الإمارات تحشد نحو أبين وشبوة ودعوات يمنية لإخراجها من "التحالف السعودي"!

المرصاد نت - متابعات

في وقت لا تزال فيه الإمارات تراوغ، رافضة العودة عن انقلاب عدن وإعادة المنطقة للسلطة يبدو أنها تُعدّ لمعركة جديدة في جنوب البلاد عنوانها محافظتا أبين وشبوة عبر دفعها تعزيزات Bianan2019.9.15عسكرية كبيرة إلى أبين خصوصاً، ومحاولتها شراء ولاء قيادات قبلية عبر المال وبالتهديدات فيما لا تزال السعودية تراقب الوضع من دون القيام بأي ضغط على حليفتها لوقف انقلابها على الشرعية اليمنية.

وفيما لا تزال الإمارات ترفض إجراء حوار مباشر مع حكومة هادي كشف مسؤولون أن هناك حواراً غير مباشر بين حكومة هادي وأبوظبي بعيداً عن الأضواء يحاول الإماراتيون تغطيته بالتسريبات عن أن الحوار يجري بين حكومة هادي و"المجلس الانتقالي الجنوبي". لكن مسؤولين وصفوا لقاءات جدة بالفاشلة في ظل الممارسات التي تقوم بها أبوظبي على الأرض في محافظات عدة، ومحاولتها استغلال المحادثات لكسب الوقت وتخفيف حدة اعتراضات الشرعية.

وقالت مصادر سياسية إن الإمارات ترفض مطالب حكومة هادي وتشدد على أن قواتها وأتباعها سيديرون عدن وإذا أرادت الشرعية يمكنها العودة إلى المنطقة لكن كشخصيات لا كسلطة وهو ما ترفضه الشرعية ويُعقّد العلاقة بين الطرفين ويُفشل فرص الوصول إلى حل في ظل الاستفزازات الإماراتية. وأكدت المصادر أن سلطة هادي متمسكة بكامل الحقوق السيادية ومنع تدخّل أبوظبي بأي شكل من الاشكال في الإدارة، كون مهمتها جاءت ضمن التحالف للدعم العسكري ويجب أن تلتزم بذلك، لافتة إلى أن هناك خلافات جدية فيما يخص جزيرة سقطرى ومسألة الثروات ومن يسيطر عليها، فيما السعودية تقوم بدور الوسيط.

كما أشارت المصادر إلى أن هناك خلافاً حول مسألة المنافذ البرية والجوية والبحرية في الجنوب والتحركات الإماراتية في مطار الريان واستمرار تحكّم أبوظبي فيها ومنعها عودة بعض اليمنيين، فيما لم يعد تحت سيطرة حكومة هادي من منافذ غير مطار سيئون ومنفذ الوديعة البري على الحدود مع السعودية وهي ممارسات دفعت مسؤولين في الشرعية إلى القول إن تصرفات الإمارات هي استعمار واحتلال وليست تصرفات دولة شقيقة.

وتعليقاً على ذلك اعتبر مسؤول يمني رفيع أن أبوظبي باتت تقوم بدور المستعمر فتصرفاتها ولقاءات جدة غير المباشرة معها، تُظهران أنها لا تريد الوصول إلى حل يفضي إلى عودة الدولة ومؤسساتها إلى عدن بل إنها تذهب نحو التصعيد وإفراغ جوهر وجود الشرعية فيما تحاول الإمارات تحقيق انقلاب بشكل كلي على الشرعية والسيطرة على كامل المناطق المحررة، من خلال إيجاد أدوات تقوم بالعمل الميداني، من اغتيالات واعتقالات واختطافات وتهجير لكل أنصار وقيادات الشرعية.

وفي مؤشر واضح على الغضب اليمني المتصاعد ضد الإمارات، شنّت صحيفة الجيش اليمني "26 سبتمبر" هجوماً على الإمارات بسبب "انقلابها على الشرعية وانحرافها عن مسار التحالف الذي جاء لإنهاء انقلاب صنعاء" وفق ما كتبت في افتتاحياتها أخيراً معتبرة انحراف الإمارات كدولة مشاركة في التحالف عن تلك الأهداف المشروعة، وقيامها بتمويل ورعاية انقلاب آخر على الشرعية في عاصمتها المؤقتة عدن، هو انقلاب يقوّض الشرعية ويصب في خدمة المشروع الحوثي الإيراني الذي يهدد أمن اليمن والمنطقة ويزيد من معاناة اليمنيين، ويدفع بالبلاد في أتون الفوضى والتقسيم والتمزيق والتدمير، وفق قولها.

وأضافت صحيفة الجيش أن التمرد الذي قامت به مليشيات "الانتقالي" بدعم إماراتي هو انحراف واضح وخطير عن مسار التحالف وأهدافه المعلنة وانقلاب أسهم في تعميق الجراح وتوسيع الشرخ في النسيج الوطني والاجتماعي وإغراق اليمنيين في صراعات بينية وانشقاقات جديدة، تخدم بصورة مباشرة انقلاب صنعاء، بل إنه لا يُعتبر فقط خروجاً صريحاً عن مبادئ وأهداف التحالف وإنما يعد انقلاباً على مؤسسة الشرعية اليمنية.

 ميدانياً تبرز ملامح معركة جديدة يبدو أن الإمارات وأتباعها يتحضرون لها في مناطق جنوب البلاد في ظل دفع أبوظبي بأعداد كبيرة من الآليات العسكرية والأسلحة والأطقم إلى مناطق المواجهات فضلاً عن الأموال لاستقطاب الوجاهات القبلية حيث ذكرت مصادر في عدن وأبين أن الإمارات دفعت بكميات كبيرة من العتاد العسكري والأطقم إلى محافظة أبين بعد أن وصلت هذه المعدات والآليات العسكرية من قواعد إماراتية في القرن الأفريقي. وأكدت المصادر أن قوات موالية لأبوظبي وصلت إلى أبين معززة بأعداد كبيرة من الآليات العسكرية من مدرعات ودبابات وأطقم عسكرية في محاولة جديدة لتفجير الوضع في أبين، التي تدين أغلب مناطقها بالولاء للحكومة الشرعية، وتستغل أبوظبي عودتها إلى منطقة بلحاف على بحر العرب في شبوة للتهيئة لمعركة جديدة ضد الشرعية. وحلّق الطيران الإماراتي أمس فوق مدينة شقرة الساحلية في أبين.

بالتوازي، واصلت الإمارات التحشيد لاستهداف محافظة شبوة عبر التواصل مع قيادات قبلية وقفت إلى جانب حكومة هادي مهددة إياها بالقصف بحجة الإرهاب. يترافق ذلك مع مواصلة أبوظبي توغلها في جزيرة سقطرى من خلال العديد من الإجراءات لبسط سيطرتها على الجزيرة، على الرغم من اتفاقات سابقة بوقف تدخّلها إلا أنها تحاول حشد الأهالي ضد الشرعية وحتى ضد السعودية وفق مصادر قبلية وأخرى في السلطة المحلية . كما عادت لتنشيط فكرة تشجيع هجرة أبناء سقطرى إلى الإمارات في ظل إغراءات وامتيازات منها الجنسية والوظيفة والبيت إضافة إلى التضييق على الناس بما فيها أعمال الصيد في المحيط الهندي، لإجبار السكان على ترك المنطقة، وسط تواجد عدد من الضباط الإماراتيين في الجزيرة.

بالتوازي مع كل هذه التطورات كان هادي يبحث الجمعة في الرياض مع نائب وزير الدفاع السعودي خالد بن سلمان "جملة من القضايا والمواضيع ذات الاهتمام المشترك" بحسب ما ذكرت وكالات إعلامية أمس السبت. ولفتت إلى أن هادي أشار إلى "التوافق الاستراتيجي الدائم بين اليمن والمملكة تجاه القضايا المصيرية في مواجهة التمدد الإيراني، ودعم اليمن وشرعيته ووحدته وأمنه واستقراره".

من جهته جدد بن سلمان موقف بلاده الثابت والداعم لليمن وشرعيته الدستورية بقيادة هادي "وفقا لمرجعيات السلام المتعارف عليها المتمثلة بالمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني والقرارات الأممية ذات الصلة وفي مقدمتها القرار 2216".

إلى ذلك دعا كل من نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية في حكومة هادي، حمد الميسري ونائب رئيس مجلس النواب عبد العزيز جباري، ووزير النقل صالح الجبواني في بيان مشترك، إلى إنهاء دور دولة الإمارات العربية المتحدة في "التحالف العربي" الذي تقوده السعودية في حرب اليمن ومقاضاتها دولياً.

‎ودعا البيان المشترك "القوى الوطنية بكل توجهاتها في الداخل والخارج لتشكيل جبهة وطنية للدفاع عن الجمهورية اليمنية التي تتعرض للتمزيق".

وأضاف أن اليمن "يتعرّض لمخاطر التمزيق والتفتيت نتيجة أطماع غير مشروعة لبعض القوى الإقليمية وعملائهم في الداخل".

المزيد في هذا القسم: