المرصاد نت - متابعات
"السلام أولاً" العنوان الذي اختارته الإمارات لما تقول إنها مرحلة/خطة جديدة ستبدأ مع تقليص قواتها في اليمن على نحو يذكّر بالعنوان الذي اختارته حليفتها السعودية بالانتقال من "عاصفة الحزم" في العام 2015 إلى "إعادة الأمل". غير أن الأخير تحوّل إلى الفصل الجحيمي الأطول في الحرب في وقت لا تزال الدوافع الإماراتية مثار جدل وشكوك بشأن التوقيت على الأقل.
وطالب الحوثيون أمس الثلاثاء بالانسحاب الكامل للتحالف. وكتب رئيس ما يُسمى بـ"اللجنة الثورية العليا" محمد علي الحوثي في تغريدة: "ندعو دول العدوان لإعلان الانسحاب من اليمن فالجمهورية اليمنية ترفض العدوان والحصار والحظر الجوي". وأضاف أن "الانسحاب من اليمن هو القرار المثالي الذي يجب اتخاذه في هذا الوقت بالذات".
ووفقاً لأحدث المعلومات الميدانية من مصادر متطابقة واصلت الإمارات تقليص أعداد قواتها المنتشرة في الساحل الغربي الجبهة الأبرز للحرب في اليمن منذ أكثر من عامين بالتنسيق مع القوات السعودية وقوات هادي التي كانت تتولى أبوظبي دعمها بشكل أساسي بما في ذلك في جبهة المخا غربي تعز والأطراف الجنوبية لمحافظة الحديدة وعلى الرغم من أن وزارة الدفاع الإماراتية أو المسؤولين لم يكشفوا بصورة رسمية حتى اليوم، معلومات بشأن أعداد القوات التي يتم سحبها أو حدود الانسحاب إلا أن المعلومات الميدانية تتطابق مع التسريبات والتقارير الدولية والتي تعزز بمجملها أن تحوّلاً غير مسبوق يجري في عمل التحالف السعودي الإماراتي وأن الإماراتيين يمضون بخطوات أحادية الجانب وفقاً لحسابات خاصة على حساب السعوديين، بصرف النظر عن التنسيق الذي يقتضيه الموقف الميداني في التنفيذ.
وفي ظل الجدل المثار بشأن الإعلان الإماراتي عن الانسحاب من اليمن جاء التصريح الذي نقلته وكالة "فرانس برس" الإثنين الماضي عن مسؤول إماراتي رفيع المستوى ليسلط الضوء على خطاب إماراتي جديد يتحدث عن أن ما يشهده اليمن يأتي ضمن خطة "إعادة انتشار" وهو المصطلح الذي تردد كثيراً عقب اتفاق استوكهولم بشأن الحديدة إذ ينص في أهم بنوده على تنفيذ إعادة انتشار مشترك من قبل قوات الطرفين.
ومن غير الواضح ما إذا كانت خطة الإماراتيين تقتضي تفسير الحوثيين للاتفاق (استبدال قوات موالية لهم بأخرى من أتباعهم) وبالتالي مناورة لا أكثر، أم أن أبوظبي تحاول قدر الإمكان انتشال يدها من المستنقع اليمني الذي كان لسياساتها دور محوري في تفاقم أزماته في الأعوام الأخيرة. وكان لافتاً حديث المسؤول الإماراتي للوكالة الفرنسية عن خطة تعمل على تحقيق "السلام أولاً" الأمر الذي يُمكن اعتباره شعاراً جديداً للتدخل الإماراتي. لكنه في الشأن اليمني والتدخل الإماراتي يمثل تعبيراً قابلاً للتفسير بأوجه متعددة إذ إن أبوظبي وعلى مدى ما يزيد عن أربع سنوات من تصدرها الحرب إلى جانب السعودية ظلت تعمل على إطالة أمد الحرب وتقسيم البلاد وتمد الانفصاليين بكافة الإمكانيات مثلما عملت في الوقت ذاته على تقويض إمكانية عودة الحكومة اليمنية وفرض سلطاتها في مناطق البلاد غير الخاضعة لسيطرة الحوثيين.
وفي السياق تعيد الخطة الإماراتية أو الشعار الجديد "السلام أولاً" الأضواء إلى ما سبق وأعلنت عنه حليفتها في إبريل/نيسان 2015 (بعد 22 يوماً من إطلاق العمليات العسكرية) عن إيقاف "عاصفة الحزم" وتدشين "إعادة الأمل". والأخيرة قالت الرياض حينها إنها تعني مواصلة العمليات العسكرية مع إتاحة الفرصة للشق السياسي الخاص بالمفاوضات وكان من المفترض أن تكون بدء العد التدريجي لوقف الحرب كما تم الترويج آنذاك إلا أنها في حقيقة الأمر تحولت إلى مرحلة الحرب الحقيقية التي تتواصل منذ أكثر من أربع سنوات في حين لا يبقى من العناوين غير الكلمات البراقة التي تخالف الواقع جملة وتفصيلاً.
وتأتي التصريحات الإماراتية والخطوات الانفرادية لأبوظبي لتعزز وجود شرخ كبير في التحالف مع السعودية التي يفترض أنها "قائدة التحالف" ومنها يأتي الإعلان عن أي توجّه مشترك. غير أنه من غير الواضح الدافع الذي يحرك أبوظبي في الحرص على خرق ذلك والإعلان عن توجّهات منفردة وما إذا كانت توجه رسائل لحليفتها الرياض بالأساس أم أنها تنفذ خطة "تكتيكية" ربما تسعى من خلالها لصرف الأنظار عن ممارساتها وسياساتها التي واجهت سخطاً يمنياً كبيراً في السنوات الماضية لكنها في الواقع قد لا ترفع يدها كما يجب.
المزيد في هذا القسم:
- "القاعدة" تعترف بالتعاون مع السعودية وأمريكا في اليمن المرصاد نت - متابعات في الوقت الذي يتواصل فيه العدوان السعودي على المدن والقري في مختلف المناطق اليمنية أعلن زعيم القاعدة في اليمن "قاسم الريمي" مؤخراً بأن عنا...
- هيومن رايتس ووتش: غوتيرش تجاهل انتهاكات السعودية بحق أطفال اليمن المرصاد نت - متابعات قالت منظمة "هيومن رايتس ووتش" أمس الخميس إن التقرير الجديد للأمين العام للأمم المتحدة بشأن الأطفال والصراع المُسلّح يشكّل سابقة خطيرة لأن...
- منتدى مجال ينظم ندوة حول الأطماع الاستعمارية البريطانية في جنوب اليمن! المرصاد - متابعات نظم منتدى مجال السياسي والاجتماعي والاستشاري اليوم، ندوة، حول الأطماع الاستعمارية البريطانية في جنوب اليمن. وفي الندوة استعرض الباحث محمد عبد...
- تقرير| موجة احتقان غير مسبوقة.. غليان قبلي يرفض مليشيا الحوثي في 6 محافظات المرصاد-متابعات يوماً بعد آخر، يشتد خناق الرفض القبلي على مليشيا الحوثي الإرهابية، فخلال الأربعة الأسابيع الماضية شهدت ست محافظات تحتلها المليشيا رفضاً قبلياً ...
- قراءة : القوة الصاروخية اليمنية.. قبل وبعد العدوان المرصاد نت - خاص اليمنيون تائهون وفي حاجة لبعض التفسير العسكري حول القوة الصاروخية الذي لا يكشف خططنا الاستراتيجية تفسير عسكري حقيقي وليس ترهات ومجاملات ونفاق...
- إطلاق صاروخ باليستي على قاعدة خميس مشيط الجوية المرصاد نت - متابعات أطلقت القوة الصاروخية للجيش واللجان الشعبية صباح اليوم الإثنين صاروخاً باليستياً من نوع القاهر-1 على قاعدة خميس مشيط العسكرية في منطقة عس...
- إحتلال الساحل الغربي لليمن بجيوش أفريقية .. وأمريكا أولاً من أجل يهودية فلسطين - الأبعاد و... المرصاد نت - خاص بريطانيا هي الدولة اليهودية الأولى بالعالم، حيث تمكن "توماس كرومويل" عام 1290م من القضاء على الكنيسة الكاثوليكية وفي عام 1390م تمكن "أوليفر ك...
- اليونيسيف : اليمن أسوأ مكان للأطفال في العالم المرصاد نت - متابعات حين تصل منظمة كاليونيسيف إلى حدّ تصنيف بلد كاليمن على أنه أسوأ مكان للأطفال في العالم لنا أن نتخيّل حجم المعاناة التي يعيشها هؤلاء الذين ...
- إطلاق صاروخ باليستي على تجمعات المرتزقة والمعتدين الغزاه بالجوف المرصاد نت - سبأ أطلقت القوة الصاروخية للجيش واللجان الشعبية اليوم صاروخ باليستي على تجمعات للغزاة والمرتزقة بمعسكر اللواء 115 بمدينة الحزم محافظة الجوف. ون...
- الوجع المكبوت.. جرائم النظام السعودي ضد أفراد ومنتسبي جيشه المرصاد نت - يحيى الشامي تلهثُ المملكة السعودية باحثةً عن انتصارات ولو وهمية وفي سبيل ذلك يهلك العشرات من جنودها وعناصر مرتزقتها يومياً في معارك الحد الشمالي ...