واشنطن بوست : فيتو ترامب ساعد في إنتاج أسوأ أزمة إنسانية في العالم!

المرصاد نت - متابعات

أشارت صحيفة واشنطن بوست في افتتاحيتها يوم أمس إلى حق النقض الذي استخدمه الرئيس ترامب الشهر الماضي لوقف تصويت أغلبية أعضاء الكونغرس من الحزبين ضد المزيد من الدعم yp03 02 2017الأميركي لتدخل السعودية في اليمن.

 ووصفت الصحيفة في افتتاحيتها تحت عنوان “ترامب يختار إعطاء هدية لمحمد بن سلمان ويضع سابقة جديدة خطيرة” حق النقض الذي استخدمه ترامب بأنه كان كارثيا وفشل في تحقيق أهدافه بينما ساعد في إنتاج أسوأ أزمة إنسانية في العالم.

وانتقدت تماديه الآن بتقديم دعم غير مشروط للنظام السعودي وحلفائه حيث أبلغت وزارة الخارجية الكونغرس بأنها كانت تحتج بسلطة طوارئ لتجاوز المعارضة وإكمال 22 صفقة أسلحة للمملكة والعديد من الدول الأخرى بما في ذلك المزيد من الذخائر التي قتلت المدنيين في اليمن.

ووصفت الصحيفة الإجراء بأنه خرق آخر من جانب ترامب للقواعد المستقرة إن لم يكن القانون، لأن إخطار الإدارة لم يوضح ماهية “حالة الطوارئ” التي سمحت لها باستخدام ثغرة في قانون مراقبة تصدير الأسلحة الذي يمنح الكونغرس سلطة مراجعة مبيعات الأسلحة.

وأضافت أنه رغم أن وزير الخارجية مايك بومبيو أشار إلى حاجة الدول العربية “للردع والدفاع عن نفسها” ضد إيران فإن بعض الأسلحة المقدمة لن تكون متاحة لسنوات مما يعني أنها لا صلة لها بالحرب في اليمن أو التوترات المتزايدة في أماكن أخرى في المنطقة. وبعض العتاد سيذهب إلى الأردن الذي ليس في حالة حرب في اليمن أو في مكان آخر.

واعتبرت واشنطن بوست ما يقوم به ترامب هو مناورة وأنها توسع تحديه لدور الكونغرس القانوني في تشكيل السياسة الخارجية للولايات المتحدة. وختمت بأنه بدلا من ذلك تجاهل مرة أخرى سلطة الكونغرس ليحابي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وأنه إذا سمح للصفقة بالاستمرار فسيكون ترامب قد أرسى سابقة جديدة وهي أنه يمكن للرؤساء بيع الأسلحة في أي مكان من العالم دون مراجعة الكونغرس ببساطة وبمجرد الزعم بحالة طوارئ غير محددة.

ترامب يتباهى ببيع السلاح للسعوديين.. تداعيات حرب اليمن على الأمن الدولي
عاود ترامب توجيه الاهانات لسعودية غير عابئ بالأعراف والتقاليد الديبلوماسية لكن تصريحات ترامب الأخيرة كانت أكثر “وحشية ” فيما يخص بيع الأسلحة للسعودية من وجهة نظر ناشطين حقوقيين. حيث قال ترامب متباهياً أنه باع أسلحة للسعوديين بأكثر 500 مليار دولار دون اكتراث للمخاطر الناجمة عن تزويد السعوديين بالسلاح وما يشكله ذلك من استمرار الانتهاكات لحقوق الانسان والجرائم المرتكبة ضد الانسانية الحاصلة في اليمن.

حتى أعوام خلت قامت الولايات المتحدة بغزو دول بحجة “حقوق الانسان والديمقراطية” مثل العراق وافغانستان .لكن يبدو أن واشنطن انقلبت على النقيض تماماً عن المبادئ التي كانت تتشدق بها عن حماية حقوق الانسان التي كانت واشنطن تدعي حمل لوائها.

ويرى عدد من المراقبين أن الولايات المتحدة كانت “سيئة” سواء في ادعائها بحماية حقوق الانسان سابقاً، أو انتهاكاتها الصريحة اخيراً لحقوق الانسان. قبل أن يطلع ترامب بخطابه الأخير أمس عن التفاخر ببيع السلاح لنظام سجله ملطخ بانتهاكات حقوق الانسان مثل السعودية كان قد وقع على قرار انسحاب الولايات المتحدة من اتفاقية “حظر بيع الأسلحة لمجرمي الحرب”. لكن يلاحظ أن واشنطن لم تعد تكترث بخلط الأوراق بين ماهو مصالح الولايات المتحدة وحقوق الإنسان حيث بات نهج واشنطن يتسم بالوقاحة تجاه تقويض الأمن الدولي.

في حين يعتقد محللين سياسيين أن الولايات المتحدة، لم تعد قادرة على الاحتفاظ بأبسط قواعد الديبلوماسية من خلال تصرفات رئيسها، الذي يوجه الاهانات المتلاحقة لأتباعه في السعودية، دون يبقي لهم أي “احترام” وبما يجعلهم أكثر “دونية” امام دول العالم، ويقول محللين أنه ” حتى إذا كان ترامب يقدم توصيف يقر بالأمر الواقع حول تبعية الأنظمة العربية المنتجة للنفط وعلى رأسها السعودية لواشنطن فإن ذلك لا يمنع من أن يتعامل ترامب مع هذه الأنظمة على أساسات تحافظ على ما بين واشنطن وانظمة النفط العربية من احترام ” ظاهر” خصوصاً أن الجميع يعرف حقيقة العلاقة بين الطرفين ولا يحتاج ترامب إلى إعادة مثل تلك الاهانات لأنظمة تقدم له كل الخضوع.

على أن الموقف القانوني والأخلاقي لا يفرق بين حرية بيع الأسلحة الأمريكية للسعوديين والأغراض التي يستخدم من اجلها ذلك السلاح وإذا كان ترامب حراً في توجيه الاهانات لأتباعه السعوديين فإنه لا يمتلك حق قتل شعب اليمن. في حين أن التوجهات الأمريكية الجديدة التي دشنها ترامب في تعزيز الاقتصاد الأمريكي عبر صفقات سلاح مشبوهة تقتل شعب بأسره ستؤدي إلى تقويض مبادئ القوانين والأعراف الانسانية التي سعت البشرية إلى إرساء قواعدها عبر سنين طويلة واعتماد سياسة القوة في العلاقات بين دول العالم.

المزيد في هذا القسم: