مجلة أمريكية: الحرب أجبرت نساء اليمن على تولي دور الآباء في أسرهن!

المرصاد نت - متابعات

قالت مجلة بورجن الأمريكية إن النساء والأطفال في اليمن تأثروا من الحرب بطريقة مختلفة عن غيرهم في البلاد لأن العديد من الرجال قد قُتلوا أو أصيبوا في الحرب فقد اضطرت النساء إلىYemen Weman2019.5.13 تولي أدوار الزوج أو الآباء في أسرهن.

وأضافت المجلة في تقرير لها أن هذا يعني أن الزوجات والبنات الصغيرات هن من يقدمن الرعاية الأساسية لعائلاتهن إلى جانب كونهن من يأتين بالمتطلبات الأساسية.

وتابعت المجلة "مع هذا العبء الإضافي تشكل النساء والأطفال 76 في المئة من النازحين داخلياً وهناك حوالي ثلاثة ملايين من النساء والفتيات الصغيرات معرضات لخطر العنف القائم على النوع. كما ارتفعت معدلات زواج الأطفال إلى حوالي 66% في اليمن. كان لهذه الأزمة الإنسانية تأثير كبير على النساء والفتيات الصغيرات".

وتقول المجلة التي تعد منصة تابعة لمشروع بورجن الذي يهدف إلى تسليط الضوء على قضايا الفقراء إن النساء والفتيات الصغيرات دفعن ثمن الحرب والأزمة الإنسانية في اليمن إلا أنه ليس لهن صوت كبير عندما يتعلق الأمر بالشؤون السياسية. على المستوى العالمي، المرأة ممثلة تمثيلاً ناقصاً إلى حد كبير في العمليات السياسية.

ووفقاً لميلاني فيرفير التابعة لموقع فورن بوليسي تشكل النساء 2 في المئة فقط من الوسطاء و5 في المئة من الشهود والموقعين و8 في المئة من المفاوضين. وهذا التمثيل الناقص خطير بشكل خاص في بلدان مثل اليمن حيث تتأثر النساء والفتيات الصغيرات أكثر من الفقر والحرب.

وبحسب تقرير بورجن فإن ما لا يقل عن عشرة آلاف مدني قتلوا أثناء الحرب وحوالي 14 مليون شخص على وشك المجاعة. أحد الحلول الفريدة التي يمكن أن تساعد في إصلاح بعض هذه الأضرار هو مساعدة النساء على المشاركة بشكل أكبر في الحكومة اليمنية.

 وقدمت المادة الصحفية بعض المعلومات الأساسية عن الحرب في اليمن والأزمة الإنسانية إلى جانب بعض الأفكار حول كيف يمكن للمرأة إصلاح اليمن.

وتظهر الأبحاث أنه عندما تشارك المرأة أكثر في القرارات السياسية هناك زيادة في احتمال التوصل إلى اتفاق دائم. حللت الدراسة 82 اتفاقية مختلفة تفاوضت عليها النساء منها 42 صراعًا مسلحًا. وقد ثبت أيضاً أنه عندما يتم تنفيذ المساواة بين الجنسين، تكون معدلات الصراع أقل داخل البلدان الأخرى وفيما بينها.

وتبين أنه عندما يتم انتخاب النساء في شكل ما من أشكال المناصب السياسية فإن قضايا مثل الرعاية الصحية والتعليم والحماية الاجتماعية والصرف الصحي تعتبر جميعها من الأولويات. تؤخذ هذه القضايا على محمل الجد أكثر عندما يتم انتخاب النساء في مناصب لأن هذه هي المشاكل التي تؤثر على النساء والأطفال الصغار بشكل كبير.

ونقلت المجلة عن الناشطة اليمنية رشا جرهم قولها إن حقوق المرأة يجب أن تؤخذ بجدية أكبر في اليمن وإنه يمكن أن تحل بعض القضايا. تقيم حالياً رشا في جنيف بعد أن فرت من اليمن بعد اندلاع الحرب في عام 2014م ومع ذلك فهي ما زالت تتعامل مع العديد من القضايا في اليمن. رشا هي مؤسسة مبادرة مسار السلام وهو البرنامج الذي يخلق مساحة لمساهمات النساء والشباب ومنظمات المجتمع المدني لمناقشة عمليات السلام.

ونقلت عنها مبادرة نوبل للمرأة أهمية الدور الذي تلعبه المرأة خاصة في أوقات الأزمات حيث قالت: "عندما تكون في الحضيض هناك طريقة واحدة فقط للوقوف مجدداً. أعتقد أنه يمكن تحقيق سلام حقيقي ومستدام وشامل في اليمن وأعتقد أن الحل يكمن حقاً في أيدي النساء". وتضيف: "نظراً لأن وجهة نظر المرأة في التفاوض على السلام قد نجحت في العديد من الحالات لتصبح جزء من حل  الأزمة في اليمن".

واعتبرت مجلة بورجن أن الأزمة الإنسانية في اليمن هي قضية صعبة للمناقشة. كان هناك الكثير من الدمار في البلد والذي أثر بدوره على ملايين الناس في السنوات الأخيرة. لحسن الحظ هناك بعض الخيارات التي يمكن أن تساعد في حل بعض الأضرار التي حدثت.

وذكرت أنه عندما تُعطى المساواة بين الجنسين أولوية وعندما يتم انتخاب النساء في مناصب ليس فقط لتمثيل أفضل في حكومة بلد ما ولكن يتم أيضاً معالجة القضايا المهمة وختم التقرير بالقول: "إذا كان للمرأة صوت أكبر في الشؤون السياسية في اليمن وتمكنت من معالجة قضايا مثل الرعاية الصحية والتعليم فسوف ترى البلاد كيف يمكن للمرأة إصلاح اليمن".

نساء اليمن.. ضحايا الحرب ..

لم تستثن الحرب التي يعيشها اليمن المرأة من ضحاياها حيث بلغ عدد ضحايا هذه الحرب من النساء اليمنيات أكثر من 1260 أمرأة في 5 سنوات (ما بين العام 2015 والعام 2019) كما أن "النساء اليمنيات تعاني واقعا مرا وظروفا قاسية  تضافرت على صناعتها سياسات أطراف الحرب حيث أن "المرأة في أغلب مناطق اليمن تعيش بدون خدمات وتعاني في سبيل الحصول على الاحتياجات الأساسية من غذاء وكساء ودواء".

واوضح تقرير نشرته منظمة "سام" للحقوق والحريات بمناسبة يوم المرأة العالمي أن "الآلاف من النسوة يخضن محنة فقدان معيلهن من الرجال السجناء والمختفين قسرياً في سجون المليشيا المدعومة من السعودية والإمارات في مناطق سيطرتها" وأشارت المنظمة أن المرأة اليمنية "كان لها قدم السبق في السعي للتغيير وانتزاع الحقوق وحققت في سبيل ذلك الكثير من المكاسب في سبيل تحقيق المساواة الكاملة والقضاء على التمييز السلبي تجاه النساء والحق في تكافؤ الفرص وغيرها من الحقوق الشرعية والدستورية". مؤكدة أنها "خلقت بذلك حالة متقدمة من الوعي ونموذجا متفرداً في المنطقة يمكن أن يشكل مصدر إلهام لكل النساء التواقات للحرية والمناضلات لنيل حقوقهن المشروعة".

واعتبرت المنظمة أن نساء اليمن "تعرضن لانتهاكات ترقى لمستوى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية" وإن عدد اليمنيات اللواتي قُتلن خلال هذه الفترة بلغ أكثر من 807 امرأة ذلك أن العدد الأكبر منهن قتلن في مدينة تعز (جنوب غرب) بعدد 387 امرأة. وجاءت مدينة الحديدة (غرب) بـ 86 امرأة وفي مدن عدن ولحج (جنوبا) فقد قتلت 37 و35 امراة على التوالي.
وفي شمال اليمن حيث معقل الحوثيين في صعدة فبينت منظمة "سام" أن 34 امرأة قتلن فيما أصيبت العشرات.

وأوضح التقرير الحقوقي أن 479 امرأةً قتلن نتيجة تعرضهن لشظايا قاتلة نتيجة الغارات الجوية و241 أخريات نتيجة لإصابات مباشرة بالرصاص. فيما قتلت 69 امرأةً إثر إصابتهن بشظايا الصواريخ والقنايل التي القيت من قبل طيران التحالف و4 أخريات جراء إصابتهن بشظايا العبوات الناسفة فيما قتلت 14 امرأة نتيجة جروح مختلفة ولفتت إلى أن طائرات بلا طيار أمريكية قتلت 8 نساء ..

وعبرت المنظمة في تقريرها عن إدانتها لهذه "الانتهاكات الجسيمة المتصاعدة بحق المرأة اليمنية من قبل جميع الأطراف"ودعت إلى "دعم أي جهود ترمي لوقف استهداف المدنيين وخاصة النساء والعمل على تقديم الدعم النفسي والمادي لهن عقب الانتهاكات التي تعرضن لها" مؤكدة على "ضرورة التوقف عن استهداف الناشطات في القطاعات الحقوقية والإغاثية" كما طالبت "سام" جميع الأطراف بضرورة "الالتزام بقوانين الحرب في الصراع الدائر في اليمن" ودعت لـ"فتح تحقيق جدي ومستقل بشأن جرائم استهداف النساء وإحالة كل من ثبت ارتكابه جرائم حرب إلى القضاء".

المزيد في هذا القسم: