المرصاد نت - متابعات
يعيش اليمن انهياراً متسارعاً للأمن الغذائي وصل لمرحلة الخطر الكارثي وفق أحدث تصنيف دق ناقوس الخطر في مشكلة مزمنة تعاني منها البلاد لكنها باتت بسبب العدوان والحرب خطراً داهماً تهدد حياة ملايين اليمنيين. إذ يكشف التقرير الصادر عن قطاع الدراسات الاقتصادية اليمنية بالتعاون مع منظمة اليونيسيف، عن انعدام الأمن الغذائي في البلاد ومعاناة 20 مليون يمني من تهديد الانهيار المعيشي المتسارع، وبالتالي تصنيف اليمن في المرحلة الخامسة الكارثية. وتعتبر العوامل الاقتصادية من بين الأكثر تأثيراً على تفاقم هذه الأزمة.
ويعدد التقرير مجموعة أسباب قادت إلى تسارع انهيار الأمن الغذائي في البلاد أهمها العدوان و الحرب على اليمن وانكماش النشاط الاقتصادي وارتفاع الخسائر التراكمية في الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي (تكلفة الفرصة الضائعة) التي قدرت بحوالي 66 مليار دولار خلال الفترة 2015 - 2019م ويقدر التقرير تراجع ناتج قطاع الزراعة والأسماك بحوالي 32.8% متأثراً ضمن عوامل أخرى بارتفاع أسعار الوقود وتكاليف مدخلات الإنتاج الزراعي ومحدودية الوصول إلى مناطق الاصطياد السمكي. الأمر الذي أدى إلى فقدان سبل العيش وتقليص فرص العمل والدخل لشريحة كبيرة من السكان.
وانخفض متوسط دخل الفرد من الناتج المحلي الإجمالي بالأسعار الجارية من 1247 دولاراً عام 2014 إلى 364 دولاراً عام 2019، وفق التقرير، بمعدل تغير تراكمي بلغ 70.8%. ونظراً لكون 96% من اليمنيين مستهلكا صافيا للغذاء وينفقون ما يقرب من نصف ميزانيتهم على الطعام فإن فقدان أو تدني الدخل يؤثر بصورة مباشرة على مقدرتهم الشرائية.
وأدى انهيار الصادرات حسب التقرير إلى تدهور الوضع الكلي للأمن الغذائي كثيراً بسبب تراجع صادرات النفط والغاز وغيرها من المنتجات الزراعية والسمكية. حيث قُدر تراجع إجمالي الصادرات بحوالي 80% عام 2019 مقارنة بما كانت عليه عام 2014 مما أثر على سبل العيش للمزارعين والصيادين، وقلص تدفق النقد الأجنبي إلى البلاد. وساهم ذلك في تدهور العملة الوطنية مقابل الدولار وارتفاع سعر الصرف التفضيلي لتمويل واردات السلع الغذائية الاساسية بأكثر من ضعفين مقارنة بقبل الأزمة.
ويتحدث مدير قطاع الدراسات الاقتصادية الاستراتيجية عبد المجيد البطلي عن تأثيرات انقسام إدارة المالية العامة وتدهور الإنفاق العام، حيث توقفت الموازنة العامة عن تمويل ليس فقط البرامج الاستثمارية، ولكن أيضاً التحويلات النقدية للحالات الفقيرة المسجلة في صندوق الرعاية الاجتماعية منذ بداية عام 2015، وأجور ومرتبات جزء كبير من موظفي الدولة لأكثر من عامين.
ويضيف أن توقف نفقات التشغيل للخدمات الاجتماعية الأساسية في التعليم والصحة والمياه والكهرباء في كثير من مناطق البلاد، تركت السكان يعتمدون على المساعدات الخارجية المحدودة وغير المستدامة. وبالتالي حرم نسبة كبيرة من السكان من مصدر دخلهم الرئيسي مقوضاً قدرتهم الشرائية للسلع والخدمات الغذائية وغير الغذائية خاصة أن 32% من موظفي الدولة كانوا يعانون انعدام الأمن الغذائي قبل الأزمة.
كما أثر تراجع النفقات الاجتماعية سلباً على الطلب الكلي في الاقتصاد وساهم في زيادة البطالة وتفاقم انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية، وتعميق فجوة الفقر حيث أصبح 80% من اليمنيين في حاجة إلى شكل من أشكال المساعدات الإنسانية والحماية.
وتوقفت حكومة هادي عن صرف مرتبات المتقاعدين المدنيين في كافة مناطق اليمن وكذا مرتبات الموظفين النازحين، إضافة إلى مرتبات قطاع الصحة وجهات حكومية أخرى في مناطق سيطرة الحوثيين الأمر الذي يضاعف معاناة مئات الاَلاَف من الموظفين. وكانت منظمة اليونيسف قد نفذت بتمويل من البنك الدولي الجولة الخامسة من مدفوعات تحويلات الرعاية الاجتماعية في سبتمبر / أيلول مغطية 9 ملايين شخص تقريباً. ووجد التقرير أن 9 من كل 10 مستفيدين استخدموا التحويلات لشراء الغذاء، بينما ما يقارب النصف استخدمها لشراء أدوية، وربع المستفيدين استخدمها لسداد الديون.
أيضاً شكلت أزمة سعر الصرف أبرز العوامل المستجدة التي فاقمت من انعدام الأمن الغذائي في البلاد. ورغم الارتفاع النسبي في سعر صرف الدينار أخيراً، إلا أنه ما زال مرتفعاً مقارنة بما كان عليه في مطلع 2015. ففي نهاية 2019م كان سعر الصرف الموازي أعلى بحوالي 147% بينما كان سعر الصرف التفضيلي لاستيراد السلع الغذائية الأساسية أعلى بحوالي 107% مقارنة بفترة ما قبل العدوان العسكري السعودي. وهذا يقود إلى زيادة معدل تضخم أسعار المستهلك، وبالتالي يضعف القوة الشرائية للعملة الوطنية، ويقود لتآكل المدخرات وتخفيض القيمة الحقيقية للدخل.
وساهم انخفاض الاستهلاك الحقيقي إلى انزلاق مزيد من السكان في مربع انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية، خاصة وأن اليمن يعتمد على الاستيراد في تغطية احتياجاته من الدواء والكساء والوقود ويستورد نحو 75% من الاستهلاك الغذائي للسكان. ويؤكد التقرير تصاعد معدل التضخم التراكمي لأسعار المستهلك بحوالي 114% حيث ارتفعت أسعار سلع ضرورية لحياة المواطن مثل الغذاء والمسكن والملبس والدواء والنقل والوقود بنسب كبيرة.
ويقول مدير المؤسسة اليمنية لتنمية وإنتاج الحبوب أحمد خالد الخالد إن انعدام الأمن الغذائي مشكلة مزمنة يعاني منها اليمن، لكن الحرب والحصار أديا إلى تسريع عملية انهياره لكنها كما يؤكد ليست معضلة عصية عن الحل. ويشدد على أهمية تغيير النمط الاستهلاكي للمجتمع اليمني والاعتماد على المنتجات الزراعية من محاصيل الحبوب المنتجة محلياً كالذرة والدخن والشعير والبقوليات في الغداء اليومي والتقليل من الحبوب المستوردة وخاصة دقيق القمح وهذا سيعمل على التقليل من فاتورة الاستيراد للقمح من الخارج، إلى جانب تحقيق نقلة نوعية في دعم المزارع اليمني وتشجيعه على الاستمرار والتوسع في زراعة أكبر مساحة ممكنة من الأراضي وتوفير فرص عمل، والقضاء على أمراض سوء التغذية والأمراض الأخرى الناتجة عنها.
ويؤكد الخالد ضرورة زيادة إنتاج الحبوب وزيادة نسبة الاكتفاء الذاتي تدريجياً وكذا تخفيض تكاليف الإنتاج ودعم وتشجيع المزارعين وإدخال التقنيات الزراعية الحديثة وتشجيع ودعم البحوث الزراعية الهادفة لتطوير الإنتاج لمواجهة تسارع انهيار الأمن الغذائي.
المزيد في هذا القسم:
- توافق يمني للتخلص من “التحالف” المرصاد-متابعات فشلت الماكينة الإعلامية الضخمة للتحالف، في ترسيخ مفهوم الشرعية، في عقول اليمنيين، وأن تدخلهم العسكري باليمن هو لإعادة الشرعية ا...
- التطبيع مع العدو الإسرائيلي خيانة جديدة ترتكبها حكومة هادي ضد الشعب اليمني! المرصاد نت - متابعات تناقلت وسائل الإعلام العالمية والعربية خبرٍ مدوِ وصاعق علينا جميعاً وهو خبر اجتماع ممثلين عن حكومات النظام السعودي ومشيخة الإمارات ومملكة...
- المواجهات لا تزال مستمرة .... سقوط 17 لواءً و2500 كلم بيد صنعاء ! المرصاد نت - رشيد الحداد لم يعد الطريق معبّداً للوصول إلى العاصمة، ولم تعد نهم (شرق) مسرح عمليات عسكرية تشعلها القوات الموالية للتحالف السعودي، وعلى رأسها ميل...
- نيويورك تايمز: واشنطن توقف بيع الأسلحة إلى السعودية وسط مخاوف من حرب اليمن المرصاد نت - متابعات عمقت إدارة أوباما الشرخ مع حلفائها في الخليج على مدى الصراع المستمر والدائر في اليمن وذلك بمنع نقل ذخائر دقيقة إلى السعودية بسبب مخا...
- الرأي العام العالمي غير مهتم بما يجري باليمن المرصاد نت - متابعات مرة أخرى يموت في اليمن نساء وأطفال ففي غارة جوية سعودية حدثت مؤخرا على شمال العاصمة صنعاء قتلت ثمان نساء وطفل كانوا يشاركون في تقديم مراس...
- التحالف يصّعد جوياً على مأرب بـ 16 غارة المرصاد-متابعات صعّدت مقاتلات التحالف اليوم الإثنين ، من غاراتها الجوية على مديريات محافظة مأرب والتي بلغت حتى الآن 16 غارة جوية. مصدر أمني بالم...
- أبرز التطورات الميدانية والعسكرية في المشهد اليمني ! المرصاد نت - متابعات لقي عدد من مرتزقة العدوان السعودي الأمريكي مصرعهم وجرح آخرون اليوم الخميس إثر عملية إغارة للجيش واللجان الشعبية في محافظة الجوف. وأوضح مص...
- استهداف تجمعات المرتزقة بمعسكر المنطقة الثالثة بمأرب متابعات : استهدفت القوة الصاروخية للجيش واللجان الشعبية اليوم الإثنين بصليات من صواريخ الكاتيوشا تجمعات المرتزقةبمعسكر المنطقة الثالثة بمدينة مأرب وأ...
- معادلة الردع فرضت قواعد اشتباك جديدة لصالح صنعاء! المرصاد نت - متابعات بعد أن ظل تحالف العدوان السعودي يعربد في سماء اليمن منذ بدأ عدوانه في 26 مارس 2015 ويقتل اليمنيين، أطفالاً ونساء، مستهدفا كل مظاهر الحياة...
- محافظة البيضاء بالكامل تحت سيطرة الجيش واللجان الشعبية خريطة رداع والبيضاءتمكن الجيش مع اللجان الشعبيه فجر اليوم من دخول منطقة الرباط ومنطقة الهيكل وحيد السماء ومشعبة. وقالت مصادر ميدانية بأن الجيش واللجان الشعبية ...