
كغيره من الآباء كان يحيى حين يشتري لأبنائه ملابس العيد يصحبهم معه إلى السوق لينتقوا ما يريدون، لكنه اليوم لا يجرؤ على اصطحابهم خشية أن تميل أنفسهم إلى بضاعة باهظة السِعر يرونها في واجهة أحد المحلات فيعجز عن توفيرها. أشترى الرجل ملابس رخيصة لأولاده من أحد محلات التخفيضات، فيما سيظل وزوجته بملابسهم التي نزحوا بها من الحديدة.
مع نهاية شهر رمضان المبارك وحلول عيد الفِطر تعيش الأسر اليمنية حالة من التوتر ويكون الوضع مهيأ للخلافات وعادةً ما تبدأ الخلافات من مطالبات الأم بملابس جديدة لأبنائها، وتعذر الأب بانقطاع الرواتب إن كان موظفاً حكومياً وبارتفاع الأسعار إن كان لديه مصدر دخل، أو بعدم حصوله على عمل في الفترة الماضية نظراً للأوضاع الاقتصادية المتدهورة الذي تسبب بها العدوان السعودي الأمريكي وما رافقهُ من حصار واستهداف للبنية التحتية الإنتاجية والتجارية.

يتذكر أحمد موقف حدث معه العام الماضي حين أفرغ طفلان ما في جيوبهما من قطع نقدية من أجل ان يسمح لهما بالصعود على اللعبة لكنه طلب منهما شراء التذاكر- فيما لم تكن نقودهما تكفي- وأمام إلحاحهما قام أحد مرتادي الحديقة بشراء عدد من تذاكر الألعاب المختلفة وتقديمها إليهم.

الحدائق العامة بديلاً عن زيارات القُرى والسفريات العائلية
الأسعار الرمزية للحدائق الحكومية جعلت منها قبلة للزوار من محدودي الدخل والفقراء وومن كانوا سابقاً يحددون ضمن الطبقة الوسطى، يقضون فيها العيد باعتبارها المتنفسات الأرخص، وباتت الحدائق الحكومية بديلة عن السفريات والزيارات الموسمية وهي السفريات التي كانت تقوم بها الأسر في الأعياد إلى القرى؛ فالوضع الاقتصادي أثر على مقدرة الأسر على دفع تكليف السفريات كما أن الأوضاع الأمنية المتوترة بفعل العدوان جعلت السفر لقضاء الاعياء في القرى مخاطرة كبيرة خاصة لأبناء المحافظات التي تشهد نزاعات عسكرية بين الجيش والمرتزقة أو تتعرض لقصف مستمر من قبل تحالف العدوان.
وتوقع مدير عام الحدائق والمتنزهات بالأمانة أن تشهد حدائق العاصمة صنعاء في عيد الأضحى إقبالا واسعا مابين مليوني إلى مليوني ونصف زائر نظرا للكثافة السكانية المتزايدة والنزوح من كثير من المحافظات إلى العاصمة بسبب إستمرار العدوان ، فضلا عن الزوار القادمين من المحافظات المجاورة.
حالة الحرب لم تنحصر في تأثيرها على الأطفال في الجانب المادي فقد أنعكست عنها تأثيرات نفسية خطرة حيث انتشرت بشكل واسع ألعاب النارية وبنادق الخرز بين الأطفال وهذه الألعاب النارية موجودة من قبل مرحلة العدوان، إلا أن المُلفت هوَ أنه في بعض الحالات تتجاوز ألعاب الأطفال مجرد المتعة وتقليد الكبار ممن يحملون السلاح حيث برزت من بعض الأطفال تصرفات عدائية وسعي متعمد لإيذاء أقرانهم وخاصة حين يُصبح أقرانهم وفق تقسيم اللعبة في موقع "العدو" ويرتبط بهذا السلوك والتأثيرات النفسية قيام بعض الأطفال بالاعتداء بالألعاب النارية ومسدسات الخرز والمياه على من مهم أكبر سناً والهرب.

الاصرار على الحياة
في بداية العدوان انخفضت نسبة مرتادي الحدائق، ومع استمرار العدوان وتمسك اليمنيين بالحياة وسعيهم إلى تجاوز تحديات العدوان عادت الأسر للذهاب إلى الحدائق واصطحاب الأطفال متجاوزين الرهاب الأمني الذي كان حاضراً كما باتت حدائق العاصمة صنعاء وجهة للزوار العرسان ممن يقضون فيها شَهر العسل خاصة مع تعذر الوصول إلى عدن والحديدة وهما الجهتان الشائعتان سابقاً للعرسان لقضاء شهر العسل.
منذ بداية العشر الأواخر من رمضان اتجه بائعو حلويات العيد إلى نصب بسطاتهم التي تعلوا على براميل وعرض بضائعهم، من اللوز والزبيب والمكسرات والحلوى الصناعية الأُخرى. بائع الحلويات والمكسرات أكرم الشميري يرى أن السوق هذا العام أفضل من العام السابق، إلا أنه رغم ذلك منخفض عما كان عليه السوق قبل الحرب العدوانية على بلادنا، حيث انخفضت كمية ما تشريه الأسر عما كانت عليه سابقاً، ورغم ارتفاع سعر الزبيب واللوز البدي عن المستورد إلا إن إقبال المواطنين على المنتج البلدي هو الأكبر.

متنفسات جديدة
أصبحت رياض الشهداء متنفسات جديدة تجتذب الزوار ففي هذه المناسبات تتوجه أسر الشهداء وأصدقائهم إلى رياض الشهداء للسلام عليهم وقراءة آيات من القرآن الكريم وفي ميدان السبعين غداً مقام الرئيس الشهيد صالح الصماد ونصب الجندي المجهول مزاراً دائماً وبشكل أكبر في مناسبات الأعياد فلم تعد قضية الترفيه في العيد مرتبطة بمجرد التسلية والهروب من واقع الحرب بل أرتبط بها معاناة جمالية متعلقة بالمسؤولية المجتمعية والقضية الوطنية.

المزيد في هذا القسم:
- قبائل “المهرة” تحذر من نشر قوات سعودية في المحافظة! المرصاد نت - متابعات حذرت قبائل محافظة المهرة النظام“السعودي ومليشياته” من التصعيد أو محاولة السيطرة على مديريات وقرى المحافظة ونشر جنود سعوديين أ...
- بعيدا عن مفاوضات الكويت.. الإفراج عن 28 أسيراً من الطرفين بتعز وجبهات مختلفه المرصاد نت - متابعات تم اليوم الخميس الإفراج عن 14 أسيراً من أبطال الجيش واللجان الشعبية في مقابل الإفراج عن 14 عنصراً من مرتزقة العدوان السعودي بمحافظة تعز. ...
- اجتماع الاردن.. ومحاولات انقاذ اتفاق السويد "الهش" ! المرصاد نت - متابعات رغم مرور نحو شهر على اتفاقات المشاورات اليمنية في العاصمة السويدية ستوكهولم والتي رعتها الأمم المتحدة إلا أن الوضع على الأرض لم يشهد تغير...
- رابطة علماء اليمن تنصح دول الخليج عدم التبعية والإنسياق وراء المؤامرات الصهيو أمريكية أكدت رابطة علماء اليمن وقوفها إلى جانب الشعب البحريني العظيم، ومساندتها لثورته المباركة ومطالبه العادلة والمشروعة، والتي يتوجب على النظام الغاشم التعاطي معها ...
- مصرع وجرح عدد من المرتزقة خلال تطهير مواقع لهم بالمخدرة في صرواح والوازعية بتعز المرصاد نت - متابعات لقي عدد كبير من مرتزقة العدوان السعودي الأمريكي مصرعهم وجرح آخرون اليوم الأربعاء خلال عمليات تطهير الجيش اليمني واللجان الشعبية مواقعهم ش...
- انباء عن مؤتمر جنوبي استثنائي في القاهرة للتصويت على قرار عودة العطاس تداولت مواقع اخبارية خبر التحضير لعقد اجتماع قيادات جنوبية في الخارج لمناقشة عودة بعض القيادات والمشاركة في السلطة خلال المرحلة القادمة ووصف موقع عدن الغد ان ال...
- «المركزي» بعد أشهر من نقله: فوضى ومخالفات و«نكايات»... وتجويع المرصاد نت - رشيد الحداد عندما اتخذت حكومة هادي قرار نقل البنك المركزي من عدن إلى صنعاء كانت وعودها قاطعة بالالتزام بصرف رواتب الموظفين كافة. لم تمانع سلطا...
- يوم دامي في صعدة وتعز: 50 شهيد وجريح بغارات العدوان السعودي المرصاد نت - متابعات فجراً .. ومع بزوغ الشمس وخلسة تسللت آلة القتل الأمريكي السعودي الصهيوني الغاشم محملة بصواريخ الحقد والفجور لتحول فجر عدد من الأسر بمحافظة...
- لماذا يستمر السعوديون وحلفاؤهم في حملتهم الحمقاء على اليمن رغم الفشل؟ المرصاد نت - متابعات لا يزال السعوديون يحملون ايران اللوم بعرقلة جهود السلام واستمرار الحرب على اليمن التي بدؤوا بها واختاروا الاستمرار فيها وعدم ايجاد حل لوق...
- بانتظار إعلان عدن التاريخي .. هادي يواجه الحشود من الرياض المرصاد نت - متابعات تشهد ساحة العروض بمنطقة خور مكسر في مدينة عدن توافداً للآلاف من أبناء المحافظات الجنوبية استجابة لدعوات قوى الحراك الجنوبي بدعم إماراتي ف...