اليمنيون يستقبلون شهر رمضان بالجوع وَلَحمُ الضَأنِ يرمي لسعاودة!

المرصاد نت - متابعات

فيما تزداد مظاهر الصرف البذخي للمجتمع السعودي خلال شهر رمضان بانفاق 48 مليار ريال على المواد الغذائية يستقبل اليمنيون شهر رمضان مع استمرار العدوان السعودي الاماراتي للعام JJJJJJ2019982الخامس وتردّي الأوضاع الانسانية والحصار والفقر.

من الحصار والحرب الاقتصادية الشاملة على شعب الايمان والحكمة بدءا بإغلاق كل المنافذ والممرات البرية والبحرية والجوية، مروراً باستهداف وتدمير البنية التحتية والمنشآت الاقتصادية في اليمن وتجفيف منابع الايرادات بالسيطرة على منابع النفط والغاز والاستحواذ عليها لصالح المرتزقة وقوى العدوان وفرض القيود المختلفة على الصادرات الزراعية والحيوانية واستهداف وتعطيل حركة الصيد وتعطيل صادرات القطاع السمكي، وصولاً الى نقل البنك المركزي من صنعاء الى عدن وقطع المرتبات هذه المنهجية الحصارية والحرب الاقتصادية القذرة بلاشك كان لها أثر كبير وكارثي في زيادة معاناة الشعب اليمني معيشيا وإنسانيا واقتصاديا خلال شهر رمضان.

العدوان السعودي الذي جاء كما تقول الرياض "لإنقاذ اليمنيين" ادى باليمن لانهيار تام واصبح ازمة اليمن أكبر وأسوأ أزمة إنسانية عالمياً بحسب تقارير الامم المتحدة. فإن نحو 22.2 مليون يمني بحاجة إلى شكل من أشكال الحماية أو المساعدة الإنسانية. وارتفعت نسبة معدلات الفقر في اليمن إلى 79 في المائة من السكان مقارنة بنسبة 49٪ في عام 2017.

وازدادت حدة المجاعة بعد تشديد الحصار من السعودية وقوى العدوان العالمية حيث حاصرت اليمن من البحر والجو والأرض. ووفقا لمدير ميناء الحديدة فإن الميناء تم تدمير بنيته التحتية تماماَ من قبل طيران العدوان رغم كونه الشريان الوحيد المتبقي لدخول المواد الاغاثية والسلع والبضائع الغذائية لأكثر من 80 % من سكان البلاد كما أن الدواء والغذاء ومعظم المساعدات لا تدخل المدينة بسبب الغارات الجوية السعودية التي دمرت الرافعات الصناعية في الميناء في أغسطس 2015.

وقالت منظمة "أنقذوا الأطفال" في تقرير لها إن 85 ألف طفل يمني ربما يكونوا ماتوا بسبب الجوع أو المرض، خلال الفترة الممتدة بين نيسان/ابريل 2015 وتشرين الأول/أكتوبر 2018م وسحقت الأوضاع المتدهورة الطبقة الوسطى وذوي الدخل المحدود، ليصبحوا فقراء ومحتاجين، ولذا غابت مظاهر التكافل التي كانت واحدة من سمات اليمنيين في رمضان، وتحسس الآلاف من الفقراء منازل الميسورين لكن دون جدوى.

الخبراء والمهتمون بالشأن اليمني يؤكدون أن العدوان منذ شن حربه على اليمن انتهج سياسة التجويع واتخذ من الاقتصاد ورقة للي ذراع الشعب اليمني وتركيعه لتمرير مخططاته وفرض اجنداته بأرتكاب المجازر والجرائم وجريمة تلو جريمة تضاف الى سلسلة المجازر الوحشية التي أرتكبها العدوان السعودي بحق الابرياء العزل باليمن في استهتار واضح بحرمة الدماء البشرية والشهر المبارك وانتهاك لكل الأعراف والمواثيق والقانون الدولي،

وأمام صمود اليمنيين وفشل خيار العدوان العسكري لجأ الى تصعيد الحرب الاقتصادية اضافة الى ما يقوم به طيرانه الحربي من تدمير للمنشآت الحيوية والاقتصادية وكل مقومات الحياة. هذا فيما كشفت أرقام وإحصائيات أن مملكة النفط تتصدر قائمة الدول الأكثر هدرا للطعام في العالم بـ250 كلغ للفرد سنويا. ويهدر الفرد في الدول المتقدمة حوالي 115 كلغ سنويا بينما يعاني حوالي 800 مليون شخص من الجوع ونقص الغذاء.

وكشف مؤتمر “إطعام الدولي” الذي عقد في الـ10 من أبريل 2017م وصول حجم الهدر الغذائي في السعودية إلى 173 مليار متر مكعب من الماء سنويا وهو ما يؤدي إلى انبعاث مليار طن من غاز الميثان في حين وصلت كمية الهدر في الخبز والمعجنات إلى 35 بالمئة وفي الأرز المستورد 30 بالمئة وبلغ المفقود اليومي من الخضروات في أسواق الرياض خمسة أطنان علماَ أن مملكة النفط تستورد أكثر من 60 بالمئة من احتياجاتها الغذائية.

وتنتشر ظاهرة الإسراف في الطعام في المناسبات العامة والخاصة وفي رمضان ففي حفلات الزواج مثلا تقام الولائم باهظة التكاليف في حين لا يأكل الناس خلالها إلا كميات قليلة مما قدم إليهم، ثم يذهب معظم ذلك الطعام إلى صناديق القمامة.

وظاهرة التسابق في الإسراف والبذخ خلال المناسبات وشهر رمضان عادة غير سوية يريد أصحابها المبالغة في التباهي أو التفاخر وذلك ما يسميه السعوديون “الهياط” وأصل الكلمة مأخوذة من “هيط” وهي عامية تعني فعل ما لا يمكن، ليس لهدف معين إلا للفت الأنظار وجلب الانتباه.

ويظهر الهياط في تقديم أحدهم لكل ضيف من ضيوفه ذبيحة كاملة يأكل منها الضيف لوحده دون غيره كما يظهر في المبالغة في أسعار الإبل والأغنام وحمل السلاح في مناسبات الأعراس لتصل إلى الغسيل بدهن العود الثمين ونثر الهيل في المجلس أمام الضيف، وكذلك غلي الأوراق النقدية مع القهوة أو استخدامها بدلا عن “البيز” الذي يستخدم لمقابض الأواني الساخنة وهو أمر يثير الدهشة حتى في صفوف المجتمع السعودي.

ويرجع الأخصائيون الاجتماعيون أسباب الهياط إلى حب الشهرة والتباهي أمام الناس فيظهر لهم أنه سخي وجواد فينال ثناءهم ومدحهم لذا ينفق أمواله جزافا وقد يكون سبب الإسراف محاكاة وتقليد الغير فينفق الفرد أمواله كيفما كان من غير تبصر أو نظر في العاقبة التي سينتهي إليها.

المزيد في هذا القسم: