مجال العمل الإنساني وهو ما يؤدي إلى إقدام عديد الأطراف إلى التوقُّف عن ت...
- كيف ضاعف انقطاع الانترنت من أزمات اليمنين؟ المرصاد نت - متابعات أزمة جديدة تضاف للازمات الكثيرة التي يعاني منها اليمنيين في الأعوام الأخيرة. وحين كان الجميع يستبشر مع مطلع العام الحالي أن ياتي العقد ال...