نيويورك تايمز: بن سلمان يستنجد بالإدارة الأمريكية لإخراجه من مستنقع اليمن!

المرصاد نت - متابعات

أكّدت صحيفةٌ أمريكيةٌ أن العدوانَ السعودي على اليمن الذي يحمل توقيعَ ولي العهد محمد بن سلمان وصل إلى طريق مسدود وتحوّل إلى مستنقع. وقالت صحيفة “نيويورك تايمز” أمسdsasaaaa2341 الجُمُــعَـة: إن بن سلمان يأمل في أن تساعده واشنطن وإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في حربه ضد اليمن إلا أنّ معارضة الكونغرس للحرب تجعل هذا الأمر مستبعَداً ما يترك السعودية أمام الخيارات المتواضعة”.

ولفتت الصحيفة إلى أنّه “لا يمكن للسعوديين الانسحاب بسهولة من اليمن؛ بسَببِ الوتيرة المتصاعدة للجيش اليمني على حدود السعودية” مضيفةً “أن فشل النظام السعودي في حرب اليمن أمر يؤلم ولي العهد السعودي ويُحرِجُه أمام الرأي العام العالمي” ويتزامن ما كتبته “نيويورك تايمز” مع إعلان المندوب السعودي لدى الأُمَــم المتحدة عَبدالله المعلمي أنّ الوقتَ حان لأَن تضعَ الحربُ في اليمن أوزارها في إشارة إلى الرضوخ السعودي لوقف العدوان.

ورأت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية أنّ الحرب السعودية في اليمن وصلت إلى طريق مسدود وتحوّلت إلى مستنقع بن سلمان وفق ما نقلت عن دبلوماسيين ومحلّلين قالوا إنّ الانسحاب الحادّ لحليفه الرئيسي الإمارات يثير أسئلة حول قدرة السعودية على قيادة الحرب بمفردها.

وتابعت الصحيفة أنّه منذ بداية التدخل السعودي في اليمن كانت الحرب، حرب بن سلمان. ولفتت إلى أنّ الأمير السعودي الذي كان وزيراً للدفاع في حينها، ويبلغ 29 عاماً شوهد في صور رسمية محاطاً بجنرالات يدقّق في الخرائط، يتفحّص طائرة هليكوبتر ويرتدي سماعة الطيار أثناء وجوده على متن طائرة عسكرية.

ومتسلّحاً بالتعليقات المشدّدة للمسؤولين في إدارة ترامب يأمل بن سلمان في أن تساعد واشنطن في تعويض انسحاب الإمارات بدعم عسكري أميركي جديد وذلك وفق دبلوماسيين على اطلاع على المحادثات. إلا أنّ معارضة الكونغرس للحرب تجعل هذا الأمر مستبعداً ما يترك السعودية أمام بعض الخيارات المتواضعة.

وتنقل الصحيفة الأميركية عن المحلّلة في معهد دول الخليج العربية كريستين سميث ديوان قولها: "الأمر يؤلمه لأنّه يضرّ بمصداقيته كقائد ناجح" مضيفة أنّه لا يوجد الكثير من المواطنين في السعودية الذين يشعرون بأنّ ما يحصل استثمار حكيم للمستقبل.

وتقول الصحيفة نفسها إنّ "الضباط الإماراتيّين والأسلحة والمال لعبوا بالقدر عينه خلف الكواليس دوراً مهماً في تماسك تحالف متشعب من المليشيات اليمنية التي تتبادل العداء والتي بدأت بالفعل تتصارع من أجل ملء فراغ السلطة الذي خلّفه الإماراتيون. ويقول المحلّلون إنّه نتيجة لذلك يجعل الانسحاب الإماراتي احتمال الانتصار العسكري السعودي أكثر بعداً".

وأشارت الصحيفة إلى أنّه لا يمكن للسعوديين الانسحاب بسهولة من اليمن، بسبب حدود المملكة معه، والتي يبلغ طولها ألفا ومائة ميل، مضيفة أنّ الوتيرة المتصاعدة لهجمات الحوثيين على السعودية تجعل من الصعب عليها الانسحاب. وتقول إنّه حتّى ولو أوقف الحوثيون هجماتهم كما تجادل السعودية إلا أنّهم قد يشكلون تهديداً أكبر إذا سُمح لهم بتشديد قبضتهم على اليمن.
ويقول رئيس مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية فارع المسلمي إنّه ليس لدى السعوديين رفاهية الخروج من اليمن "لا توجد وسيلة للفرار".

ويأمل دبلوماسيون غربيون وآخرون من الأمم المتحدة في أن يدفع الانسحاب الإماراتي ببن سلمان إلى التفاوض بشأن اتفاق مع الحوثيين كأن يبادل إنهاء الحملة الجوية التي تقودها السعودية، ببعض إجراءات الأمن على طول الحدود. لكنّ دبلوماسيين ومحللين يقولون إنّ بن سلمان عزّز سلطته كولي عهد وحاكم فعلي في عهد والده الملك سلمان ويواجه ضغطاً محلياً خجولاً من أجل إنهاء الحرب في اليمن.

وتشير "نيويورك تايمز" إلى أنّه يبدو أنّ ولي العهد قمع أي معارضة داخل العائلة الملكية في حين يسيطر الديوان الملكي على وسائل الإعلام في ظلّ وجود تقارير عن إصابات في صفوف القوات الجوية السعودية وترى الصحيفة أنّ الانسحاب الإماراتي أضعف بقوة قدرة السعوديين على التفاوض ما رفع التكلفة المحتملة لبن سلمان في أي مفاوضات لإنهاء هجمات الحوثيين. وأشارت إلى أنّ السعوديين يأملون في مشاركة أكبر للاستخبارات الأميركية على الأقل، وربما نشر فرق من القوات الخاصة أو مستشارين عسكريّين، وفق ما قاله دبلوماسيون.

إلى ذلك قالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) أمس الجمعة إن شركة لوكهيد مارتن فازت بعقد قيمته 1.48 مليار دولار لبيع منظومة ثاد الدفاعية الصاروخية للسعودية ووفقا لوكالة "رويترز" أضافت الوزارة أن العقد الجديد تعديل لاتفاق سابق لإنتاج المنظومة الدفاعية لصالح السعودية. وذكرت أن الاتفاق الجديد يرفع القيمة الإجمالية لصفقة ثاد إلى 5.36 مليار دولار.

وكان البنتاغون قد أعلن مطلع شهر إبريل الماضي أن شركة لوكهيد مارتن على عقد من وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) بقيمة 2.4 مليار دولار لبيع صواريخ ثاد الدفاعية المقرر تسليم بعضها للسعودية. وكان مسؤولون سعوديون وأمريكيون قد وقعوا في نوفمبر خطابات تضفي الصبغة الرسمية على شروط شراء المملكة 44 منصة إطلاق ثاد وصواريخ ومعدات مرتبطة بها.

وقال البنتاجون إن الحكومة السعودية ستدفع 1.5 مليار دولار من قيمة الصفقة البالغة 2.4 مليار دولار هذا قبل أن يعلن اليوم رفع القيمة الإجمالية للصفة إلى 5.36 مليار دولار وابرمت صفقة نوفمبر وسط مخاوف بشأن دور قيادة السعودية في مقتل الصحفي جمال خاشقجي وارتكاب المزيد من الجرائم بحق الشعب اليمني.

وتأتي مساعي السعودية للحصول على منظومة "ثاد" الدفاعية بعد فشل منظومة "باتريوت" الدفاعية الأمريكية المنتشرة بكثرة على أراضيها في التصدي للصواريخ الباليستية والطيران المسير اليمني التي استهدفت خلال السنوات الماضية العديد من الأهداف العسكرية والحيوية في الرياض وعدة مناطق في السعودية.

كما يأتي الكشف عن الصفقة في ظل تعزيز التواجد العسكري الأمريكي في قاعدة سلطان الجوية غداة إقرار مجلس النواب الأمريكي مشروع قرار يوقف صفقات بيع أسلحة بقيمة 8,1 مليار دولار للسعودية وحلفاء آخرين لواشنطن، في خطوة من المرجح أن يستخدم ترامب الفيتو ضدها، طالما تم رفع قيمة الصفقة.

 

المزيد في هذا القسم: