ستنتهي الحرب قريباً جداً بانتصار اليمن.. لیس لدی بن سلمان وقت موسع؟

المرصاد نت - متابعاتALmahfofffff2019.10.1

أكد وزيرُ الدفاع في حكومة صنعاء اللواء الركن محمد ناصر العاطفي أن “قــوّاتُنا المسلحة استكملت كُـلَّ جوانب البناء التي تؤهّلُها لشنِّ هجوم استراتيجي شامل يشلُّ قدراتِ العدو”.

وقال العاطفي: إننا قادرون على تحقيق الحسمِ العسكري في الجبهات وفي مقدمتها الحدود. وأوصح أن الصناعاتِ العسكريةَ اليمنيةُ تسابقُ الزمنَ بمستوى ينافسُ الدولَ التي سبقتنا في هذا المجال بعشرات السنين. قائلاً: نمتلكُ تقنياتٍ حديثةً قادرةً على تأمين أجواء اليمن والعمل متواصل لتحييد الطيران المعادي بنسبة 100%.

كشف أن هناك مراحلُ أكبر وأوسع لعملية “نصر من الله” مكتملة الإعداد والتجهيز.. بانتظار إشارة القيادة.موضحاً أننا في الحدود نقفُ على مشارف مدن كبرى سكانها يتوقون للحرية وسيكونون عوناً لنا عند الفتح.

وقال وزيرُ الدفاع: نمتلك بنكَ أهداف عسكرية بحرية وبرية للعدو الصهيوني ولن نتردّدَ في ضربها إذَا قرّرت القياد.ة وأضاف: إن “البحرية” اليمنية تمتلك ما يجعلها قوةً فاعلةً على مستوى المنطقة والحفاظ على سيادتنا البحرية في مقدمة الأولويات.

وفي ما يخص الدور الإماراتي في اليمن، أكد العاطفي أنه “لا زال وعيدُنا للإمارات قائماً وكل تحرّكاتها التآمرية مرصودةٌ عن كثب”. وجزَمَ أن التحالف يسعى لكسب الوقت ومبادرات السلام تقيم الحُجّة عليه.

وفي سياق متصل قال المؤرخ العسكري الكندي جوين داير إن الحرب التي تدور على اليمن منذ 5 أعوام من المرجح أن تنتهي قريباً جداً وستكون نهايتها بانتصار اليمنيين، وهزيمة السعودية.

وأشار داير في مقال نشرته صحيفة “هاميلتون سبيكتيتر” الكندية إلى أن السعوديين رغم احتكارهم للقوة الجوية ، التي مكنتهم من قصف أي شيء يتحرك (بما في ذلك عدد غير محتمل من حفلات الزفاف) ورغم أن تحالفهم من الديكتاتوريات والممالك العربية ، من مصر إلى الإمارات ، يمنحهم قوات كبيرة على الأرض، إلا أنهم ما زالوا لا يستطيعون الفوز.

ولفت إلى أن “السعودية تتجنب إلزام قواتها بالقتال البري ، بينما يتجه اليمنيين بالحرب إلى الأراضي السعودية، ورغم أن ادعائهم بقتل 500 جندي سعودي واستيلاء 2000 آخرين في إغارة على جنوب غرب السعودية (عملية نصر من الله)قد يكون مبالغًا فيه لكن من الواضح أن شيئًا كبيرًا من هذا النوع قد حدث في أواخر سبتمبر”

وأشار المؤرخ العسكري الكندي إلى أن هذه العملية الحدودية التي أطلقت عليها صنعاء عملية نصر من الله، جاءت بعد هجوم ناجح غير عادي بواسطة صواريخ كروز وطائرات بدون طيار على أكبر معملين لتصفية النفط في المملكة العربية السعودية في منتصف سبتمبر. وأضاف: حاولت الرياض إلقاء اللوم على إيران  كالمعتاد  لأنه من المهين للسعودية أن تعترف أن اليمنيون الفقراء وراء ذلك الهجوم  لكن من المحتمل أن اليمنيين هم الذين فعلوا ذلك.

وأكد المؤرخ السعودي أن التحالف السعودي للحرب في اليمن ينهار وأن هذه الحرب الغبية القبيحة قد تتجه أخيرًا إلى وقف طويل الأجل لإطلاق النار. ويردف الكاتب: ربما لن تكون هناك تسوية سلام فعلية لأن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان ، الحاكم الفعلي للمملكة السعودية ، سيريد إخفاء هزيمته (لأنها كانت “حربه المفضلة”). إلا أنها ستظل نعمة عظيمة للشعب اليمني.

لقد مرت أهوال السنوات الخمس الماضية لأن السعوديين استغلوا الإطاحة بالديكتاتور اليمني الحاكم منذ فترة طويلة علي عبد الله صالح في عام 2012 لتنصيب رجلهم ، عبد ربه منصور هادي ، في السلطة كرئيس انتقالي. ووفقا للمؤرخ الكندي فإن السعودية تتدخل باستمرار في سياسة اليمن، وقد بدأ رجلهم هادي الحكم في عام 2012 بتفويض لمدة عامين ، يتبعه (من الناحية النظرية) انتخابات ديمقراطية. وبدلاً من ذلك بقي في السلطة بعد انتهاء ولايته وروج لدستور جديد من شأنه “إضفاء اللامركزية” على البلاد وتقليص الجزء الشمالي المكتظ بالسكان من اليمن من أي حصة من عائدات النفط.

ويؤكد المؤرخ العسكري الكندي أن لعبة هادي كانت ببساطة إعادة توجيه تدفق عائدات النفط لنفسه ولأصدقائه لكنها خدمت أيضًا أغراض النظام السعودي لأنها ستحرم شمال اليمن من هذا الدخل. وينوه إلى أنه “لا يوجد دليل على أن الإيرانيين أرسلوا للحوثيين على الإطلاق أي شيء أكثر من تمنياتهم ، لكن الحوثيين رأوا ما كان هادي يحاول القيام به وتمردوا عليه. لقد فر إلى  السعودية وكان هناك منذ ذلك الحين ، في حين خاضت حكومته “المعترف بها دوليًا” (لم تنتخب أبدًا) حربًا تقودها السعودية لإعادته إلى السلطة.

وخلص المؤرخ العسكري الكندي جوين داير إلى أن من الواضح الآن أن السعودية لن تفوز أبدًا، فبعد خمس سنوات من الحرب ، لا يزال الحوثيون يسيطرون على ثلاثة أرباع السكان ولهم على الأرجح دعم شعبي واسع والتحالف العسكري السعودي ينهار. الفائزون واضحون ، وقد حان الوقت لإيقاف الحرب.

لیس لدی إبن سلمان وقت موسع.. لماذا؟
سيطرة السعودية بالخليج اهتزت كثيراً وهي تسعى يائسة لإنجازات سياسية والمحادثات مع انصار الله اعتراف منها بمحدودية قوتها وإبن سلمان يأمل بالعودة لواشنطن عن طريق اليمن.

نقلا عن مصادر سياسية وأمنية عليمة ورفيعة بالكيان الاسرائيلي، قال المستشرق الإسرائيلي، د. تسفي بارئيل إن سيطرة السعودية في الخليج اهتزت كثيرا وهي تسعى يائسة لتسجيل انجازات سياسية وفق تعبيره ولفت بارئيل الذي يعمل محللا للشؤون العربية في صحيفة (هآرتس) العبرية إلى أن هبوط المنتخب السعودي بالدوحة هو حدث تاريخي مشددا على أن هذه الطائرة هي الأولى التي كسرت الحصار.

وشدد على أن جهود ترامب في السنتين الأخيرتين لعقد مصالحة بين السعودية وقطر لم تنجح، لكن يبدو أن قراره الاستراتيجي ببدء الانسحاب من الشرق الأوسط هو الذي حرك قرار السعودية بالدفع قدما بالمصالحة مع قطر، مشيرا إلى أن ترامب رفض الرد على إسقاط إيران للطائرة الأمريكية بدون طيار وأبلغ السعودية بأن الهجوم على منشآت النفط فيها هو شأن سعودي، وأنه سيكون مسرورا حقا في مساعدتها، لكن سيكون على المملكة الدفع مقابل هذه المساعدة.

علاوة على ذلك، أكدت المصادر للمستشرق بارئيل أنه في الوقت عينه، فإن السيرك البهلواني، الذي بات يعرف إعلامياً بـ”صفقة القرن”، والذي كانت السعودية ستلعب فيه دوراً رئيسياً، قام بطي خيمته، والقوات الأمريكية بسورية تنوي الانسحاب، وبالتالي فإن أمام هذه المستجدات، شددت المصادر بتل أبيب، يتحتم على المملكة إعادة فحص إستراتيجيتها.

وتابع: يلوح في الأفق تهديد للمستقبل القانوني والسياسي لترامب، وإذا تم عزله أوْ فشل بالانتخابات وفاز مرشحاً ديمقراطياً فإن السعودية ستجد نفسها أمام حاجز معاد ومزدوج: في الكونغرس وفي الإدارة، ومن اجل استباق هذه “الكارثة” يجب على محمد بن سلمان، العمل بسرعة من اجل استقرار مكانة المملكة بالشرق الأوسط وتحسين صورتها بواشنطن.

وأشار المستشرق إلى أن جبهة اليمن يمكن أنْ تكون الهدف القادم لمبادرة سياسية سعودية، التي سيمكن نجاحها ولي العهد عرض انجاز سياسي واحد، وأنه وقع بالرياض على اتفاق بين حكومة اليمن المعترف بها برئاسة الرئيس المستقيل عبد ربه منصور هادي وبين “المجلس الانتقالي الجنوبي”، الذي يطالب بتشكيل دولة مستقلة بجنوب اليمن، ولكن الاتفاق لا يضمن النجاح، حيث أنه سواء حكومة هادي أوْ المجلس الانتقالي غير متسرعتين لحل جيوشهما وتشكيل جيش مشترك.

وأشارت المصادر الإسرائيلية إلى أن المسؤولية المباشرة من الآن تقع على شقيق ولي العهد خالد، الذي حصل على الإذن للبدء في التفاوض مع أنصار الله، وهنا يكمن التطور الأهم الذي يمكن أنْ يثمر نهاية للحرب التي استمرت خمس سنوات تقريبا. وبحسب مصادر عربية فإن العلاقة المباشرة بين خالد بن سلمان وبين رئيس المجلس السياسي الأعلى لانصار الله، مهدي المشاط، بدأت في شهر أيلول (سبتمبر) الماضي، بعد فترة قصيرة على ضرب منشآت النفط السعودية في منتصف نفس الشهر، حيث اقترح ابن سلمان على المشاط تشكيل لجنتين، سياسية وعسكرية، تناقشان مباشرة وقفا طويلا لإطلاق النار وخطة لحل سياسي.

واختتم المستشرق، نقلا عن مصادره والواسعة الاطلاع بتل أبيب قائلا إنه بالنسبة للسعودية، قرار فتح القناة الدبلوماسية مع انصار الله، هو اعتراف متأخر لكنه صحيح، بحدود قوتها، واليمن تحولت الآن إلى الاختبار السياسي المهم لابن سلمان، الذي من خلاله يأمل بتمهيد طريق عودته إلى واشنطن.

المزيد في هذا القسم: