المرصاد نت - متابعات
فشلت سلطة هادي والمجلس الإنتقالي في تشكيل حكومة جديدة ضمن المهلة الزمنية التي حدّدها اتفاق بينهما، ما يمكن أن يشكّل ضربة لآمال التوصل إلى حل للحرب التي تمزّق البلد الفقير منذ سنوات. وتدور الحرب في اليمن بشكل رئيسي بين الأطراف المتصارعه على السلطة وتدخل تحالف عسكري سعودي إماراتي، منذ قبل أكثر من خمس سنوات.
لكن ثمة خلافات عميقة في المعسكر المعادي لصنعاء. فالقوات التي يفترض أنّها موالية للحكومة في الجنوب الذي تتخذ الحكومة المعترف بها منه مقرّا، تضم فصائل مؤيدة للانفصال عن الشمال. وكان الجنوب دولة مستقلة قبل وحدة اليمن سنة 1990 م وشهد جنوب اليمن في آب/أغسطس معارك بين قوّات مؤيّدة للانفصال وأخرى موالية للسلطة أسفرت عن سيطرة الانفصاليين على مناطق عدّة أهمها عدن.
ورعت الرياض اتّفاقا لتقاسم السلطة بين الطرفين لتجنّب "حرب أهلية داخل حرب أهلية" وقّعته حكومة هادي والمجلس الانتقالي الجنوبي، السلطة السياسية الأقوى في جنوب اليمن، في الرياض في الخامس من تشرين الثاني/نوفمبر الماضي. ونصّ الاتفاق على تولي القوة الانفصالية الرئيسية عددا من الوزارات في الحكومة التي من المقرّر أن تتكوّن من 24 وزيرا، وعلى عودة الحكومة إلى عدن.
وعاد رئيس الحكومة معين عبد الملك إلى العاصمة الموقتة الاثنين الماضي قادما من الرياض، ولكن لم يتم تشكيل أي حكومة جديدة رغم انتهاء المهلة الزمنية لذلك في الخامس من كانون الأول/ديسمبر الحالي، بحسب الاتفاق. وبحسب الباحثة في شؤون اليمن في جامعة أوكسفورد إليزابيث كيندال، فإنّ "الجدول الزمني لتطبيق اتفاق الرياض كان دوما طموحا للغاية. لم يكن من المفاجئ أن نرى" أنه لم يتمّ الالتزام بالموعد المحدد. وتقول كيندال لوكالة فرانس برس "السؤال الأكبر هو: هل تأخرت هذه الوعود أم أنها في نهاية المطاف غير قابلة للتحقيق؟".
ويؤكّد الطرفان التزامهما باتفاق الرياض ولكنّهما تبادلا الاتهامات بالمسؤولية عن عدم الالتزام بالموعد المحدد لتشكيل حكومة جديدة. وكان المتحدث باسم المجلس الانتقالي الجنوبي نزار هيثم اتّهم الحكومة اليمنية بـ"الخروج عن نص الاتفاق ومن ذلك عملية التحشيد المستمرة باتجاه الجنوب" الأمر الذي نفته الحكومة.
رغم ذلك تحدّث مصدر في المجلس الانتقالي الجنوبي لوكالة فرانس برس نهاية الأسبوع الماضي عن "تقدم كبير" في تنفيذ الترتيبات العسكرية والأمنية الواردة في اتفاق الرياض. وقال "اعتبارا من الأسبوع القادم، ستبدأ الخطوات التنفيذية لما تم التوافق عليه".
في المقابل، اتّهم المتحدث باسم حكومة هادي راجح بادي في بيان الانفصاليين بـ"محاولة عرقلة اتفاق الرياض". وأكّد بادي أن السلطة تقوم بتحركات عسكرية في الجنوب "تتوافق" مع بنود اتفاق الرياض وتأتي بالتنسيق مع التحالف بقيادة السعودية.
ووفقا لكيندال، فإنه على الرغم من تراجع حدة الاشتباكات في الجنوب، الوضع على الأرض ما يزال هشا. وتوضح أنها "مسألة تتعلق باتفاق من السهل التوقيع عليه ولكن من شبه المستحيل تنفيذه".
ويرى محلّلون أن الخلافات داخل معسكر السلطة تضعف القوات الموالية لها ويشكّل عدم التقدم منذ اتفاق الرياض ضربة للذين رحبوا به كخطوة أولى لانهاء الحرب في اليمن التي قتل فيها آلاف وتسببت بأزمة إنسانية تصفها الأمم المتحدة بأنها الأسوأ في العالم. ويقول الخبير في شؤون الخليج نيل بارتريك "اتفاق الرياض وضع مجموعة من المواعيد النهائية التي تتوقف على مصداقية تامة من أطراف يمنية مختلفة للغاية في رغبتها وقدرتها على تقاسم السلطة في عدن".
وبحسب بارتريك، فإن "تعليق الآمال على صمود اتفاق تقاسم السلطة في عدن طموح للغاية".في شوارع المدينة الساحلية الجنوبية، يشعر السكان بالاستياء وخيبة الأمل.
وقال محمد باوزير وهو من سكان عدن، لوكالة فرانس برس "لم نشاهد أي تغيير على أرض الواقع" مضيفا "للأسف فإن الوضع يصبح أسوأ فأسوأ".
المزيد في هذا القسم:
- السعودية عاجزة عن الحسم العسكري في اليمن وعاجزة عن الذهاب لحل سياسي المرصاد نت - أحمد عبدارحمن بدخول حرب تحالف العدوان السعودي على اليمن عامها الثالث تكون ممكنات وفرص الحسم العسكري السعودي قد تبخرت كما تشير بوضوح رسالة فريق ال...
- طائرتان عسكريتان أميركيتان تصلان جزيرة حنيش الكبري تمهيداً لإقامة قاعدة عسكرية المرصاد نت - متابعات يتزايد حضور الأميركيون المباشر في الساحة اليمنية حيث يجري العمل على إنشاء قاعدة عسكرية سرية وبسرعة في أكبر الجزر اليمنية في البحر الأحمر ...
- اتفاقية «إعادة الإعمار» بين السعودية وحكومة هادي: الاحتلال بثوب الاستثمار! المرصاد نت - رشيد الحداد بعدما شرعن «اتفاق الرياض» المُبرَم بين «المجلس الانتقالي الجنوبي» الموالي للإمارات وحكومة هادي وجودها العسكري في المحافظات الجنوبية و...
- معركة مطار عدن: بداية تشكل الوعي لدي أبناء الجنوب المرصاد نت - لقمان عبدالله في تغريدة لأحد الناشطين الإماراتيين قال فيها إن دول «التحالف العربي» لن ترضى بوجود حزب الله آخر على الحدود الجنوبية للس...
- سلسلة غارات هستيرية للعدوان السعودي على عدة محافظات وغاره أمريكيه على أبين المرصاد نت - متابعات شنت طائرات العدوان السعودي الأمريكي سلسلة غارات على مديرية نهم ومحافظتي الحديدة مأرب. وأوضحت مصادر أمنية أن طائرات العدوان شنت عدة غار...
- «التواطؤ» متواصل: بريطانيا «تُقدِّر» السخاء السعودي! المرصاد نت - متابعات يبدو أن الأداء الأممي مع تولي البريطاني مارتن غريفيث مهماته في آذار/ مارس المقبل لن يغاير ما سُجّل للمبعوث الحالي إلى اليمن إسماعيل ولد ا...
- الأمم المتحدة: القوات الإماراتية تمارس التعذيب والتحرش الجنسي في اليمن المرصاد نت - متابعات قالت المتحدثة باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان ليز ثروسيل إن المفوضية لديها ما يدفعها للاعتقاد بتعرّض سجناء يمنيين لمعاملة...
- تجدد الغارات على لواءالعمالقة بعمران وتعزيزات إلى نهم ومقتل قيادي في الحراك في الضالع المرصاد نت - محافظات جدد طيران العدوان السعودي الأمريكي استهداف موقع الشقراء في منطقة حرف سفيان بمحافظة عمران اليوم الأربعاء بـ 6 غارات جوية ل...
- الأمم المتحدة تبدأ عملية تفتيش سفن البضائع القادمة إلى موانئ اليمن المرصاد نت - متابعات ذكرت مصادر بان الأمم المتحدة ستبدأ عملية تفتيش سفن البضائع القادمة إلى موانئ الحديدة والمخا والصليف بدلا من قوات العدوان السعودي وبان ...
- مسيرات عديده تشهدها اليمن تحت عنوان ( رؤوس الفساد صناع الازمات ) شهدت عدد من محافظات الجمهورية يوم أمس الجمعة مسيرات ثورية تحت عنوان " يرحل رموز الفساد" طالب فيها المشاركون بضرورة اقالة الحكومة ورحيل الفاسدين وخرج صباح...