ترامب يستخدم حق الفيتو بتعطيل قرار المشاركة الأمريكية بالحرب على اليمن!

المرصاد نت - متابعات

للمرة الثانية يستخدم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حق الفيتو بتعطيل قرار حول المشاركة الأمريكية بالحرب على اليمن وذكر البيت الأبيض الثلاثاء أن ترامب استخدم حق النقض ضد Trumb Ksa2019.4.17قرار الكونغرس الذي اعتبره الرئيس “محاولة غير ضرورية وخطيرة” لإضعاف سلطاته الدستورية، وتصرفا يعرض للخطر أرواح مواطنين وجنود أمريكيين.

وكان مجلس النواب الأمريكي قد وفق على القرار الشهر الماضي وتمت المصادقة عليه هذا الشهر من قبل مجلس الشيوخ..

وفي المقابل أستخدم ترامب حق النقض ضد قرار للكونغرس اذ ادعى ترامب بأن "هذا القرار محاولة غير ضرورية وخطيرة لإضعاف سلطاتي الدستورية، وهو ما يعرض للخطر أرواح مواطنين أمريكيين وجنودا شجعانا، في الوقت الحالي وفي المستقبل" دون ان يوضح بانه كيف يمكن مواصلة الدعم للعدوان السعودي الاماراتي بان يحمي ارواح الاميركيين.

وبينما يعتبر ترامب بأن قرار الكونغرس يؤذي السياسة الخارجية للولايات المتحدة ويؤثر سلبا على منع انتشار الجماعات الارهابية كالقاعدة وداعش في تلك المنطقة فان المراقبين يوكدون بان استخدام النقض ضد هذا القرار يظهر بان الرئيس الاميركي لاياخذ بعين الاعتبار اية مبادي انسانية واخلاقية في تعاطيه مع ملف اليمن بالرغم من كافة مجازر العدوان ولايتهم الا بمصالحه الخاصة في ظل علاقته الوطيدة مع ابن سلمان وابن زايد ونظرته الى السعودية كبقرة حلوب لبلاده من جهة ومن جهة اخرى يكشف عن معارضة كبيرة لسياسات ترامب داخل اروقة الموسسات الاميركية اذ تعتقد هذه الموسسات بان تصرفات ترامب على الصعيد العالمي ادت الى عزل الولايات المتحدة والحقت المساس بسمعتها وقدمتها كدولة مارقة تتصرف كما تشاء دون الاخذ بعين الاعتبار القوانين والاعراف الدولية.

حق الفيتو الذي يستخدمه ترامب يثبت الحقيقية ان الولايات المتحدة لا تريد ان تجد حلاً للازمة اليمنية وإن واشنطن تعرف متى ما تريد أن تمارس ضغطاً على الرياض وهذا ما تجلى من خلال اغتيال الصحافي السعودي جمال خاشقجي الأمر الذي ادى الى توتر في العلاقة بين البلدين بشكل كبير حيث انه كان هناك موقفا أميركياً غاضباً من هذه العملية الاجرامية التي تمت ولكن الرئيس الاميركي دونالد ترامب استطاع من خلالها أن يحصل على أموالاً طائلة وعقوداً أخرى من السعودية للتغطية على جريمتها فمسألة الأموال هي ما تهم الولايات المتحدة وخاصة عقلية ترامب التي تعتمد على مصالحه ومصالح بلده.

بالمحصلة قصة الخلاف الكبير بين الكونغرس الاميركي ورئيس البلاد دونالد ترامب، لم تعد جديدة. فمرة اخرى تطفو حدة التباين في مواقف الطرفين لتتخذ منحى التحدي بشأن ما ينتهجه الرئيس من سياسات لا يعارضها الديمقراطيون فحسب بل قسم كبير من حزب ترامب الجمهوري ايضا.

فبعد نقض ترامب قرارا الكونغرس بالغاء حالة الطوارئ التي أعلنها من أجل تأمين التمويل للجدار الحدودي بين الولايات المتحدة والمكسيك لجأ الرئيس الاميركي للمرة الثانية الى استخدام حق النقض ضد قرار الكونغرس بوقف دعم واشنطن للتحالف الذي تقوده السعودية في عدوانها على اليمن.

وبرر ترامب استخدامه الفيتو بأن قرار الكونغرس يؤذي السياسة الخارجية للولايات المتحدة ويؤثر سلبا على منع انتشار الجماعات الارهابية كالقاعدة وداعش في تلك المنطقة مدعيا ان الدعم الأميركي للعدوان السعودي على اليمن ضروري لحماية أمن أكثر من ثمانين ألف أميركي يعيشون في بعض دول التحالف التي كانت عرضة لهجمات يمنية حسب قوله.

ورغم ان تصويت مجلسي النواب، والشيوخ في الكونغرس، لم يكن كافيا لإبطال الفيتو الذي يحتاج إلى أغلبية الثلثين في المجلسين الا ان المراقبين يرون ان قرار الكونغرس، بمثابة تقريع لترامب وخطوة تاريخية تنتقص من صلاحيات الرئيس في اتخاذ قرارات الحرب، وهو ما رفضه ترامب، معتبرا القرار محاولة غير ضرورية وخطيرة لإضعاف سلطاته الدستورية، ويعرّض حياة المواطنين والجنود الأميركيين للخطر حاليا وفي المستقبل على حد تعبيره.

بينما يعتبر الديمقراطيون وبعض الجمهوريين المخالفين لسياسات ترامب ان الانخراط في العدوان على اليمن من خلال المعلومات الاستخبارية والدعم اللوجستي وبيع الاسلحة، تنتهك الإلزام الدستوري بأن الكونغرس، وليس الرئيس، هو من يقرر متى تخوض البلاد الحرب. وحذروا من ان السعودية تستخدم على الارجح الأسلحة الاميركية لارتكاب جرائم حرب في اليمن، مؤكدين ان حملة القصف التي يشنها التحالف السعودي فاقمت الأزمة الإنسانية في هذا البلد.

من جهته اعتبر رئيس لجنة الانقاذ الدولية ديفيد ميليباند ان فيتو ترامب خاطىء على الصعيد الأخلاقي والاستراتيجي ويحبط آمال الشعب اليمني ويترك الولايات المتحدة متمسكة باستراتيجية فاشلة تسببت بأسوأ أزمة انسانية في العالم بحسب الامم المتحدة. ولفت الى ان اليمن عند نقطة الانهيار حيث يوجد عشرة ملايين شخص على حافة المجاعة اضافة الى وجود مئة الف ضحية مدنية في الأسبوع.

وفي وقت سابق كشف تقرير مجموعة الازمات الدولية حول اليمن جرائم العدوان السعودية وحلفائها على اليمن بشكل واضح وذلك بعد قيامها بعدة زيارات لجنوب اليمن حيث ان مجموعة الازمات الدولية تضم خبراء ومسؤولون وسفراء سابقين وبالتالي يرون ان مصالح الولايات المتحدة الاميركية يمكن ان تواجه تهديداً نتيجة سوء ادارة الملف اليمني خاصة بعد ان اصبح عدد من حلفاء السعودية في حالة يرثى لها نتيجة ما حققه اليمنيون رغم ضعفهم نصراً معنوياً مقابل خسارة السعودية لاموالها وجيشها واستنزافاً لموازنتها وسمعتها خلال عدوانها على اليمن.

المزيد في هذا القسم: