حرب المقاعد الشاغرة بين حكومتي«صنعاء» و«هادي»

المرصاد نت- جميل الجعدبي

بالتوازي مع التصعيد العسكري الميداني في أغلب الجبهات، والمسار السياسي شبه المتعثّر على متن سفينة أممية عرض البحر الأحمر "غرب اليمن" تتبلور على سطح المشهد Yemen Brlaman2019.2.5السياسي اليمني ملامح معركة من نوع آخر بين طرفي الأزمة والاحتراب إنّها معركة تعزيز الشرعية عبر قبّة البرلمان وبوابة «اللجنة العليا للانتخابات والاستفتاء» وما يمكن تسميته تحديداً نزاع المقاعد الشاغرة في البرلمان .

ما أن أوشكت حكومة هادي" المقيمة في الرياض" الاقتراب من إتمام النصاب القانوني لعقد جلسة مرتقبة لمجلس النواب في مدينة عدن حتى سارعت حكومة «الإنقاذ» في صنعاء لإعادة ترتيب أوراقها في هذه الجبهة فأعلن مجلس النواب في صنعاء عن 7 دوائر انتخابية شاغرة، توزعت على محافظات (إب، حجة، الحديدة، حضرموت، مأرب) في ثاني إعلان من نوعه منذ العام 2016م (سبق الإعلان عن مقاعد شاغرة تعذر إجراء انتخابات تكميلية فيها).

وفي رسالة إلى «اللجنة العليا للانتخابات والاستفتاء» - فقد أبلغ مجلس النواب اللجنة بـ«اتخاذ الإجراءات اللازمة لإجراء انتخابات لملء المقاعد الشاغرة». وبحسب الرسالة فقد جاء هذا الإجراء «طبقاً لنص المادة (78) من الدستور والمادة (198) من اللائحة الداخلية للمجلس ولما تقتضيه المصلحة الوطنية».

ويرى المحامي القانوني عبدالوهاب الخيل أنّ الإعلان عن إجراءات «اللجنة العليا للانتخابات» بناء على طلب مجلس النواب لملء المقاعد الشاغرة يعد خطوة شرعية وقانونية وإن تأخرت كثيراً إلاّ أنها -بحسب المحامي الخيل -  تقطع الطريق على «قوى تحالف العدوان» التي تسعى «لتسريب الشرعية من صنعاء الى الرياض».

وعلى طريقتها في إدارة الأزمات السياسية مع جبهة صنعاء سارعت حكومة هادي لإعلان نقل مقر «اللجنة العليا للانتخابات والاستفتاء» من مقرها الحالي في صنعاء الى عدن وذلك بخلاف «قانون الانتخابات العامة والاستفتاء» الذي يشير إلى فروع «اللجنة العليا للانتخابات والاستفتاء» في المحافظات باعتبارها «التكوينات الإدارية التي تنشئها اللجنة في أمانة العاصمة وعواصم المحافظات للقيام بكافة المهام والأعمال التي تسند إليها بموجب أحكام القانون ولائحته التنفيذية».

ونص قرار حكومة هادي رقم 22 لسنة 2019م على أن تمارس «اللجنة العليا للانتخابات والاستفتاء» صلاحياتها ومسؤولياتها وأعمالها من مقرها في عدن «وعلى الحكومة سرعة توفير التسهيلات الإدارية والمالية للجنة» دونما اعتبارات للحالة الأمنية.

مصادر برلمانية في صنعاء اعتبرت محاولات حكومة هادي لعقد جلسة برلمانية خارج اليمن أو في مدينة عدن وكذا قرار نقل لجنة الانتخابات إنما تندرج كلّ هذه الممارسات في إطار ما وصفته بـ«مخططات العدوان الرامية إلى استنساخ مؤسسات الدولة إلى خارج الوطن أو مناطق واقعة تحت سيطرة الاحتلال ومحاولات تعطيل هذه المؤسسات عن القيام بوظائفها، في سياق استهداف مجلس النواب ولجنة الانتخابات والوطن بشكل عام».

وترى هذه المصادر أنّ «محاولات حكومة هادي لاستنساخ أو شرخ البرلمان يعد إقراراً علنياً ببطلان مزاعم ماتسمي ب"الشرعية" التي شكّلت غطاءً لاستقدام احتلال أجنبي لأجزاء واسعة من البلاد وارتكاب جرائم حرب وجرائم إبادة جماعية بحق المدنيين منذ مارس 2015م وحتى اليوم».
وتعتقد مصادر سياسية في صنعاء أن «نقل مؤسسات الدولة إلى مدينة عدن كعاصمة مؤقتة لا يعالج مشاكل حكومة هادي ولا يحل نزاعاتها مع صنعاء ذلك أن مدينة عدن نفسها طاردة للشرعية المقيمة خارج اليمن منذ 4 سنوات ماضية» وبالتالي يرى هؤلاء أن «إجراءات حكومة هادي بنقل المؤسسات إنما تعد تشطيراً للمؤسسات وتعميقاً للانقسام لا أكثر».

 

المزيد في هذا القسم: