المرصاد نت - متابعات
عند حاجز أمني وسط مدينة عدن، جنوبي اليمن يقف جنديان منضبطان وبزي عسكري كامل ما يوحي بأنهما حديثي تخرج من أحد الألوية العسكرية وبإشارات صارمة يسمحان للسيارات بالمرور عبر الحاجز. رغم أن العلم الانفصالي، الذي يرفعه المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات، كان منصوبًا عند الحاجز، إلا إن ذلك يعد أحد مظاهر الاستعدادات التي تجريها السعودية في المدينة، تمهيدًا لاستقبال رئيس الحكومة اليمنية، معين عبد الملك.
كان من المفترض أن يعود عبد الملك وفريق مصغّر من الوزراء إلى عدن الثلاثاء قبل أن تُؤجل العودة إلى أجل غير مسمى بحسب ما قال مصدر حكومي للأناضول.وعزا المصدر، فضّل عدم الكشف عن هويته، هذا التأجيل إلى ترتيبات لوجستية تجريها القوات السعودية لتأمين إقامة رئيس الحكومة وفريقه.
وتقيم الحكومة في العاصمة السعودية الرياض، منذ مطلع أغسطس/ آب الماضي بعد أن خاضت قواتها معارك ضارية ضد قوات الانتقالي الجنوبي انتهت بانتصار الأخيرة، وانسحاب القوات الحكومية بينما غادرت الحكومة -مثل كل مرة- إلى الرياض. رعت السعودية اتفاقًا في الرياض بين الحكومة والانتقالي في 5 نوفمبر/ تشرين ثانٍ الجاري قضى بوقف المعارك وعودة رئيس الحكومة وتشكيل حكومة كفاءات سياسية لا تتعدى 24 وزيرًا مناصفة بين محافظات الشمال والجنوب.
سيادة سعودية
بقدر ما يمثّل اتفاق الرياض تهدئة في جنوبي اليمن إلا إنه أعاد توحيد كل القوى العسكرية والمسلحة تحت قيادة السعودية في وقت فضّلت فيه الإمارات الانسحاب من المشهد والتخلي عن كل الميليشيات والمجموعات المسلحة التي دربتها. كما أن تنصيب السعودية راعيًا رئيسًا لتطبيق الاتفاق وإشرافها المباشر على توحيد القوات العسكرية تحت قيادتها يعني أن الرياض باتت تملك القرار النافذ ويبدو الرئيس هادي الذي أحاط نفسه بأبنائه ومجموعة من الحلفاء عديمي الحيلة عاجزًا بحسب مراقبين.
ووفق مركز صنعاء للدراسات فإن الرياض أصبحت الآن مسؤولة عما يحدث وعما لن يحدث في جنوبي اليمن. وأوضح المركز في تقريره الشهري أن الهرمية الجديدة التي يتصورها الاتفاق ستكون برئاسة نائب وزير الدفاع السعودي، خالد بن سلمان، الذي تولى بصمت مؤخرًا مسؤولية الملف اليمني من شقيقه محمد بن سلمان، ولي العهد، وزير الدفاع. ورأى المركز أن أهم أسباب نجاح الاتفاق هو توفير الأموال والموارد الكافية للمساعدة في إصلاح شؤون الحكومة المالية وممارساتها الاقتصادية، وإعادة فتح مطار صنعاء الدولي، وتوقف السعودية عن ترحيل مئات الآلاف من العمال اليمنيين. ما عدا ذلك فإن المركز وصف اتفاق الرياض بـ"السيادة السعودية على اليمن".
لم يكن اتفاق الرياض، الذي حضر توقيعه ولي العهد السعودي وولي عهد أبوظبي محمد بن زايد إلا تمهيدًا لتغيير كبير في قواعد الحرب باليمن يبدو معه أن الحوثيين قد فرضوا أنفسهم كقوة لا يمكن تجاوزها. مثّل اتفاق الرياض محاولة سعودية إماراتية لتحسين سياساتهما الكارثية في اليمن منذ خمسة أعوام، إذ تحاول الدولتان أن تصدّرا للمجتمع الدولي صورة بأن تدخلهما العسكري انتهى باستقرار جنوبي اليمن.
يقول التحالف إن تدخله العسكري في اليمن يهدف إلى دعم السلطة الشرعية والتصدي للانقلاب واستعادة الدولة اليمنية. ورغم استمرار أسباب الحرب، إلا إن الرياض وأبوظبي غيرتا من تكتيكهما بالتحول من الخيار العسكري البحت نحو الخيار السياسي، من خلال صياغة تسوية مع الحوثيين في الشمال. وقال وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي، أنور قرقاش، الأحد الماضي، إن الحوثيين سيكون لهم دور في مستقبل اليمن.
وزار نائب وزير الدفاع السعودي خالد بن سلمان سلطنة عمان لبحث السلام في اليمن. وعقب لقائه بسلطان عمان قابوس بن سعيد قالت وزارة الخارجية العمانية في بيان إن السلطنة "ترحب بجهود السعودية في التوصل إلى اتفاق الرياض بين بعض الأطراف اليمنية". وأضافت أنها تأمل بأن يمهد ذلك للوصول إلى تسوية سياسية شاملة تنهي الأزمة في اليمن.
وبحسب مصدر سياسي مطلع فإن السلطنة ترتب للقاء بين ابن سلمان ووفد الحوثيين المشارك في مشاورات السلام التي ترعاها الأمم المتحدة، والذي يرأسه المتحدث باسم الجماعة، محمد عبد السلام، لكن الأمر يبقى في سياق الترتيبات فقط حتى اللحظة. وأضاف المصدر طلب عدم كشف هويته، أن "السلطنة تقود جهودًا كبيرة لإبرام اتفاق بين السعودية والحوثيين ضمن جهودها للوصل إلى تقارب إيراني إماراتي سعودي.. هناك ترتيبات كبيرة تدفع بها الأمم المتحدة وبريطانيا بينها اتفاق سعودي حوثي".
مباحثات حوثية سعودية
بموازاة ذلك قال مسؤول حوثي رفيع للأناضول إن الرياض بدأت بالتواصل مع الجماعة عقب حادثة استهداف منشآت شركة "أرامكو" النفطية بالمملكة. وزعم الحوثيون مسؤوليتهم عن الهجوم الذي أخرج نصف دائرة الإنتاج السعودي النفطي من العمل. ومن منطق قوة، أعلن الحوثيون عن مبادرة لوقف هجماتهم ضد المنشآت السعودية سرعان ما تلقفتها الرياض ووصفتها بالإيجابية، واعتبر "ابن سلمان" أنها تدفع نحو الحوار وعملية السلام باليمن.
وأوضح المصدر، طلب عدم ذكر هويته، أن الاتصالات كانت تسير وفق أعلى مستوى، وبينها اتصال هاتفي بين خالد بن سلمان ورئيس المجلس السياسي الأعلى مهدي المشاط لبحث التهدئة ووقف إطلاق النار على الحدود.وأضاف أن الاتصالات تجرى بين الطرفين منذ أكثر من شهر، وتوجد لجنتان عسكرية وسياسية تبحث الأولى الوقف الشامل لإطلاق النار بين الجانبين ورفع الحصار وإعادة فتح مطار صنعاء بينما ترتب الأخرى لوضع سياسي جديد. وتابع أن من بين الملفات السياسية المطروحة طي صفحة الرئيس هادي، والترتيب لتسوية سياسية شاملة. بينما قال مصدر في الحكومة للأناضول إن حكومة الرئيس هادي ما تزال طرفًا يحظى بدعم كل من التحالف والمجتمع الدولي وقرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن.
ترقب شعبي
بأمل استقبل اليمنيون الأنباء عن التطورات المرتقبة تجاه الحوثيين إذ ستسمح عملية وقف الحرب بإيقاف تدهور الوضع الإنساني المتردي الذي أنتج أسوأ أزمة إنسانية يشهدها العالم منذ الحرب العالمية الثانية (1939: 1945) بحسب الأمم المتحدة. وقال عمرو إبراهيم طالب جامعي، للأناضول: "نتمنى أن تتوقف الحرب فبعد خمسة أعوام اكتشفنا أنها كانت مجرد عبث" وتسببت الحرب على اليمن المستمرة للعام الخامس في تردي الأوضاع في اليمن حيث بات معظم السكان بحاجة إلى مساعدات إنسانية.
الأناضول - مراد العريفي
المزيد في هذا القسم:
- موقع بريطاني: الإمارات تشتري ولاءات الفقراء في تعز اليمنية بالمال! المرصاد - متابعات كشف موقع “ميدل إيست آي” البريطاني، أن ولاءات الفقراء في محافظة تعز اليمنية باتت مادة للشراء عبر المال الإماراتي، بهدف دعم جبهة القتال م...
- أنصار الله يؤكدون مشاركتهم فيما تم التوافق عليه ونتحفظ على بند بقاء الحكومة خاص : أكد المجلس السياسي لأنصار الله أنهم سيشاركون فيما تم التوافق عليه بمؤتمر الحوار ويتحفظون على بند بقاء حكومة الوفاق اوارد في وثيقة الضمانات .. وقال...
- مصرع وجرح عشرات المرتزقة في كسر زحفين في البيضاء وشبوة متابعات : لقي عشرات من مرتزقة العدوان السعودي الأمريكي مصرعهم وجرح آخرون اليوم الجمعة خلال كسر زحفين لهم في محافظتي البيضاء وشبوة. وأفاد مصدر عسكري بأن ...
- الأمم المتحدة: محاسبة المسؤولين عن غارات أودت بحياة مدنيين يمنيين المرصاد نت - متابعات دعت مفوّضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان ميشيل باشليه التحالف السعودي إلى إبداء شفافية أكبر في قواعد الارتباط التي يتبعها في حرب ال...
- خبراء أمريكيون : صواريخ اليمن تطيح بكفاءة منظومات الباتريوت المرصاد نت - متابعات كشفت يومية نيويورك تايمز عن نتائج تحقيق استمر لمدة شهر كامل لتقييم أداء بطاريات الباتريوت بعد الصاروخ اليمني الثاني الذي سقط على العاصمة ...
- ولد الشيخ: محادثات السلام اليمنية مقبلة على مرحلة جديدة المرصاد نت - متابعات أعلن المبعوث الدولي الخاص إلى اليمن، الخميس أن محادثات السلام اليمنية مقبلة على مرحلة جديدة في الأسبوعين القادمين. و قال اسماعيل ولد ا...
- جنوب اليمن … من تفكيك الوحدة إلى تفكيك الانفصال! المرصاد نت - متابعات خلافاً للشعارات التي ظل يلهب بها مشاعر الشارع الجنوبي مثل “التصالح والتسامح” و”الجنوب صار بيد أبنائه ولم يتبق سوى اعتراف المجتمع الدولي ب...
- السعودية بدأت تشييد قاعدة عسكرية في جزيرة زقر اليمنية! المرصاد نت - متابعات أكدت مصادر مطلعه أن السعودية بدأت بتشييد قاعدة عسكرية في جزيرة "زقر" الواقعة في البحر الأحمر بين سواحل اليمن وارتيريا وبالقرب من مضيق باب...
- تحالف العدوان السعودي يصعد من خروقاته في الحديدة! المرصاد نت - متابعات صعدت قوى العدوان السعودي والمرتزقة من خروقاتها لاتفاق وقف إطلاق النار في محافظة الحديدة. وأوضح مصدر أمني أن قوى العدوان أطلقت أكثر من 15 ...
- بعد عامين من الفشل .. بن سلمان : سنجتث الحوثي وصالح في أيام قليلة وستكون المعركة في إيران المرصاد نت - متابعات بعد ما يزيد عن عامين من اعلان الحرب على اليمن خرج ولي ولي العهد السعودي الذي بات يعرف في اليمن بالمهفوف محمد بن سلمان الثلاثاء بتصريحات م...